إلى أبي أسامة ،
أرجو منك التثبت من نسبة الكلام المنقول إلى القرطبي فإن كثيرا من المطبوعات اليوم قد دخلها التحريف و الدس فمن ذلك حذف رواية العتبي في التوسل من بعض نسخ الأذكار للنووي و حذف نسبة التجسيم الصريح لابن تيمية من النهر الماد لأبي حيان و هكذا. بل إن الدس يدخل بعض المخطوطات أيضا لذلك اقتضى أن يكون المحقق من أهل العلم و الحذق بحيث يدرك مواضع الدس لاسيما إذا ظهر التناقض في النص ، و الخلاصة أن العلم يؤخذ بالتلقي من أفواه العلماء أهل السند المتصل و ليس من الكتب، و أن النص الذي تتشبث به كلا شيء في مقابلة النصوص التي أوردها الفاروق و غيره في غير موضع نقلا عن المالكية و الشافعية و الحنفية و فضلاء الحنابلة على أن مذهب السلف هو التأويل الإجمالي و ليس الأخذ بالظاهر الذي هو عين التشبيه ، وكل منصف يدرك أن معنى قولهم أمروها بلا كيف إنما هو نفي الظاهر.
|