مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-04-2005, 03:28 PM
سوزان محمد سوزان محمد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 41
إفتراضي معنى لا إله إلا الله وشروطها

معنى لا إله إلا الله وشروطها
لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.

وقد ورد في فضلها أحاديث منها:

ما رواه البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان (.

وما رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (.. خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).

ومنها ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " وصححه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه: آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضيين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن. ولو أن السماوات السبع والأرضيين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله ) فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة.

أما معناها فقال العلماء إنه: لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه، والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.
غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بالكلمة فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه وتعالى، وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله ما يلي:
1- العلم بمعناها: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى: } فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّه { (محمد:19(
2- اليقين: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته، لقوله تعالى: } إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
__________________
سوزان محمد
أنا العبد الذي كسب الذنوب 00000 وصدته الأماني أن يتوبا
  #2  
قديم 09-04-2005, 03:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أختنا الفاضلة / سوزان

جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك
وأهلا وسهلا بك معنا وبيننا في الخيمة العربية

وإستكمالا لموضوعك

فقد نشرت مجلة الدعوة العدد 1018
يوم الإثنين 29 / 3 / 1407 هـ إجابة للشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته عن السؤال التالي

السؤال : -

ما هي شروط قول : " لا إله إلا الله " وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها؟

فكان جوابه رحمه الله تعالى :

" لا إله إلا الله " أفضل الكلام
وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم .
فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا
قال تعالى : ( ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ )
وكل رسول يقول لقومه( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
فهي أساس الدين والملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها
فهي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله .

ولها شروط :-
وهي العلم بمعناها
واليقين
وعدم الشك بصحتها
والإخلاص لله في ذلك وحده
والصدق بقلبه ولسانه
والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله وقبول ذلك
والانقياد له
وتوحيده
ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره واعتقاد بطلانها

وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها .

يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله ومع الانقياد للحق وقبوله والمحبة لله وتوحيده والإخلاص له وعدم الشك في معناها ، فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمنا بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وانقياد وقبول وبراءة ، وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال :

علم يقين وإخلاص وصدقك مع = محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما = سوى الإله من الأشياء قد ألها
<******>doPoem(0)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #3  
قديم 10-04-2005, 11:58 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

الأخت الكرمه الفاضله سوزان محمد أهلا بك في خيمتك وشكرا لك على هذا الطرح الرائع ، وأعلمي أنه لا إله إلا الله واجب الوجود لذاته الفرد الواحد الملك القادر، الحي القيوم القديم الأزلي، الدائم الأبدي، الذي هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، تقدس وتعالى عن الشبيه والنظير، وعن الشريك والوزير، لا تحده الأزمان ولا يشغله شأن عن شأن، لا تحيط به الجهات ولا تعتريه الحادثات، له الغنى المطلق عن كل شيء، بكل معنى ومن كل وجه. وكل ما سواه مفتقر إليه فقرأ لا يتصور انفكاكه عنه، خلق الخلق أجمعين، وخلق أعمالهم خيرها وشرها، فتبارك الله أحسن الخالقين، يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون خلقهم ورزقهم، وأنزل الكتب وبعث الرسل لهدايتهم، لطفا بهم وتفضلا عليهم، يجب توحيده وطاعته على عباده، بإيجابه على ألسنة رسله، ولا يجب عليه لأحد شيء، لأنه المالك لكل شيء المستولي على كل شيء، فليس لأحد معه ملك ولا لأحد عنده حق، وعد المحسنين بثوابه فضلا، وتوعد المسيئين بعقابه عدلا.
فالإله هو الجامع لجميع هذه الصفات، وهو الله الذي لا إله إلا هو لأن هذه الأوصاف ثابتة له تعالى، ولا يصح لغيره على الإطلاق الاتصاف بشيء منها، فضلا عن جملتها.
فمن نفى الإلهية عنه أو أثبتها لغيره، أو أشرك معه فيها سواه فقد أعظم البهتان وأحاط به الخسران، أولئك الذين قال فيهم عز من قائل : (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )).
اعلمي الأخت الفاضله أن هذن الكلمة الشريفة شطران : أحدهما نفي، وهو قولك لا إله، والآخر إثبات وهو قولك إلا الله ، فإذا صدر النفي معقبا بالإثبات، ممن لا يشرك مع الله إلها آخر، فمعناه نفي تَوَهُّـم من تَوَهَّم أن مع الله إلها آخر من المشركين والرد عليهم، وتقرير المعني الحاصل في القلب من التوحيد، فإنه يتأكد بتكرار هذه الكلمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" جددوا إيمانكم بقول لا إله إلا الله".
وأيضا للشرك معان خفية دقيقة، لا ينجو منها إلا العارفون المحققون، والمكاشفون بصريح الحق من طريق العيان، وقد يقع المؤمن في شيء منها ولا يشعر مثل أن يعتقد أن أحدا غير الله، يجلب نفعا أو يدفع ضرا بطريق الاستقلال، ومن ذلك شدة الحرص على الاستيلاء والاستعلاء على الخلق، ومحبة الاستقلال والاستيثار بالأمور واشتهاء المنزلة والتعظيم والمدح في قلوب الخلق وعلى ألسنتهم.
وفي الحديث : "" الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل "". وقد سمى صلى الله عليه وسلم الرياء الشرك الأصغر.
وقد يشرك الإنسان مع الله نفسه أو غيره من هذه الحيثية، وهو لا يدري ، فعلى المؤمن أن يحترز من خفايا الشرك كما يحترز من ظاهره جهده.
ثم أن الشرك بهذه الاعتبار، لا يؤثر في أصل الإيمان الذي يدور عليه أمر النجاة، ولكنه يقدح في كماله.
وينبغى للموحد أن يقصد بنفيه الإلهية عما سوى الله، الرد على من يتوهم ذلك من المشركين ونحوهم، وسمينا اعتقادهم الفاسد توهما، لأنه إنما ينشأ عن تصور فاسد ورأي ضعيف، يؤذن بتغير المزاج وفقد العقل، وإلا فكيف يخفى على ذي بصر وسمع، فضلا عن ذي بصيرة وقلب، وجود من ظهرت به الأشياء وانفراده بها، ولكن من يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل، أولئك الذين ذهب الله بسمعهم وأبصارهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون .
ولله در القائل حيث يقول :
أيا عجبا كيف يُعصي الإلـــه أو كيف يجحده الجاحـــد
وفي كل شيء لـــه آيـــة تدل على أنــــه واحـد
ولله في كل تحريكــــــة وتسكينه أبدا شـــاهــد
قال العلماء المحققون رضي الله عنهم : الإله هو المعبود بحق، والمعبود بحق هو الخالق الرازق والخالق لكل شيء والرازق له هو الله تعالى، فهو الإله وهو المعبود وحده لا شريك له.
ومن المستحيل عقلا وشرعا أن يكون للعالم أكثر من إله، فما من إله إلا الله العزيز الحكيم، وفي الإشارة إلى كون ذلك محالا أعني أن يكون للعالم الهان، قال الله تعالى : (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، سبحان الله عما يصفون ))
وما ادّعى الإلهية مع الله أحد كالنمرود وفرعون، لعنة الله عليهما ولا ادعيت لأحد كالكواكب والأحجار، إلا وأثر النقص والافتقار والعجز والانقهار، المقتضية للحدوث والعبودية، ظاهر على المدعي لها من الأدميين، وعلى من ادعيت له من غيرهم .
والذي يظهر: أن المدعي للإلهية مع الله، كان الحامل له على ذلك توهما فاسدا وتخيلا باطلا، تولد من مشاهدة الاقتدار من نفسه، على بعض الأمور، يشير إلى ذلك قوله تعالى، فيما حكى عن الخليل عليه السلام حين حاجه النمرود في ربه (( قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت )).

