مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-07-2005, 11:35 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي تأملات في الواقع (5) .... [حسين بن محمود]

تأملات في الواقع (5) .... [حسين بن محمود] 22 جمادى الآخرة

--------------------------------------------------------------------------------

قد يقرأ الإنسان كتاباً فيستفيد منه فكرة ، أو يقرأ مقالاً فيخرج منه بفائدة ، وقد يسمع خبراً أو تعليقاً فيصل به إلى استنتاج مفيد ، وقد تخطر على النفس خاطرة دون كثير جهد أو بحث دقيق .. هذه الخواطر والأفكار هي نتاج تجربة الإنسان واطلاعه واهتماماته ، وهي في ورودها كالريح المرسلة سرعان ما تنجلي إذا لم تصطدم بجدار التقييد ..

هذه مجموعة خواطر وأفكار اصطدتها من بين أخواتها اللاتي ثُرْنَ قبل أن أُلقي عليهنَّ شِباك القلم .. هي خواطر في موضوعات شتى ، ولكنها تعني بواقعنا من قريب أو بعيد .. أسأل الله أن ينفع بها قارءها وكاتبها ..


الطائفة المنصورة

لو تأملنا أحاديث الطائفة المنصورة لوجدنا أنها جاءت بعبارات مختلفة في وصف هذه الطائفة ، كقوله عليه الصلاة والصلام : "يقاتلون على الحق ظاهرين" ، وقوله "ظاهرين على الحق" ، و"على الدين ظاهرين ولعدوهم قاهرين" و"يقاتلون على الإسلام ظاهرين" و"يقاتلون من ناوأهم من أهل الشرك" ، و"قائمة على أمر الله" و"قوّامة على أمر الله" ، و"لا يضرهم خلاف من خالفهم" ، و"يقاتلون على أكناف بيت المقدس" ، و"قائمة بالحق يقاتلون من قاتلهم" ، و"قائمة على أمر الله ظاهرة" ، و"ظاهرين على من ناوأهم" ، ومنصورين لا يضرهم من خذلهم" ، و"يقذف الله بهم كل مقذف يقاتلون فضول الضلالة" ، و"على الحق منصورة" ، وعبارات أخرى ..

أكثر عبارات الحديث تدور حول القتال ، ولكن هناك عبارات أخرى تدل على أن الحديث شامل للقتال وغيره من الأعمال ، والجامع الذي يربط هذه العبارات هو : الإيجابية والعمل الذي ضد الخمول والسكون ، فجميع مفردات طرق الحديث توحي بالحركة والفعل ..

نسمع كثيرا من أناس يقولون بأنهم من الطائفة المنصورة ، ويرددون بأنهم من أهل السنة والجماعة وعلى مذهب السلف الصالح ، ولكن وصف الطائفة في الأحاديث أخص من هذا العموم الفضفاض ..
ليس كل من جلس في بيته وقرأ الأصول الثلاثة والقواعد الأربعة ونواقض الإسلام وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والطحاوية ، وعمدة الأحكام والأم والمدونة ومتن أبي شجاع وتحفة الملوك أو غيرها من المتون العلمية يصبح من الطائفة المنصورة !!

لقد كان السلف يقرؤون ليَعلَموا ثم ليَعْمَلوا ويُعلّموا ، وليس ليقال أنهم من هذه الطائفة أو تلك !!

إذا لم تفكر في حال مسلمي الصين ، وتشتغل بأمور مسلمي الفلبين ، وتفكر في جوعى أفريقيا المساكين ، وتهتم بأمر الجهاد في العراق وأفغانستان والشيشان وطاجيكستان وتايلاند وفلسطين ، وتبذل نفسك ومالك ووقتك وجهدك في مساعدة المسلمين ، وتعطي زكاة علمك : تعليماً للجاهلين ، وتنشر الخير وتساعد الجوعى والمحتاجين ..
إذا لم تفعل كل هذا - أو بعضه – أو أكثر فلست من الطائفة المنصورة ، بل أنت من الطائفة المغرورة ..
لا تقل إنك سلفي : فليس في السلف خوالف ، ولا تقل إنك صوفي ، فأهل الصفّة كان معاشهم غنائم الغزوات ، ولا تقل إنك إخواني : فإن الإخوان كالبنيان يشد بعضهم بعضاً ، ولا تقل إنك تبليغي : فقد بلَغ صدى الإسلام فرنسا والصين بصوت سنابك خيل الموحدين .. فتأمّل ..


{يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا}

نقلت وسائل الإعلام كلام الأخ "حذيفة بن عبدالله عزام" ، وقد أعدّت بعض القنوات لقاء مع هذا الرجل على خلفيّة تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة (وسيأتي ذكرها مستقلة) ، وكان في ما زعم الرجل أن هذه التفجيرات لا تتفق وفكر أبيه الشيخ عزام رحمه الله وطيّب ثراه ، وأن مسألة تكفير الحكام ليست من فلسفة ابيه في محاولة منه – أو من غيره – لتشويه صورة المجاهدين .. فنقول له ولمن وراءه :

من قال لكم بأن المجاهدين يمشون على خطى وفكر الشيخ عبد الله عزام رحمه الله !! إن قدوة المجاهدين هو الإمام الأعظم حجة الله على خلقه أبا القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وليس للمجاهدين قدوة غيره معصوم .. وسياسة المجاهدين "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ، فليس فوق الشرع أحد ، ولا يقدّم كلام شخص على كلام الله ورسوله .. ولو أن ابا عبد الله أسامة بن لادن انحرف عن المنهج لقوّمه المجاهدون بسيوفهم ، ما تأخر منهم رجل واحد ..

إنا لا نقاتل لشخص أو لرمز بشري ، إنما هي أوامر إلهية ، ومنهجيّة ربانية ، وثوابت شرعية لا نحيد عنها لشخص كائن من كان ، إننا نقاتل من أجل هذا الدين الذي أكرمنا الله به ، وبه نُقاتل ، ولذلك تجد أن القادة إذا قُتلوا فإن القتال لا يتوقف أبداً ، لأنه ليس رهناً بفرد ، بل هذا يزيد المجاهدين ثباتاً على طريقهم وشوقاً للقاء قائدهم في عليّيين ..

إن الشيخ عزام رحمه الله وتقبله في الشهداء رمز من رموز الأمة ، وهو أكبر من أن يكون له بضع ابناء ، فكل أبناء الأمة لهم حق فيه ، وليس لأحد – كائن من كان – أن ينال ذكر الشيخ بسوء أو يكذب عليه ، ولو كان ابنه ..

أقول لأخي الكريم حذيفة : من قال لك بأن هذا خلاف منهج ابيك !! اقرأ إن شئت كتاب "مفهوم الحاكمية في فكر الشيخ عبد الله عزام" تأليف "أبو عبادة الأنصاري" ، وقد نشره "مركز الشهيد عزام الإعلامي" في بيشاور – باكستان .. لقد نقل المؤلف كلام أبيك من اشرطته ومؤلفاته في مفهوم الحاكمية وحكم الطواغيت المشرعين بغير ما أنزل الله ، وهو مطابق لحكم السلف الذي يقول به المجاهدون ..

وسانقل لك مقطعاً من كلام أبيك لتعلم حقيقة منهجه الصافي ، قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله وتقبله في الشهداء "والطاغوت هو الطاغوت ، عربيا كان أو أمريكياً أو أفغانياً أو روسياً ، فالكفر ملّة واحدة ، والذين يُشرّعون بغير ما أنزل الله كفّار وإن صلّوا وصاموا وأقاموا الشعائر الدينية ، والقانون الذي يحكم في الأعراض والدماء والأموال هو الذي يحدد هويّة الحاكم من حيث الكفر والإيمان"

اعلم أخي بأنك لو لم تكن ابن الشيخ عزام رحمه الله لما تصدّرت ذلك المجلس ، فإياك أن تنزلق هذا المزلق وتقع في شباك قوم قتلوا أباك وأخويك غدراً ، وها هم يرومون قتل قلبك وتشويه صورة أبيك الناصعة البياض ، بك ..

ولعل هذه الكلمات تخالج قلبك لأنها من أبيك ، فقد قال رحمه الله "ووالله ما مدحت حاكماً من الحكام في يوم من الأيام ، ولساني قد طهُر عن هذا والحمد لله ، وما أخذنا من دنيا الحكام شيئا ، ولا نطمع في دنياهم أبداً ، بل وإننا نترفّع عن ذلك ، ثم والله ما خطّت يداي سطراً واحداً طيلة حياتي فيه مدح لحاكم من حكام الأرض ، والحمد لله على ذلك" (شريط رقم 72 من تفسير سورة التوبة) ..

