مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-06-2001, 12:48 PM
عبد الرحمن الداخل عبد الرحمن الداخل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 11
Post مجرد رأي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وأن حذفه المراقب

موسى ابن غسان
عضو جديد
رقم العضوية 1248
أضيفت المشاركة 01-11-2000 07:49 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني بالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأن الله قد أنزل علينا خير كتبه وأفضل أنبيائه فبالله عليكم ليكن اختلافنا لله لا للعصبية ودعنا نتناقش بنقاش علمي نافع ومفيد((ولقد وصفت الذين حسنوا البدع بالمحسنين ولم أصفهم بالمبتدعة مراعاة لشعورهم ولعدم جرحهم ولعدم رغبتي في استفزازهم )
أخواني أن الشبه التي أستدل عليها المحسنين للبدعة تنقسم إلى ثلاث أقسام سوف أتناول القسم الأول منه في هذا الموضوع والقسمين الآخرين في موضوع آخر :
القسم الأول شبه من الأدلة الشرعية :
وهي تنقسم إلى قسمين :
أ - حديث ضعيف أو موضوع
ب- نص صحيح ولكن ليس فيه دلاله على ما ذهبوا إليه
ومن هذه الأدلة :
أولا :
قوله صلى الله عليه وسلم (( كل بدعه ضلاله ))
وقد تأول بعض محسني البدعة من هذا الدليل أن هناك بدعه حسنه وبدعه سيئه بزعم أن كل من لفظ العموم التي يمكن تخصيصها
والرد على ذلك يكون بأوجه :
1- الأدلة الشرعية جاءت مطلقه عامه في ذم البدع جميعها ولم يقع فيها استثناء أبدا ولم يأت في الشريعة أن كل بدعه ضلاله إلى كذا وكذا ومما ثبت من الأصول العلمية أن كل قاعدة كليه أو دليل شرعي كلي إذا لم يقترن بها تقييد أو تخصيص فأن ذلك دليل على بقاء القاعدة قال ابن تيميه : ( أن المحافظة على عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل بدعه ضلاله )) متعين وأنه يجب العمل بعمومة ))
2- إجماع السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان على ذم البدع صغيرها وكبيرها وتقبيحها والنهي عن مجالستهم وهذا دليل على أن جميع البدع ضلاله و قبيحة أما ما يزعم به بعض المحسنين من قول عمر (نعمت البدعة الحسنة ) فأنه قصد البدعة الغوية ودليل على ذلك أن أبو لهب كان يتبع رسول الله في المواسم والأسواق ويقول : ( أن هذا يدعوكم إلى أن تفارقوا دين آبائكم وأن تسلخوا الات و العزى إلى ما جاء به من البدع ))
فما قصد به أبو لهب بكلمة بدع علما أن قريش أفصح العرب وكلام الجاهلين يستدل به
فمن هنا استدللنا أن قصد عمر بالبدعة الحسنه الشيء الجديد
ولو أفترضها جدلا أن هنالك بدعه حسنها الشرع أو قال حسنها بعض السلف :
أ - أنها ليست بدعه لكونها مشروعه من قبل الشارع أو مندرجة تحت أصل معتبر بدليل وهذا لا يمكن أن يسمى بدعه إلى من جهة اللغة
ب - أنها جاءت تحت الإطلاق اللغوي لأن البدعة في اللغة تعم كل فعل ابتدئ من غير مثال سابق والشاهد قول أبو لهب
ت - بعض ما أطلق عليه بعض الصحابة والتابعين بدعة كان باجتهاد منهم لعدم بلوغ الدليل أو لكون العمل قد خالطته بعض الأمور المبتدعة وهو في الأصل مشروع مثل :
وصف ابن عمر صلاة الضحى بدعه (ما أحدث الناس شيئا أحب إلي منها )
قول مجاهد عندما سمع أحد يتثاوب بالصلاة ( اخرج بنا فأن هذه بدعه )
وهذه الأمور التي ظنها الصحابة بدعه وهي في الأصل مشروعه لا تدل على استحسانهم للبدع إنما تدل على إنكارهم لما ظنوه بدعه
فكل ما عتقدوة بدعه أنكروه
ث - وهو مربط الفرس لمن جادل في شرح الحديث
فصيغة (كل بدعه ضلاله )صيغه من صيغ العموم وقد عرف هل الأصول العام بأنه (الفظ المستغرق لكل ما يصلح له )ومن هنا اعتبرت دلالة العموم كليه وليست مجملة ومطلقة تشمل الأزمان والبقاع والأحوال وقطعيه إذا انتفت القرائن المخصصة
