مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-07-2005, 12:17 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile القرآن عزيز مهما فعلوا :


القرآن عزيز مهما فعلوا


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا [الكهف:1]، وتَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان:1]، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2]، تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [النمل:1، 2]، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء:9]، وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:192-195]، وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة:15، 16]، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23]، وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء:106]، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى [طه:1، 2]، كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ [المدثر:54، 55]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ [يونس:57].

هكذا أعلن سبحانه وتعالى: وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ [الإسراء:105]. هكذا كان هذا الذي أوتِيَه النبي وحيًا أوحاه الله إليه، بقي على مدى الأزمان، وسيبقى إلى قُرب قيام الساعة؛ ولذلك كان أتباع محمد أكثرَ الأمم من الذي اتبعوا نبيَّهم.

عباد لله، كتاب فيه الخير والبركة والهدى والنور، قال عثمان : (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله، وما أحب أن يأتي عليَّ يوم ولا ليلة إلا أنظر في كلام الله). هؤلاء الذين ينظرون في الكتاب العزيز فقهًا وتدبُّرًا يحصل لهم الخشوع والخشية، ويخرّون وهم يفقهون، إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:107-109].

تنزل الملائكة لسماعه، وتتأثر به، ((اقرأ يا ابن حضير، تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم)).

خلع أفئدة الكفار، وألقى الهيبة في قلوبهم، وهذا جبير بن مطعم ـ وكان مشركًا من أكابر قريش وعلماء السب فيها ـ لما أخذ في أسرى بدر وربِط في المسجد بحيث يسمع القرآن: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ [الطور:35] قال: (كاد قلبي أن يطير، كان ذك أول ما دخل الإيمان في قلبي). وكان أبو بكر وقد أوتي ذلك الخشوع، كان رجلا بكاءً، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فابتنى مسجدا بفناء داره بمكة، وبرز، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يستمعون عند داره، يعجبون وينظرون إليه، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين.

وكذلك فإن الجن والإنس الذين سمعوه مسلمهم وكافرهم لم يملكوا أنفسهم حين سمعوا قول الله: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم:59-62]، لم يملكوا أنفسهم فسجدوا، هيبة القرآن التي أرغمتهم على السجود. لقد تأثر الجن به: فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [الجن:1، 2]، وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا [الأحقاف:29]، لقد كانت الآيات كافية أن يصبح أولئك دعاة إلى الله، فولوا إلى قومهم منذرين: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ [الأحقاف:30].

وحتى أصحاب الأديان الأخرى من الذين أراد الله بهم خيرًا كانوا تأثروا عند سماعه: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [المائدة:83]. هؤلاء أقرب الناس مودة للذين آمنوا، الذين يتأثرون إذا سمعوا القرآن ثم يسلمون في النهاية: رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.

هذا القرآن الذي يُكرم صاحبه يوم القيامة بتاج الوقار، ويحَلَّى بالحلية العظيمة، حتى والديه ينالهما خيرًا بسبب حفظ ودهما، ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا))، ويشفع لصاحبه يوم القيامة، وتأتي البقرة وآل عمران كغمامتين تظللان على صاحبهما يوم الحر الأكبر.

عباد الله، هذا قرآن عربي مبين، تكفل الله بحفظه، ولم يوكل حفظه إلى أحبار الأمة وعلمائها كما فُعِل بالذين من قبلنا، وإنما قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، وإِنَّا تأكيد، واللام في قوله: لَحَافِظُونَ تأكيد.

وقد تولى الله حفظه فلم يستطع أحد من يوم بُعث النبي عليه الصلاة والسلام إلى الآن، ولن يستطيع أحد إلى قيام الساعة أن يحرفه ولا أن يبدله ولا أن يغيره تغييرا يروج على الناس جميعًا، لا يمكن، أن يحصل فيه تحريف عام بحث يزول من الأرض القرآن الأصلي لا يمكن أن يتوصل إلى ذلك أحد، لا من الجن ولا من الإنس، ولذلك كشِفت محاولات تحريف القرآن، وتصدى من هذه الأمة من قيَّضه الله لكشف الألاعيب والتحريف في اللفظ أو المعنى، واستمرت المحاولات، ولكن كناطح صخرةٍ يومًا ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنَه الوعلُ.

