(6)
فلما اشتدت بهم الحال طلبوا من النبي الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان سيد الأوس الذين هم حلفاء بني قريظة في الجاهلية وكان سعد قد أصيب بسهم يوم الخندق في أكحله وهو عرق في الذراع فرفع سعد بصره الى السماء وقال "اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها... فانه لا قوم أحب اليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك, وكذبوه, وأخرجوه..وان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها الآن واجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة"..! لك الله يا سعد بن معاذ..!لك الله ياصاحب رسول الله اللهم لاتمتنا حتى تقرّ أعيننا من الصهاينة واستجاب الله دعاءه فطلبه النبي الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ليحكم في بني قريظة فلما أقبل قال رضي الله عنه: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم،فقال رجل الله أكبر هلكت بنو قريظة فلما جلس إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم قال له النبي الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هؤلاء وأشار إلى اليهود قد نزلوا على حكمك فاحكم فيهم بما شئت ))، قال: وحكمي نافذ عليهم؟ قال: ((نعم)) وقال: وعلى من هاهنا وأشار إلى الجانب الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم معظما ولم يقل وحكمي نافذ إنما قال وعلى من هنا وهو مطرق الرأس أدبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم)) قال: إني أحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وأموالهم فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم ((لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة)) وعاد سعد إلى خيمته فانفجر جرحه في ذلك اليوم وذات يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته, فألفاه يعيش في لحظات الوداع فأخذ عليه الصلاة والسلام رأسه ووضعه في حجره, وابتهل الى الله قائلا:" اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك, وصدّق رسولك وقضى الذي عليه, فتقبّل روحه بخير ما تقبّلت به روحا"..!وهطلت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم على الروح المودّعة بردا وسلاما.. ففتح عينيه راجيا أن يكون وجه رسول الله آخر ما تبصرانه في الحياة وقال:" السلام عليك يا رسول الله.أشهد أنك رسول الله أشهد أنك رسول الله أشهد أنك رسول الله" ونظر النبي إلى وجه سعد وقال:" هنيئا لك يا أبا عمرو" وبينما كان الصحابة يدفنون سعد بن معاذ إذ بجبريل ينزل في مهمة على عجل فيقول يارسول الله من مات من أمتك اليوم اهتز لموته عرش الرحمن ؟قال إنه سعد بن معاذ ياجبريل وأصل الحديث في الصحيحين ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخدود فخدت فجيء باليهود مكتفين وقدّمت تلك الرؤوس الغادرة التي تفوح منها رائحة المكر والشر وعلا بكاء النساء ونحيبهن وصراخهن ولكن ماكان لهذا البكاء أن يثلم سيف العدالة وماكان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفلت هذه العقارب والأفاعي لثغاء مباضعها وفحيح ذراريها بعد أن أمكنه الله من القضاء على سمها وزعافها وقد كانوا يومها قريبا من ألف رجل قتلوا جميعا بما فيهم حيي بن أخطب زعيم بني النضير . هذا هو حكم الله في اليهود الغادرين وهذا نهج محمد صلى الله عليه وسلم في الخونة الماكرين وبعد ذلك يأتي من يقول أن العمليات الإستشهادية لاداعي لها ولا نريدها إنها تضرّ بمصالح الشعب الفلسطيني وهذه قسوة وهذا ضرب عشوائي كلا لانامت أعين الجبناء والخونة والخوارين .لاتبتأس يا جندي فلسطين ولاتصغ سمعك لهؤلاء الزعانف، يوم بدر قتل معوذ ومعاذ ابنا عفراء قتلا أباجهل وأصاباه إصابات بالغة عندها تقدم منه عبد الله بن مسعود وكان نحيفا جدا وكان أبو جهل ضخم الجسد كبير الرأس تقدم ابن مسعود وجلس على صدره فقال أبو جهل لقد ارتقيت مرتقى صعبا يارويعي الغنم فاستل ابن مسعود سيفه واحتز رأسه كما يفعل راعي الغنم بالشاة الفاسدة ثم حاول أن يحمل الرأس فما استطاع من ضخامته فجرّه من أذنه.
يتبع ..
|