فحوصات ماقبل الزواج بين الضرورة الطبية والرؤيا الشرعية
ان الامراض الوراثية وزيادة انتقالها بين الاقارب امر مسلم به طبيا ولا يحتاج الى شرح وهذه الامراض منها الخطير الذي قد يؤدي الى الوفاة للجنين اثناء الحمل .. او الوفاة بعد الولادة او المعاناة المزمنة من المرض الوراثي ..
لهذا فان الامراض الوراثية فوق انها تؤدي الى الوفاة فان فيها معاناة نفسية كبيرة وعضوية ايضا مع المرض للمصاب ومعاناة نفسية ومالية لوالدي المصاب بهذا المرض ....
اما من جانب الامراض المعدية فهي عديدة والتي يمكن ان تنتقل بين الزوجين عن طريق الاحتكاك الجلدي او الاتصال الجنسي او التنفس الهوائي ...
ومن اهمها فيروسات الكبد الوبائي .. باء وجيم ..ومرض الزهري ..
والواقع ان قضية الفحص قبل الزواج قضية ليست بجديدة فقد دعى اليها المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال : ( تخيروا لنطفكم وانكحوا الافضل )
وتبين الاحصاءات ان معدلات انتشار الامراض الوراثية في المملكة في ازدياد مضطرد وخاصة امراض الدم الوراثية الاكثر انتشارف في المنطقة الشرقية والجنوبية في المملكة .. حيث تشير الاحصائيات ان 30% من سكان الاحساء مصابين بامراض الدم الوراثية .. ونسبة انتشارها بشكل عام في المملكة 25%
وقد لا يخفى على البعض ان انتشار مثل هذه الامراض يكون نتيجة لزواج الاقارب وعدم التزام البعض بالفحص الطبي قبل الزواج ...
ولكن فليعلم هؤلاء ان هذه الامراض تؤدي الى معانان كبيرة ليس فقط على المستوى الشخصي للمصاب بل جميع افراد العائلة سيعانوا جميعا من تبعات هذه المرضة المحطمة لاقتصاد الاسرة بالاضافة الى المعانات النفسية وخاصة اذا وجد اكثر من طفل مصاب بهذا المرض ولا تتخيلوا المعانات الحقيقية التي تكابدها الاسر من خلال وفائهم لهؤلاء الاطفال ومرافقتهمك بشكل مستمر في غرف التنويم بالمستشفيات وعمليات نقل الدم وماتحمل من متاعب واخطار ..
ولا يفوتني هنا التذكير بالاثر السلبي العام على الاقتصاد الوطني وما تتكبده الدولة من اموال طائلة وباهظة جدا من اجل تخفيف معانات هذه الاسر وتوفير العناية الطبية المجانية بقدر الامكان للمصابين ..
لذلك يجب علينا التفكير مليا في اهمية الفحص قبل الزواج وما يحمله بمشيئة الله من درء كبير لمثل هذه المصائب والله المستعان
تحياتي
|