مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #4  
قديم 10-01-2007, 05:23 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي


من حقائق الإسلام الكليّة المتعلّقة بالعقيدة الإسلاميّة تعلقاً أساسيّاً ، أن الدين والدولة فيه حقيقتان ملتحمتان لا انفكاك بينهما .

حتى لقد قرأت لبعض الكتّاب المستشرقين الذين أسلموا ـ ولا يحضرني الآن اسمه ـ أنه وبعد أن قرأ مافي القرآن والسنّة عن هذه الحقيقة ، قال : لا أقول الإسلام دين ودولة ، بل هو الدين وهو الدولة 0

ومرجع هذا في الشريعة الإسلاميّة ، إلى أن الله تعالى ربط نجاة الإنسان في هذا الدين ، بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في سورة العصر ( والعَصرِ إنَّ الإنسانَ لَفي خُسرٍ إلاّ الذِينَ آمنُوا وَعَمِلُوا الصالحات وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصَّبر ) .

فلا نجاة من الخسران في الآخرة بالاكتفاء بالإيمان والعمل الصالح ، بل لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكـــــر مادام في الوسع ( وتواصوا بالحــق ) ، ولا بد من الصبر على ذلك ( وتواصوا بالصبر ) 0

ولم يؤمر المسلمون أمرا شرعيّا دينيّا أن يقيموا لهم الدولة ، إلاّ لهذا الغرض ، وقد صار هذا من أعظم واجبات الدين ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيميـّــة رحمه الله ( يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس ، من أعظم واجبات الدين بل لاقيام للدين ولا للدنيا إلاّ بها ) 28/390

والغرض من إقامة الدولة أصلا إقامة الدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال شيخ الإسلام ( وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سواء في ذلك ولاية الحرب الكبرى ، مثل نيابة السلطنة والصغرى مثل ولاية الشرطة ، وولاية الحكم ، أو ولاية المال وهي ولاية الدواوين المالية ، وولاية الحسبة ) 28/66


والمقصود أن عمل الدولة في الإسلام ، ووظيفة كل ولاياتها ـ في الأصـــل ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لهـذا فحسب قامت ، وهـــذا ـ فقط ـ هو وجه مشروعية الدولة في الإسلام .

وولي الأمر يستمد مشروعيته من هذه الجهة فحسب ، و(الأمر) الذي أضيف (الولي) إليه في الشريعة هو هذا الأمر فحسب ، أمر إقامة الدين بواسطة جهاز الدولة وتسخيرها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 0

فإن لم يتولّ الحاكم هذا الأمر ، فليس هو وليَّ أمرٍ شرعيّ ، بل وهو وليُّ الأمرِ الذي تولاّه ، إن كان مستعبَداً للكفّار ينفّـذ مخططّاتهم ، أو مقيما لمنهج كافر يتولاّه ، أو غير ذلك ، فهو وليُّ ما تولّى ، وقد قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصلِهِ جهنّم وساءت مصيراً ) .

غير أنّه ينبغي أن يُعلم ، أنّ المعروف يدخل فيه كل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال ، ممّا يتحقق به مصالح العباد وإصلاح أحوالهم .

والمنكر يدخل فيه كلّ ما لا يحبه الله ، ولايرضاه ، من الأقوال والأعمال ، وكلّ ما يكون أقرب إلى فساد البلاد والعباد ، واضطراب أحوالهم ، حتى الغشّ في الأسواق وتولية من لا يستحق في إدارات الدولة ، وان كانت الولاية صغيرة ونحو ذلك .

