الى مساهم ، و من السي إن إن هذه المرة و ليس الجبهة العالمية
منفذو هجوم القنصلية الأمريكية في جدة "راقبوا المجمّع"
حراسة مشددة أمام مبنى القنصلية الأمريكية بجدة
(CNN)-- قالت السلطات السعودية والأمريكية إن منفذي عملية اقتحام القنصلية الأمريكية في مدينة جدة الاثنين، راقبوا عن كثب كيفية دخول الحافلات إلى المقر.
وكان الجناح السعودي لتنظيم القاعدة تبنى عملية اقتحام القنصلية، بالإشارة إلى أنها تدخل في إطار سلسلة من العمليات التي يخطط لها التنظيم ضد الصليبيين واليهود لإجبار "الكفرة" على مغادرة شبة الجزيرة العربية.
وقال جيمس إوبرويتر، السفير الأمريكي لدى المملكة السعودية في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن منفذي الهجوم مطلعين عن كثب ومدركين لكيفية دخول السيارات إلى مقر الموقع، كما إنهم كانوا يراقبون المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشيتد برس.
ورأى السفير الأمريكي أن موقع القنصلية المتاخم لعدد من الشوارع الرئيسية المزدحمة، قد يكون عاملا في وقوع الهجوم أيضا، لأنه يوفر غطاء للفرار.
وقال "أحداث الأمس (الاثنين) تظهر ضرورة إدخال تحسينات. سندرس ما هي الخطوات الإضافية التي يجب اعتمادها."
وأطلقت جماعة "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيانها الذي نشر في العديد من مواقع الإنترنت، على العملية أسم "غزوة الفلوجة" وذلك تخليداً لأحد عناصرها الذي لقي مصرعه في العمليات العسكرية الأمريكية هناك.
وجاء في البيان "قام إخوانكم في سرية الشهيد أبو أنس الشامي بغزوة الفلوجة المباركة فاقتحموا قلعة من قلاع الصليبيين في جزيرة العرب واخترقوا حصون القنصلية الأمريكية في جدة والتي تُحكم من خلالها بلاد الحرمين ويساس فيها شؤون الحج والحجيج وينتشر منها الجواسيس والخونة."
وتابع البيان قائلاً "وبعد عدة ساعات تمكن إخوانكم من الانسحاب من مبنى القنصلية والانحياز إلى مكان آمن. وقد استشهد في العملية اثنان من الأخوة الأبطال، قاموا بتغطية عملية الانسحاب وأصيب ثلاثة أخوة بجروح تتم معالجتها."
وذكر البيان أن تفاصيل "الغزوة المباركة" ونتائجها وتسجيل عملية الاقتحام ووصايا المنفذين ستنشر قريبا.
من جهة أخرى صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية بأن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد هوية ثلاثة من المهاجمين الخمسة، وهم سعوديو الأصل، هم: فايز بن عواد الجهني وعيد بن دخيل الله الجهني وحسن بن حامد الحازمي، وكان هؤلاء الثلاثة قد لقوا مصرعهم.
هذا ولم تعلن الأجهزة الأمنية اسم الشخص الرابع المصاب لدواع أمنية، فيما لم يعرف اسم الشخص الخامس، الذي لقي مصرعه في الحادث.
ونفى المصدر الأنباء التي أفادت بسقوط قتلى بين رجال الأمن السعوديين، لكنه أكد وقوع خمس إصابات بينهم، وتمت معالجتهم وغادر معظمهم المستشفى.
وفي واشنطن، وعقب لقائه مع الرئيس العراقي غازي الياور، قدم الرئيس الأمريكي شكره للسعودية لردها السريع على الهجوم على القنصلية الأمريكية وأشار إلى أن الإرهابيين ما زالوا ينشطون في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك قدم بوش تعازيه لعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث
من جهته، قال مستشار السياسة الخارجية لولي العهد السعودي والموجود في واشنطن، عادل الجبير، إن العملية الإرهابية خلفت
خمسة من موظفي القنصلية الأمريكية قتلى - من بينهم
أربعة من غير الأمريكيين.
وقتل في الهجوم خمسة أشخاص: سعودي ويمني وهندي ومصري بجانب خامس باكستاني، بحسب الجبير.
وقال الجبير إن ثلاثة من المهاجمين قفزوا من مركبة كانت تتبع سيارة تابعة للقنصلية الأمريكية عند مطالبتها بالتوقف عند حاجز التفتيش في المدخل.
وبادر المهاجمون إلى فتح نيران رشاشاتهم الآلية وإلقاء قنابل يدوية على عناصر الحرس الوطني القائمة على حراسة المدخل.
وفيما سارع المهاجمون بالدخول إلى مبنى القنصلية، تقدمت سيارة أخرى على متنها اثنان من المهاجمين سارعا بإطلاق النار.
وقال الجبير إن المهاجمين لم يقتحموا مبنى القنصلية المحمي بنقطة تفتيش أخرى يقوم على حراستها
عناصر مشاة البحرية الأمريكية "مارينز."
وأشار المسؤول السعودي إلى أن قوات الأمن السعودية التي وصلت إلى مكان الحادث بدأت في وضع خطة هجوم بالتنسيق مع السلطات الأمريكية.
وفي هذه الأثناء تلقى قسم الطوارئ مكالمة من أحد المهاجمين أشار فيها إلى أن كتائب الفلوجة تحتجز حوالي 15 رهينة محذراً "السلطات الأمنية" من محاولة اقتحام المبنى.
وقال الجبير إن عملية اقتحام قوات الأمن السعودي للمبنى استغرقت حوالي أربعة دقائق منذ اتخاذ قرار الهجوم، مشيراً إلى أن العملية بأكملها استغرقت زهاء النصف ساعة.
ونفى المسؤول السعودي التقارير السابقة التي أشارت إلى انفجار سيارة ملغومة في المبنى أو سقوط أي من عناصر الأمن السعودي في العملية.
ومن جانبها أكدت السفارة الأمريكية عدم وقوع أي من رعاياها جريحاً أو قتيلاً في الهجوم، الذي سيؤدي لإغلاق السفارة وأثنين من قنصلياتها في السعودية إلى اليوم الثلاثاء.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، آدم أيرلي، إلى تواجد القنصل العام الأمريكي، جينا أبركرومبي، في مكتبها ساعة الهجوم حيث سارعت إلى تنبيه
عناصر المارينز والموظفين والسفارة بالعاصمة الرياض بعملية الاقتحام.
وقال أيرلي إن المبنى الذي يضم
عناصر المارينز داخل مجمع القنصلية قد أصيب بأضرار كبيرة.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى بدء التحقيق في الحادث الذي قال بأنه يثير قلق السلطات الأمريكية خاصة عندما "يتمكن مهاجمون مسلحون من اختراق التدابير الدفاعية المتخذة واقتحام منشأة دبلوماسية."
غير أن أيرلي أشاد باستجابة وتعامل السلطات السعودية مع الحادث.
ويشار إلى أن الخارجية الأمريكية قد حذرت خلال الشهور القليلة الماضية، آخرها في أكتوبر/تشرين الأول، من تهديدات محتملة في المملكة
http://arabic.cnn.com/2004/middle_ea...ate/index.html