قلت: ولن ينفعك الاستفزاز الذي ربطت به بين المعتزلة والتهرب من إجابة أسئلتك أو مداخلتك، فهي كلها غير ملزمة لأحد، لأنها خارج الموضوع أصلاً، وهي لغو بعيد عما يدور هنا.
أقول: ألم يكن هذا جوابهم عندما تهربوا؟ ولست مستغربا لردة فعلك فلم أر منك إلا هذا أما الدليل فلا أنـت منه ولا هو منك وإلا لقبلت بفتح حوار يشرق فيه الحق لكن جوابك متوقع كما فعل من سبقك فلا غرابة في جوابك.
قلت: وأسأل أهل الذكر: ما قولكم دام فضلكم لو اجتمع قوم - كما حصل في بلدتنا - وخرجت الصحف فقالت في عناوينها الأولى (وأمّ المفتي بالمصلين صلاة عيد المولد). كيف تصنغون هذا الجهل المركب؟
أقول: لقد غضضت بصرك عما جرى من قبل بأن من فعل هذا فـقد أتى بشىء لا علاقة له بالمولد وهو أنه استحدث صلاة سماها صلاة المولد فما علاقة الصلاة المحدثة بالمولد؟ ثم لو سلمنا على سبـيل التـنـزل أن الإمام صلى بالناس جماعة ثم " سمتـها الصحف من عندها " صلاة المولد فما علاقة الإمام والمأمومين بهذا؟ أم سرك خلط المواضيع وتـظن بأنك أمسكت خيطا أو شيئا ينـقذك من غرقك؟
قلت: أما الآخر الذي يتعبد الله بشتم الناس.
أقول: أين هي الشـتائم التي وجهت إلى أشخاص بأعينهم؟ بل إن ما قلته من العبارات حق, كالهذيان والتحريف والانخداع إلخ فأين خلاف الواقع في هذا.
قلت: ولا يرى فيما ورد من الآثار وهدي الصحابة والخلفاء والتابعين سوى القسوة والشدة في علاقتهم ببعضهم البعض
أقول: بل هذا افـتراء منك وأين هذا الذي تدعيه وقد قلت بأن لكل مقام مقالا ولكل زمان رجالا أم يعجبك الافـتراء علي؟
وهل كنـت معك هكذا أم مع الخزاعي أم مع يارا؟ إرجع إلى مواضيعي وانظر كيف كنـت أكلمكم لكنك قلبت الأمور يا مسكين وثارت ثورتك المنكسرة على من دافع عن حديث رسول الله وتركت من حرف الحديث وهذا يعني تـغيـير في الدين وحسبك هذا ضعفا.
قلت: فهو كحاطب ليل
وماذا تسمي هذا إن كنـت تسمي ما قلته شتما ؟ أم حلال لك حرام على غيرك؟
ولو كنـت كحاطب ليل كما تقول لما تهربت وتركت الاجابة على عدم إنكارك على من حرف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, واستعمالك حاطب ليل هنا خطأ لأن حاطب الليل يأتي بما هو رديء ولو كنـت كذلك لانهلتم علي بالرد " بالأدلة الصحيحة " لا بالشبه.
قلت: ينتقي ما يشاء مبتوراً غير مترابط مع قواعد الإسلام وآدابه وأخلاقه في بيان الحق والدعوة إلى الله وتعليم الناس الأحكام كما هي جملة مواقفهم (رضوان الله عليهم).
وهذا منـقوض بما قبله من نصحي وخصوصا أنـت لكنك لم تتق الله تعالى فكان حقا علي أن أكون قاسيا معك كما فعل الصحابة لان ءاخر الدواء الكي. وما فعلته أنـت مشين ولا يهمك نـتـقابل يوم القيامة إن أردت التهرب الآن فهناك لا مفر.
قلت: وقد سكت سابقاً عما أثرناه من إباحة المالكية للجوارح والجمهور على التحريم ومع ذلك لم نر من خالفهم يفحش فيهم القول ويخرجهم من الملة.
أقول: لم أسكت بالمرة وقد أجبت يارا على هذه النقطة وماذا يعني قولك الجمهور؟ هل يعني أنه يجب الأخذ بقول الجمهور؟ إذا أنت تجعل قولك الجمهور إجماعا وهذا باطل. ثم بأي حق يخرجونهم من الملة في المسائل الفرعية؟ هذا تسجيل ءاخر على نفسك بأنك تـتكلم فيما لا تـتـقـنه.
قلت: ولم نسمع أحداً حول هذه المسألة إلى قضية عقيدة واتهام وشتم وتراشق بحجة أنه يخشى أن يكون شيطاناً أخرس.
