عزيزي سلاف
أولا اسمح لي أن أقدم هذه الإبتسامة للعزيز معين
ثم أدرج قصيدة الفاضلة هدى الزرعوني تلك الشاعرة الرائعة
التي كانت وما زالت تبهرنا
ووالله لا أعلم أيهما أجمل قصيدتهاأم مناصتك لها
هذه المناصة تستحق التوقف والمقارنة بين النصين
دمت رائعا
تسألُني
عن تاريخِ حُروفِي
فاسألْ
أنا ألفُ يقينٍ بالحَاءِ وبالبَاءْ
عِنْدي إِيمانٌ بالشَمْسِ
ونافذةٌ
تنشقُّ سَتائِرها من نارِ الأضواءْ
عِنْدي أنَّ الحُبَّ
ضفافٌ يسكُبها نهرٌ
للّهِ
يجرُّ تسابيحاً خضراءْ
يا ظلِّي القادِمَ
من صمتِ
العالمِ والأوجهِ والأسماءْ
أنت القنطرةُ الكُبْرى
للحلمِ
انكسرت في مرمرهاَ الأرجاءْ
بل أنتَ الكونُ
وميلادي
نجمٌ علّقهُ الأرقُ
على غصنِ الآلاءْ
بل أنتَ الشجرةُ
تجتازُ وريدي
وأنا عصفورٌ موتورٌ
من دمها جاءْ
بل أنتَ الشارعُ
عبرَ مدينةَ قلبٍ طفلٍ
وأنا لافتةٌ ضاعت
فامنحها عنواناً لبريدِِ الأَحياءْ
بل أنتَ
ينابيعُ القمَرِ الدافيءِ
هاتِ الدلوَ لساقيتي
وَحْدي أعْرفُ أحزانَ الماءْ
إني وجهتُ إلى نورِ
الشعلةِ وجهي
وملايينَ الأشواقِ
الباردةِ الظامئةِ الخرساءْ
بِأُحبُّكَ
يا قافلتي
ستقودُ حبالُكَ للجنّةِ
ليلكةٌ عذراءْ
بِأحِبُّكَ
ستعادُ الدولةُ للعرشِ
ويرضىَ الشعبُ المستاءْ
بأحبُّكَ
أعطيكَ البحرَ
وأشرعتي والزورقَ
والساحلَ والصاريةَ ورملي والميناءْ
بأحبكَ
أُهديكَ سلالَ الغيمةِِ
يا قَدَري الأخضرَ
فاجمَع ألواني
بعدَ طقوسِ الجدبِ العمياءْ
بأُحبُّكِ
ردّ الشعْرَ إلى لغتي المنسيةِ
سمّيني سوسنةً خُطفت
في مقهى العطْرِ
ونامت في حضنِ الإغراءْ
سمّيني مطراً يتساقطُ فيكَ
إلى الأعلى
وظلالاً
تولدُ من خصبِ الرمضاءْ
سمّيني أغنيةً ملّت
أسوَارَ الصدْرِ
وتعبت من أغلالِ الضوضاءْ
سمّيني جاريةً
سُلبت حُريّتُها
فاختارت سجناً أبدياً
في رُكنِ الأهواءْْ
سمّيني آنيةً تشربُ
من ترياقِ الخمْرِ
وتعشقُ فيكَ قواريرَ الأخطاءْ
سمّيني بيتاً وحصيراً
وفناءً وزهوراً وعشاءً وكتاباً ورِداءْ
سمّيني ورقاً أعجبهُ
مزمارُ الرملِ
وترتيلُ الريحِ الهوجاءْ
سمّيني ساحرةٌ
نَسِيتْ سرّ التعويذِ
فأغوتها
أقصوصةُ حبٍّ كاذبةٍ حمقاءْ
سميني أمواجُكَ إنيْ
في بحرِ جنونكَ ..
فوّضتُ حنيني
واخترتُكَ فيروزةُ غرقٍ زرقاءْ
فاخترني كي أولدَ
من شقِّ سمائكَ
والبسني غيماً رحّالاً
كي أعْرِفَ
في فصْلِ الحبِّ المطَريّ
شتاءْ
دونكَ هذا البابَ
لتبقىَ
في ناحيةِ الشعرِ
قوافيٍ مشمسةٍ
لزهورٍ
ذبُلت في أوراقِ الشعراءْ
ماذا أعطيكَ لتشفى
يا طُهري
آهٍ لو تطلبُ ..
قاعَ محيطاتي لآتاكَ
الموجُ الأسودُ
بحكاياَ الداناتِ البيضاءْ
آهٍ لو كنتَ محالاً
لعبرتُ بخيلي
حقلَ الثلجِ
وألجمتُ صهيلَ الخُيَلاءْ
لو كنتَ رحيلاً
لرميتُ عناويني
وعشقتُ
عذابَاتِ السفَرِ وأشجان الغرباءْ
لو كنتَ المدُنَ المحتلةَ
أمّنتُكَ بوصلتي
وعبرتُ الجمْرَ بطاقيةِ إخفاءْ
لو كنتَ الحربَ العاريةَ
لكنتُ
على صدِر الدمعِ دماءَ الشهداءْ
لو كنتَ سفيراً
ليتامىَ العشقِ
ابتعتُ تميمةَ عشق السفراءْ
آهٍ
ماذا أعطيكَ
لأشعلَ في عينيكَ
قصيدةَ ليلي
النائمةَ
وأطْلِقَ آخِرَ زفراتِ الصحراءْ ..
__________________