إن الأمة لم تعرف أعقل ولا أجهر للحق من أبيك على رأس المائة سنة الهجرية الماضية ، وقد اختار أبوك لنفسه طريقاً عَلِم صوابه ، وركب مركباً أيقن أنه مركب النجاة ، وكأني بأبيك يناديك {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} (هود : 42) ، فإن استطعت أن لا تتخلف عن مركبه فافعل ، فوالله لن تُغني عنك جبالهم شيئا .. فتأمّل ..


لا إله إلا الله

قال الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه "العلم نُقطة كثَّرها الجاهلُون" (ذكره الأمير الصنعاني في : مزالق الأصوليين) ..
لو عرفنا معنى "لا إله إلا الله" حقا لاستغنينا عن أكثر الكتب المطولات والتفريعات والفلسفات والمتون والشروح العقدية والفكرية التي تزخر بها المكتبة الإسلامية .. لا إله إلا الله : لا أحد يستحق العبادة ولا ينبغي ولا يجوز أن تُصرف العبادة إلا لله .. والعبادة لها معنى واسع يشمل جوانب الحياة المختلفة ، فجميع الأعمال والأقوال والخواطر تدخل تحت مسمى العبادة ، فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ..

من عرف هذا علم أنه لا يخاف إلا الله ، ولا يرجو غير الله ، ولا يحكم بغير شرع الله ، ولا يدعو غير الله ، ولا يتكلم إلا بما يُرضي الله ، ولا يستعين إلا بالله ، فمن فعل كل هذا كان موحداً لله ، ومن أنقص فيه كان مقصراً أو مشركاً بالله ..

هذه الكلمة هي أعظم كلمة في السموات والأرض : من أجلها أُرسل الرسل ، وعليها قاتلوا ، ومن أجلها امتُحن الصديقيين ، ومن أجلها عُذّب المؤمنين ، ولإعلائها جاهد المجاهدون ، وبتحقيق ماهيتها تميّز الصادقون عن المنافقين ، وقد قسَمت هذه الكلمة الأرض اليوم إلى قسمين : قسم حمل السلاح وسنّ اللسان ليطفئ بريق هذه الكلمة وينتشلها من الأرض لتكون آلهة غير الإله الحق ، وقسم حمل السلاح وأعد البيان ليُدافع عنها ويُعليها في الأرض حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ..

هي مجرد كلمات قليلة للذين لم يعقلوا معناها فتراهم يرددونها في صلواتهم وعلى ألسنتهم دون تمعّن أو نظر ، ولكنها دستور حياة للذين عقلوا حقيقة أمرها ، ونتيجة الإعتقاد بها ، ومكاسب العمل من أجلها ، ومآل التخلف عن تحقيق معناها ..

كان النفر من قريش في بيت أبي طالب (فيهم : أبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه "أدعوهم أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم" ، فقال أبو جهل - لعنه الله - من بين القوم "ما هي وأبيك ! لنعطينكها وعشراً أمثالها" ، قال صلى الله عليه وسلم "تقولون لا إله إلا الله" فقال الأشقياء {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (ص : 5) ..

كانوا يُدركون حقيقة هذه الكلمة التي فيها الخروج عن كل ظلم وبغي وهوى وعدوان ، والإستسلام والإنقياد لأوامر الواحد الديّان ، ولكنهم أبوا إلا أن يكونوا عبيد رغباتهم وشهواتهم : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش" . (ابن ماجة : صحيح) ..

لو ألقيت نظرة على عقائد الوثنيين لرأيت أن لهم آلهة لكل شيء وكل مناسبة : فآلهة الحق وآلهة الباطل وآلهة النور وآلهة الظلمة وألهة الزرع وآلهة المطر وآلهة الرجاء وآلهة الخوف وحتى : آلهة الجنس ، وهناك إله الشمس وإله القمر وآلهة واسطة بين هذه الآلهة والبشر !! فالآلهة كثيرة جداً ولها أغراض عدّة .. قد تكون الآلهة محسوسة ملموسة أو تكون أرواح أو رموز ، ولكنها جميعا تؤدي غرضين اثنين : الخوف والرجاء ، فترى حياة عُبّاد هذه الآلهة تدور حول ما يعتقدونه أوامر ونواهي لهذه الآلهة رجاء تحسين حالهم وخوفا من عقابها ، فكل حركاتهم وسكناتهم وأقوالهم وخواطرهم محكومة بهذا التصور والإعتقاد ..

