مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 08-03-2007, 04:35 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

وثيقة (كما هي )

لن أتدخل (هنا) في نص الوثائق التي سأوردها (كما هي) للأمانة في العمل الذي أحاول بقدر الإمكان أن أقدمه ليس بروح محايدة، بل بطريقة تبين ما اختفى من حقائق وقُدم سواه ليصل من يقدمه لنتيجة يريد منها تضليل الرأي العام. و ليس مستحيلا التحقق من معرفة مدى صدق تلك الوثائق من زيفها، في هذه الأيام..


محضر لقاء الرئيسين صدام حسين وحسني مبارك

التاريخ 24/7/1990 // الوقت: الساعة12.30 بعد الظهر من يوم الثلاثاء// المكان: قاعة الاستقبال الرئيسية في قصر صقر القادسية.

الحضور من الجانب المصري: د عصمت عبد المجيد.. وزير الخارجية، صفوت الشريف .. وزير الإعلام، ممدوح البلتاجي رئيس مصلحة الاستعلامات، د اسامة الباز مدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية، د مصطفى الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات، د عزمي مرافق الرئيس.

الحضور من الجانب العراقي: عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، طه ياسين رمضان النائب الأول لرئيس الوزراء، طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، د سعدون حمادي نائب رئيس الوزراء، لطيف نصيف جاسم وزير الثقافة والإعلام ، أحمد حسين رئيس ديوان الرئاسة، حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية.

نزل الرئيسان من اجتماع مغلق في الطابق الأول.. وكان الحاضرون في استقبالهما في القاعة الرئيسية في انتظار إعداد مائدة الغداء. وبعد تبادل التحيات .. قال الرئيس صدام حسين للحاضرين وكان يقف الى جانبه الرئيس حسني مبارك: لقد اتفقنا أنا وأبو علاء (يقصد الرئيس مبارك) أن لا يتم طمأنة الكويتيين وأن ننتظر ما سيسفر عنه اجتماع جدة، لأن طمأنتهم ستغريهم بالتشدد وعدم الاستجابة لمطالب العراق المشروعة. إذ لعل الخوف يدفعهم الى الحل (أومأ الرئيس مبارك برأسه موافقا) .

ثم قال الرئيس صدام حسين: لقد أحدث النفط فسادا في الواقع العربي وفي المجتمع العربي، وتحولت هذه النعمة التي أنعم الله بها على العرب الى نقمة عليهم بسبب أنانية شيوخ النفط وضعفهم وخضوعهم لمصالح الغرب، بدلا من استخدام هذه النعمة كوسيلة ضغط للحصول على حقوق الأمة أو لتنمية اقتصاديات إخوانهم العرب على الأقل. وأضاف: والآن انظروا ماذا يفعلون بالعراق الذي قدم مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى لكي تبقى (عقالاتهم) على رؤوسهم.

هنا قاطعه الرئيس مبارك باللهجة المصرية قائلا: (دُوُل الكويتيين ـ يا سيادة الرئيس ـ بيسموهم يهود الخليج .. ( ضحك من أعضاء الوفد المصري وعصمت عبد المجيد وصفوت الشريف يومئان برأسيهما موافقين قائلين (آه..).

ثم قال الرئيس صدام حسين: لماذا لا يتحقق شعار (نفط العرب للعرب؟) ولماذا يكون نفط العرب للأمريكان وللإنجليز و للفرنسيين؟
وتوقف الرئيس صدام حسين ليعقب على ملاحظة الرئيس مبارك قائلا:
هناك مسميات أطلقت على بعض البلدان العربية:
مصر ... تسمى بلد الخيرات
تونس .. تسمى تونس الخضراء
اليمن ... يسمى اليمن السعيد
العراق ... يسمى أرض السواد
فبماذا تسمى تلك البلدان؟ ولماذا لم تطلق عليها أوصاف حضارية؟ ولماذا أطلقت هذه الأوصاف على مصر وتونس واليمن والعراق؟ هل بسبب كسل أبناءها أم بسبب جدهم في العمل؟
هل أن الثروات في دول الخليج من صنع أبناءها؟
إن المرحوم السادات لم يكن ليذهب الى كامب ديفيد لولا سوء الحال الذي أوصلوه إليه أهل النفط ويأسه منهم.

لقد تحدثت مرة في هذا الموضوع بألم مرير في اجتماع القيادة بعد سفر السادات، وانهمرت الدموع من عيني، وأنا أتحدث عن الوضع المزري الذي أوصلوا العرب إليه نتيجة الأنانية وعدم الشعور بالمسئولية.

إخواني.. إن أي بلد عربي لا يستطيع لوحده أن يحمي نفسه.
إن الأخُوَة ليست بالكلام وإنما بالفعل، حتى على المستوى العائلي، إذا غاص أبناء العم بالغنى الفاحش وبالمَبًاذِل، ألا يثير ذلك حفيظة قريبهم الجائع؟ أليس في الإسلام مبدأ وضع للفقير حقا في مال الغني؟
وأضاف: إننا لن نتخلى عن المبادئ القومية، كما أن هناك استحقاق حضاري وتسلسل ووزن تاريخي كما هو في الحاضر لبلدان عربية مثل مصر والعراق واليمن، ولا يجوز إعطاء وزن واستحقاق أكثر منها للإمارات أو الكويت.
من الذي أخل بالموازنة الحضارية؟
كان حاكم الكويت قائمقاما يأخذ راتبه من متصرف لواء البصرة(محافظ البصرة) . هذا في الماضي، فلماذا يعمل على تخفيض أسعار النفط؟ هل هو محتاج لبيع المزيد منه لتحقيق إيرادات أعلى؟ إنه يخسر النفط ويخسر من الإيرادات بكل الحسابات التجارية حتى بحسابات الدكاكين. فلماذا يتعمد إيذائنا؟