وفي التفسير : أنه أقام البرهان على احتجاجه الداحض، بإحضار رجلين فقتل أحدهما وترك الآخر، وفيما حكى سبحانه عن فرعون، حيث قال لقومه ((أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )) إشارة إلى ذلك أيضا .
ولا يبعد أن يكون مثل هذين اللعينين، كانا يعرفانبطلان ما ادعياه، ولكن حملهما البطر والأشر على الجحود، وعلى ادعاء ما ليس لهما بحق، ووجدا لذلك موضعا، من سخافة المنقادين لهما والمذعنين لطاعتهما. قال الله تعالى في شأن فرعون : (( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين )).
وبلغنا أنه حين طلب منه قومه أن يجري لهم النيل، حين حبس عنهم، خرج بهم ثم خلا عنهم وجعل يمرغ خده في التراب، ويسأل ويتضرع ويدعو الله، فعند ذلك أجرى الله النيل بقدرته، استدراجا لعدوه، فقال فرعون عند ذلك لقومه : أنا الذي أجريته لكم ، فبان بذلك صحة ما ذكرناه .
وفي الحديث : "" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله "". وفيه : "" من كان آخر كلامه :لاإله إلا الله دخل الجنة "". وفيه : "" وليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم، ولا في نشورهم، وكأني بهم وقد خرجوا من قبورهم ينفضون التراب من رؤسهم، يقولون : (( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور )).
وفيه : "" أنه يصاح برجل فتمد له تسعة وتسعون سجلا من الخطايا، كل سجل مد البصر فتطرح في كفة السيئات، فيقول الحق : إن لك عندنا حسنة، فتخرج له بطاقة مكتوب فيها : لا إله إلا الله فتطرح في الكفة الأخرى، فترجح بالسجلات كلها "" الحديث بمعناه .
ثم إن جميع المنافع والفوائد المرتبة على هذه الكلمة، في الدنيا والآخرة، لا يظفر بشيء منها من فرق بين الشهادتين، لأن حكمهما واحد.

