مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-11-2005, 06:15 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking الأردن عروس الأمن والأمان ... والحجة والبرهان

الأردن عروس الأمن والأمان ... والحجة والبرهان

يقول الحق تبارك وتعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة:14]
قال تعالى: ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ (171)))النساء
وقال أيضاً: ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26)))البقرة
وقال عز من قال: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ(77) )) المائدة
وقال أيضاً: ((مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13))) نوح

منذ عقود والعاصمة الأردنية عمان تعيش أجواء أمن وسلام في محيط مضطرب. تلك المدينة الوادعة التي تقع على جبال شامخة.. يساعد العيش فيها على صفاء النفس وراحة البال بسبب مناخها الرائع وأهلها المسالمين.. تلك هي بلدي التي ولدت فيها وعشت فيها معظم سنوات حياتي، والتي شهدت أول ركعة صليتها لله تعالى، وأول آية من القرآن الكريم تعلمتها..
هذه الأجواء الآمنة المطمئنة كانت دوما سببا عندي لحمد الله وشكره على تلك النعمة التي ننعم بها في هذا البلاد. وكثيرا ما كنت أكرر قراءة آيات دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في الركعة الثانية من صلاة العشاء "رب اجعل هذا البلد آمنا".. وكأنني بهذا الدعاء أودّع كل نهار مضى بالأمن والسلام وأستقبل الليل آملا في صباح آمن آخر، كما أدعو لأهلي وهم على أسرَّتهم.. آملا أن يحفظهم الله لي، لأراهم قرة عين في الصباح والمساء... وكأن البلاد عندي ترقد على جانبي وتنام بوداعة كما ينام الطفل.

وعمان تمتاز بأجواء عربية أصيلة مضيافة.. لا يساورها صَلَف أو استكبار أو مظاهر خادعة غالبا... الناس مسالمون.. يحبون الحياة ويحلمون بغد أفضل.. يرحبون بضيوف الأردن دون تشنج أو مشاعر عداء لأحد.. تختزن ذاكرتهم صور ومعاني غياب الأمن والاضطراب والتشرد عن الوطن، لذا فهم أحرص الناس على الأمن الذي كان مطمح آبائهم وأجدادهم. فمن العجيب أن كانت هذه المدينة ملجأ الباحثين عن الأمن والحياة الأفضل من فلسطين ومن بعض الدول العربية المجاورة الأخرى في مراحل متعددة قريبة وبعيدة.. وكذلك من المسلمين الفارين بدينهم منذ بداية القرن الماضي من بلاد القفقاس من شركس وشيشان.. بل ومن أرمينيا المسيحية أيضا.
كنت ولا زلت أقدر نعمة الأمن التي أنعم الله علينا بها في هذه البلاد، وأدعو لبقائها واستمرارها، لعلمي أن الأمن هو القاعدة التي يرتكز عليه نشر الدين ونشر قيمه السامية وسلْمه للعالم أجمع. ولعل الملفت للنظر أن نرى أن دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي سجله القرآن الكريم، قد ابتدأ بالدعاء لأمن البلاد قبل أن يدعو الله تعالى لتثبيت أسس التوحيد وتجنب الشرك وعبادة الأوثان. ولعل في هذا درسا لكل من يظن أنه يعمل على نشر الدين أو الدفاع عنه أو الدفاع عن المظلومين. فمن ظن أن نشر الفزع والرعب والاضطراب سيكون السبيل إلى نشر الدين فهو مخطئ أشد الخطأ. إن نشر الرعب والفزع والإرهاب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاضطراب ومزيد من التردي. وسيعلو عندها صوت الرصاص والتفجيرات على صوت العقل والمنطق، وستتبدل القلوب التي يجب أن تكون خاشعة لله تعالى، والتي يجب أن تكون مليئة بالرحمة على بني نوع الإنسان إلى قلوب قاسية تنتشي برؤية القتل والدمار ودماء الأبرياء. وإن ساد غياب الأمن، لا سمح الله، فإن صوت الدين الحق سيصبح خافتا مقهورا، وسيصبح المؤمنون مستضعفين يخافون أن يتخطفهم الناس. أما الأمن فإنه يفتح الساحة والمجال لكي يرتفع صوت الحق دون خوف أو رعب. فلا حاجة للدين بالبطش ولا بالقوة المادية ولا بالإكراه لكي يرى الناس نصاعته وسمو قيمه وتعاليمه. لذلك فقد كان أعداء الدين دوما هم أعداء الأمن ولم يكن المؤمنون على مدار التاريخ إلا حراسا للأمن وناشرين للسلم. بينما أدرك الأشرار منذ القديم أن الأمن سيكون قاعدة انتشار الدين الذي لا يجدون حيلة لهم للتصدي له بالحجة والبرهان، فعلى كل شخص أن ينظر في أي صف هو يقف.
ولذلك كان ينبغي على الإرهابيين، من منظرين ومن أتباع أغرتهم تلك الشعارات الفارغة، أن هذه الوسيلة ليست الوسيلة الملائمة لتوحيد الحق جل وعلا، ولا للتغيير، ولا لإعادة الناس إلى دينهم، ولا لتحقيق حقوق الأمة، ولا الدفاع عن مصالحها. فلو كانوا يريدون التوحيد ويريدون محاربة الشرك لكانوا أحرص الناس على الأمن وعملوا على الحفاظ عليه. فتلك هي البيئة الملائمة لنشر الدين ونشر التوحيد والإشارة القرآنية فيها واضحة أشد الوضوح، فليتهم يرون الحكمة من دعاء إبراهيم عليه السلام.