وأضاف الرئيس صدام حسين: ذهب مرة السيد سعدون شاكر(وزير الداخلية آنذاك) الى أمير الكويت ليطلب منه معونة مالية، وتحدث إليه عن التزامات العراق وتزايد نفقات الحرب مع إيران .. فأجابه الأمير: (هل تريد أن تُخرِب الكويت وتعمر العراق؟).
إن العروبة ليست كتابا وإنما تصرف.
لقد اشتروا العقارات في العراق بثمن بخس، بل اشتروا كل شيء له قيمة.. حتى (السِبح) اختفت من أسواق النجف ومن أسواق مدن أخرى.
لقد أفرغوا الأسواق، وأصبح الفقير يجد صعوبة في العيش.
هل يريدون الحماية؟ إن الحماية تقدمها الأُخُوة وليس الأجانب الطامعون.
لماذا يمكن أن تتضامن الدول الأوروبية ولا يمكن أن يتضامن العرب؟
لماذا لم يحكم العراق ومصر تجار بعيدون عن المبادئ؟ ولدى العراق ومصر كل العوامل المساعدة لكي يصبحان تجارا أشطر من دول الخليج إضافة الى عمقهما الحضاري..
واختتم الرئيس صدام حسين حديثه: (الفلوس عند القادة هي لعز الناس وسعادتهم وليس لبهذلتهم ).
__________________
ابن حوران
  #32  
قديم 08-03-2007, 04:45 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

وثيقة (كما هي )

لن أتدخل (هنا) في نص الوثائق التي سأوردها (كما هي) للأمانة في العمل الذي أحاول بقدر الإمكان أن أقدمه ليس بروح محايدة، بل بطريقة تبين ما اختفى من حقائق وقُدم سواه ليصل من يقدمه لنتيجة يريد منها تضليل الرأي العام. و ليس مستحيلا التحقق من معرفة مدى صدق تلك الوثائق من زيفها، في هذه الأيام..


محضر لقاء الرئيسين صدام حسين وحسني مبارك

التاريخ 24/7/1990 // الوقت: الساعة12.30 بعد الظهر من يوم الثلاثاء// المكان: قاعة الاستقبال الرئيسية في قصر صقر القادسية.

الحضور من الجانب المصري: د عصمت عبد المجيد.. وزير الخارجية، صفوت الشريف .. وزير الإعلام، ممدوح البلتاجي رئيس مصلحة الاستعلامات، د اسامة الباز مدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية، د مصطفى الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات، د عزمي مرافق الرئيس.

الحضور من الجانب العراقي: عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، طه ياسين رمضان النائب الأول لرئيس الوزراء، طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، د سعدون حمادي نائب رئيس الوزراء، لطيف نصيف جاسم وزير الثقافة والإعلام ، أحمد حسين رئيس ديوان الرئاسة، حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية.

نزل الرئيسان من اجتماع مغلق في الطابق الأول.. وكان الحاضرون في استقبالهما في القاعة الرئيسية في انتظار إعداد مائدة الغداء. وبعد تبادل التحيات .. قال الرئيس صدام حسين للحاضرين وكان يقف الى جانبه الرئيس حسني مبارك: لقد اتفقنا أنا وأبو علاء (يقصد الرئيس مبارك) أن لا يتم طمأنة الكويتيين وأن ننتظر ما سيسفر عنه اجتماع جدة، لأن طمأنتهم ستغريهم بالتشدد وعدم الاستجابة لمطالب العراق المشروعة. إذ لعل الخوف يدفعهم الى الحل (أومأ الرئيس مبارك برأسه موافقا) .

ثم قال الرئيس صدام حسين: لقد أحدث النفط فسادا في الواقع العربي وفي المجتمع العربي، وتحولت هذه النعمة التي أنعم الله بها على العرب الى نقمة عليهم بسبب أنانية شيوخ النفط وضعفهم وخضوعهم لمصالح الغرب، بدلا من استخدام هذه النعمة كوسيلة ضغط للحصول على حقوق الأمة أو لتنمية اقتصاديات إخوانهم العرب على الأقل. وأضاف: والآن انظروا ماذا يفعلون بالعراق الذي قدم مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى لكي تبقى (عقالاتهم) على رؤوسهم.

هنا قاطعه الرئيس مبارك باللهجة المصرية قائلا: (دُوُل الكويتيين ـ يا سيادة الرئيس ـ بيسموهم يهود الخليج .. ( ضحك من أعضاء الوفد المصري وعصمت عبد المجيد وصفوت الشريف يومئان برأسيهما موافقين قائلين (آه..).

ثم قال الرئيس صدام حسين: لماذا لا يتحقق شعار (نفط العرب للعرب؟) ولماذا يكون نفط العرب للأمريكان وللإنجليز و للفرنسيين؟
وتوقف الرئيس صدام حسين ليعقب على ملاحظة الرئيس مبارك قائلا:
هناك مسميات أطلقت على بعض البلدان العربية:
مصر ... تسمى بلد الخيرات
تونس .. تسمى تونس الخضراء
اليمن ... يسمى اليمن السعيد
العراق ... يسمى أرض السواد
فبماذا تسمى تلك البلدان؟ ولماذا لم تطلق عليها أوصاف حضارية؟ ولماذا أطلقت هذه الأوصاف على مصر وتونس واليمن والعراق؟ هل بسبب كسل أبناءها أم بسبب جدهم في العمل؟
هل أن الثروات في دول الخليج من صنع أبناءها؟
إن المرحوم السادات لم يكن ليذهب الى كامب ديفيد لولا سوء الحال الذي أوصلوه إليه أهل النفط ويأسه منهم.

لقد تحدثت مرة في هذا الموضوع بألم مرير في اجتماع القيادة بعد سفر السادات، وانهمرت الدموع من عيني، وأنا أتحدث عن الوضع المزري الذي أوصلوا العرب إليه نتيجة الأنانية وعدم الشعور بالمسئولية.

إخواني.. إن أي بلد عربي لا يستطيع لوحده أن يحمي نفسه.
إن الأخُوَة ليست بالكلام وإنما بالفعل، حتى على المستوى العائلي، إذا غاص أبناء العم بالغنى الفاحش وبالمَبًاذِل، ألا يثير ذلك حفيظة قريبهم الجائع؟ أليس في الإسلام مبدأ وضع للفقير حقا في مال الغني؟
وأضاف: إننا لن نتخلى عن المبادئ القومية، كما أن هناك استحقاق حضاري وتسلسل ووزن تاريخي كما هو في الحاضر لبلدان عربية مثل مصر والعراق واليمن، ولا يجوز إعطاء وزن واستحقاق أكثر منها للإمارات أو الكويت.
من الذي أخل بالموازنة الحضارية؟
كان حاكم الكويت قائمقاما يأخذ راتبه من متصرف لواء البصرة(محافظ البصرة) . هذا في الماضي، فلماذا يعمل على تخفيض أسعار النفط؟ هل هو محتاج لبيع المزيد منه لتحقيق إيرادات أعلى؟ إنه يخسر النفط ويخسر من الإيرادات بكل الحسابات التجارية حتى بحسابات الدكاكين. فلماذا يتعمد إيذائنا؟