ومن المقرر عند جمهور الأصوليين أن الفظ عام يجب اعتقاد عمومة في حال والعمل به مباشرة من غير توقف لأن لفظ للعموم فيجب العمل بمقتضاه
ولأن الدليل نزل للأعمال لا للإهمال
فدلالة قوله صلى الله عيه وسلم (( كل بدعه ضلاله )) دلاله كليه يدخل تحتها كل بدعه
ولم يأتي من الشارع ما يدل أدنى دلاله على تخصيص شيء من هذا العموم ولو ورد لم يكن هنالك استدلال لأنها ستكون سنه
ثانيا :
ما روي عن طريق ابن ماجة و الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال ابن الحارث ( أعلم قال وما أعلم يا رسول الله ؟ قال أعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال : من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فله من الأجر مثل معمل بها من غير ن تنقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كن عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا )
فلمناقشة هذا الحديث لابد أن نناقش إسناد الحديث أولا
فهذا الحديث موضوع وعلته كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف المزني فقد سئل عنه أبو داود : فقال أنه كان أحد الكذابين وقال الشافعي ذلك أحد الكذابين أو أحد أركان الكذب أما تحسين الترمذي لهذا الحديث فمنقوض بأقوال أئمة التعديل والجرح (تهذيب التهذيب 8/422 )
ثالثا :
ما روي عن النبي : (أن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ ))
أولا ننظر في السند :
هذا الحديث الذي يستدل به محسن البدع لم يرد مرفوعا إلى النبي إلى عند الخطيب عن أنس بن مالك وفي سنده أبو داود النخع وهو سليمان بن عمرو فهوا كاذب كما قال الذهبي في الميزان (2/216) ونقل عن أحمد أنه قال فيه كان يضع الحديث انظر العلل المتناهية لبن الجوزي (1/80) وباقي الأسانيد جاءت موقوفة على ابن مسعود وقال ابن القيم ( ليس من كلام رسول الله إنما يضيفه إلى كلام من لا علم له بالحديث و إنما هو ثابت عن ابن مسعود ) ويبقى في هذا الحديث شائبة حيث يقول محسن البدعة أن هذا من كلام صحابي جليل أوصى الرسول بالأخذ عنه أو يقول هذا الكلام مرفوع حكما لكونه مما لا يدرك بالعقل
ولمناقشة هذه الشبه لابد أن نقف ثلاث وقفات :
1- المتأمل للآثار الواردة عن الصحابي ابن مسعود ليجد أنه من أشد الناس على البدعة حيث يقول :
(اتبعوا آثارنا فقد كفيتم ) (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلاله ) وقال للأناس الذين اجتمعوا على الذكر بالحصى (لقد أحدثتم ظلما أو قد فضلتم أصحاب رسول الله علما )فهل فضلتم يا أصحاب المولد علما أكثر من علم الصحابة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2- أنه من قال أن قصد ابن مسعود إباحة بعض البدع اتهام للصحابي في دينه فهل يصح أن يقول أحد من عامة المسلمون أن ما رآه المسلمون حسنا فأنه يجوز التعبد به لأنه عند الله حسن
2- الزعم بأن المراد بهذا الأثر جواز اتباع ما ستحسنه المجتهد والعالم أو العابد تعد على مقام الألوهية قال تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )قال الطبري رحمه الله في تفسير الآية (ابتدعوا من الدين ما لم يبح الله لهم ابتداعه ) وهذا يدل أنه ليس لأحد دون رسول الله أن يقول بلا استدلال )
وأخير منع عن الإطناب فأن قصد ابن مسعود وما رآه المسلمون حسن فهوا حسن لكي لا يكون هناك أي حجه
فقد قال الشاطبي رحمه الله أن ظاهره يدل على أن ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن والأمة لا تجتمع على باطل فاجتماعهم على حسن شيء يدل على حسنه شرعا لأنه الإجماع يتضمن دليل شرعيا فالحديث دليل عليكم لا لكم إلى أن قال إذا لم يرد به أهل الإجماع وأريد بعضهم فيلزم استحسان العوام .