أما الأساليب الدنيئة والوسائل الخبيثة التي يستخدمونها في أعمالهم فمن أعجب العجائب أن يكون هنالك من لديه القدرة على تبريرها بإلباس الحق بالباطل. فالإسلام يأمر بالصدق والأمانة والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ويحث على الالتزام بتلك المبادئ في كل الظروف وفي كل الأحوال. فكيف يمكن تبرير عمل ملطخ بالكذب والغدر والخيانة والظلم والإسراف وقطيعة الرحم والإساءة إلى القريب والبعيد؟!.. هذا فضلا عن أخذ الأبرياء بجريرة غيرهم من الخاطئين المجرمين، في نظر هؤلاء، الذين لا يستطيعون أن يصلوا إليهم؟! وغير ذلك الكثير مما يثير الاشمئزاز من الأعمال الدنيئة والجبانة.

أن المظالم التي حلت بالأمة الإسلامية قد عملت على تفجير هذه الظاهرة ووصولها إلى هذا الحد الخطير، إلا أن جذور هذه الظاهرة كانت ولا تزال مستحكمة في العديد من مدارس الفكر الإسلامي بلا شك أيضا، وما كانت العوامل الخارجية إلا المحفز لبروزها. لذا فإن معالجة هذه الظاهرة لن تكون إلا بتتبع هذه الجذور واقتلاعها بالحجة والبرهان. لأن الدم يقوي تلك الدعوات التي تعيش على الدم. وليكن معلوما أن العديد من مدارس الفكر الإسلامي، التي تبيح أعمال الإرهاب بشكل جلي أو غير جلي أو مباشر أو غير مباشر، ستبقى تقدم قاعدة وإمدادا للإرهابيين طالما لم تعالج تلك القضايا من جذورها. والأخطر من ذلك أن تستخدم بعض الحكومات في العالم وأجهزتها الخفية هؤلاء الإرهابيين بشكل مباشر أو غير مباشر لتحقيق بعض المآرب السياسية الداخلية والخارجية، وقد ثبت أن استخدامهم لن يكون في مصلحة أحد، وأن مستخدِميهم قد يكونون أول من سيستهدفهم هؤلاء الإرهابيون في المستقبل بعد أن تنتهي فترة استخدامهم!

لذلك فلا بد من الحوار الذي لا بد أن يترك أثره على الجميع، بما فيهم هؤلاء الذين أغراهم الفكر الإرهابي والذين هم فينا وبين ظهرانينا. فلو اتسعت رقعة الحوار تحت أجواء الأمن، ولو فتحت أبواب النقاش والجدل بالتي هي أحسن حول كل الأمور الهامة دون تشنج أو تعنت أو تكفير، لقطعنا شوطا كبيرا في التخلص من تلك الظاهرة. ولعل الأمن المميز الذي كان يعيشه الأردن، ولا يزال إن شاء الله، كان مبعثه اتساع ساحة الحوار بشكل مميز عما هو عليه في العالم العربي والإسلامي. إلا أن المحيط العربي والإسلامي متداخل ويتأثر ببعضه البعض، والمسألة تحتاج إلى عمل جاد على مستوى إقليمي وعالمي. فطوفان الإرهاب مؤهل للانتشار وعندها لن تصمد أي جزيرة في ذلك المحيط المضطرب. لذلك فإن ما يحدث يجب أن يكون ناقوسا يدق في كل البلاد العربية والإسلامية لفتح باب الحريات والحوار، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وأدب الاختلاف التي هي من صلب التعاليم الإسلامية السمحة.

