تناسق عجيب بين هاتين الكلمتين .. وتشابه غريب..
فلا يختلف اثنين على سطح هذه البسيطة ان المرأة اكثر المخلوقات التي تعيش على وجه الارض حبا وشغفا في النظر الى نفسها من خلال المرآة ..
ولكن الادهى والامر انها تحب اكثر ان ترى نفسها من خلال عيون الرجل .. .
وذلك ليس لشئ الا ..انها تريد ان ترسم نفسها كما تريد هي ان يراها الرجل في ناظريها بغض النظر عن ماهيتها الحقيقية التي يجب ان تكون عليه..
فقد عكفت المرأة منذ سالف الزمن على رسم الخطوط العريضة لعالمها الخاص الذي لايخضع لقوانين العالم باسرها بل انها سلفا قد وضعت قوانينه الخاصة بها على حسب اهوائها ورغباتها وتنفيذا لغرائزها ..
لذلك نرى ان تلك القوانين التي صنعتها لنفسها ليس الا امتدادا طبيعيا لمسلماتها ومعتقداتها وايمانها المسبق بما تعتقد انه لابد وضروري ليستقيم لها الامر ولا يمكن ان ينافسها احد على مملكتها او حتى المساس ببنات افكارها التي اتخذتها كمنهج حياة اجبرت الرجل على السير فيه راضيا كان او ساخطا .. فدكتاتورية المرأة كانت ارض خصبة لمحاولات يائسة للرجل لكي ينفاذ بجلده ويحرير ذاته من اكوام التسلط التي تمارس في حقه وتمس كرامته كرجل ..
ومن هذا المنطلق بدا الصراع الازلي بين الجنسين بين محاولات الاخضاع الماكرة التي تتخذها المرأة وبين محاولات يائسة للفرار والخلاص من قبل الرجل .. فينبت النزاع ويكثر الجدال والخلاف ..
فالخطوط الحمراء التي وضعتها المرأة لا ينبغي لاحد البتة تجاوزها او حتى التناقش على مشروعيتها لان هناك راي واحد فقط لابد ان يقبل به جميع الاطراف ارضاء لصاحبة الجلالة واذعانا لها ..
ايها الرجل المسكين .. اقولها من غير اشفاق او رحمة ..
انت السبب في كل ما حدث ولا زال يحدث لك ...
انت من جعل نفسه كبش الفداء لمطامع المرأة فيك .. وقبلت ان تكون محطة تتنزه فيها كبرياء وغرور الانثى لكي تنزه عن روحها وتضيف لحياتها بعض المتعة المشروعة من وجهة نظرها فيك ..
فتهيم بوجهك متخبطا لاتعلم متى تكون محقا ومتى تكون مخطئا
ومتى يجب عليك ان تفعل ومتى يمكن ان تستريح ..
ايتها المرأة ..
لابسة جلباب الضعف والهوان ..لقد تبلورت منذ عقود مضت فكرة صورت بجلاء اوضح من عين الشمس مدى الجبروت والقوة الصادر عن ضعف المرأة الجسدي حتى قال لونا بارك القائد الفرنسي الشهير الذي وقف بكل جبروته وسطوته على روما وهي تحترق : ان المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز عرش العالم بيسراها .. فأسلحتها اشد فتكا من الذرة واكثر الما من الطعنة واشد شراسة من هوام البرية ..
لان تلك الاسلحة تميت من اول مواجهة ولكن المرأة باستطاعتها ان تقتل الرجل في الدقيقة الف مرة ..
فهي ليست مدججة بالسلاح ولاتحمل فوق عاتقها بازوكة ولكنها تملك الدهاء والمكر .. حتى قيل ان كيدهن عظيم ..
وقال جرير ..
ان العيون التي في طرفها حور .... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
وقال احمد شوقي ... وسفكن دمي بالاشهر الحرم ..
وهلم جر من الامثلة التي تدل على عدم تكافا الكفه ..
ستظل فصول المسرحية الساخرة التي وضعت قصتها المرأة منذ الاف السنين تتكرر في كل ادم وكل حواء .. ولن تنتهي فصول تلك المسرحية لان الرجل .. المغلوب على امراة مجبرا على اداء دوره كما تريد نون النسوة ..
لكي تنظر الى مرآتها المفضلة (عيون الرجال ) بكل هذه المساحيق التي بامكانها ان تجعل العجوز الشمطاء .. اكثر جمالا من راكيل وولتش .. وكذلك حولت الرموش الصناعية .. عيون اليابانيات الى المعنى القائل قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ...
والاظافر التي تعجبك لمعانها والوانها وبريقها واحيانا .. خربشتها..ليست الا صناعية ايضا ..
فما الذي يبرر للمراة السعي وراء الزيف هل لاقناع ذاتها بحقيقة تبنتها افكارها .. لكي تبدوا كما تريد هي .. ام في الامر ماهو ادهى وامر
انني اعتقد جازما ان من الخطا الاعتقاد ان بالامكان تحييد راي المراة او اقناعها بما لاتريد .. ابدا ... والسبب ..
ان من الصعب جدا ان تعترف المرأة بتعري رؤيتها عن الحقيقة والصواب .. ذلك انها اختارت لنفسها ان تجلس في زاوية بعيدة كل البعد عن رؤية الرجل .. بل وتطلب منه ان يتعرى بدوره من معتقداته ليسلم بشئ واحد فقط وهو رؤيتها هي .. وذلك في نظري يمثل دوافع الانانية والغيرة والتسلط الذاتي الي دابت المراة على فرض رموزه على الرجل .. وتلقينه تلقينا حرفيا كل ما تحتاج اليه لكي يستقيم لها الامر ويستتب لها الوضع فتمسك بالتالي زمام المبادرة .0. وتمسك بعنان الامور ..
وبهذه الطريقة تجني المراة ثمار ممارساتها الدؤوبة فتشعر بالغبطة والسعادة رغم فداحة الاخطاء التي ارتكبتها ولازالت ترتكبها باقتناع كامل ومن ثم تبثها في كيان اسرتها ليصيبه الهزال وليصبح ذلك الكيان هشا ضعيفا متصدعا قابلا للانهيار 0..
..
تحياتي لك ايها الرجل