قاعدة أهل الحق في الفرق بين صفات الخالق وصفات الخلق

[NASIH]

بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيف الله الصقيل: ناصر الحق، السيد الإمام الشيخ طارق بن محمد السعدي: ((
أهل الحق يثبتون ما أثبته اللهُ تعالى لنفسه من الصّفات على معنى لا تُدركه العقول.
قال الله جل جلاله: { لا تُدركُه الأبصار }[ الأنعام: 103 ] مؤكّداً ما بيّنه مُجْمَلاً في قوله: { قل هو الله أحد }[ الإخلاص: 1 ] وقوله: { ليس كمثله شيء }[ الشّورى: 11 ] في أنه لا يشترك مع خلقه في معنى من المعاني بوجه من الوجوه البتّة، ليكون ذلك جميع دليلا للعقلاء وأهل العلم ـ الذين أرجع الله تعالى الفتوى إليهم في قوله: { لَعَلِمَه الذين يَسْتَنْبطُوْنَه منهم }[ النساء: 83 ] ـ على أن صفات الله تعالى ـ كالوجود والسمع .. الخ ـ والألفاظ التي أضافها سبحانه لنفسه في معرض الوصف ـ كاليد والوجه .. الخ ـ لا يُرادُ بها أيّ معنى من المعاني الخَلقِيّة.
فينفون عن الله تعالى كل وجوه المماثلة بينه وبين خَلْقِه، ولا يُثْبتون صفاتِه على أصولهم(1)
فإذا مرّوا على صفة ( الوجود ) ـ مثلاً ـ اعتقدوا أن الله تعالى موجود وجودا لا يشبه وجود الخلق ـ المتوقف على زمان ومكان وكيف وجسم .. الخ ـ في وجه من الوجوه.
وكذا : السمع والبصر والقدرة والإرادة .. الخ .
وإذا مرّوا على لفظ ( اليد ) ـ مثلاً ـ اعتقدوا أن الله تعالى أراد به معنى مجازيّا تُرْشد إليه القرائن المحتفّة به : كالجاه ، والوقار ، ومنع الظلم ، والقوة ، والقدرة ، والسلطان ، والمِلْك ، والغِيَاث ، والاستلام ، والنّعمة ، والإحسان .. الخ.
وكذا : الوجه والإصبع والمجيء والإتيان .. الخ .
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
(1)ـ يعني على أصول الخلق. فإن الأصل في وجود المخلوق ـ مثلا ـ: أن يوجد في زمان ومكان وكيفيّة وهيئة معروفة .. الخ، فإن قيل: وُجد مخلوقٌ بلا زمان، أو مكان، أو كيف، أو .. الخ، كان الكلام لغواً باطلاً، والحديثُ عن عدم، إذ لا يوجد المخلوق بغير ذلك.
فلا يُقاس وجود الله تعالى على وجود المخلوق، فيقال لمن أثبت وجود الله تعالى بلا مكان ولا زمان ولا كيف .. الخ ما قيل في ذلك؛ لأن الأصل الذي بني عليه الإنكار على الأول ثبت من خلال الواقع المُدْرك فيه، وأما الله تعالى فقد أثبت أنه لا يُعرف على قواعد الخلق وأصولهم كما تقدّم.
(2)ـ ومن يزعم أن قائل ذلك يعبد عدماً!! إنما يزعم ذلك لأنَّه يعبد صنماً نسجه في كلامه وإن لم يتصوّره في خياله، حيث طبق قواعدَ وأصولَ الخلق على صفات معبوده، فاعتقد أن له يدين حقيقيتين، وقدمين ووجهاً وعينين كذلك .. الخ!! ففاق بذلك عبدةَ الأوثان المصورة من الحجر وغيره عنجهيّةً!! إذ لمّا عبد هؤلاء صنماً نحتوه بأيديهم عرفوا معبدوهم، وأما هذا فقد عبد صنماً لا يعرفه!!
(3)ـ أنظر : القاموس المحيط : ( 4 / 408 ) وغيره من كتب اللغة.
وهذا ما يريده العلماء بقولهم في نحو لفظ ( اليد ): الألفاظ المضافة إلى الله تعالى؛ وذلك: لأنها دلت على الصّفات وليست هي الصّفات. فتنبّه


ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

[NASIH]

تصحيح:
التعليق رقم (2) يأتي بعد قول فضيلته ( .. ولا يثبتون صفاته على أصولهم ))
والتعليق رقم (3) يأتي بعد قول فضيلته ( .. والنعمة، والإحسان .. الخ ))
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
للاستفادة منه: talsaadi@hotmail.com

[NASIH]

للرفع

[المحايد ـ100%ـ]

للرفع
أين أنت يا أخ ناصح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