إن كان من يقف وراء التفجيرات الدموية التي وقعت في عمان-- فهو إرهابي قاتل عدو للإنسانية.. ولا يمكن لأي عاقل أن يرى بتلك الأعمال، إلا أنها من فعل قوى ظلامية تستهين بالأرواح البشرية وتسعى لنشر الخوف بين الجماهير، وتهدف لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة وضرب الاقتصاد في الأردن وخصوصا قطاع السياحة الأكثر نجاحا.. الأمر الذي سيكون الشعب الفلسطيني أول ضحاياه، عندما تطوى قضيته وتدخل في عالم النسيان.

كيف يفجرون أنفسهم بالنساء والشيوخ والأطفال يعتبرون أنفسهم شهداء ومجاهدين وما بالك إذا كانوا أيضاً مسلمين، ألم يسمعوا قول رسول الله في خطبة الوداع : ( لا تحاسدوا. ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا، عباد الله! إخوانا. المسلم أخو المسلم. لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه. وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر نحو حديث داود. وزاد. ونقص. ومما زاد فيه : إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم. ولكن ينظر إلى قلوبكم. وأشار بأصابعه إلى صدره.حديث صحصح
وأخيراً أود أن أقول أنه لي أخوه وأقارب وأصدقاء كثيرون في مدينتي الحبيبة قدموا أرواحهم واستشهدوا في حروبهم في العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان.
والحكم الشرعي هنا - والله تعالى أعلم - بأنَّ الإرهاب يكون مشروعًا إذا كان ترويعًا لغير الآمن بأمان الدين والدار وأنَّ الإرهاب لا يكون مشروعًا إذا كان ترويعًا للآمنين بأمان الدين أو الدار سواء أكان الهدف منه تحقيق غرضٍ شرعيٍّ مقطوعٍ به أو مظنون فيه وأعتقد أن من كان في العرس فقد كان آمن الدين والدار . ويقول تعالى : {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(الممتحنة: 9).
والحكم بالتحليل والتحريم حق لله سبحانه (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ )[الأنعام:57].. أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف:54].. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف:32].


يتبـــ.:.:.:.ـــع
__________________

  #2  
قديم 14-11-2005, 06:19 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

تابـــ لما قبله ـــــــع


قيل يا رسول الله ! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال (لقد لقيت من قومك. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة. إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال. فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي. فلم أستفق إلا بقرن الثعالب. فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني. فنظرت فإذا فيها جبريل. فناداني. فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك. وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي. ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك. وأنا ملك الجبال. وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك. فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين). فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا). تعلوا معنا لنقرأ هذا الحديث الشريف ونتعلم من دعوته عليه الصلاة والسلام أصول الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وعندما كان قومه يعذبونه كانوا يقول : (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
إذا كان الرسول، الذي أوحي إليه هذا النور، قد غدا ـ بتلقي هذا النور ـ نورا (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)..

إذا كان "النور" الملائكي، قد حمل "النور" القرآني، إلى الرسول، الذي غدا ـ لذلك ـ "نورا وسراجا منيرا".. فإن هذه الثمرة التي تمثلت في الوحي والنبوة والرسالة قد تجسدت في هذا الدين ـ الإسلام ـ الذي أصبح ـ كذلك.. ولذلك ـ "نورا وتنويرا".. نورا يهدي به الله من اتبع رضوانه، وتنويرا إلهيا لكل من يستنير بنوره، فيخرج من الظلمات إلى النور : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم. الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين. أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت، قال لبثت يوما أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير. وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا، واعلم أن الله عزيز حكيم)

(أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين)

فالله سبحانه وتعالى، الذي هو نور السموات والأرض، قد أوحى بالنور القرآني، فحمله النور الملائكي، إلى النور النبوي والرسالي، فكانت الثمرة هي النور الإسلامي، الذي يخرج المستنيرين به من الظلمات إلى النور.

ولهذه الحقيقة من حقائق امتياز وتميز "التنوير الإسلامي" بالتوازن الجامع بين أنوار الشرع وأنوار العقل ـ كانت الوسطية الإسلامية، التي رفضت ـ منذ قرون ـ غلو الإفراط، الذي وقف أهله عند ظواهر النصوص والمأثورات، متنكرين للعقل والعقلانية ـ والذين مثلوا في ثقافتنا تيار الجمود والتقليد ـ كما رفضت هذه الوسطية، كذلك، غلو التفريط، الذي توهم أصحابه تناقض المعقول مع المنقول، فانحازوا للعقل وحده دون النصوص والمأثورات.

