مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-04-2002, 04:31 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي وماذا بعد الحصار؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وماذا بعد الحصار ؟!

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي



وماذا بعد الحصار؟ سؤال يتردد على كل لسان، ويقرأ في كل عين، ويتقاول به الناس في كل مجلس، وقد بهرتنا الشدائد وأجهدتنا المفاوز، وفدحتنا الضحايا، وبتنا كالقافلة المكروبة تتخبط منذ زمن طويل في مجاهل الأرض وخوادع السبل، وأدلاؤها الغواة يلتهمون زادها مع الوحش، ويقتسمون مالها مع المغير، ويغتنمون ضلالها مع الحوادث!!

وماذا بعد الحصار؟! لقد أيقظت هذه الانتفاضة المباركة روح الجهاد في الأمة، وفجرت العربدة الصهيونة وما ارتكبته من مجازر بشعة في أرض المعراج براكين الغضب في أعماق كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، وربما في أعماق بعض من لا يؤمنون كذلك! فقد تجاوزت كل حد، وفاقت كل خيال، وسوف تظل جرحا نازفا في ضمير أجيال كاملة، إلى أن يمن الله على هذه الأمة بتأييده، ويرفع عنها مقته وغضبه.

لقد تجاوب الحس الإسلامي العام مع ما يجرى على أرض المعراج من أحداث، وعبر عن ذلك في صورة هذه المسيرات الحاشدة التي طوفت أرجاء العالم الإسلامي، ترسل رسالة سخط ولعنة إلى الطغاة، وترسل رسالة حب وتأييد إلى المجاهدين والمرابطين، كما تجاوبت إلى حد ما بعض الٌقيادات العلمانية المتنفذة، فلم تسحق هذه المسيرات، ولم تتهمها هذه المرة بالعمالة أو الخيانة أو التآمر لقلب نظام الحكم كما كان ديدنها في التعامل مع مثل هذه الأحداث، وبدا الإعلام العربي متجاوبا إلى حد كبير مع هذه الأحداث، لأن عواصفها لم تستهدف أهل الإيمان وحدهم، بل استهدفت معهم كرامة هذه النظم وشرعيتها، وأوشكت أن تأتي على بنيان بعضها من القواعد، بالإضافة إلى ما خلفته من تشويه بالغ لصورة هؤلاء أمام شعوبهم وحلفائهم.

ولكن هذا الوضع فيما يبدو لن يستمر طويلا، لقد تعود أهل الباطل أن يسارعوا إلى تغيير مجرى الأحداث إذا بدأت في التحول لصالح أهل الإسلام، والذي يظهر من قراءة الأحداث- والغيب لله- أن القوم سيتداعون إلى مؤتمر سلام يتقاسمون فيه على إدانة ما نعتوه بالإرهاب ( الجهاد المسلح، والعمليات الاستشهادية، وكل ما يرتبط بها من وسائل وأسباب مادية أو معنوية ) ويتدافعون فيه إلى التوقيع على وثيقة سلام، تفرض تحت الحصار، وتحت تهديد الآليات العسكرية، نفس الآليات التي أشاعت الخراب والدمار في جينين وقلقيلية ونابلس وطولكرم ورام الله وغيرها!! وسوف تتحول جميع النظم العربية إلى مخافر ومسالح ترعى الكيان الصهيوني ، وتؤمن وجوده، وتسحق كل محاولة لاختراقه أو النيل منه!

