مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-03-2001, 08:50 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post ضريبة الانتماء إلى وطن لا يستطيع حماية أبنائه


أعاد تمديد المحكمة الإسرائيلية احتجاز الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني، شهراً إضافياً، قضية الأسرى والمختطفين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية إلى الواجهة بعدما أشغلتها أخبار تحرك طلابي محدود رافض للدور الأمني السوري في لبنان. وعندما تعود أخبار الصراع مع الإسرائيليين إلى الواجهة يتنفس خط مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وخط مواجهة الحركة الصهيونية الصعداء، نظراً لتأثر الجهود المبذولة ضد الاحتلال وتداعياته بأي تحرك سياسي محلي، مهما بدا متواضعاً.

وقصة اعتقال الشيخ عبد الكريم والحاج مصطفى تستحق أن تعرض مرة أخرى نزولاً عند أهمية الرسالة السياسية والأمنية التي تحملها، فكلا الرجلين تم اختطافه على أيدي الكوماندوس الإسرائيلي في عقر داره، وبين أهله، وهو على رأس عمل مقاوم، قد يختلف في المهام ولكنه يتفق في الاستراتيجية. فالشيخ عبد الكريم عمل في المقاومة المدنية منطلقاً من بيروت ثم الجنوب، بينما عمل الحاج مصطفى في المقاومة العسكرية منطلقاً من سهل البقاع.

اختطف الجيش الإسرائيلي الشيخ عبد الكريم عبيد في منزله في جبشيت المجاورة للنبطية، كبرى بلدات جبل عامل في الجنوب اللبناني، بتاريخ 24 ذو الحجة 1409هـ (28/7/1989م) واختطف معه اثنين من مرافقيه الشباب، ونقله إلى الأراضي المحتلة لمقايضته بالمخطوفين الغربيين(!)، ولكن (حزب الله) لم يستجب – يومها - للمطلب الإسرائيلي، فاحتفظت إسرائيل بالشيخ دون أن توجه له أية تهمة واضحة حتى الآن(!)

ولعله من الجدير بالذكر أن الشيخ عبد الكريم كان قد انتقل من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى جبشيت عقب اغتيال القوات الإسرائيلية لإمام البلدة الشيخ راغب حرب. وكان دور الشيخين (الشهيد والأسير)، محصوراً في المقاومة المدنية، في جانبها التعبوي والفكري والحركي متمثلاً في توعية الناس بالخطر الإسرائيلي وفي الحديث المستمر عن وحدة الصف الإسلامي، وفي إقامة مؤسسات اجتماعية تخفف من حدة الاحتلال وتداعياته ككفالة يتامى الحرب.

والذي يختار مواجهة الخطر الاستراتيجي الإسرائيلي/ الصهيوني، لابد له أن ينتهج خط الانفتاح على الأمة وتبني قضاياها، وتجنب كل ما من شأنه الدفع بالصف الإسلامي إلى مزيد من التشرذم والانغلاق. وكان هذا نهج الشيخ راغب والشيخ عبد الكريم.

لم يحمل الشيخان (راغب وعبد الكريم) السلاح، ولم يقم أحدهما بأي عمل عسكري، ولكن الدور الفكري التعبوي الرسالي الذي أخذ طابع التثقيف أحياناً، والعمل الاجتماعي أحياناً أخرى، كان في نظر الإسرائيليين أكثر خطورة من العمل الأمني والعسكري، فالفكر الرسالي هو الذي يحرك البندقية ويوجهها، وهو الذي يمد الشباب بالطاقة اللازمة للاندفاع في المواجهة حتى معانقة (الحور العين)، وإلى النظر إلى (الدنيا) بعين الزهد، وإلى الجبروت الإسرائيلي بعين (التحدي).

وكانت العمليات الاستشهادية تقلق الإسرائيليين، حتى أخرجت رئيس وزرائهم الأسبق (إسحق رابين) – يوماً - عن طوره أمام أجهزة التلفزة العالمية فوصف المجاهدين بأنهم (مجانين الله)، مستخدماً المصطلح لإثارة الرأي العام الغربي ضدهم ودفعه للتعاطف مع الإسرائيليين باعتبارهم خط الدفاع الأول في مواجهة (مجانين الله) كما سماهم.

وكان المحققون الإسرائيليون حريصين على إثارة السؤال عن أسباب الزهد في (الدنيا) و(الحياة) و(حب الموت) مع كل معتقل يظنون انتماءه إلى هؤلاء (المجانين) الذين يلقون بأيديهم إلى مواجهة غير متكافئة مع العدو الإسرائيلي، وكانت إجابة الشباب موحدة متكررة (إنها الشهادة في وجه الاحتلال الملعون). وصدق حدس الإسرائيليين وتحقق خوفهم، فقد كان (لمجانين الله) اليد الطولى في إيقاع أشد الضربات ألماً على الاحتلال - قيادةً وجنوداً – حتى أثمر عملهم في إخراج الاحتلال – ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي – من لبنان دون تنازلات ولا تفاوض سياسي ولا شروط مسبقة، لا معلنة ولا سريّة. وكفى بذلك انتصاراً لخط المواجهة، وهزيمة للجيش الذي ادّعى أنه لا يقهر.

منذ العام 1409هـ/ 1989م والشيخ عبد الكريم إلى جانب صاحبه الحاج مصطفى، يواجهان، كما يواجه ألوف المحتجزين والأسرى والمرتهنين العرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، صنوف القهر والعذاب، ومحاولات إسرائيلية خسيسة للنيل من كرامة الإنسان، ومنذ اثني عشرة سنة وهذه المأساة الإنسانية لم تتوقف، وإسرائيل تتوارى خلف شعارات (مقاومة الإرهاب)، وخلف القوانين العسكرية والأمنية المبتدعة، لتبرر لنفسها جرائم الاختطاف وانتهاك الحريات العامة والخاصة. مقابل احتجاجات عربية خجولة، لم ترتق بعد لتجعل قضية (الإنسان) فوق كل قضايا الساحة.

أضف إلى هذه الصورة المأساة للشيخ عبد الكريم، وللحاج مصطفى، ما تناقلته الصحف عن جرائم تطال الانتشار اللبناني في أنحاء متفرقة من القارة الإفريقية، حيث عمل المهاجرون بصبر وحماس في إعمار بلدان هجرتهم ودفع عجلة الاقتصاد والثقافة حيثما حلوا فيها، لتدرك كم هي الضريبة الباهظة التي يدفعها كل من ينتمي إلى وطن لا يستطيع أن يحمي أبناءه، ولتدرك بعد ذلك حجم الإصرار الشعبي على عمل مقاوم نوعي ومتميز، وهو الذي يفسر لك استمرار الانتفاضة الفلسطينية بإصرار يزداد مع كل إجراء إسرائيلي انتقامي جديد. صبراً أبناء الوطن المنكوب والآخر المسلوب، فلكل ليل فجر مشرق بإذن الله//
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م