كنت قررت ألا أكتب اليوم شيئاً ، لكن استوقفتني قصيدتك أمس ، ورأيت أن لم يقف عليها أحد بعد ، فرأيتني أكتب هذه الكلمات المتواضعة.
الاغتراب إبحار بعكس التيار ، وأشد أنواعه اغتراب المرء في وطنه ، يكاد يوهن شاعرنا الاغتراب ، لكن يبقى صامداً لا ينهار ، إنه سئم الانتظار ، وهاهو مملوء عزماً وأملاً بالتغيير ، يدعو الأرض لتتحد معه ، لينبت الغار.
كلمات بسيطة تدل على عمق المعاناة: لهذا الماشي في الغربة ، لهذا الماشي أقدام. تشعرني هذه الكلمات أن لا أحد يعبأ به ، تشدني إلى التوقف عنده ، لأن أعيره شيئاً من الاهتمام ، فله قدمان ، وسوف يصنع الأقدار بقدميه.
ثم تمضي ، إنه إنسان ، يدركه التعب ، لكنه لا ينهار.
وتأتي صور النفس المشرقة ، ففي قلبي لهيب النار ، وفي عيني أحلام تحاكي نشوة الأنهار –جميل هذا التصوير: نشوة الأنهار- وفي قلبي بساتين..
صور متتالية ، كلها تفيض جمالآ وعذوبة ، تفتح العينين على قلب مملوء بالحيوية والإيمان ، قلب كهذا لا بد أن ينبت الغار.
لغتك الشعرية رقيقة ، وجملك قصيرة ، أسلوب جميل ، لا يخلو من إيحاءات عميقة.
|