وسوف تحجب عن الشرعية بالتبع كل أو جل الجهود الرامية إلى دعم الانتفاضة والعمل المسلح، فلن يجمع لها مال، ولن يفتح لها مكاتب، ولن يكشر في وجهها أحد، وقد يتنادى فئام من الدعاة من فوق المنابر بطاعة طغاة العلمانية ممن يستعلنون بالفصل بين الدين والدولة، وإن جلدوا الظهور وأخذوا الأموال، وأن الجهاد والصلح، أو الحرب والسلم من القرارات السيادية التي تفوض إلى هؤلاء، ولا مدخل فيها للعامة وأشباه العامة، وسوف تدخل القضية الفلسطينية في منعطف جديد بالقياس إلى كل ما مر بها من أحداث، وما تعاقب عليها من محن! قد تأخذ هذه التداعيات بعض الوقت، وقد لا يتزامن حدوثها في وقت واحد، وقد تمارس كلها أو بعضها من الناحية العملية في الوقت الذي ترفع العقائر بنقيضها من الناحية النظرية، إلا أن استقراء الأحداث والوقائع يقول إن ذلك قادم لا محالة، وإن نذره قد بدت تلوح في الأفق! فأين نحن من هذا كله ؟ وما ذا أعددنا له من العدة ؟ ويبقى السؤال جذعا: وماذا بعد الحصار؟!

لقد تعودنا على ردود الأفعال الموقوتة، التي سرعان ما تفتر وتتلاشى، وتصبح هشيما تذروه الرياح! إننا نجد اليوم حماسا وتجاوبا وتهيؤا للبذل والتضحية، لبشاعة المذابح من ناحية، ولتجاوب الإعلام في عرضها وتعريف الناس بها من ناحية أخرى، لكن أخوف ما أخافه أن يفتر هذا الحماس وأن تذهب شرته، وأن تضطرب الأولويات، وأن يشتغل كل منا بخصوصياته وأولوياته بعد حين، فينفض السامر ويهجع السمار! والأمر جد خطير، ومسيس الحاجة فيه إلى الصبر والمصابرة والمرابطة، وتجهيز الأمة لرحلة طويلة من البذل والمعاناة لا يخفى على متامل!

إننا لا نجد جوابا على هذا إلا قول الله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} الصف: 10 -11 وقوله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } التوبة: 111 فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وهو الذي لا يعدله عمل من الأعمال ، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَاد،َ قَالَ: لَا أَجِدُهُ، قَال:َ هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُر،َ وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِر،َ قَالَ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟! قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ

ومعنى قوله (ليستن) يمرح بنشاط، من الاستنان وهو العدو. (طوله) حبله الذي يشد به من طرف ويمسك طرفه الآخر، ثم يرسل في المرعى. (فيكتب له حسنات) يكتب مرحه ورعيه حسنات لصاحبه]. وما ترك قوم الجهاد إلا ضربت عليهم الذلة والمسكنة، ونزعت مهابتهم من قلوب أعدائهم، وأكلتهم الفتن، واكتووا بنيرانها!

على أنه ينبغي أن يؤخذ الجهاد بمفهومه الواسع : جهاد السيف، وجهاد الكلمة، وجهاد المال، ( جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم)، فكل هذه مجالات تستوعب طاقات الأمة، وتوظف كل إمكاناتها في هذه المواجهة، وتفسح لكل صاحب جهد مجالا لكي يدلي بدلوه، ويشارك في دعم جهاد أمته، وفي إنهاضها وإقدارها على الرباط والمصابرة، في هذه الرحلة الطويلة المضنية!

فإذا عجز الناس في مرحلة من المراحل عن إقامة الجهاد بمفهومه الخاص ( جهاد السيف )على وجهه كما أمر الله عز وجل، لنقص في العدد أو في العتاد، أو لعدم ملاءمة في التوقيت أو غير ذلك ، فإن لهم في مفهومه العام من جهاد الكلمة وجهاد المال منادح ومتسعا تبقيهم على نية الجهاد بمفهومه الخاص من ناحية، وتتيح لهم المشاركة في تعبيد سبله وتهيئة أسبابه من ناحية أخرى، وإذا كان العبد لا يزال في صلاة ما دامت تشغله الصلاة ويتجهز لها، فإنه لا يزال في جهاد ما دام يشغله الجهاد ، ويعد له العدة، ويهيئ له الأسباب.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م