فبهذا "التنوير الإسلامي"، المؤمن بالعقل والنقل، والجامع بين نورهما جميعا، صنعت الأمة الإسلامية حضارتها، المتميزة بين الحضارات، التي ـ لذلك التميز ـ تدينت فيها الفلسفة، كما تفلسف الدين!.. وغدا "العقل" ـ فيها: الأفق الذي يشرق فيه "الإيمان".

وأقول أن جراثيم الدين متأصلة في النفوس، والقلوب مطمئنة إليه، وفي زواياها نور خفي من محبته، فلا يحتاج القائم بإحياء الأمة إلا إلى نفخة واحدة يسري نفسها في جميع الأرواح لأقرب وقت، فإذا قاموا، وجعلوا أصول دينهم الحقة نصب أعينهم، فلا يعجزهم أن يبلغوا في سيرهم منتهى الكمال الإنساني.

قال الأفغاني: "ومن طلب إصلاح أمة شأنها ما ذكرنا بوسيلة سوى هذه، فقد ركب بها شططا، وجعل النهاية بداية، وانعكست التربية، وانعكس فيها نظام الوجود، فينعكس عليه القصد، ولا يزيد الأمة إلا نحسًا، ولا يكسبها إلا تعسا"!

وربما كان الخلط بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال هو السبب الرئيسي لعدم وجود اتفاق يذكر حول مفهوم وتعريف الإرهاب بشكل واضح، فقد دأب الخطاب الغربي [الأمريكي أساسا] على وصم حركات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وجنوب لبنان بصفة الإرهاب. ولا تزال منظمات مثل حزب الله والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها مصنفة في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية بوصفها منظمات إرهابية في ظل التغاضي عن أبشع الممارسات الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني.

وفي النهاية إنَّ الإسلام كلَّ الإسلام بمبادئه السمحة وتعليماته السامية القائمة على التسامح والتعايش السلميِّ مع المعاهدين، لا يقرُّ بأي حالٍ من الأحول إرهاب الآمنين بأمانه ولا إرهاب الآمنين بأمان الدار (مقيمي دار الإسلام أو دار العهد)، وينبذ الترويع والتخويف والإساءة بكافة أشكاله إلى المعاهدين والذميِّين ما دام العهد قائمًا، وما لم ينقضوا العهد والميثاق.. بل إنَّ الحربيَّ المستأمن يحرِّم الإسلام الاعتداء على دمه وماله وعرضه ما دام عقد الأمان قائمًا.. دين بهذا المستوى من الترقِّي والإنسانيَّة والتسامح لا يمكن له أن يأمر أتباعه -أفرادًا أو جماعاتٍ- بسفك دماء الأبرياء الآمنين، أو هتك أعراضهم، وإبادة ممتلكاتهم.

ولئن حثَّ الدين على إرهاب الحربيِّين وقتالهم، فإنَّما كان ذلك ردًّا على العدوان ودفاعًا عن حمى الدين والنفس والمال والعرض والعقل.. ولا يوجد قانون على وجه الأرض لا يبيح للمظلوم ردَّ الظلم والضيم والحيف قدر الاستطاعة.

..ونسأل الله تعالى أن يكون ما حدث هو سحابة صيف تمر سريعا.. وأن تعود عمان إلى أمنها وهدوئها وتنام وادعة على تلك الجبال الراسية.. وتشهد شتاءً خيرا وربيعا أخضرا وصيفا رائعا وخريفا واعدا.. فعندها نحمد الله مجددا ونشكره على ذلك الأمن والأمان .. وندعو ملء قلوبنا عند سريرها الصغير المفعم بالبراءة.. "رب اجعل هذا البلد آمنا"، هي وسائر بلاد المسلمين وسائر بلاد العالم. اللهم آمين.

ولنا عودة بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

  #3  
قديم 15-11-2005, 02:53 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)) حديث ضعيف.

صدق حبيبي اعمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه حين قال : (( ياله من دين لو كان له رجال )) .


[img][/img]

[img][/img]
__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 15-11-2005 الساعة 03:15 AM.
  #4  
قديم 16-11-2005, 02:51 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل إمرىء مسلم )) رواه الترمذي
__________________

  #5  
قديم 16-11-2005, 04:42 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره ، قال (بشروا ولا تنفروا . ويسروا ولا تعسروا) .
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م