وأضاف الرئيس صدام حسين: ذهب مرة السيد سعدون شاكر(وزير الداخلية آنذاك) الى أمير الكويت ليطلب منه معونة مالية، وتحدث إليه عن التزامات العراق وتزايد نفقات الحرب مع إيران .. فأجابه الأمير: (هل تريد أن تُخرِب الكويت وتعمر العراق؟).
إن العروبة ليست كتابا وإنما تصرف.
لقد اشتروا العقارات في العراق بثمن بخس، بل اشتروا كل شيء له قيمة.. حتى (السِبح) اختفت من أسواق النجف ومن أسواق مدن أخرى.
لقد أفرغوا الأسواق، وأصبح الفقير يجد صعوبة في العيش.
هل يريدون الحماية؟ إن الحماية تقدمها الأُخُوة وليس الأجانب الطامعون.
لماذا يمكن أن تتضامن الدول الأوروبية ولا يمكن أن يتضامن العرب؟
لماذا لم يحكم العراق ومصر تجار بعيدون عن المبادئ؟ ولدى العراق ومصر كل العوامل المساعدة لكي يصبحان تجارا أشطر من دول الخليج إضافة الى عمقهما الحضاري..
واختتم الرئيس صدام حسين حديثه: (الفلوس عند القادة هي لعز الناس وسعادتهم وليس لبهذلتهم ).
__________________
ابن حوران
  #33  
قديم 08-03-2007, 04:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

محضر استقبال الرئيس صدام حسين للآنسة (أبريل كلاسبي) سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق.

التاريخ: 25/7/1990الموافق 3محرم1411هـ// الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم الأربعاء.

حضر اللقاء: طارق عزيز وزير الخارجية، حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية، محسن خليل السكرتير الصحفي والإعلامي، المقدم عبد حمود مرافق الرئيس صدام حسين.

بعد تبادل عبارات الترحيب الودية قال الرئيس صدام حسين:
أنا طلبتك اليوم، لأتحدث معك حديثا سياسيا واسعا هو عبارة عن رسالة للرئيس الأمريكي بوش.
وأضاف: تعرفون أن علاقاتنا كانت مقطوعة مع الولايات المتحدة الى عام 1984، وتعرفون الظروف والأسباب التي أدت الى قطع العلاقة، وقد بينا لكم أن قرار إعادة العلاقة مع الولايات المتحدة كان قد أتخذ في الواقع عام 1980، وربما خلال الشهرين اللذين سبقا قيام الحرب بيننا وبين إيران.

ولكن عندما قامت الحرب، مع ملابساتها المعروفة، ولأننا حريصون على أن نتصرف بالقضايا الكبيرة بما لا يجعل المقابل يفسر الأمور إلا في إطارها الصحيح، أجلنا إعادة العلاقة على أمل أن تنتهي الحرب.

ولأن الحرب استمرت طويلا.. وتأكيدا لمبادئنا التي تقول أننا جهة غير منحازة، كان لا بد أن نعيد العلاقات مع الولايات المتحدة .. فجاء التوقيت لإعادتها في عام 1984.

ومن الطبيعي أن نقول، أن الولايات المتحدة ليست مثل انجلترا مثلا، من حيث قدم علاقاتها مع دول الشرق الأوسط العربية ومنها العراق، وإذا أضفنا هذا، أنه لأن العلاقات بين البلدين كانت مقطوعة طيلة المدة بين أعوام 1967ـ1984 لا بد أن نقول أنه سيصعب على الولايات المتحدة أن تفهم الكثير من الأمور في العراق كما ينبغي. وكان مؤملا، بالعلاقة الجديدة التي استؤنفت، أن نعاون بعضنا لكي يفهم كل منا الآخر، لأننا نحن أيضا كنا وما زلنا، نجهل الكثير من الخلفيات والأمور التي يستند إليها القرار الأمريكي.

تعاملنا مع بعضنا أثناء الحرب، وأجرينا الحوار على المستويات التي أتاحتها الفرص، لأن تجري العلاقة والحوار فيما بيننا، وكان أهم مستوى في إجراء الحوار هو مستوى وزير الخارجية. وكنا نأمل أن تزداد مساحة الفهم المشترك، وأن تتسع فرص وإمكانات التعاون بما يعود بالمصلحة على الشعبين العراقي والأمريكي، بل وعلى الأمة العربية كما كنا نأمل، وكلما وجدت الأطراف المعنية أن هذا ممكنا.

غير أن العلاقة، وهي حديثة عهد، تعرضت الى بعض المنغصات وهي في خط سيرها على الطريق.
أهم ضربة تعرضت لها العلاقات كانت في عام 1986(بعد سنتين من إعادة العلاقات)، فيما سمي بقضية(إيران ـ غيت) وصادف في ذلك العام، احتلال الفاو من قبل إيران.
ومن الطبيعي أن نقول أن كل علاقة، تستطيع مع قدمها وتشابك المصالح أن تغطي ارتكاب الأخطاء التي تحصل فيها، ولكن عندما تكون المصالح في هذه العلاقة صغيرة الحجم، ولم تتسع بعد، وعندما تكون العلاقة ليست بما يكفي، لتوجه أطرافها، لكي تتفهم بعضها البعض، لا بد أن يترك كل خطأ في طريقها، نوعا من الأثر، هو بحجم الخطأ وربما في بعض الأحيان أكبر من حجمه، ولكن في كل الأحوال لا يكون الأثر أقل من حجم الخطأ.

مع ذلك، قبلنا الاعتذار الذي قدمه الرئيس الأمريكي (حول إيران ـ غيت) عن طريق مبعوثه إلينا. واعتبرنا ذلك يكفي عن الماضي إلا إذا ارتبطت به خطوات لاحقة، تذكر بأن الخطأ الماضي ليس مجرد خطأ عابرا.

