مطلوب موقف عربي صارم

[صمت الكلام]

مطلوب موقف عربي صارم


ان تطورات الأحداث علي الساحة اللبنانية والتي نجمت عن قيام إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية وفرضها الحصار البري والجوي والبحري علي لبنان وإغلاقها مطار بيروت الدولي يقتضي التعامل العربي الجاد معها بموقف صارم موحد ولذلك فإن اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية الطاريء المقرر عقده يوم غد السبت يجب ألا يكون اجتماعا عاديا باعتبار ان الموقف ليس عاديا وإنما تطور بشكل سيجعل المنطقة بأكملها علي حافة الحرب وعدم الاستقرار خاصة وان إسرائيل استهدفت البنية التحتية للبنان من جسور ومطارات وطرق لعرقلة الموسم السياحي.

لقد جاء الموقف الإسرائيلي وتصعيد العمليات بسبب غياب الإرادة الدولية لردعها مع وجود غطاء أمريكي يبرر لها مشروعية هذه العمليات الإجرامية باعتبار انها دفاع عن النفس.

ولذلك تمادت إسرائيل في تعسفها العسكري غير المبرر مع الفلسطينيين والذين تركهم المجتمع الدولي تحت رحمتها وها هي الآن تتحول إلي لبنان بحجة استرداد جنديين أسيرين.

ان استخدام أمريكا حق النقض في مجلس الأمن الدولي وعرقلة مشروع القرار الذي تقدمت به دولة قطر لإدانة الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين يدل علي مدي التنسيق الإسرائيلي الأمريكي ويعرقل جميع المساعي السلمية لحل الأزمة بل سيؤدي هذا الموقف الي تصعيد خطير للوضع سواء أكان في لبنان أو فلسطين باعتبار انه قد اطلق يد إسرائيل لتفعل ما تشاء بلبنان والعرب.

ان تعقيدات الوضع الذي أوجدته الممارسات الإسرائيلية سواء كان في لبنان أو فلسطين ينبغي ان يكون مدخلا لقرار عربي صارم ولذلك فإن الاتصالات التي تمت بين الدول العربية ومنها الاتصالات التي قادتها دولة قطر باعتبارها العضو غير الدائم بمجلس الأمن الدولي ينبغي ان تكون مدخلا لقرار جماعي شجاع وصارم وقوي لدعم الموقف القطري في مجلس الأمن حتي يكون القرار الدولي مدعوما بموقف عربي موحد.

رغم ان التصرفات والممارسات الإسرائيلية وجدت الدعم من أمريكا بتصريحات الرئيس بوش والتي برر فيها هذه التجاوزات إلا ان الموقف الدولي قد أدان الانتهاك الإسرائيلي الصارخ للأراضي اللبنانية ولذلك فإنه علي العرب استثمار هذا الموقف وارغام إسرائيل علي الخروج من لبنان ووقف اعتداءاتها الجوية والبرية خاصة وانها قد هددت باستمرار هذه الاعتداءات لتشمل جميع المناطق.

ان اصرار المقاومة اللبنانية علي تبادل الجنديين بالأسري العرب واللبنانيين والفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أمر مشروع ويجب علي العرب ان يدعموا هذا الموقف باعتبار ان قضية الأسري هي قضية الجميع ولذلك فلا بديل أمام إسرائيل إلا اطلاق سراحهم، وان محاولاتها تنفيذ العقاب الجماعي علي الفلسطينيين واللبنانيين أمر مناف للأعراف والقوانين الدولية.