وقال ابن حزم : ( واحتجوا في الاستحسان بقول يجري في ألسنتهم وهو ما رآه المسلمون حسنا فهوا حسنا عند الله حسن …إلى أن قال وهذا لو أتي من وجه صحيح لما كان فيه متعلق لأنه يكون إثبات إجماع المسلمين فقط لأنه لم يقل ما رآه بعض المسلمين حسنا فهوا حسن )و إذا قال المراد إجماع الصحابة فهنا تنقلب الحجة لأن ليس هنالك أحد من الصحابة إلا ويذم البدعة صغيرها وكبيرها .
رابعا :
1-ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من أتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلاله كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
2-و ما روي عن النبي أنه جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسم فرأى سوء حالهم قد أصابهم حاجة فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه حتى رأى ذلك في وجه قال :ثم أن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سن في الإسلام سنه حسنه فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنه سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء ))
3- و ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال ( جاء رجل إلى رسول النبي صلى الله عليه وسلم فحث عليه فقال رجل عندي كذا وكذا فما بقي رجل في المجلس إلا تصدق بما قل أو كثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من استن خيرا فاستن به كان له أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا و من استن سنة سيئة فاستن به فعليه وزره كاملا ومن أوزار الذي استن به ولا ينقص من أوزارهم شيئا)
أولا الإسناد صحيح
ثانيا الشبه المتعلق بها عظيمة حيث يقول المحسن أن قوله رسول الله( من سن سنة حسنه ) يدل على جواز ابتداع ما كان حسن
وجعل فيه الأجر لمن ابتدعه ولمن عمل به ما لم يشق ذلك على الناس
وللرد على هذه الشبه لا بد أن ننظر إلى نصوص الشريعة نظره متكاملة فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كفعل أهل الابتداع بل لا بد من الإحاطة بالنصوص .
فالدعوة إلى الهدى أو استنان الخير أو أيجاد السنة الحسنة كل ذلك لابد أن يكون مضبوط بالضوابط الشرعية منها أن العمل الذي يعمله الأنسان يريد به التقرب إلى الله لا بد أن يكون مشروعا أصلا فأن لم يكن كذلك فهوا ابتداع وضلال
فمثلا ما عمله ابن مسعود عندما حصب الجماعة الذين يذكرون الله بالحصى مع أن في ذلك ذكر فلم يعتبر ابن مسعود الخيرية الحاصلة بالذكر منفصلة عن الخيرية الحاصلة بالأتباع وترك الابتداع ولذل أنكر عليهم وليس هنالك أي تناقض بين حديث من سن سنه وحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ ,وإياكم ومحدثات الأمور فأن كل محدثة بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار فاستنان الخير ليس على إطلاقه بل هو مضبوط بكونه مشروعا فأن لم يكن له أصل شرعي معتبرا يدل عليه فهوا ابتداع وضلال حتى ولو كان في ذاته فعل خير
وبعد هذا لا بد أن نعرف المراد بقوله صلى الله عليه وسلم ((من سن سنه حسنه ))
تحتمل مردين :
1- المراد بها الاختراع و الابتداع الحسن وهذا على فرض أنه صحيح
فنقول أنه من المطلق الذي قيد بقوله ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهوا رد )) ((من رغب عن سنتي فليس مني ))
2- المراد بها العمل بما ثبت أنه من السنة
وهذا المراد ودليل على ذلك :
أ - أن سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم (من سن سنه حسنه ) حادثة القوم الحفاة العراة الذين لما رأى حالهم خطب في الناس وحث على صدقه عليهم فأبطأ الناس عليهم حتى كره رسول الله ذلك ثم جاء رجل من الأنصار فتصدق فتتابع القوم ثم ذكر الحديث فدلت هذه القصة أن المراد بالسنة الحسنه العمل بما ثبت أنه مشروعا وليس أحداث ما ليس مشروع
ب - أن قوله صلى الله عليه وسلم (من سن سنه حسنه ) لا يمكن حمله على الاختراع و الأحداث والابتداء عن غير أصل مشروع معتبر لأن كون العمل حسنا أو سيئا قبيحا لا يعرف إلا من جهة الشرع