والمقصود أن هذه الكلمـــة العظيمة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) في الشرع عامة يدخل فيها ما شرعه الله في الدين كله 0

وهذه الحقيقة الثابتة التي دلّ عليها القرآن كما قال تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهــم الكتاب والميزان ليقوم النّاس بالقسط وأنزلنا الحديد في بأس شديد ومنافع للنّاس ، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قويّ عزيز ) ، ودلّت عليها السنّة المطهّرة ، هي السبيل الحقّ ، والصراط المستقيم ، في فهم علاقة الدين بالدولة في الإسلام 0

ويقابلها سبيلان فاسدتان ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيميــــة رحمـه الله ( وهاتان السبيلان الفاسدتان ــ سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال ، وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب ، ولم يقصد بذلك إقامة الدين ــ هما سبيل المغضوب عليهم والضالين ، الأولى للضالين النصارى ، والثانية للمغضوب عليهم اليهود ) 28/395

وقد وقع في هذه الأمّة ـ كما ورد في الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكــم ـ نظير ما في الأمتين الضالّتين اليهود والنصارى .

فحكّامنا يريدون السلطان والمال والحرب لإقامة دنياهم ، غير ملتفتين إلى الدين ، ولا ينصرونه إلاّ ما أُشرب من هواهم ، وخيرهم من لا يكون له غرض ذاتي في محاربة الدين مالـم يخش ذهاب شهواته ، وشهوات حاشيته ، فحينئذ فالدين عندهم أهون مقتول ، فهؤلاء كاليهود كلّما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم استكبروا ، ففريقا كذبوا وفريقا يقتلون 0

ومن المنتسبين إلى العلم والدين ، من يريد الدين بلا سلطان ولاجهاد ولا مال يقيمه ، كالنصارى الذين يقولون ( دع ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر ) ، حتى آل الأمر ببعض هؤلاء أن زعــم كلّ من يتولى أمر المسلمين ، وليّ أمر شرعيّ ، لاتجوز منازعته في شيء ، ولا مخالفته في أمـرٍ ، حتى لو كان أكفر وأفجر ، وأظلم الناس ، وأعظمهم صداً عن سبيل الله تعالى !!

حتى عـدّ بعضهم رئيس الجمهورية التركية وليّ أمر شرعيّ ، واستنكر سعي بعض الأحزاب الإسلاميّة للحصول على المال والسلطان والقوة للسيطرة على الدولة التركيــــــة ، لأنّه ــ كما زعم ــ خروج على وليّ الأمر!!!0

ولهذا تجد هؤلاء تشمئز قلوبهم إذا ذُكِر الجهاد ، أو الحكم بما أنزل الله ، أو الدعوة إلى تغيير الواقع ، كما تضيق صدروهم بمن يعتني بفضح مكائد أعداء الأمّة وعملائها للسيطرة على مقدرات القوّة عند المسلمين ، وربّما استعانوا بقوّة السلطان لإسكاته ، فيصيرون عوناً للسلطان الكافر ، أو الجائر على عزل الدين عن الدولة ، لموافقة ذلك لما في نفوسهم من مشابهة النصارى من هذه الجهة 0

وصارت الأمّة بسبب خيانةَِ حكّامها ، وانعزال كثير من علماءها ، أو انحراف كثير منهم ، في هذه الحال من الضعف والمهانة ، ذلك أن الله تعالى حبس عنها النصر ، حتى تتخلّص من مشابهة تلك السبيلين .
سبيل المغضوب عليهم ، وسبيل الضالّين ، ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون نبييّ الإسلام عليهما السلام ، بعد دعائهما بالنصر على الأعداء ( قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعانّ سبيل الذي لا يعلمون ) .

فشرط النصر الاستقامة على سبيل الهدى ، فإن الله تعالى لا ينصر إلاّ من ينصر دينه وينصر كتابه المتضمّن لهداه ( إن تنصروا الله ينصركم ) .

قال شيخ الإسلام ( والكتاب هو الحاكم بين الناس شرعاً وديناً ، وينصر القائم نصراً وقدراً 000 فإنّ الله نصر الكتاب بأمر من عنده ، وانتقم ممــن خرج عن حكم الكتاب كما قــال ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) 28/37

نسأل الله تعالى إن يجعلنا من جنوده القائمين بنصر دينه ، ويرزقنا الشهادة في سبيله ، ويلحقنا بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا آمين .
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م