مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

موضوع مغلق
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-02-2006, 02:21 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

... لو عرفوكَ يا رسول الله لأحبوك.

ها هي قريش تنتهي من ترميم الكعبه المُشرفه والتي ساهم فيها أكابرهم وسادتهم،جمعوا لها المال وتعاهدوا ألا يدخل فيه مال ربا أو مال عاهره،وجائت اللحظه التي تمناها كل أشراف قريش،لحظة الشرف والمجد،اللحظه الحاسمه،اللحظه التي لن تتكرر في التاريخ،لحظة وضع الحجر الأسود!،كلٌ يريد أن يحوز هذا المجد،ونشب الخلاف وكاد الأمر أن يُحدث معركه بين الأشراف والساده،ولولا بقيةٌ من عقل لحدث مالا تُحمد عقباه،وإستقر الأمر على تحكيم أول داخلٍ عليهم في هذا النزاع،فمن كان يا تُرى؟،كان سيدُ ولد آدم بأبي هو وأمي،فما كان من الحاضرين إلا أن هتفوا "الصادق الأمين،قبلنا قبلنا"..!


... لو عرفوكَ يا رسول الله لأحبوك.

الشمس تسطع في كبد السماء،مُرسلةً أشعتها الحارقه على كثبان الرمال فتجتمع مع حرارة الصيف لتحيلها جمراً مُلتهباً لا يُطيقه من كان راكباً على دابته،ومع هذا كان بأبي هو أمي يسير على قدميه الداميتين ودماؤه ترسم خطاً خلفه يُوحي بالألم،والحزن مما لاقاهُ عليه الصلاة والسلام من سُفهاء الطائف حين فكر في دعوتهم،سار طويلاً،غارقاً في أحزانه وهمومه في أمر دعوته التي لم تُحقق ما كان يصبوا له،قلبه يكاد يتفطر على هذه الجموع التي تُكذبه وتستهين بأمره،وعندها يأتيه جبريل عليه السلام ومعه مَلَكُ الجبال يطلبه الإذن في الإنتقام ممن آذوه وأدموا قدميه الشريفتين،عندها تتجلى معاني الرحمه والشفقه والتجرد ليقول "كلا،فإني أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يُشرك به شيئاً"..!


... لو عرفوك يا رسول الله لأحبوك.

ها هي شوكة الإسلام قد قويت وها هو الجيش الإسلامي قوامه عشرة ألآف فارس صنديد،وعلى رأسهم الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه يسيرون صوب مكه يهزون الأرض هزاً،الشجاعه والفروسيه في عنفوانها،إنه يوم فتحُ مكه،وما أدراك ما مكه!،مراتعُ الصبا وذكرى الأحباب،مكه مدرسة النبوه ومهبط الوحي ودار الأرقم!،يدخل الفوج الأول يليه الثاني فالثالث في موكبٍ مهيب تخشع له أفئدة القوم وترنو له الأبصار،ويتقدم علي الصلاة والسلام،مُطأطئٌ رأسه حتى كادت لحيته أن تمس ظهر ناقته،هو التواضع والرحمه مُجسماً،يطوف بالبيت العتيق على ناقته ويمسُ الحجر الأسود الذي وضعه بيده الشريفه في موضعه يوم إختلاف القوم حين ذاك،يمسه بعصاه ويقبل طرفها،ثم يقف أمام الناس والأعين مُشرأبه والقلوب قد بلغت الحناجر،إنه يومُ القصاص،يوم الإنتقام هكذا قال البعض لنفسه مؤنباً ومعاتباً،ثم ينطق عليه الصلاة والسلام وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى "ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟" قالوا بلهجة الرجاء والخوف "أخٌ كريم وأبن أخٍ كريم" فيُطلقها عليه الصلاة والسلام بكل عزة المتواضع وبكل عنفوان الرحمة التي ملأت قلبه تجاه البشريه "إذهبوا،فأنتم الطلقاء"...!


... لو عرفوك يا رسول الله لأحبوك.

ها هي رسائل النور تنطلق من طيبه الطيبه تدعوا ملوك الأرض لعباده الواحد الأحد وحده لا شريك له،وها هو هرقل عظيم الروم تصله رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام،فيعجب لأمر هذا الدين ويرغب في إستيضاح الأمر ويصدُف وجود أبوسفيان بن حرب في تجارة له في الشام فيلقاه هرقل لسؤاله عن النبي صلى الله عليه وسلم ويستوضح منه خبره،فيزداد هرقل تعظيماً وإكباراً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ويُجري الله على لسانه كلمته الخالده "وددت أني عنده فأغسل قدميه"..!


... لو عرفوك يا رسول الله لأحبوك.

تثاقل عليه المرض صلى الله عليه وسلم وما عاد يقدر على الوقوف على قدميه الشريفتين ويستأذن في أن يُمرَّض عند عائشه رضي الله عنها أحب الناس إلى قلبه،ويُوعك بأبي هو وأمي وتزداد وطأةُ الحُمَّى على جسده الطاهر،ذلك الجسد الذي طالما سهر قائماً يُصلي ويدعوا ربه "يارب أمتي"،ذلك الجسد الذي طالما جاهد لإعلاء راية الحق وكلمة الدين"لا إله إلا الله"،ذلك الجسد الذي لم يشبع قط من خبز الشعير بأبي هو وأمي،ذلك الجسد الطاهر يتهالك الأن وتزداد سخونته حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفيضوا عليَّ الماء!،ويأتي الأصحاب لرؤيته،وتبكيه زوجاته وتقول إبنته رضي الله عنها "وا كرب أباه"،فيجيبها "لا كرب على أبيكِ بعد اليوم"،ثم يشخص بصره ويُناجي ربه قبل لقائه ويقول "بل الرفيق الأعلى،بل الرفيق الأعلى"..!
فاللهم إجمعنا بحبيبنا وقدوتنا وإمامنا وقرَّة أعيننا في الجنه
اللهم أوردنا حوضه وإسقنا من يده الشريفه شربةً لا نظمأ بعدها أبداً
اللهم إحشرنا في زمرته وإجعلنا من أهل شفاعته
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين
وا رسول الله،وا نبي الله ... لو عرفوك يا حبيبُ الله لأحبوك!

والحمد لله رب العالمين.
__________________
أما آنَ للقيدِ أن ينكسر ..!

موضوع مغلق


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م