استمرت علاقاتنا هكذا، وبدأت الهواجس تزداد بعد أن حررنا الفاو، فاختلط الإعلام بالسياسة، وبدأت هواجسنا تظهر على السطح من جديد، وبدأت علامة الاستفهام ترتسم متسائلة ماذا تريد الولايات المتحدة عندما تكون غير مرتاحة لنتائج القتال التي حررنا بها أرضنا؟

كان واضحا لدينا بما لا يقبل الشك، أن هنالك أوساطا في الولايات المتحدة، ولا نقول الرئيس الأمريكي، لأنه ليس لدينا ما هو ملموس على هذا، ولكن هناك أوساطا في الولايات المتحدة يرتبط بعضها بأوساط جمع المعلومات والمخابرات أو الاستخبارات، وبعض الأوساط في الخارجية، ولا أستطيع أن أقول وزير الخارجية.. أقول بدا لنا أن هذه الأوساط غير مرتاحة لتحرير أراضينا. وبعض الأوساط مما ذكرنا تجمع معلومات تحت عنوان (من الذي سيخلف صدام حسين) ؟ ثم بدأت تجري الاتصالات مع دول الخليج، على أساس تخويف هذه الدول من العراق، وتعلن الرغبة أو توحي بها، لكي لا تقدم دول الخليج، أية معاونة اقتصادية للعراق، وقد لمسنا بما لا يقبل الشك تأثير هذه النشاطات.
وأضاف الرئيس صدام حسين .. خرج العراق من الحرب وهو مدين للآخرين بحدود (40) مليار دولار، عدا المساعدات التي قُدِمت للعراق، والتي ما زالت مسجلة عليه كديون من قِبل بعض الدول العربية، مع أنهم يعرفون وأنتم تعرفون بأنه لولا العراق، لما بقيت هذه المبالغ وغيرها عند أصحابها ولأصبح مستقبل المنطقة على غير ما هو عليه.

أنتم وغيركم نظمتم مشروع (مارشال) لكل حلفائكم بعد الحرب وكنتم خلال الحرب تقدمون مساعدات سخية لهم، هذه كلها كانت تقدم من دافعي الضرائب الأمريكان.
ثم بدأنا نواجَه بسياسة خفض أسعار النفط، ثم بدأت أمريكا التي تتحدث عن الديمقراطية تضيق ذرعا بالرأي المقابل، بدأت الحملة الإعلامية، تُشَن على صدام حسين من مركز الإعلام الأمريكي الرسمي، وفي ظن الولايات المتحدة أن حال العراق مثل الحال في بولونيا أو رومانيا أو تشيكوسلوفاكيا.

انزعجنا من الحملة، ولكن لم ننزعج كثيرا، على أمل أن نترك فرصة كافية، عددا من الأشهر، ليعاين صاحب القرار الأمريكي بنفسه وليلمس، هل ترك الإعلام أثرا ما في حياة العراقيين ما كان يُراد أن يتركه من أثر أم أن الأمر مختلف؟
كان أملنا، أنه بعد هذه الفرصة الطويلة، سيصبح بمقدور المسئولين الأمريكيين أن يتخذوا قرارات أكثر صوابا في العلاقة مع العراق.
من المسلم به أن العلاقة، حتى وهي ترتقي الى أي مستوى من مستويات الصداقة، لا تفترض التطابق.. بل وأن الأمريكان يرون أنه حتى داخل القيادة الواحدة لا يفترض أن يكون هنالك تطابق في الآراء.
ولكن عندما تُخفض أسعار البترول بشكل مخطط ومتعمد وبدون سبب تجاري أو اقتصادي، فهذه حرب أخرى على العراق، لأن الحرب تقتل البشر بعد أن تسيح دمهم، والحرب الاقتصادية تقتل إنسانية البشر بعد أن تسلبها فرصتها في الحياة الكريمة.

ونحن كما تعلمون، أعطينا أنهارا من الدم في حرب استمرت ثماني سنوات، ولم نتنازل عن إنسانيتنا، أي حق العراق في أن يعيش بكرامة، وعليه، لا نقبل على الإطلاق (وإذا كنا لا نقبل هذا بدرجة معينة قبل الحرب، فالآن لا نقبله بدرجة مضاعفة) أن يخل أحد بكرامة العراقيين أو بحقهم في العيش حياة سعيدة ومرفهة ومزدهرة.

الكويت والأمارات، كانا وجه هذه السياسة التي تريد أن توصل الى ما يذل العراق وتسلبه فرصة الحياة السعيدة، وأنتم تعرفون أن علاقتنا كانت جيدة مع الأمارات والكويت. نضيف الى هذا، أن دولة الكويت، ونحن مشغولون بالحرب كانت تتوسع على حساب أراضينا.

قد تقولون أن هذا في حكم الدعاية، لكننا نقول، بإمكانكم أن تعودوا الى وثيقة واحدة، والتي تسمى (خط الدوريات) وهو الخط الذي اعتمدته الجامعة العربية، لتجعل أية قوة عسكرية في عام 1961 بعيدة عن هذا الخط، أي على الحافة القريبة منه.
عاينوا وقفوا في الحافة الأخرى التي هي باتجاه الكويت، وانظروا .. أكانت توجد عليها مخافر شرطة أو مزارع أو منشآت نفطية والى عمق بعيد من هذا الخط، أي خط الدوريات؟

إن كل هذه المرافق والمنشآت، استحدثت بتخطيط مقصود لفرض الأمر الواقع على العراق. ومن الطبيعي، أن نقول، أنه خلال هذه المدة كانت حكومة الكويت مستقرة، بينما الحكومة في العراق تتغير.. وحتى بعد عام 1968 والى عشر سنوات بعدها كنا نحن مشغولين بأمور كثيرة.. مرة في الشمال، وأخرى في حرب 1973، وغيرها من الانشغالات، ثم جاءت بعد ذلك الحرب مع إيران التي مضى عليها الآن عشر سنوات.

ويضيف الرئيس صدام حسين: في تقديرنا يجب أن تفهم الولايات المتحدة بأن المرفهين المتمكنين اقتصاديا، يستطيعون أن يتفاهموا معها على ما هو مشروع من المصالح المشتركة، فيما لا يستطيع ذلك من يجوع أو تسلب فرصته في حياة سعيدة.
نحن لا نقبل التهديد من أحد، لذلك لا نستخدم التهديد.. لكن نقول بوضوح، نأمل أن لا تتوهم الولايات المتحدة كثيرا، وأن يكون سعيها لكسب الأصدقاء، وليس إضافة أرقام جديدة الى الأعداء.
أنا اطلعت على التصريحات الأمريكية التي تتحدث عن الأصدقاء في المنطقة.. وأقول، من حق كل جهة أن تختار أصدقاءها في المنطقة.. ومن حق كل جهة في العالم أن تختار أصدقاءها.. نحن لا نعترض على هذا.. ولكن أنتم تعرفون، أنكم لستم الذين حميتم أصدقاءكم في خلال الحرب مع إيران.. وأنا أجزم لو أن الإيرانيين اندلعوا في المنطقة، لما استطاعت الجيوش الأمريكية أن تصدهم وتوقفهم إلا باستخدام القنابل النووية.
هذه ليست نظرة استصغار لكم، وإنما مرتبطة بطبيعة الجغرافيا وبطبيعة المجتمع الأمريكي، التي تجعله لا يستطيع أن يتحمل في معركة واحدة عشرة آلاف قتيل.
وأنتم تعرفون أن إيران وافقت على وقف إطلاق النار، ليس بسبب ضرب أمريكا منصة صغيرة من منصات تحميل النفط بعد تحرير الفاو.. فهل هذه هي مكافأة العراق على دوره في استقرار المنطقة وحمايتها من طوفان لم نكن نعرف على أي شاطئ كان سيضعها؟
ماذا يعني قول أمريكا الآن أننا ملتزمون بحماية أصدقائنا بصورة فردية وجماعية؟ إنه يعني بوضوح، انحيازا واضحا ليس الى جانب الجهة الفلانية من دون الجهة الفلانية الأخرى، وإنما انحياز واضح ضد العراق في هذه المرحلة.