ومن أقر بشهادة التوحيد وأنكر الشهادة للرسول، فليس من أهل التوحيد ، والكلام فيمن يكفر بالرسول ويؤمن بوحدانية الله تعالى .
وأما المؤمن بالوحدانية والرسالة، فليس عليه بأس إذا قال : لا إله إلا الله ولم يتبعها بشهادة الرسول، ولا يفوته بسبب ذلك شيء من الخيرات المرتبة على هذه الكلمة، فاعلمي ذلك.
اعلمي أن هذه الكلمة أجمع الأذكار وأنفعها، وأقربها إلى الفتح واستنارة القلب بنور الله، وأولاها بكل أحد، وذلك لتضمنها معاني جميع الأذكار، من التحميد والتسبيح وغيرهما، فينبغي لكل مؤمن أن يجعلها ورده اللازم، وذكره الدائم ، ومع ذلك فلا يبنغي له أن يهجر بقية الأذكار، بل يجعل له من كل منها وردا.
ثم إن العبد لا يخلوا من أن يكون سالكا أو واصلا أو غير سالك ، فهم ثلاثة أقسام، وكلهم الأولى بهم الملازمة لهذه الكلمة .
أما السالك ومن ليس سالكا، فلانهم ينظرون إلى الأشياء ويثبتونها من حيث هي وربما دخل عليهم بسبب ذلك، شيء من دقائق الشرك الخفي، فيتحتاجون إلى نفيه عنهم، ولا يكون إلا بملازمة هذه الكلمة .
وأما الواصل فلأنه ينظر إلى الأشياء بالله، ويكون على الدوام مشغولا بدعوتها إلى الله تعالى، ولا يخلوا في بعض الأحيان من مطالعة نفسه، ومن خطرات تخطر له لا تليق بمقامه، فتكون هذه الكلمة لذلك أولى الأذكار به.
وقد بلغنا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، كان يدخلها في كلامه ، وكلما تكلم بكلمات يقول : لا إله إلا الله . ثم يرجع إلى كلامه، وهذا في مقام البقاء وهو بعد الفناء، فليس شيء أولى بالإنسان، أن يلازمه من الأذكار غيرها كما تقدم.
نعم إذا أشرف السالك على أوائل الفناء، وانمحى عن شهود جميع الأكوان فالأولى به حينئذ ملازمة الله الله، هكذا ذكره العارفون .
وهذا كله من حيث الأفضل والأولى، وإلا فجميع الأذكار طرق إلى الله موصلة.
وللمشايخ رضي الله عنهم، طرق في كيفية النطق بهذه الكلمة الشريفة وفي الجهر بها والإسرار، وفي الشرائط التي يحتاج إليها الذاكر بها من المتعرضين للفيض الإلهي والفتح الرباني، وهي مشروحة في رسائلهم، فليطلبها من يريد أن يسير على سبيلهم.وقد ذكر بعضا منها أخينا وأستاذنا الوافي .
ومن وجد في زمانه أحدا من المشايخ المحققين، فالأولى به أن يأخذ ذلك منه، فإن الكتب حيلة الفاقد، وإلا فكم من فرق بين من يأخذ طريقه عن عارف محقق يسلك به إلى الله، وبين من يأخذ طريقه من كتاب، والله الهادي إلى الصواب وإليه المرجع والإياب والتوفيق منه وبيده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقووول
__________________

  #4  
قديم 13-04-2005, 02:16 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking

أشكركم على التثبيت وأشكر الأخت سوزان محمد على هذا الطرح فموضوع يستحق الوقوف عنده والتدبر به ، فقد قرأت أنه من أسرار لا اله الا الله :-

  • أن جميع حروفها جوفية يحتاج مرددها إلى الاتيان بها من خالص الجوف وهو القلب

  • ليس فى حروفها معجم "منقوط" اشارة إلى التجرد من كل معبود سوى الله

  • هى اثنا عشر حرفأ على عدد شهور السنة منها أربعة حرم وهى لفظ الله كما أن الأشهر الحرم أربعـــة فماً قالها مخلصاً كفرت عنه ذنوب السنه

  • وهي مع محمــد رسـول الله أربع وعشرون حرفاً والليل والنهار أربع وعشرون ساعة فكل حرف منها يكفر ذنوب ساعة

  • وكلماتها سبـع وأبواب جهنم سبـع فكل كلمة تسد باباً عن قائلهــاً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

  #5  
قديم 14-04-2005, 01:12 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذكره وأثنى على الذاكرين ووعدهم أجرًا عظيمًا فأمر بذكره مطلقًا، وبعد الفراغ من العبادات‏.‏‏.‏ قال تعالى‏:‏

‏{‏فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ 103‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ 200‏]‏‏.‏

وأمر بذكره أثناء أداء مناسك الحج خاصة فقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ 198‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ 28‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ 203‏]‏‏.‏

وشرع إقامة الصلاة لذكره فقال‏:‏ ‏{‏وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله‏)‏ ‏[‏رواه مسلم‏]‏‏.‏‏.‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً‏}‏ ‏[‏سورة الأحزاب‏:‏ 41-42‏]‏‏.‏

ولما كان أفضل الذكر‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له – كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‏)‏ ‏[‏رواه الترمذي‏]‏ ولما كانت هذه الكلمة العظيمة ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ لها هذه المنزلة العالية من بين أنواع الذكر ويتعلق بها أحكام ولها شروط ولها معنى ومقتضى، فليست كلمة تقال باللسان فقط – لمّا كان الأمر كذلك آثرت أن تكون موضوع حديثي راجيًا من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهلها المستمسكين بها والعارفين لمعناها، العاملين بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا‏.‏

مكانة لا إله إلا الله في الحياة‏:‏

إنها كلمة يعلنها المسلمون في أذانهم وإقامتهم وفي خطبهم ومحادثاتهم وهي كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله ورسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه، ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكفار، فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وهي الحق الذي خلقت له الخليقة، وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب وعليها يقع الثواب والعقاب، وعليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وعنها يسأل الأولون والآخرون‏.‏‏.‏‏.‏ فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين‏:‏ ‏(‏ماذا كنتم تعبدون، وماذا أجبتم المرسلين‏)‏، وجواب الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرارًا وعملاً‏.‏ وجواب الثانية بتحقيق ‏(‏أن محمدًا رسول الله معرفة وانقيادًا وطاعة‏)‏‏(1)‏‏.‏

هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى‏.‏ والعروة الوثقى وهي التي جعلها إبراهيم ‏{‏كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الزخرف‏:‏ 28‏]‏‏.‏ وهي التي شهد الله بها لنفسه وشهدت بها ملائكته وأولوا العلم من خلقه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ 18‏]‏، وانظر مجموعة التوحيد ‏(‏105 ،107‏)‏‏.‏

وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق، ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏سورة الذاريات‏:‏ 56‏]‏‏.‏

ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، كما قال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏سورة الأنبياء‏:‏ 25‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ 2‏]‏‏.‏

قال ابن عيينة‏:‏ ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله‏.‏ وإن لا إله الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا‏(2)، فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فمله ودمه هدر، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله‏)‏‏[‏ رواه مسلم في الإيمان برقم ‏(‏23‏)‏‏.‏‏]‏ وهي أول ما يطلب من الكفار عندما يدعون إلى الإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله‏)‏ الحديث أخرجاه في الصحيحين‏[‏رواه البخاري ‏(‏3/255‏)‏ ومسلم في الإيمان برقم ‏(‏19‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وبهذا تعلم مكانتها في الدين وأهميتها في الحياة وأنها أول واجب على العباد لأنها الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال‏.

فضل لا إله إلا الله‏:‏

فلها فضائل عظيمة ولها من الله مكانة، من قالها صادقًا أدخله الله الجنة‏.‏ ومن قالها كاذبًا حقنت دمه وأحرزت ماله في الدنيا وحسابه على الله عز وجل، وهي كلمة وجيزة اللفظ قليلة الحروف خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان – فقد روى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏قال موسى يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله – قال كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله‏)‏‏[‏ رواه الحاكم ‏(‏1/528‏)‏ وابن حبان برقم ‏(‏2324‏)‏ مورد الظمآن‏.‏‏]‏ فالحديث يدل على أن لا إله إلا الله هي أفضل الذكر، وفي حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا‏:‏ ‏(‏خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‏)‏ رواه أحمد والترمذي‏[‏الترمذي في الدعوات رقم ‏(‏3579‏)‏‏.‏‏]‏، ومما يدل على ثقلها في الميزان أيضًا ما رواه الترمذي وحسنه، والنسائي والحاكم وقال‏:‏ صحيح على شرط مسلم، عن عبد الله بن عمرو‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يُصَاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر ثم يقال أتنكر من هذا شيئًا، فيقول لا يا رب، فيقال‏:‏ ألك عذر أو حسنة فيهاب الرجل فيقول لا – فيقال بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله‏.‏ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول أنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة‏)‏‏[‏ رواه الترمذي رقم ‏(‏2641‏)‏ في الإيمان والحاكم ‏(‏1/506‏)‏ وغيرهما‏.‏‏]‏ ولهذه الكلمة العظيمة فضائل كثيرة ذكر جملة منها الحافظ ابن رجب في رسالته المسماة ‏(‏كلمة الإخلاص‏)‏ واستدل لكل فضيلة ومنها‏:‏ أنها ثمن الجنة، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، وهي نجاة من النار‏:‏ وهي توجب المغفرة، وهي أحسن الحسنات، وهي تمحو الذنوب والخطايا وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب وترجح بصحائف الذنوب، وهي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل وهي الكلمة التي يصدّق الله قائلها وهي أفضل ما قاله النبيون، وهي أفضل الذكر، وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفًا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزًا من الشيطان، وهي أمان من وحشة القبر وهول الحشر، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم‏.‏ ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها، هذه عناوين الفضائل التي ذكرها ابن رجب في رسالته واستدل لكل واحد منها‏.‏

شروط لا إله إلا الله‏:‏

فإنها لا تنفع قائلها إلا بسبعة شروط‏:‏

الأول‏:‏ العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا‏.‏ فمن تلفظ بها وهو لا يعرف معناها ومقتضاها فإنها لا تنفعه لأنه لم يعتقد ما تدل عليه – كالذي يتكلم بلغة لا يفهمها‏.‏

الثاني‏:‏ اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب‏.‏

الثالث‏:‏ الإخلاص المنافي للشرك‏.‏ وهو ما تدل عليه لا إله إلا الله‏.‏

الرابع‏:‏ الصدق المانع من النفاق‏.‏ فإنهم يقولونها بألسنتهم غير معتقدين لمدلولها‏.‏

الخامس‏:‏ المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك‏.‏ بخلاف ما عليه المنافقون‏.‏

السادس‏:‏ الانقياد بأداء حقوقها وهي الأعمال الواجبة إخلاصًا لله وطلبًا لمرضاته‏.‏ وهذا هو مقتضاها‏.‏

السابع‏:‏ القبول المنافي للرد‏ وذلك بالانقياد لأوامر الله وترك ما نهى عنه‏.‏

وهذه الشروط قد استنبطها العلماء من نصوص الكتاب والسنة التي جاءت بخصوص هذه الكلمة العظيمة وبيان حقوقها وقيودها وأنها ليست مجرد لفظ يقال باللسان‏.