العقل يدرك حسن شيء وقبحه ولكن لا ستلزم حكما في فعل العبد بل يجعل الفعل صالح لاستحقاق الأمر والنهي من الحكيم الذي لا يأمر بنقيض ما أدرك العقل حسنه ولكن أدراك العقل حسن الشيء لا يلزم منه حكما بالوجوب أو الاستحباب بل الحكم من خطاب الشارع فلو لم يرسل الله الرسل لم يكن هنالك نهي و لاعقاب
و باختصار مذهب أهل السنة وجماعه مذهب متوسط بين الأشاعره الذين يقولن بأن العقل لا يدرك الحسن والقبح ولكن الحسن ما حسنه الشارع والقبيح ما قبحه و المعتزلة الذين يقولون بأن الحسن والقبح عقلي لا يتوقف معرفته وأخذه عن دليل سمعي
فمذهبهم هو بأن حسن الشيء وقبحه وما يترتب عليه من ذلك من الثواب والعقاب يأتي كل ذلك من قبل الشرع والعقل يدرك الحسن والقبح
خامسا :
1-حديث واصبة بن معبد - رضي الله عنه - قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم فقال : ((جئت تسأل عن البر والإثم ))؟ فقلت : والذي بعثك بالحق ما جئتك أسألك غيره فقال : (البر ما نشرح له الصدر والإثم ما حاك في صدرك و أن أفاك الناس ) وفي لفظ : ( استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب و اطمأنت إليه النفس و الإثم ما حاك في قلبك وتردد في الصدر , وأن أفتاك الناس )
2-وبمعنى حديث واصبه حديث أبي ثعلبه الخشني . قال (قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي وما يحرم علي , قل : فصعد النبي صلى الله عليه وسلم وصوب في النظر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب و الإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إيه القلب وأن أفتاك المفتون
3- عن أبي أمامه الباهلي قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لأثم ؟ قال : ( إذا حاك في نفسك شيء فدعه , قال : فما الإيمان ؟ : قال : إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن )
4- وبمعنى ما مضى : عن النواس بن سمعان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ؟ فقال : البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس
فيقول محسن البدعة :
أن المقصود من هذه الأحاديث هو الرجوع في الأمور الحادثة في الدين إلى ما يقع في بالقلب و يهجس في النفس فإذا اطمأنت إليه النفس ولم تجد حرجا فهوا صحيح حسن يصلح قربه لأنه بر يجازي الله عليه
وللرد على هذه الشبه ينبغي توضيح معنى الإلهام وكذلك متى يصح استفتاء القلب و سأذكرها بإيجاز شديد
أولا : الإلهام : هوا ما يلقى في روع الإنسان من علم أو عمل أو إرادة . وقد يسمى العلم اللدني . وتنقسم إلى قسمين :
الإلهام الرحماني ويكون ثمرة العبودية والمتابعة والصدق مع الله والإخلاص له مثاله ما يقع في القلب من باب الترجيح بين الأدلة المتكافئة أو النظر في مناط الحكم أو عند الاشتباه بين الحلال والحرام
وإلهام شيطاني ويكون ثمرة للأعراض عن الوحي وتحكيم الهوى والشيطان وما تشهيه الأنفس مثاله ما يقع في القلب من علم وأراده مضادا للشريعة با لابتداع وللكتاب والسنه بالإدراك و الإحداث
وجامع القول في باب الإلهام الذي يحتج به محسني البدع ويستدلون عليه مايلي
1- الإلهام والكشف منه ما هوا حق وصواب ومنه ما هوا باطل وضلال
2- الإلهام الحق هو الذي توفرت في وفي صاحبه هذه الأمور:
أ - الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ظاهرا وباطنا و كمال الانقياد لها والتحلي بالتقوى و الإخلاص و المتابعة
ب - أن يكون تابعا لحكم شرعي ولدليل من الوحي لا مستئنفا لحكم من عنده أي أنه ليس بدليل منفصل ولا مستقل
ج-أن يكون موافقا للكتاب و السنة وغير متعارض معهما لأنه لو كان يأتي الإنسان من الله مالا يحتاج عرضه على الكتاب والسنة لكان مستغنيا عن الرسول في بعض دينه وهذا كفر
3- الإلهام والتحديث والكشف الواقعة للمؤمن التقي المتبع للسنة منه ما هو خطأ ومنه ما هو صواب والسنة تميز صوابه من خطئه
4-الأصل في رد الأحكام و الفتيا في الأعمال والأخبار إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عدا ذلك من اجتهاد أو نظر أو إلهام فهو تابع في منزلته وحكمه للنقل لأنه هو حجة الله على خلقه
4- الإلهام الحق لا يقع في كل شيء بل هو واقع في حيز الأمور التي يصح استفتاء القلب
