القرود تقيم حداً من حدود الله
من المعلوم أن القرود حيوانات عجيبة تصدر منها أفعال غريبة تدل على عقل و ذكاء في بعض الأحيان.
و حركات القرود مشهورة معروفة و لكننا اليوم سنتناول حدثاً هاماً سجله لنا التاريخ ليعتبر به البشر, فمن المعلوم أن القرود يحتفظ كل منهم بزوجته و لا يعتدي عليها آخر, و هم يختلفون في ذلك عن كثير من الحيوانات.
فحدث في يوم من الأيام أن قرداً عجوزاً خانته زوجته الشابة مع قرد آخر شاب فاجتمعت عليهما القرود و أقاموا عليهما حد الرجم فرجموهما بالحجارة حتى ماتا, و القصة رواها البخاري في صحيحه و الإسماعيلي في المستخرج. و إليك نصها: (( عن عيسى بن حطان قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأودي جالس و عنده ناس فقال له رجل: حدثنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية قال: كنت في حرث لأهل اليمن, فرأيت قرودا كثيرة قد اجتمعن, قال: فرأيت قرداً و قردة قد اضطجعا, ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد واعتنقتها, ثم ناما فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها, فاستلت يدها من تحت رأس القرد, ثم انطلقت معه غير بعيد. فنكها, و أنا أنظر, ثم رجعت إلي مضجعها.
فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فانتبه القرد, فقام إليها فشم دبرها, فاجتمعت القردة فجعل يشير إليها, فتفرقت القردة, فلم ألبث أن جيء بذلك القرد بعينه, أعرفه, فانطلقوا بها و بالقرد إلي موضع كثير الرمل, فحفروا لهما حفيرةً , فجعلوهما فيها, ثم رجموهما حتى قتلوهما, و الله لقد رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه و سلم))
و في رواية البخاري أن عمرو بن ميمون رجمهما معهم.
من كتاب انظرحولك .. وحيد عبدالسلام بالي
منقول من: مجلة الشجرة الطيبة
بوشامك