مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-09-2004, 04:54 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي الثابت والمتغير في حياة المسلمين

[color=orangered]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد[/COLOR].. فهذه مقالة تناقش قضية: هل يلزم تغيير الدين ليتوافق مع تغيرات المجتمع؟؟ أم يلزم تغيير المجتمع ليتوافق مع الدين؟؟
أقول:
لو أن رجلا كان عنده موعدان، أحدهما مع ملك أو رئيس، والثاني مع عامل في مصنع أو موظف في شركته أو صديق له…
فإنه بالطبع سوف يثبت الموعد الأهم والأعظم في قلبه على حسب ما يؤمن ويعتقد من عظمة المتواعد معه.. وسوف يغير الموعد الأقل عظمة لإيمانه بضعف وقلة قدر الشخص الأقل عظمة بالنسبة لعظمة وقدر الأول..


فالقاعدة هي: استعداد الإنسان لتغيير ما هو رخيص وقليل القدر في قلبه وفي نظره وفي اعتقاده وفي إيمانه… ولكنه ليس على استعداد لتغيير ما هو غالي وثمين في قلبه ونظره واعتقاده وإيمانه..


وتطبيق هذه النظرية على حياة الصحابة: نجد أن الصحابة الكرام، كانوا على استعداد تغيير أي شيء، إلا الدين، هو الشيء الوحيد الذي كانوا يحرصون على تثبيته وعدم تغييره.. أي كانوا على استعداد من تغيير الوطن والبلد والأصدقاء والتجارات والمعايش وطرق الحياة والمرتبات، في سبيل الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينجون بدينهم.. لأن الدين عندهم لم يكن رخيصا، إنما كان أغلى شيء عندهم، كان أغلى من لحمهم وعظمهم ودمائهم.. والآخرة كذلك كانت أغلى شيء عندهم، وحب النبي صلى الله عليه وسلم كان أثمن شيء لا يمكن تغييره والتفريط فيه أبدا… وحب الله عز وجل لم يكونوا على استعداد التفريط في أي ذرة حب في قلوبهم لله عز وجل.. فكانوا على استعداد من تغيير أي شيء في حياتهم ما عدا الدين..

فتح المسلمون بلاد فارس والروم، وجاء القادة منتصرين من معاركهم فاتحين، ودخلوا على عمر بن الخطاب في المسجد وهم يلبسون زي الفرس والروم، إعلانا بالفتوحات وفرحا بنصر الله، فدخلوا عليه في زي الفاتحين، وهم ينتظرون أن يتلقاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقاء الفاتحين المنتصرين.. وكانت المفاجأة: نظر عمر بن الخطاب لهم نظرة واحدة فقط، ثم ولى وجهه عنهم ودخل بيته ولم ينظر إليهم نظرة أخرى..
فتعجبوا أشد العجب، وبينما هم في حسرتهم وتعجبهم وانبهارهم وجدوا أمامهم ابن عمر رضي الله عنهما، فسألوه عما فعل أبوه… فقال لهم: لعلكم أتيتم بالهيئة التي لم تكونوا قد خرجتم بها… فنظروا على ملابسهم، ثم ذهبوا فغيروا ملابسهم فلبسوا نفس اللبس الذي خرجوا به من المدينة، أي الزي العربي المتواضع.. وحينئذ لما رآهم عمر أخذهم وقبلهم واستقبلهم استقبال الغائبين المسافرين الفاتحين..

فمن هذه القصة نرى أن عمر بن الخطاب، كان لا يرضى بتغيير أقل القليل من العادات الإسلامية العربية ولو كان من أجل الفتوحات والانتصارات.. كان الزي والهيئة شيء ثابت لا يمكن أن يتغير أبدا بتغير الزمان والبلاد إن كان يمس شيئا في الدين.. كل شيء يتغير عنده إلا الدين..

كان معاذ بن جبل رضي الله عنه من الصحابة.. ولم يكن أميرا ولا ملكا في المدينة المنورة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان صحابيا جليلا كبقية الصحابة الكبار..
فلما أصبح أميرا على إحدى البلاد في عصر الخلفاء الراشدين، لم يغير شيئا من حياته ومظهره وهيئته التي كان يعيش بها في المدينة في العصر النبوي الشريف.. وفي القصة المشهورة: أنه قد رآه أحد المارة يوما في الطريق فلم يعرف أنه أمير هذه البلاد، وكان مع الرجل حملا ثقيلا، فطلب من معاذ رضي الله عنه أن يحمل له هذا الحمل على أجر معين، فحمل معاذ رضي الله عنه أثقال الرجل وسار في الشوارع وهو يقول: افسح الطريق للأمير، والرجل يحسبه يمزح ويغني..
كانوا على استعداد تغيير أي شيء إلا ما يمس الدين، وما يمس ولو ذرة واحدة من الدين.. ولا العادات والتقاليد التي لها علاقة بالدين، أي علاقة ولو مقدار شعرة واحدة..

كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في مكة والمدينة من المقربين من النبي صلى الله عليه وسلم ومن آل البيت.. ولكنه لم يكن يوما ملكا من الملوك ولا رئيسا إلا بعد تولي الخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه..
ثم أصبح خليفة أي ملكا على بلاد فارس والعراق والشام وكل الجزيرة العربية ومصر والسودان وبرقة وبعض بلاد المغرب وبعض أذربيجان وغيرها… فلم يكن أميرا على بلد مثل مصر فقط التي هي بين البحر المتوسط والسودان.. ولكنه كان ملكا على ما يعادل قارة كاملة..
وذات يوم وهو في الكوفة أو البصرة رآى درعه الذي فقده يوم الجمل يبيعه رجل يهودي، فقال للرجل اليهودي: هذا درعي، فقال له الرجل اليهودي وهو يعرف علي بن أبي طالب جيدا: بل هذا درعي…
ماذا فعل الإمام علي كرم الله وجهه؟ هل أخذ الرجل وأخفاه وراء الشمس؟ هل وضعه في السجن مدى الحياة؟؟
لا، ولكنه قال له: فلنذهب إلى القاضي.. وكان القاضي المعين من قبل الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو شرحبيل بن حسنة.. وعند القاضي جلس الاثنان أمام القاضي، فقال القاضي لعلي بن أبي طالب: هل معك شهود؟؟ فقال الإمام علي كرم الله وجهه: نعم معي اثنان ابني وخادمي… فقال القاضي الذي لم يكن يهمه إلا تقوى الله، لم يكن يهمه من يجلس أمامه هل هو خليفة المسلمين أو ملك من الملوك أو رئيس مصر أو رئيس العراق، قال له: لقد تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن شهادة الابن والخادم لا تصح.. فقضى بالدرع لليهودي.. فهل هدد الإمام علي القاضي بالحبس لما فعله؟ لا… فهل قبض عليه؟ لا … فهل أعطاه رشوة؟؟ لا … ولكن الإمام علي كرم الله وجهه سلم الدرع لليهودي وخرج من المحكمة بدون الدرع… فحينئذ بهت اليهودي الذي ظل في حيرته، ثم قال: والله ما هذا إلا أخلاق النبوة، فنطق بالشهادتين واعترف أن الدرع قد أخذه من الأرض يوم موقعة الجمل.. فترك الإمام علي الدرع له وأمر له بعطاء..
كانت العادات الإسلامية والأخلاق الإسلامية والتقاليد الإسلامية لا تتغير أبدا مهما تغير الزمان ومهما تغيرت البلاد ومهما تغيرت الأحوال ومهما تغيرت المناصب والمراكز، بل لو تغير الكون كله لم تتغير ذرة من دينهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم..

لما فتحت البلاد على المسلمين في عصر عمر بن الخطاب، ووجد الخليفة أن بعض المسلمين ابتدءوا يغيرون من زيهم ويتكلمون بألفاظ من لغات أخرى… أصدر فرمانا عاليا إلى جميع الولايات فيه النهي عن لبس زي الأعاجم، والنهي عن الرطانة بالأعجمية… فكل شيء يتغير إلا ما له علاقة بالدين… وكانت النتيجة أن تغيرت لغات الشعوب إلى العربية ولم تتغير اللغة العربية إلى الآن…
لم يكونوا على استعداد تغيير أي شيء من العادات والتقاليد التي لها علاقة بالدين، ولو تغير العالم كله، ولو أدى ذلك إلى تغيير المجتمعات الدولية في أي عصر من العصور أو إقليما من الأقاليم… أي لا يتغير الدين أبدا وإن تغير الزمان والمكان..



وتطبيق هذه النظرية الآن على حياة الأمة الإسلامية.. نجد أن عندنا الآن استعدادا موفورا لتغيير الدين من أجل أي شيء.. بل لتغيير أكبر وأهم معالم الدين من أجل اختراع صغير اخترعه الغرب، أو من أجل الدولارات واليوروات… أو نغير في ثوابت الفكر والعلم كصحيح البخاري من أجل أولاد القردة والخنازير والذين شتموا ربهم فقالوا:اتخذ الله ولدا…
وكلما غير الغرب الكافر من طريقة معيشته، أو ظهرت اختراعات جديدة قلنا: لا بد من تغيير الدين، لا بد أن نساير المجتمعات الدولية، أنتم تعيشون عصر الحمير، هذا تخلف، لا بد أن نساير العصر الذي يهيمن فيه الكفار على العالم، لا بد لا بد لا بد.. ولكننا لا نذكر كلمة "لا بد" في المحافظة على الدين والتقاليد والعادات الإسلامية العربية..
ولو فعلنا هذا فأصبح الدين شيئا متغيرا بتغير العصر عند الغرب، فيصبح الدين الذي كان من مائة سنة ليس هو الدين الآن، ثم الدين الذين يكون بعد مائة سنة ليس هو الدين الذي بعد عشر سنوات.. فيصبح الدين عاملا متغيرا دائما، بينما يكون الثابت في حياتنا معايير الدنيا وزينتها وما عند الكفار الغربيين من متاع ودولار ويورو واختراعات وطرق للمعيشة سواء كانت صالحة للبشرية أو فاسدة…
لأن الدنيا قد هيمنت على قلوبنا وفكرنا وأصبحت أغلى شي عندنا، أما الآخرة فقيمتها في قلوبنا رخيص، ولا تملأ من قلوبنا إلا مقدارا يسيرا يسيرا يسيرا..

فأصبح قيمة الدين في حياتنا صغيرا ضئيلا بينما قيمة الكفار وأموالهم واختراعاتهم وتقلبهم في البلاد عظيما كبيرا يستحوذ على أكبر مساحة في قلوبنا..

{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جنهم وبئس المهاد..}

بل نحن على استعداد تغيير جميع الدين من أجل سراب عند الكفار نحسبه ماء فإذا أتيناه وجدناه سرابا ووجدنا أننا قد ضيعنا كل شيء من أجل السراب..
{والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب}النور39

والحمد لله رب العالمين..
__________________
أبو سعيد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م