ثانيا متى يصح استفتاء القلب : ولا بد قبل أن نتكلم في هذا الموضوع أن نذكر بعض الأصول ومنها
1- لا يوجد أمر من أمور دين إلا وقد بينه الشارع كما قال تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وهذا الأصل لا ينكره إلا زائغ هالك
2- ينبني على هذا الأصل أن المرجع في الأمور كلها كتاب الله وسنة نبيه فمنها التشريع وإليها التحاكم كما قال تعالى :
(وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهوآءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا شرعة ومنهاجا -إلى قوله-وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوآءهم ةاحذرهم أن يفتنوك عن بعض مآ أنزل الله إليك …)
وقد حظر على نبيه -صلى الله عليه وسلم-العمل والحكم بغير الوحي فقال عز وجل (إنآ أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بمآ أرك الله ) (فأمره بالحكم بما أراه لا بما رآه هو أو حدثته به نفسه فغيره من البشر أولى أن يكون ذلك محظورا عليه ) وهذا أصل ثاني
فعند النظر إلى حديث ((استفت نفسك )) و ((استفت قلبك )) وما في معناها فأنه يجب إلحاقها بالأصلين السابقين فمتى ظن أحدهم أن استفتاء القلب بأيجاد حكم مستقل عن الدليل الشرعي فقد ضل ضلالا بعيدا
وأخير لأقامت الحجه فأن واردات القلوب من إلهام وكشف وتحديث ونحو ذلك تدخل عند العلماء في الأمور التالية :
ا- عند الاشتباه في الأمر هل هو بر أو إثم حلال أو حرام …والبدعة ليست من المشتبه بل هي واضحة الحكم في قوله -صلى الله عليه وسلم -: (كل بدعة ضلالة ) وقوله : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
ب-عند الترجيح بين الأدلة الشرعية المتكافئة عند من هوا أهل للنظر والتجريح علم و إخلاصا واتباعا وليست البدعة من هذا الباب حتى يستفتى القلب فيها بل هي داخلة تحت الأدلة الشرعية المحكمة الدالة كلها على أن كل ابتداع شر وفساد
ج - الترجيح بين المباحات من الملك والمال وغير ذلك إذا تعذر الترجيح بسبب شرعي معلوم وكذلك الحكم في فضول المباحات فأنه قد يرجع فيها إلى استفتاء القلب واعتبار ما يلهمه الله به
د-النظر في دليل حكم مسألة لا بد أن يكون من الكتاب والسنة أما النظر في مناط الحكم فأنه لا يلزم أن يكون المناط ثابتا بدليل شرعي ومثال ذلك : إذا سأل العامي عن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة أذل فعله هل يبطله فقال له العالم إذا كان الفعل يسير لم تبطل وأن كان كثيرا بطلت كان ذلك كاف في أن ينظر العامي في الفعل الذي هو مناط الحكم فيميز بين اليسير والكثير
بمعنى أصح هنالك فرق بين دليل الحكم ومناط الحكم يمكن أن يطلق عليه من وجه آخر الأحكام الكليه والأحكام المعينات
فالشارع بين الأحكام الكلية ولم يبين المعينات التي تسمى تنقيح المناط مثل كون الشخص المعين عدلا أو فاسقا أو مؤمنا أو منافقا أو وليا لله أو عدو له فقد يلهم الله بعض عباده حال هذا المال وحال صاحبه
وهذا المعنى لا ينطبق على المحدثات بوجه من الوجوه لأن أدلتها العامة الكليه من أو ضح الواضحات في دين الله
وأخير على كل ما سبق البدعه لا تدخل في الأمور التي يستفتى فيها القلب لكونها بينة الحرمة والقبح غير مشتبه ولكون أدلتها ناصة على ذلك ولكونها من المنكر و الأثم الذي لا تخفى أدلته السمعيه على أحد وليست من المباحات حتى ينظر فيها بمسبار الحرج القلبي وليست من أبواب تنقيح المناط
وسنستكمل بقية القسم الأول -أقوال الصاحبة و التابعين وكذلك القسم الثاني والثالث - أقوال السلف و الشبه من ناحية الذوق والنظر - في موضوع آخر
و أحب أن أبين أن جميع الردود على هذه الشبه للشيخ سعيد بن ناصر الغامدي في كتاب (حقيقة البدعة وأحكامها )
طباعة مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض
وانصح جميع أخواني باقتناء هذا الكتاب الذي ندر أن يجود الزمان بمثله
وفي نهاية الحديث من كان لديه حجه فليأتنا بها وصدرنا رحب لكل أخ ومن كان لديه بعض الكلام الفارغ و الكلام السوقي فليعلم من الآن أني لن أرد عليه


أ
__________________
خذ مارأيت ودع شيء سمعت به
*****في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م