يتتتتبع
__________________

  #6  
قديم 14-04-2005, 07:28 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking

__________________

  #7  
قديم 17-04-2005, 12:55 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking


معنى هذه الكلمة ومقتضاها‏:‏

اتضح لنا أن معنى لا إله إلا الله – لا معبود بحق إلا إله واحد وهو الله وحده لا شريك له، لأنه المستحق للعبادة فتضمنت هذه الكلمة العظيمة أن ما سوى الله من سائر المعبودات ليس بإله حق وأنه باطل‏.‏ لأنه لا يستحق العبادة‏.‏

ولهذا كثيرًا ما يرد الأمر بعبادة الله مقرونًا بنفي عبادة ما سواه، لأن عبادة الله لا تصح مع إشراك غيره معه – قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ 36‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ 256‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ 36‏]‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله‏)‏‏[‏ صحيح مسلم رقم ‏(‏23‏)‏ كتاب الإيمان‏.‏‏]‏‏.‏

وكل رسول يقول لقومه‏:‏ ‏{‏اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ 59‏]‏‏.‏ إلى غير ذلك من الأدلة قال الإمام ابن رجب رحمه الله‏:‏ وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد‏:‏ لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله – والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالاً، ومحبة وخوفًا ورجاء وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاء له ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل‏.‏

ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش‏:‏ قولوا لا إله إلا الله، قالوا‏:‏ ‏{‏أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ‏}‏ ‏[‏سورة ص~‏:‏ 5‏]‏‏.‏ ففهموا من هذه الكلمة أنها تبطل عبادة الأصنام كلها وتحصر العبادة لله وحده وهم لا يريدون ذلك، فتبين بهذا المعنى أن معنى لا إله إلا الله ومقتضاها إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه، فإذا قال العبد‏:‏ لا إله إلا الله فقد أعلن وجوب إفراد الله بالعبادة وبطلان عبادة ما سواه والقبور والأولياء والصالحين، وبهذا يبطل ما يعتقده عباد القبور اليوم وأشباههم من أن معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بأن الله موجود أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك‏.‏ أو أن معناها لا حاكمية إلا لله ويظنون أن من اعتقد ذلك وفسر به لا إله إلا الله فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله والاعتقاد بالأموات والتقرب إليهم بالذبائح والنذور والطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم، وما شعر هؤلاء أن كفار العرب الأولين يشاركونهم في هذا الاعتقاد ويعرفون أن الله هو الخالق القادر على الاختراع ويقرون بذلك وأنهم ما عبدوا غيره إلا لزعمهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى لا أنهم يخلقون ويرزقون فالحاكمية جزء من معنى لا إله إلا الله وليست هي معناها الحقيقي المطلوب فلا يكفي الحكم بالشريعة في الحقوق والحدود والخصومات مع وجود الشرك في العبادة‏.‏

ولو كان معنى لا إله إلا الله ما زعمه هؤلاء لم يكن بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين نزاع بل كانوا يبادرون إلى إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال لهم أقروا بأن الله هو القادر على الاختراع أو أقروا أن الله موجود‏.‏ أو قال لهم تحاكموا إلى الشريعة في الدماء والأموال والحقوق وسكت عن العبادة‏.‏ لكن القوم وهم أهل اللسان العربي فهموا أنهم إذا قالوا ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ فقد أقروا ببطلان عبادة الأصنام وأن هذه الكلمة ليست مجرد لفظ لا معنى له، ولهذا نفروا منها وقالوا‏:‏ ‏{‏أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ‏}‏ ‏[‏سورة ص~‏:‏ 5‏]‏‏.‏

كما قال الله عنهم‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ‏}‏ ‏[‏سورة الصافات‏:‏ 35، 36‏]‏‏.‏ فعرفوا أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة، وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام لتناقضوا مع أنفسهم وهم يأنفون من التناقض، وعباد القبور اليوم لا يأنفون من هذا التناقض الشنيع فهم يقولون لا إله إلا الله، ثم ينقضونها بعبادة الأموات والتقرب إلى الأضرحة بأنواع من العبادات فتبا لمن كان أبو جهل وأبو لهب أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله‏.‏

والحاصل أن من قال هذه الكلمة عارفًا لمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا من نفي الشرك وإثبات العبادة لله مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته والعمل به فهو المسلم حقًا، ومن قالها وعمل بها ومبقتضاها ظاهرًا من غير اعتقاد لما دلت عليه فهو المنافق، ومن قالها بلسانه وعمل بخلافها من الشرك المنافي لها فهو المشرك المتناقض فلا بد مع النطق بهذه الكلمة من معرفة معناها، لأن ذلك وسيلة للعمل بمقتضاها قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِلاّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الزخرف‏:‏ 86‏]‏‏.‏

والعمل بمقتضاها هو عبادة الله والكفر بعبادة ما سواه – وهو الغاية المقصودة من هذه الكلمة، ومن مقتضى لا إله إلا الله قبول تشريع الله في العبادات والمعاملات والتحليل والتحريم، ورفض تشريع من سواه – قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ فلا بد من قبول تشريع الله في العبادات والمعاملات والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه في الأحوال الشخصية وغيرها رفض القوانين الوضعية‏.‏ ومعنى ذلك رفض جميع البدع والخرافات التي يبتدعها ويروجها شياطين الإنس والجن في العبادات ومن تقبل شيئًا من ذلك فهو مشرك كما قال في هذه الآية‏:‏ ‏{‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ 121‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ 31‏]‏‏.‏

وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تلا هذه الآية على عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه فقال‏:‏ يا رسول الله لسنا نعبدهم، قال‏:‏ أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه، قال‏:‏ بلى – قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ فتلك عبادتهم‏)‏‏[‏ رواه الترمذي رقم ‏(‏3094‏)‏ في التفسير‏.‏‏]‏‏.‏