هذا الموقف فيه تشجيع واضح للكويت والأمارات، ومع التصريحات الأخرى والمناورات، لكي لا تحترم دولتا الأمارات والكويت حقوق العراق.

يتبع
__________________
ابن حوران
  #34  
قديم 08-03-2007, 04:55 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أقول لكم بوضوح.. إن حقوق العراق التي وردت في المذكرة سنأخذها واحدة، واحدة.. قد لا يحصل هذا الآن.. أو بعد شهر أو بعد سنة.. ولكننا سنحصلها كلها، لأننا لسنا من النوع الذي يسكت على حقه.. وليس هناك استحقاق تاريخي أو شرعية أو حاجة لتستحوذ الأمارات والكويت على حقوقنا.. فإن كانوا (محتاجين) فنحن أيضا محتاجون.
إذن على الولايات المتحدة أن تكون منسجمة مع هذا الموضوع، ويجب أن تظهر بوضوح أنها تريد الصداقة مع الجميع حيثما رغب الجميع بصداقتها، وتعادي من يعاديها.. ويجب أن لا تعادي من يختلف معها في وجهة النظر في الصراع العربي الإسرائيلي أو شؤون الحياة الأخرى.
نحن نفهم تماما قول أمريكا بأنها حريصة على تدفق النفط، ونفهم قول أمريكا بأنها تريد علاقات صداقة مع دول المنطقة، وأن تتسع مساحة المصالح المشتركة في المجالات المختلفة، ولكن لا يمكن أن نفهم محاولات تشجيع البعض لكي يلحق الضرر بالعراق.
تريد الولايات المتحدة ضمان تدفق النفط.. هذا مفهوم ومعروف.
تريد أمريكا السلام في المنطقة.. وهذا هو الذي نسمعه.. هذا مفهوم.
لكن عليها أن لا تعمل بالطرق التي تقول أنها لا تحبها وهي طرق الضغط واستعراض القوة. إذا استعملتم طرق الضغط والإكراه.. نحن سنعمل بطريقة الضغط واستخدام القوة. نحن نعرف أنكم قادرون على إلحاق أذى بنا .. ونحن لا نستخدم التهديد ضدكم.. لكن نحن أيضا قادرون على إلحاق أذى بكم.. وكل واحد يلحق أذى بكم.. وكل واحد يلحق أذى بقدر حجمه.
نحن لا نستطيع أن نأتي إليكم في الولايات المتحدة.. ربما يصلون إليكم أفراد عرب. أنتم تستطيعون أن تأتوا إلى العراق بطائرات وصواريخ.. نعرف هذا.. لكن لا توصلوننا الى أن نستخف بكل هذا!!!
متى نستخف بهذا؟
عندما نشعر أنكم تريدون أن تذلوننا وأن تنتزعوا فرصة العراقيين في العيش بكرامة وسعادة. عند ذلك يكون الموت هو الأفضل.
وعند ذلك لا نأبه إذا وجهتم علينا مقابل الصاروخ الواحد، مائة صاروخ، لأنه من غير هذه، لا كرامة للإنسان ولا حياة ذات قيمة.
ليس من المعقول أن نطلب من شعبنا أن ينزف كل أنهار الدماء طيلة 8 سنوات، ثم نقول له الآن عليك أن تقبل العدوانية الكويتية أو الأماراتية أو من الولايات المتحدة أو من إسرائيل.
نحن لا نضع هذه الدول بمستوى واحد.. أولا نحن متألمون أن يحصل بيننا وبين الكويت والأمارات هذا، والحل لما حصل يتم ضمن الإطار العربي.. وبالعلاقة الثنائية المباشرة.
لا نضع أمريكا كعدو.. ولكن نضعها حيث نرغب أن نكون أصدقاء.. وحاولنا أن نكون، ولكن يبدو من تصريحات أمريكا المتكررة خاصة خلال السنة الماضية بأنها لا تضعنا كمشروع صداقة.. وهي حرة في تصرفها هذا.
نحن عندما نسعى لأن نصادق، نريد مع الصداقة، الكرامة، الحرية، الحق في اختيار فرصنا كما نجتهد، وخاصة الفرص التي لا تلحق أذى بطرف الصداقة.
نريد أن نتعامل بحجمنا ونعامل الآخرين بحجومهم.
نرى مصالح الآخرين، في الوقت الذي نتعامل مع مصالحنا، وعلى الآخرين أن يروا مصالحنا في الوقت الذي يتعاملون مع مصالحهم.
ماذا يعني استدعاء وزير الحرب الصهيوني في هذا الوقت الى أمريكا؟
ثم ماذا تعني هذه التصريحات الملتهبة التي تخرج من (إسرائيل) في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، والحديث عن احتمالات اقتراب الحرب أكثر من السابق.
نحن لا نريد الحرب.. لأننا نعرف معناها.. ولكن لا تدفعونا الى أن نعتبرها هي الطريق الوحيد أمامنا لنعيش بكرامة و يعيش بقيتنا بسعادة.
نحن نعرف أن لدى الولايات المتحدة قنابل نووية.. ولكننا مصممون على إما أن نعيش بكرامة أو نذهب كلنا! ولا أعتقد أن هناك شريفا في الكرة الأرضية لا يفهم هذا المعنى.
نحن لا نطلب منكم أن تحلوا مشاكلنا.. أنا قلت أن مشاكلنا العربية نحلها فيما بيننا.. ولكن لا تشجعوا بعض الناس أن يتصرفوا بأكبر من حجمهم وعلى الباطل
الذي يصادق العراق لا أظنه يخسر.. ما زال الرئيس الأمريكي في تقييمي أنه لم يرتكب خطأ تجاه العرب، وإن كان قراره بتعليق الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية قرار خاطئ. ولكنه قرار يبدو أنه ينطوي على مجاملة ما لتيار الضغط الصهيوني، وربما ينطوي على تكتيك ما ليمتص التعبئة الصهيونية ويعيد الكرَة. نحن نأمل أن يكون استنتاجنا الأخير صحيحا .. لكن سنظل نقول أنه قرار خاطئ.
تجاملون المغتصب بعشرات العناوين والمفردات في الاقتصاد وفي السياسة وفي الإعلام وفي الأسلحة.. متى يحين الوقت لتجاملوا بعد كل ثلاثة عناوين للمغتصب بعنوان واحد للعرب؟! ومتى تجد الإنسانية فرصتها الحقيقية في القرار الأمريكي العادل، بحيث يوازن في الحقوق الإنسانية ل (200) مليون إنسان مع (3) مليون يهودي؟
إذن نحن راغبين في الصداقة من غير أن نركض وراءها.. نقوم بواجبنا.. نرفض الإيذاء من أية جهة جاءت.. وإذا حصل إصرار على إيذائنا سنقاومه.. وهذا حق إنساني، سواء جاء الإيذاء من أمريكا أو الأمارات أو الكويت أو إسرائيل..
طبعا لا أضع هذه الدول على مستوى واحد. إسرائيل تغتصب أرض العرب. أمريكا تساندها.
لكن الأمارات والكويت لا تساعدانها، وهم عرب في كل الأحوال، أما عندما يصرون على إضعاف العراق، فهم يساعدون الأعداء... عند ذلك من حق العراق أن يدافع عن نفسه.