بل بالإضافة إلى ذلك تحدى الله البلغاء والفصحاء والناس جميعًا على مراحل، فقال في كتابه طالبًا من العباد أن يأتوا بمثله فعجزوا، ولما عجزوا قال: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ [هود:13] فعجزوا، فناداهم أن يأتوا بسورة واحدة: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس:38]، وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23]، لم يستطيعوا، فنادى عليهم بالعجز إلى قيام الساعة فقال: قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء:88].

لقد نزل القرآن في وقت كانت العرب في أوج قوتها في الشعر والنثر، خطابةً وشعرا، نثرا وشعرا، تحداهم وهم في أوج قوتهم البلاغية وفي زمن المعلقات التي حفظوها، ولكنهم جميعا قد خرسوا أن يأتوا بمثله، بل إن فصحاءهم كبراءهم لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بالقرآن، حتى قال الوليد بن المغيرة المشرك: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر". وهؤلاء الأعراب الأقحاح الذين كانوا يأتون من الصحراء بلغتهم القوية لم يخالطها شيء لم يملكوا أنفسهم من الإعجاب والرضوخ لفصاحة القرآن وبلاغته وقوة أسلوبه، حتى إن أعرابيا سمع قول الله: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ [الحجر:94] فقال: سجدت لفصاحتها، وسمع آخر قول الله: فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا [يوسف:80] قال: أشهد أن مخلوقًا لا يقدر على مثل هذا الكلام.

ومن تأمل علوَّ أسلوب القرآن وأنه فوق أمثال العرب، العرب تقول في أمثالها: "القتل أنفى للقتل"، يعني: إذا قُتِل القاتل ينفي ذلك القتلَ، فلما نزل قول الله: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [البقرة:179] أنساهم ذلك المثل؛ فإنه فوقه في البلاغة والإيجاز والمعنى وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ فكيف يكون في القتل حياة؟! كيف يكون القصاص وهو قتل حياةً؟! حياة لبقية الناس.

وكذلك لما سمع بعضهم قول الله: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا [مريم:4]، الاشتعال للنار يسير سريعًا، وجاء هذا التعبير عن انتشار الشيب بسرعة، وبعض الناس هكذا ينتشر شيبهم بسرعة. وعندما تسمع قول الله: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ [البقرة:93]، لتتأمل أن هذا التعبير أبلغ من "تغلغل الحب" و"دخل" ونحو ذلك، جعل القلب كالسفنجة وحبَّ العجل كالماء الذي يتشربه، وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ يعني حب العجل.

لقد أعجزهم بالإخبار عن المغيبات ثم تقع كما أخبر، فكانت الفرس قد هزمت الروم واكتسحتها، وكانت قريش تؤيد فارس لأنهم عباد أصنام، وكان المسلمون يميلون إلى الروم لأنهم أهل كتاب، ولما كان المسلمون بمكة أولئك الكتابيون أقرب إليهم من عباد النار والأصنام، ونزل قول الله: الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ [الروم:1-3] في عقر دارهم، ولكن ما الذي سيحدث؟ قال: وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:3]، (سـ) في المستقبل، متى؟ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [الروم:4]، يفرحون بصدق هذه البشارة، بصدق هذا الخبر. وراهنت قريش أبا بكر، لقد استحال عندهم أن يحدث ذلك، لا يمكن في الموازين الأرضية والعسكرية أن تستعيد الروم قوتها، ولكن ما مضت تسع سنين إلا والروم تكتسح فارس من جديد.

يتبــــع
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م