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله‏:‏ فصارت طاعتهم في المعصية عبادة لغير الله وبها اتخذوهم أربابًا كما هو الواقع في هذه الأمة‏.‏ وهذا من الشرك الأكبر‏.‏ المنافي للتوحيد الذي هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله‏.‏‏.‏‏.‏ فتبين أن كلمة الإخلاص نفت هذا كله لمنافاته لمدلول هذه الكلمة‏‏‏.‏

وكذلك يجب رفض التحاكم للقوانين لأنه يجب التحاكم إلى كتاب الله وترك التحاكم إلى ما عداه من النظم والقوانين البشرية‏.‏‏.‏‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ 59‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي‏}‏ ‏[‏سورة الشورى‏:‏ 10‏]‏‏.‏ وقد حكم سبحانه بكفر من لم يحكم بما أنزل الله وبظلمه وفسقه‏.‏ ونفى عنه الإيمان مما يدل على أن الحكم بغير ما أنزل الله إذا كان الحاكم به يستبيحه أو يرى أنه أصلح من حكم الله وأحسن فهذا كفر وشرك ينافي التوحيد ويناقض لا إله إلا الله تمام المناقضة – وإن كان لا يستبيح ذلك ويعتقد أن حكم الله هو الذي يجب الحكم به – ولكن حمله الهوى على مخالفته فهذا كفر أصغر وشرك أصغر يُنقِّضُ معنى لا إله إلا الله ومقتضاها‏.‏

إذًا – فلا إله إلا الله منهج متكامل يجب أن يسيطر على حياة المسلمين وجميع عباداتهم وتصرفاتهم فليست لفظًا يردد للبركة والأوراد الصباحية والمسائية بدون فهم لمعناه وعمل بمقتضاه والسير على منهجه كما يظنه كثير ممن يتلفظون بها بألسنتهم ويخالفونها في معتقداتهم وتصرفاتهم‏.‏

ومن مقتضى لا إله إلا الله إثبات أسماء الله وصفاته التي سمى ووصف بها نفسه أو سماه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ 180‏]‏‏.‏ قال في فتح المجيد‏:‏- وأصل الإلحاد في كلام العرب العدول عن القصد والميل والجور والانحراف وأسماء الرب تعالى كلها أسماء وأوصاف تعرف بها تعالى إلى عباده ودلت على كماله جل وعلا‏.‏

وقال رحمه الله‏‏ فالإلحاد فيها ما يجحدها وإنكارها، وأما بجحد معانيها وتعطيلها، وأما بتحريفها عن الصواب وإخراجها عن الحق بالتأويلات، وأما أن يجعلها أسماء لهذه المخلوقات كإلحاد أهل الاتحاد فإنهم جعلوها أسماء هذا الكون محمودها ومذمومها‏.‏‏.‏‏.‏ انتهى‏.‏

فمن ألحد في أسماء الله وصفاته بالتعطيل والتأويل أو التفويض ولم يعتقد ما دلت عليه من المعاني الجليلة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة فقد خالف مدلول لا إله إلا الله – لأن الإله هو الذي يدعى ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته – كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏فادعوه بها‏)‏ والذي ليس له أسماء ولا صفات كيف يكون إلها وكيف يدعى وبماذا – يدعى‏.‏‏.‏‏.‏

قال الإمام ابن القيم رحمه الله‏:‏ تنازع الناس في كثير من الأحكام ولم يتنازعوا في آيات الصفات وأخبارها في موضع واحد بل اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها وإثبات حقائقها، وهذا يدل على أنها أعظم النوعين بيانًا وأن العناية ببيانها أهم، لأنها من تمام تحقيق الشهادتين وإثباتها من لوازم التوحيد فبينها الله سبحانه وتعالى ورسوله بيانًا شافيًا لا يقع فيه لبس‏.‏

وآيات الأحكام لا يكاد يفهم معانيها إلا الخاصة من الناس‏.‏

وأما آيات الصفات فيشترك في فهم معناها الخاص والعام، أعني فهم أصل المعنى لا فهم الكنه والكيفية‏.‏

وقال أيضًا‏:‏ وهذا أمر معلوم بالفطر والعقول السليمة والكتب السماوية أن فاقد صفات الكمال لا يكون إلهًا ولا مدبرًا ولا ربًا، بل هو مذموم معيب ناقص، ليس له الحمد لا في الأولى ولا في الآخرة، وإنما الحمد في الأولى والآخرة لمن له صفات الكمال ونعوت الجلال التي لأجلها استحق الحمد، ولهذا سمى السلف كتبهم التي صنفوها في السنة وإثبات صفات الرب وعلوه في خلقه وكلامه وتكليمه توحيدًا، لأن نفي ذلك وإنكاره والكفر به إنكار للصانع وجحد له، وإنما توحيده إثبات صفات كماله وتنزيهه عن التشبيه والنقائض‏‏‏.