ولو نظرت إلى حال المؤمن لرأيته هكذا مع الله : فكلامه وسكوته وفعله وسكونه واعتقاده ، كل هذا محكوم بأوامر الله ، لأنه يطمع في ثواب الله ويخاف عقابه {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ....} (السجدة : 16) ، فلا حظ لأحد في حياته غير الله ..



كتبه
حسين بن محمود
22 جمادى الآخرة 1426هـ
  #2  
قديم 31-07-2005, 11:45 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

ولو نظرت إلى حال غيرهم لوجدت الشرك على درجاته : فهذا يصلي ولكنه يدعو غير الله ، وهذا يُزكي ولكنه يخاف البشر أكثر من خوفه من الله ، وهذا يصوم ولكنه يطمع في ما عند البشر أكثر من طمعه في ما عند الله ، وهذا يحج ولكنه يتوكل على ميّت ولا يتوكّل على الله ، وهذا ينتظر الرزق من غير الله ، وهذا يبتغي المدد والنُّصرة من عند غير الله !!

لسان حالهم يقول : نصلي لله خمس مرات ولكن لا نطلب منه العون في حياتنا !! نزكي له ولكن لا يستطيع هو حمايتنا من أعدائنا فلا بد لنا من آلهة دونه تحمينا !! وإذا أمرهم الكفار أمراً مخالفاً لشرع الله فإنهم يخافونهم أشد من خوفهم الله فيتركون أمر الله ويأتمرون بأمر الكفار !!

غيِّروا القوانين الإقتصادية واجعلوها مطابقة لأمر الله ، فيقولون : بل عندنا آلهة الإقتصاد !! القوانين السياسية : عندنا آلهة السياسة !! القوانين الإجتماعية : عندنا الآلهة الإجتماعية !! الأحوال الشخصية : نحن موحّدون نطبق قوانين الله في الأحوال الشخصية مع بعض التعديلات من قوانين الآلهة الأخرى !!

وإذا قلتَ : إن الله ناصركم ، والله يحميكم ، والله يدفع عنكم هؤلاء الأعداء ، والله يتكفّل بتطوير جيوشكم وبلادكم ويزيد من رزقكم ويبقي لكم ملككم ، فيقولون {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (ص : 5) .. إن الله أمركم بالجهاد فجاهدوا تُنصَروا ، فيقولون : إن أمريكا منعتنا من الجهاد فنحن لها طائعون وعن أوامر الله راغبون !!

أبو جهل كان يذبح لهبل الخراف قرابين ، وهؤلاء يذبحون لأمريكا المجاهدين .. أبو جهل كان يعبد هبل ليقربه إلى الله زُلفى ، وهؤلاء يعبدون أمريكا لتُقرّبهم إلى شهواتهم زُلفى .. الفرق بينهم وبين ابو جهل ، هو أن : ابا جهل كانت عنده عزة وكرامة وأنفة ، وكان حرّاً سيداً في قبيلة عربية أبيّة ، وهؤلاء رويبضة عبيد أبناء عبيد لا يملكون من أمرهم ولا من حريتهم إلا ما يمليه عليهم غيرهم ..

إن للا إله إلا الله معنى ، وهذا المعنى فهمه أبو جهل في الجاهلية ، ولم يفهمه كثير ممن يصلي ويصوم ويزكي ويحج في هذا الزمان !! فتأمّلوا ..


مدينة الضرار

قال تعالى {وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (التوبة : 107) ..

كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له "أبو عامر الراهب" ، وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب ، وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر ، شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها ، وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش ، يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد ، وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته ، فلما عرفوا كلامه قالوا : لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق يا عدو الله ، ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول : والله لقد أصاب قومي بعدي شر ..

لما فرغ الناس من أحد ، ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور ، ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده ، وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه ، وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك ، فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته ، وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية ، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: "إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله" ..

