التوبة المتأخّرة
التوبة المتأخّرة
28\10\2002\
*******
من وحي إعلان الرئيس القذافي أنه سينسحب من الجامعة العربية إحتجاجا على
عدم إتخاذها مواقف موحده!!! وعدم تحقيقها خطوات وحدوية!!!- رغم إلحاحه-
كانت هذه الأبيات 0
************
أعلنت أنك سوف تنسحبُ
غضباً على من خلتهم عربُ
وأدرت ظهرك عامداً لهمُ
فتندّروا في أنه الهربُ
ياأقدم الحكّام في بلدي
وعميد من قتلوا ومن ضربوا
من ذا تلوم!! ألست تعرفهم!!
أوَلم تكن فيهم كما يجب!!!
عفوا فإنك كنت أكثرهم
قولا وأطرفهم إذا خطبوا
لكنّ نهج الحكم بينكم
متوحّد فالسّلطة الأرب
********
أنسيت أنّ قيام جامعة
عربيّة من يومه كذب
هي للتشظّي منذ نشأتها
أمٌ كما شاؤوا لها وأب
من يومها قامت لتمنعنا
من وحدة ضُربت لها القبب
أيامها رفع(الشّريف) لها
رايات ثورة واثب يثب
وأرادها بلدا موحدة
حكما كما يتوحد النسب
وبدت كما لو أنّها نُصبت
منها الخيام وشُدٌت الطنب
لكنهم شادوا لنا بدلا
(سركا) تُمارَسُ فوقه اللعب
هو (خيمة) تبدو موحّدة
لكنّ داخلها هو العجب
زبدٌ جفاءٌ حين تنفخه
ريح يصير كأنّه حبب
هو دائما متموج قلق
متناقض الوِجْهات مضطرب
حتى إذاهدأت عواصفه
يفنى فما لهطوله سحب
********
ياقائد الزحف الذي اصطبغت
أقلامه والفكر والكتب
بالأخضر الزاهي تنضره
في(ليبيا العظمى) يد تهب
أنت الذي كتب الكتاب (هدىً)
وأبحته لهم إذا رغبوا
آياته (نظرية) بلغت
ما لم يصل لمثيله أرِبُ
نظرية خضراء معشبة
والناس فيها مثلما العُشُبُ
سيقانهم قصرت فما بهم
نخل ولا أرز ولا قصب
ساويت بينهم فليس بهم
رأس وليس لديهم ذنب
*******
أنسيت (مؤتمرا) وقفت به
تدعوا لوحدتهم وكيف أبوا!!!
ونسيت أنك كنت (ثالثهم)
في (الإتحاد) ورحت تنسحب
متذرعا في خطة وُضعت
للحرب ليس لهم بها غلب
أوحى بها (كيسنجر) ومضى
فتركتهم والشر يُجتنب
حذرتهم لكنهم رفضوا
أن يحذروا وتحصرم العنب
(تشرين) كان لشاعر غرد
وقتا به يتبرج الطرب
فغدا بخيبة فعلهم زمنا
للندب والمنكوب ينتحب
********
ياسيدي لو جئت بعدهم
لترمم الصرح الذي خرَبوا
وتعيد سوريا ومصر إلى
حضن اتحاد دعمه يجب
ثم انسحبت لصرت في نظري
أهلا ليزهو باسمك اللقب
أما ولم تفعل سوى خبر
عن مذنب ما عاد يرتكب
فاعذر مرارة ما يبوح به
مني إليك الصمت والأدب
*********
محمد حيدر- بيروت 28\10\2002\
|