منقوول‏
__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 17-04-2005 الساعة 01:14 AM.
  #8  
قديم 18-04-2005, 02:15 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


متى ينفع الإنسان قول لا إله إلا الله ومتى لا ينفعه ذلك‏:‏

سبق أن قلنا أن قول لا إله إلا الله لا بد أن يكون مصحوبًا بمعرفة معناها والعمل بمقتضاها – ولكن لما كان هناك نصوص قد يتوهم منها أن مجرد التلفظ بها يكفي وقد تعلق بهذا الوهم بعض الناس‏.‏ اقتضى الأمر إيضاح ذلك لإزالة هذا الوهم عمن يريد الحق، قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله على حديث عتبان‏.‏‏.‏‏.‏ الذي فيه‏:‏ ‏(‏فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله‏)‏‏[‏ رواه البخاري 11/206 ومسلم رقم ‏(‏33‏)‏‏.‏‏]‏ قال‏:‏ اعلم أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتين حرم على النار كهذا الحديث وحديث أنس قال‏:‏ ‏(‏كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال‏:‏ يا معاذ‏:‏ قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال‏:‏ ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا حرمه الله على النار‏)‏‏[‏ رواه البخاري 1/199 ‏.‏‏]‏ ولمسلم عن عبادة مرفوعًا‏:‏ ‏(‏ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله حرمه الله على النار‏)‏‏[‏ صحيح مسلم ‏(‏1/228-229‏)‏ بشرح النووي‏.‏‏]‏ ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة وليس فيها أنه يحرم على النار، منها حديث عبادة الذي تقدم قريبًا وحديث أبي هريرة أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك – الحديث وفيه – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيحجب عن الجنة‏)‏ رواه مسلم‏[‏صحيح مسلم مع شرح النووي ‏(‏1/224‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏

قال‏:‏ وأحسن ما قيل في معناه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره‏:‏ إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها‏.‏ كما جاءت مقيدة وقالها خالصًا من قلبه مستيقنًا بها قلبه غير شاك فيها بصدق ويقين، فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله جملة فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحًا فإذا مات على تلك الحال نال ذلك، فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة وما يزن خردلة وما يزن ذرة، وتواترت بأن كثيرًا ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها، وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون لله، وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولها لا يعرف الإخلاص ولا اليقين ومن لا يعرف ذلك يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها، وأكثر من يقولها يقولها تقليدًا وعادة لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث »سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته« وغالب أعمال هؤلاء إنما هو تقليد واقتداء بأمثالهم وهم أقرب الناس من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الزخرف‏:‏ 23‏]‏ وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرًا على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء فإذًا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك له ذنبًا إلا يمحى كما يمحى الليل بالنهار‏.‏ انتهى كلامه رحمه الله‏‏.‏

ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب‏:‏
ولهم شبهة أخرى يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله، وقال‏:‏ ‏(‏أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله‏)‏ وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل، فيقال لهؤلاء الجهال معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا إله إلا الله، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويصلّون ويدَّعون الإسلام، وكذلك الذين حرقهم علي بن أبي طالب، وهؤلاء الجهلة مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئًا من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئًا من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث‏.‏

وقال رحمه الله‏:‏ فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه‏.‏ ما ادعاه إلا خوفًا على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله في ذلك ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ 94‏]‏‏.‏ أي فتثبتوا فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت فإن تبين بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله‏:‏ ‏(‏فتبينوا‏)‏ ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى، وكذلك الحديث الآخر وأمثاله معناه ما ذكرناه من أن من أظهر الإسلام والتوحيد وجب الكف عنه إلا أن تبين منه ما يناقض ذلك‏.‏‏.‏‏.‏ والدليل على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال‏:‏ ‏(‏أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله‏)‏ وقال‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله‏)‏ هو الذي قال في الخوارج‏:‏ ‏(‏أينما لقيتموهم فاقتلوهم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد‏)‏ مع كونهم من أكثر الناس تهليلاً حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة، فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة‏.‏

ما قاله الحافظ ابن رجب‏:‏

وقال الحافظ ابن رجب في رسالته المسماة‏:‏ ‏"‏كلمة الإخلاص‏"‏‏ على قوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ‏(‏لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏)‏ قال‏:‏ ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانعي الزكاة – وفهم الصديق أنه لا يمنع قتاله إلا بأداء حقوقهما لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏الزكاة حق المال‏)‏ وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحًا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة‏)‏ وقد دل على ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ‏}‏‏.‏ كما دل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ‏}‏ على أن الأخوة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابًا فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا ترتفع عمن أدى الشهادتين مطلقًا، بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة، وقال أيضًا‏:‏ وقالت طائفة من العلماء المراد من هذه الأحاديث أن التلفظ بلا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والجناة من النار ومقتضى لذلك‏.‏

ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع – وهذا قول الحسن ووهب بن منبه وهو الأظهر – ثم ذكر عن الحسن البصري أنه قال للفرزدق وهو يدفن امرأته‏:‏ ما أعددت لهذا اليوم – قال‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة – قال الحسن‏:‏ نعم العدة – لكن لا إله إلا الله شروط فإياك وقذف المحصنات – وقيل للحسن‏:‏ أن أناسًا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال‏:‏ من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة – وقال وهب بن منبه لمن سأله‏:‏ أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة – قال‏:‏ بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك‏.‏‏.‏‏.‏

وأظن أن في هذا القدر الذي نقلته من كلام أهل العلم كفاية في رد هذه الشبهة التي تعلق بها من ظن أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولو فعل ما فعل من أنواع الشرك الأكبر التي تمارس اليوم عند الأضرحة وقبور الصالحين مما يناقض كلمة لا إله إلا الله تمام المناقضة ويضادها تمام المضادة، وهذه طريقة أهل الزيغ الذين يأخذون من النصوص المجملة ما يظنون أنه حجة لهم ويتركون ما يبينه ويوضحه النصوص المفصلة كحال الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وقد قال الله في هذا النوع من الناس‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ 7–9‏]‏‏.‏ اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه‏.‏‏.‏‏.‏
__________________