يتبع
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 08-03-2007 الساعة 05:02 AM.
  #35  
قديم 08-03-2007, 05:05 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تابع لوثيقة محضر لقاء الرئيس مع السفيرة الأمريكية


في عام 1974، التقيت مع ابن الملا مصطفى البرزاني في هذا المكان الذي تجلسين عليه.. وكان اسمه إدريس .. جاءني يطلب تأجيل تطبيق الحكم الذاتي في كردستان العراق كما اتفق عليه في بيان 11آذار(مارس)1970، فقلت له: لدينا إصرار على أن نلتزم بتعهداتنا وعليكم كذلك الالتزام بتعهدكم .. وعندما رأيت هنالك نوايا شر من البارزاني، قلت له سلم على أبيك وانقل له أن صدام حسين يقول ما يلي: وحدثته عن توازن القوى بالأرقام والمعطيات مثلما تحدثت مع الإيرانيين في رسائلي المفتوحة إليهم أثناء الحرب.. وخرجت من الحديث حول هذه الأمور بنتيجة أوجزتها له بالقول، أنه إذا حصل قتال عسكري سننتصر .. وقلت له أتعرف لماذا؟ لكل هذه الأسباب التي ذكرتها زائدا سبب سياسي.. أنتم تعتمدون على خلافاتنا مع إيران (الشاه).. وإيران مستندة في خلافها مع العراق على أطماعها بالحصول على نصف شط العرب. فإذا كان الاختيار أن نحافظ على العراق كله ومعه شط العرب ونكون بخير فسوف لن نتنازل عن شط العرب.. وإذا وضعنا في زاوية إما نصف شط العرب أو كل العراق، فإننا سنعطي نصف شط العرب لنحافظ على العراق كما نتمنى له.

نأمل أن لا تدفعوا الأمور لتذكرنا بهذه الحكمة في علاقتنا مع إيران.. لكن بعدها أعطينا نصف شط العرب، والبارزاني مات ودفن خارج العراق وخسر معركته.
وقال الرئيس صدام حسين وهو يوجه بتركيز كلامه للسفيرة:
فنأمل أن لا نُدفع الى هذا
إن الذي يعطل العلاقة بيننا وبين إيران الآن، هو شط العرب، فعندما نرى أننا أمام أن يعيش العراق بعز وكرامة أو شط العرب، سنقف لنناقش على أساس الحكمة التي قلناها في عام 1974.. وعند ذلك مثلما خسر البارزاني فرصته التاريخية، سيخسر كثيرون فرصتهم التاريخية.
مع تحياتي للرئيس بوش
وآمل أن يطلع الرئيس على هذا وأن لا يتركه بيد المجموعة في وزارة الخارجية، واستثني من هذه المجموعة وزير الخارجية وكيلي، لأني رأيته ورأيت عقليته وتبادلت الحديث معه.