أقول: ما هذا الخلط؟ بل إن مسألة تحريف الحديث امر اعتـقادي أم تظنه يدخل تحت سنـن الوضوء؟ وقولك اتهام وشتم وتراشق فيه الحق وهو الاتهام لكن بحق أما الشتم والتراشق فأين هو خارج الموضوع ؟ بل إن شئت أذكر لك ما قاله العلماء عند ردهم على من خالف في مسائل تـتعلق في أمور كهذه وعلى سبـيل المثال قول الحافظ أحمد بن الصد ِّيق عن أحد المحدثين المخالفين لتـفسير غير صحيح: قال كأنه لا يدري ماذا يخرج من عقله. ولدي المزيد من هذه المقالات التي فيها زجر لكن استمالتك العواطف بزي المسكين لا تـنـفع.
قلت: . ونسي أن (الفتنة أشد من القتل}.
أقول: هنا لو أردت أن أظهر مخازيك لفعلت لأنك فسرت الآية تـفسيرا فاسدا, فتـعلم قبل أن تـتـكلم لأن معنى الفـتـنة هنا الكفر, وراجع التـفاسير أم يحلو لك التحريف أيضا؟
قال الإمام القرطبي: والفتنة أشد من القتل أي الفتنة التي حملوكم عليها وراموا رجوعكم بها إلى الكفر أشد من القتل. قال مجاهد: أي من أن يقتل المؤمن، فالقتل أخف عليه من الفتنة. وقال غيره: أي شركهم بالله وكفرهم به أعظم جرما وأشد من القتل الذي عيروكم به.إنتهى
وروى الامام السيوطي في الدر: وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والفتنة أشد من القتل قال: الشرك أشد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والفتنة أشد من القتل قال: الفتنة التي أنتم مقيمون عليها أكبر من القتل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: والفتنة أشد من القتل. قال: ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من أن يقتل محقا.
وأختم معك الكلام بقول الامام الطبري: يعني تعالى ذكره بقوله: والفتنة أشد من القتل. والشرك بالله أشد من القتل.
وقد بينت فيما مضى أن أصل الفتنة الابتلاء والاختبار فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضر من أن يقتل مقيما على دينه متمسكا عليه محقا فيه.إنتهى
فلا أدري كيف صرت مراقبا وما أنكرناه على الخزاعي والمنجد ننكره عليك الآن وقد قال عليه الصلاة والسلام: من قال بالقرءان برأيه فأصاب فليتبوأ مقعده من النار. رواه الترمذي وهذا لأنه اجترأ على التفسير بدون تعلم.
وهل كان سيدنا عمر وحده شديدا في هذه الأمة؟ ألم تسمع بما فعله سيدنا بن جبير رضي الله عنه مع الحجاج بن يوسف عندما حمل نعله ليضربه به بسبب منكراته؟ أم نسيت أن سيدنا عليا قال للمتكلم في مسألة القدر: إن عدت لهذا قطعت الذي فيه عيناك أي رأسك؟ فلا تـتمسك بكون سيدنا عمر من المكاشفين رضي الله عنه. ولو قلت بأني من المكاشفين الملهمين لكنـت ضالا فأنا أعرف يقينا من نفسي بأنني عبد فقير لرحمة الله ألاطف وقت الملاطفة وأقسو وقت القسوة وهذا ما فعلته لكنك تأبى إلا أن تجعلني أسكت للخزاعي بعدما قال ما قاله من مفاسد ورفض الحوار لأنه خاسر.
يارا قلت: تنقيط المصحف بل وتشكيله أيضا" واجب في عصرنا ،لجهل الناس بالكتابة الغير منقطة
والعمل على تغيير الأمر القصد منه العمل على تحريف الكلام المنزل .
وهل كانا موجودين في زمن النبي عليه الصلاة والسلام أم الصحابة ؟ أم هما من السنن الحسنة أي البدع الحسنة؟
قلت: فكيف بمسجد من دون محراب ،هل يدخل من يشاء ليصلي كيفما يشاء ؟ فيظن كل واحد بأنه على حق ؟
أقول: وكيف كان في عهد الصحابة في غير المساجد التي وضع قبلتها النبي عليه الصلاة والسلام؟ وقد تفرقوا في الأقطار
ثم قبل أن تخوضي في موضوع كهذا ألم تعلمي أنه من الواجب على كل مسلم مكلف أن يتعلم دلائل استخراج القبلة ؟ أنظريها في كتب الفقه
تستدلين بالمحراب وماذا يفعلون إذا اجتمعوا في الصحراء مثلا أليس كل واحد يجتهد كما بينه العلماء على المذاهب الاربعة؟
هذا الموضوع فروعه كثيرة ليس مقامها هنا
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الطاهر الأمين
خادم علم الحديث الشريف
علاء الدين الجواهري
|