  #9  
قديم 19-04-2005, 01:28 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


آثار لا إله إلا الله‏:‏


لهذه الكلمة إذا قيلت بصدق وإخلاص وعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا آثار حميدة على الفرد والجماعة من أهمها‏:‏-

1ـ اجتماع الكلمة التي ينتج عنها حصول القوة للمسلمين والانتصار على عدوهم لأنهم يدينون بدين واحد وعقيدة واحدة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ 103‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ 62-63‏]‏‏.‏ والاختلاف في العقيدة يسبب التفرق والنزاع والتناحر كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ 159‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‏}‏ ‏[‏سورة المؤمنون‏:‏ 53‏]‏‏.‏ فلا يجمع الناس سوى عقيدة الإيمان والتوحيد التي هي مدلول لا إله إلا الله واعتبر ذلك بحالة العرب قبل الإسلام وبعده‏.‏

2ـ توفر الأمن والطمأنينة في المجتمع الموحد الذي يدين بمقتضى لا إله إلا الله لأن كلاً من أفراده يأخذ ما أحل الله له ويترك ما حرم الله عليه تفاعلاً مع عقيدته التي تملي عليه ذلك فينكف عن الاعتداء والظلم والعدوان ويحل محل ذلك التعاون والمحبة والموالاة في الله عملاً بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ‏}‏ ‏[‏سورة الحجرات‏:‏ 10‏]‏‏.‏ يظهر هذا جليًا في حالة العرب قبل أن يدينوا بهذه الكلمة وبعدما دانوا بها – فقد كانوا من قبل أعداء متناحرين يفتخرون بالقتل والنهب والسلب فلما دانوا بها أصبحوا أخوة متحابين كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ‏}‏ ‏[‏سورة الفتح‏:‏ 29‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ 103‏]‏‏.‏

3ـ حصول السيادة والاستخلاف في الأرض وصفاء الدين والثبوت أمام تيارات الأفكار والمبادئ المختلفة – كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة النور‏:‏ 55‏]‏ فربط سبحانه حصول هذه المطالب العالية بعبادته وحده لا شريك له الذي هو معنى ومقتضى لا إله إلا الله‏.‏

4 ـ حصول الطمأنينة النفسية والاستقرار الذهني لمن قال لا إله إلا الله وعمل بمقتضاها لأنه يعبد ربًا واحدًا يعرف مراده وما يرضيه فيفعله ويعرف ما يسخطه فيجتنبه بخلاف من يعبد آلهة متعددة كل واحد منها له مراد غير مراد الآخر وله تدبير غير تدبير الآخر كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‏}‏ ‏[‏سورة يوسف‏:‏ 39‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً‏}‏ ‏[‏سورة الزمر‏:‏ 29‏]‏‏.‏

قال الإمام ابن القيم رحمه الله‏:‏ هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد، فالمشرك بمنزلة عبد يملكه جماعة متنازعون مختلفون متشاحون والرجل المتشاكس‏:‏ السيئ الخلق‏.‏

فالمشرك لما كان يعبد آلهة شتى شبه بعبد يملكه جماعة متنافسون في خدمته لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين، والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد لرجل واحد قد سلم له وعلم مقاصده وعرف الطريق إلى رضاه فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه، بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه مع رأفة مالكه ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليه لمصالحه، فهل يستوي هذان العبدان‏ ‏‏.‏

5 ـ حصول السمو والرفعة لأهل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة – كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ 31‏]‏‏.‏ فدلت الآية على أن التوحيد علو وارتفاع وأن الشرك هبوط وسفول وسقوط‏.‏

قال العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏ شبه الإيمان والتوحيد في علوه وسعته وشرفه بالسماء التي هي مصعده ومهبطه، فمنها هبط إلى الأرض وإليها يصعد منها، وشبه تارك الإيمان والتوحيد بالساقط من السماء إلى أسفل سافلين من حيث التضييق الشديد والآلام المتراكمة والطير التي تخطف أعضاءه وتمزقه كل ممزق بالشياطين التي يرسلها الله تعالى وتؤزره وتزعجه وتقلقه إلى مظان هلاكه – والريح التي تهوي به في مكان سحيق هو هواه الذي يحمله على إلقاء نفسه في أسفل مكان وأبعده عن السماء‏ .‏

6 ـ عصمة الدم والمال والعرض، لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها‏)‏‏[‏ رواه البخاري ‏(‏13/217‏)‏ في الاعتصام‏.‏‏]‏، وقوله ‏(‏بحقها‏)‏ معناه أنهم إذا قالوها وامتنعوا من القيام بحقها وهو أداء ما تقتضيه من التوحيد والابتعاد عن الشرك والقيام بأركان الإسلام أنها لا تعصم أموالهم ولا دماءهم بل يقتلون وتؤخذ أموالهم غنيمة للمسلمين كما فعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه‏.‏

هذا – ولهذه الكلمة آثار عظيمة على الفرد والجماعة في العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق‏.‏‏.‏‏.‏
__________________

  #10  
قديم 19-04-2005, 02:15 PM
سوزان محمد سوزان محمد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 41
إفتراضي

FF0033
__________________
سوزان محمد
أنا العبد الذي كسب الذنوب 00000 وصدته الأماني أن يتوبا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م