لما قفل عليه السلام راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم ، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ، ومعن بن عدي أو أخاه عامر بن عدي أخا بلعجلان ، فقال: "انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه" ، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم. فقال مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي ، فدخل أهله فأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه أهله ، فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه .. (بتصرف واختصار : من تفسير ابن كثير) ..

قبل بضعة أيام حصلت تفجيرات في "شرم الشيخ" بمصر ، وقامت بعدها الدنيا ولم تقعد ، وكان دوي التصريحات والتنديدات والفتاوى والإتهامات والبيانات ، وانعقدت المؤتمرات والمؤامرات والخطب في الجوامع والمنتديات تتهم الإسلام والمسلمين بالإرهاب والمجاهدين بقصد قتل المسلمين وترويع الآمنين ، وبراءة الشريعة من كل هذا التخريب والتدمير والقتل والإكراه في الدين ، كل هذا كان دويه اشد من صدى تلك التفجيرات !!

وبعيداً عن كل هذه الضوضاء والأصوات المنكرة التي عرف القاصي والداني أسبابها وأهدافها ، سنتكلم عن هذه التفجيرات بكل هدوء ، في نقطتين :

أولاً : لا أحد يعرف الفاعل على وجه الدقة ، وكل بيان صدر من جماعة هنا أو هناك يعتبر لاغ لأنه غير موثّق ولا يمثّل جماعة معروفة فضلاً عن جماعة المجاهدين ..
كل إنسان يستطيع أن يكتب بياناً يضعه في الشبكة العالمية يصدّره بآية أو حديث ويكتب إسم فلان أو علان ويتبنى أي أمر أراد ، والأصل في خبر المجهول عندنا عدم الصحّة حتى يأتي الخبر من ثقة معروف .. والغريب أن كثير من الذين انتقدوا المجاهدين لا يأخذون بخبر الآحاد من الصحابة العدول في الأمور العقدية ، وجزموا بصحة خبر مجهول في الشبكة العالمية !!

أستطيع أن أكتب بياناً أدعي أننا السبب في الحرب العالمية الأولى والثانية والثالثة ثم انسب البيان إلى الجيش الأحمر الياباني ، فإن صادف هذا البيان هوى أناس فإنهم ينشرونه على أنه حقيقة .. ما أدرانا أن هذه البيانات لم يكتبها اليهود أو الأمريكان أو البريطانيين أو الحكومة المصرية لحاجة في أنفسهم لا تخفى على من له أدنى نظر !!

إنه إذا بلغنا شيء عن الحكام تجد زبانيتهم يلوحون بآية في كتاب الله يجعلونها كالغشاوة على أعيننا لا نرى خلفها الصور الحقيقية ولا نسمع بعدها كلام الثقات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات : 6) ، ثم تأتيهم الأخبار عن المجاهدين من الكفار وأعداء الدين فيؤمنون بها ويجعلونها من المسلمات وينسون آيات الله وكتابه !!

ثانياً : ذهب شخص اعرفه إلى شرم الشيخ مع زوجته في الإجازة الصيفية ، والرجل ملتح وزوجته محجبة ، ولما دخل المدينة رآه أحد العاملين المصريين فيها فقال له : إلى اين يا سِيْدْنا الشيخ !!
قال : إلى الفندق ، وماذا تفعل هنا !! قال : اقضي الإجازة الصيفية .. فقال له العامل : يا شيخ أبقي على دينك وعلى دين زوجتك واذهب إلى فرنسا أو أسبانيا افضل لك من هذا المكان .. يقول الرجل : دخلت الفندق فعرفت مراد العامل فخرجت من المكان إلى القاهرة ثم إلى دولة أوروبية ..

الكل يعرف حال هذه المدينة وسبب بنائها ، ومن لم يكن يعرف فإننا نُخبره : المدينة ساحلية على البحر الأحمر (الذي كان في عهد الخلافة العثمانية بحراً إسلامياً) ، هذه المدينة أسّست للسياحة .. أتدرون حقيقة هذه السياحة !! إنها : العري والزنا والخمر والرقص والخنا ، ثم أصبحت المدينة ضراراً لمكة قبلة المسلمين في الأرض ، فأصبحت هذه المدينة قبلة من يريد هدم الإسلام وحرب المسلمين ، فقصدها بوش وكلنتون وشارون ، ويقصدها وزراء وزعماء الدول إذا أرادوا عقد مؤتمر لمكافحة الإسلام ، وهي المدينة التي يجتمع فيها شارون ومرتدّي السلطة الفلسطينية بإشراف "أبو جمال الفاسق" يخططون لتمكين يهود من احتلال جميع فلسطين وقهر وقتل المسلمين فيها ..