قالت السفيرة الأمريكية:
أشكركم سيادة الرئيس .. من دواعي السعادة الكبيرة لدبلوماسي، أن يلتقي ويتحدث مباشرة الى الرئيس.. وأنا بوضوح الرسالة التي تحدثتم بها.. وأنتم تتحدثون سيادة الرئيس، درسنا في المدرسة درس التاريخ.. كانوا يعلموننا أن نقول الحرية أو الموت .. وأعتقد أنكم تعلمون جيدا أننا كشعب لنا تجربتنا ضد المستعمر.
سيادة الرئيس.. ذكرتم أشياء كثيرة خلال هذا اللقاء.. ليس بوسعي أن أعلق عليها نيابة عن حكومتي.. لكن بعد إذنكم أعلق على مسألتين:
تحدثتم عن الصداقة وأعتقد أنه كان واضحا من رسائل رئيسنا إليكم بمناسبة العيد الوطني أنه يؤكد...
الرئيس صدام حسين:
كان كريما وتعبيره محل تقديرنا واحترامنا.
السفيرة الأمريكية:
وكما تعرفون أنه وجه الإدارة الأمريكية بالرفض القاطع والحثيث لمقترح فرض العقوبات التجارية.
قال الرئيس مبتسما:
لكن لم يبق لدينا شيء نشتريه من أمريكا.. فقط الحنطة.. لأنه كل ما نريد أن نشتري شيئا، يقولون هذا ممنوع.. ونخشى أن تقولوا أن الحنطة أيضا تصلح للبارود!!
قالت السفيرة :
إن لدي توجيها مباشرا من الرئيس شخصيا أن أعمل على توسيع و تعميق العلاقات مع العراق.
الرئيس : ولكن كيف ؟ نحن أيضا لدينا هذه الرغبة، والأمور تجري من حيث النتيجة خارج الرغبة.
السفيرة: أعتقد كلما ناقشنا هذه القضايا، يتقلص الاحتمال الذي أوردتموه.. مثلا أوردتم قضية المقال الذي نشر عن طريق وكالة الاستعلامات الأمريكية.. لقد كان محزنا فعلا.. وقدمت اعتذارا رسميا حوله.
الرئيس: موقفك كريم.
نحن عرب.. يكفينا أن يقول لنا المعني أنا آسف، قد أخطأت .. ونمضي على الطريق.. لكن الإعلام بشكل عام استمر. ومليء بقصص مع الأسف، لو أنها موجودة لا تسبب زعل .. لذلك نفهم من استمرار هذا النهج أن هناك إصرار.
السفيرة: أنا رأيت برنامج دايان سوير في محطة A.B.C .. الذي جرى في هذا البرنامج أمر رخيص وغير عادل، وهو صورة حقيقية لما يجري في الإعلام الأمريكي حتى لسياسيين أمريكيين.. هذه هي طريقة الإعلام الغربي.
أنا مسرورة أنكم تنضمون الى الدبلوماسيين لمواجهة هذا الإعلام .. لأن ظهوركم في الإعلام حتى ولو لمدة خمس دقائق، يساعدنا على أن نجعل الشعب الأمريكي يفهم العراق.. وهذا شيء يزيد من الفهم المشترك. ولكن لو كان بإمكان الرئيس الأمريكي أن يسيطر على الإعلام، لكان أدائه لوظيفته أسهل.
سيادة الرئيس.. لا أريد أن أقول أن الرئيس بوش يريد علاقة أفضل وأكثر عمقا مع العراق فحسب، بل يريد أن يكون للعراق إسهاما تاريخيا في السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
إن الرئيس بوش ذكي، ولن يعلن أي حرب اقتصادية على العراق.
أنتم محقون.. صحيح الذي أوردتموه من أننا لا نريد أسعارا عالية للنفط .. لكن أسألكم أن تتأملوا احتمال الرغبة في أن تكون أسعار النفط مرتفعة جدا.
الرئيس صدام حسين : نحن لا نريد أسعارا عالية جدا للنفط.. وسأذكر لك أنه في عام 1974 أمليت أفكار مقال كتبه السيد طارق عزيز مضمونه انتقاد شديد لارتفاع أسعار النفط.. وكان أول مقال يظهر من عربي بهذا الاتجاه.
طارق عزيز: وسياستنا في منظمة الأوبك ضد القفزات في الأسعار.
الرئيس صدام حسين: غير أن السعر (25) دولار .. ليس عاليا.
السفيرة الأمريكية: عندنا كثيرون من الأمريكان ممن يتمنون أن يرتفع السعر الى أكثر من (25) دولار، لأنهم من ولايات تنتج النفط.
الرئيس: كان قد وصل السعر في هذه المرحلة الى(12) دولار.. فعندما تنخفض من ميزانية العراق المتواضعة 6ـ7 مليار .. فإن هذا تدمير.
السفيرة: أعتقد أنا أفهم هذا.. وعشت سنين هنا وأنا أُعجب بجهودكم غير الاعتيادية من أجل إعادة البناء.. وأفهم أن هذا البناء يحتاج الى أموال.. وهذا نفهمه. ولدينا رأينا في هذا الموضوع.. وهو أن تتاح لكم الفرصة لإعادة البناء، ولكن الذي لا يتوفر لدينا رأي حوله هو الخلافات العربية ـ العربية، مثل خلافكم الحدودي مع الكويت.
أنا خدمت في أواخر الستينات في سفارة أمريكا بالكويت.. وكانت التوجيهات لنا في تلك الفترة أن لا علاقة لأمريكا بهذه القضية.. وقد وجه جيمس بيكر متحدثنا الرسمي لأن يعيد التأكيد على هذا التوجيه.. ونتمنى أن تتمكنوا من حل هذه المشكلة وبأية طريقة مناسبة، عن طريق (القليبي) أو الرئيس (مبارك) .. كل ما نأمل أن يجري حل هذه الأمور بسرعة. ومع كل هذا هل أطلب منكم أن تنظروا في كيف يبدو هذا الأمر بالنسبة لنا..
إن تخميني بعد (25) سنة خدمة في المنطقة، هو أن تلقى أهدافكم الدعم القوي من إخوانكم العرب .. أنا أتحدث الآن عن النفط.
ولكن أنتم سيادة الرئيس قاتلتم بحق حربا أليمة مرعبة ونحن بصراحة لا يمكن إلا أن نرى أنكم نشرتم قطعات كبيرة في الجنوب.
بالشكل الاعتيادي هذا ليس من شأننا .. ولكن عندما نرى أن هذا الشيء يحصل في سياق الكلمة التي ألقيتموها في ذكرى الثورة، ثم نقرأ ونطلع على التفاصيل في رسالتي وزير الخارجية، ومن ثم نطلع على وجهة النظر العراقية، من أن إجراءات الأمارات والكويت هي من حيث التحليل النهائي لها موازية لعدوان عسكري على العراق، يبدو أن من المعقول لي على الأقل، أن أقلق، ولهذا السبب تلقيت توجيها بأن أتوجه بالسؤال بروح الصداقة وليس بروح المواجهة عن نواياكم.
هذا هو الوصف البسيط للقلق الذي ينتاب حكومتي.. أنا لا أقصد أن الوضع هو وضع بسيط .. إنما قلقنا هو قلق بسيط.
الرئيس صدام حسين:
لا نطلب من أحد أن لا يهتم بالسلام.. أو أن لا يقلق عندما يرى السلام يتكدر.. هذا شعور إنساني صميم .. نحن نشعر به، وأنتم كدولة عظمى أمر طبيعي أن تقلقوا، لكن الذي نقصده أن لا يعبر عن هذا القلق بطريقة تشعر المعتدي أن هنالك من يعاونه على العدوان. هذا هو الذي نقصده.
نحن نريد أن نتوصل الى حل ينصفنا ولا يأخذ من حقوق الآخرين.. لكن في الوقت نفسه نريد أن نُشعر الآخرين بأنه لم يعد لنا مجال للصبر تجاه تصرفاتهم التي وصل ضررها الى حليب أطفالنا والى رزق الأرملة التي استشهد زوجها في الحرب، والى رزق الأيتام الذين فقدوا آباءهم أثناء الحرب.
ثم نحن بلد من حقنا أن نزدهر، وطالما ضاعت علينا فرص.. وعلى الآخرين أن يقدروا دور العراق في حمايتهم .. نحن لا نريد أن نعتدي، لكن لا نقبل أن يُعتدى علينا. أرسلنا لهم مبعوثين ورسائل خطية، وحاولنا معهم بكل الطرق.. تمنينا على خادم الحرمين الملك فهد أن يعقد اجتماعا رباعيا على مستوى القمة فاقترح أن يكون على مستوى وزراء النفط ووافقنا، وانعقد اجتماع وزراء النفط في جدة كما تعرفون.. وتوصلوا الى اتفاق لا يمثل الذي يفترض أن يكون، لكن وافقنا عليه..
بعد الاجتماع بيومين فقط، صرح وزير النفط الكويتي بما يخالف الاتفاق.
كذلك طرحنا الموضوع أثناء قمة بغداد.. فبعد إنجاز جدول أعمال القمة، قلت للملوك والرؤساء العرب، أن بعض الأشقاء يشنون علينا حربا اقتصادية، وأن الحروب ليست كلها تستخدم الأسلحة.. هذا النوع من الحرب نعتبره بمستوى العمل العسكري ضدنا.. لأنه إذا هبطت كفاءة جيشنا من الممكن عندما تعاود إيران الحرب، أن تحقق أهدافا لم تحققها في الماضي، وإذا هبط مستوى برنامجنا الدفاعي قد يشجع هذا إسرائيل لأن تعتدي علينا. وقلت هذا أمام الملوك والرؤساء العرب.. فقط لم أشر بالاسم الى الكويت والأمارات لأنهم كانوا ضيوفي
ثم أنا كنت قد أرسلت لهم مبعوثين قبل هذا لكي أذكرهم بأن القتال الذي قمنا به دفاعا عنكم، فلا يجوز أن تبقي المساعدات التي قُدِمت لنا بصيغة قروض.
قمنا بأكثر مما تقوم به الولايات المتحدة تجاه من يعتدي على حقوقها. وتحدثت بالموضوع مع الدول العربية الأخرى.. حكيت للأخ الملك فهد عدة مرات عن طريق المبعوثين وبالهاتف. وحكيت مع الأخ الملك حسين.. ومع الشيخ زايد بعد انتهاء أعمال القمة، والى أن أوصلته الى الطائرة وهو يغادر الموصل الى الأمارات .. وقال لي، فقط انتظرني الى أن أصل الأمارات. ولكن بعد وصوله ظهرت تصريحات في غاية السوء، ليس منه، وإنما من وزير النفط.
كذلك بعد اتفاق جدة، وصلتنا أخبار، أنهم يتحدثون عن أن مدة الاتفاق شهرين وبعدها يتنصلون من الاتفاق.
إذن قولوا لنا، لو أن الرئيس الأمريكي وضع في مثل هذا الموقف ماذا يفعل؟
أنا قلت أن من أصعب الأمور علي أن أتحدث علنا.. ولكن لا بد أن نقول للعراقيين الذين يجدون نقصا في أرزاقهم من هو المسئول عن ذلك.
السفيرة الأمريكية: قضيت أربع سنوات جميلة في مصر.
الرئيس صدام حسين: مصر شعب كريم .. طيب .. عريق. يفترض أن أهل النفط يساعدون شعب مصر.. لكن مع الأسف بعضهم بخلاء الى الحد الذي لا يصدق.. ومن المؤلم أن بعضهم غير محبوب عند العرب بسبب بخلهم.
__________________
ابن حوران
  #36  
قديم 08-03-2007, 05:11 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

آخر ما دون بوثيقة لقاء الرئيس مع السفيرة الأمريكية


السفيرة الأمريكية: سيادة الرئيس .. يسعدنا ومن دواعي اهتمامنا إذا أعطيتمونا تقييما للجهود التي يبذلها إخوانكم العرب، وإذا كان هناك أي نجاح.
قال الرئيس صدام حسين:
في هذا الموضوع .. خلاص.. اتفقنا مع الأخ الرئيس مبارك، أن يلتقي رئيس وزراء الكويت مع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة من عندنا في السعودية..لأن السعودية كانت البادئة في الاتصال معنا.. وجاءت جهود الأخ الرئيس مبارك تصب في الاتجاه نفسه.. وكان الآن معي على الهاتف .. وقال أن الكويتيين موافقون.
السفيرة الأمريكية: مبروك
الرئيس: سيعقدون في السعودية اجتماعا بروتوكوليا .. ثم ينتقل الاجتماع الى بغداد، ليبحثوا أمورهم بعمق بين الكويتيين والعراقيين مباشرة.. ونأمل أن نصل الى نتيجة.. ونأمل أن النظرة البعيدة والمصلحة الحقيقية تتغلب على البخل الكويتي..
السفيرة: هل ممكن أن أسألكم متى تتوقعون أن يأتي الشيخ سعد الى بغداد؟
الرئيس: يفترض السبت أو الاثنين بالكثير كما قال لي الأخ الرئيس مبارك.. وقد قلت للأخ مبارك أن الاتفاق أن يكون في بغداد السبت أو الأحد.. لكن تعرفون أن الأخ مبارك (يمون علينا).
السفيرة : هذه أخبار سعيدة .. وأنا أهنئكم.
الرئيس: قال لي الأخ مبارك أن الكويتيين خائفون ويقولون يوجد عسكر على بعد عشرين كيلومترا من خط الجامعة العربية. فقلت له بغض النظر عما يوجد سواء أكان الموجود شرطة أو جيش وكم عدد الموجود وماذا يفعل، طمأن الكويتيين .. ونحن من جانبنا لن يحصل أي شيء الى أن نلتقي معهم.. وعندما نلتقي ونرى أن هنالك أمل، لن يحصل شيء.. وعندما نعجز عن إيجاد مخرج، فأمر طبيعي أن لا يقبل العراق أن يموت.. ومع ذلك الحكمة هي فوق كل شيء آخر..
طارق عزيز: هذه أخبار سبق صحفي.
السفيرة الأمريكية: كنت قد خططت لأسافر الى الولايات المتحدة يوم الاثنين القادم .. وأملي أن التقي الأسبوع المقبل في واشنطن بالرئيس بوش.. لكن بسبب الصعوبات التي بدأنا نواجهها فكرت بتأجيل السفر.. أما الآن فإني سأسافر يوم الاثنين..
وفي ختام اللقاء تبودلت التحيات والتمنيات الودية.
__________________
ابن حوران
  #37  
قديم 08-03-2007, 05:24 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مكررة عفوا
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 08-03-2007 الساعة 05:30 AM.
  #38  
قديم 08-03-2007, 05:27 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مكررة .. عفوا
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م