إن الذي يذهب إلى هذه المدينة ليس ببريء ، ولا يستحق الشفقة ولا البكاء من المسلمين ، ومن ذهب بأبناءه إلى هذه البقعة القذرة فهو معتوه يجب أن يُحجر عليه وتلغى ولايته على أبناءه ..

لقد هدم النبي صلى الله عليه وسلم مسجداً وأحرقه لعلمه بغايته ، أفنحزن على مدينة بُنيت للفسق والفجور والفساد في الأرض !!
العجيب أن هؤلاء بكوا قتلى مدينة الضرار ، وقد : قتل شارون بعض الفلسطينيين في نفس اليوم ، وقتل الصليبيون بعض المسلمين في العراق في نفس اليوم ، وقتل الروس بعض المسلمين في الشيشان في نفس اليوم ولم نسمع أو نرى منهم من بكى هؤلاء !! فتأمّلوا ..


الإسلام بريء من هذه الأعمالّ !!

كلمة نسمعها كلما قتل المجاهدون بعض العلوج ، أو فجّر المجاهدون قاعدة عسكريّة للأعداء ، أو حزّ المجاهدون رؤوس الصليبيين والمرتدين ، أو دمّر المجاهدون بعض المباني في بلاد الكفار الحربيين الصائلين ، أو اقتحم المجاهدون قاعدة عسكرية أو ثكنة تجسسية للكفار الحربيين في بلاد المسلمين !! تجد الخطباء والشعراء والأمراء والوزراء يهتفون بأعلى صوتهم وتتفتق من هذا الصراخ حناجرهم "الإسلام بريء من هذه الأعمال" !!

ونحن نقول لهم بكل هدوء : كيف يبرأ الإسلام من فرض عين فرضه الله على المسلمين ، وأجمع على وجوبه علماء الأمة !! قتال الكافر الحربي الصائل فرض عين باتفاق العلماء ، وقتل المرتدين منصوص عليه في حديث إمام الأنبياء ..

أخواتنا في فلسطين يُعتدى على أعراضهم ولم يحرك حكامكم الجيوش لاستخلاصهن من سجون شارون ، أليس الإسلام بريء من هذا القعود والسكون وقد أجمع العلماء على وجوب استخلاص نساء المسلمين من الأعداء ، وفلسطين والقدس في أيدي يهود ، فما حكم القعود !!

أخواتنا المسلمات في سجون العراق امتلأت بطونهن بأبناء الزنى ، أليس السكوت على ذلك وعدم القياك بالواجب الجهادي ، بل ومباركة احتلال الصليبيين للعراق ، فعل يبرأ الإسلام منه !!
الترصّد للمجاهدين وسجنهم وقتلهم ، وهُم خط الدفاع الوحيد – بعد الله – للأمة الإسلامة في أحلك ظروفها : أليس الإسلام بريء من هذا الفعل الذي هو همّ حكامكم الوحيد في هذا الزمن الشديد !!
أليس الإسلام بريء من تحريف الدين وتمييع ثوابته ليوافق هوى الصليبيين .. أليس إشغال شباب الأمة بالرياضات والأغاني والسفاهات في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى الرجال للقتال ، أليس هذا مما يبرئ منه الدين !!

لم يُعلن حاكم واحد من حكامكم ولا آبائهم ولا أجدادهم الجهاد في سبيل الله منذ أكثر من مائة سنة ، وجهاد الطلب واجب مرة في السنة على الأقل ، أما جهاد الدفع الذي هو فرض عين منذ أكثر من ثلاثمائة سنة فلم يُخرج حكامكم راية واحدة تقوم بهذا الواجب العيني الذي هو قوام هذا الدين وذروة سنامه ، أليس الإسلام بريء من هذا !!

أليس الإسلام بريء من الحكم بغير ما أنزل الله ، وتحكيم قوانين الكفار في بلاد المسلمين ، وتمييع الدين ، وموالاة الكفار الحربيين ، ومعاداة المؤمنين المخلصين !!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م