لا تظن الناس مغفلين
لا تظن الناس مغفلين
يتأنق .. يضع أفخر العطور .. يجلس جلسة مصطنعة .. يقلل الكلام في المجالس ، ويجيب بكلام مقتضب كالبرقيات عندما يتم سؤاله .. وتكون التفاتاته مقننة بشكل ، ليترك انطباعا لدى من يراه بأهميته .. وتتعزز تلك المسألة عندما يوقف سيارته الفارهة قرب المكان الذي نزل منه .. وعندما يحضر معه أشخاصا يقدموه كرجل مهم !!
هذا النموذج ، كما هي نماذج موظفين ، أو زوار ، أو من يكرروا حضور ندوات عامة .. فموظف يجلس بابتسامة اذا تكلم مديره مؤنبا أحد زملاءه . أو زائر يكرر زيارته لبيت أو مكتب شركة ، لأهداف غير نظيفة .. أو مخبر يذهب ليرصد ما يقال في الندوات العامة .. ويناقش ويسأل ..
قد تنطلي مسلكيات هؤلاء على بعض البسطاء .. فيقعون نتيجة نصبهم .. فيحصل الرجل الغامض بالأول على احترام وقتي .. قد يفيده في حملة انتخابية ما ، خصوصا اذا دعمت بهدايا ورشاوى ! .. وقد يحصل الموظف على ترقية .. أو قد ينال الزائر ما رمى اليه .. أو يحظى المخبر بمادة لتقرير ينال عليها عفارم من أسياده ..
لكن تبقى المحصلة العامة واحدة .. وهي أن هذه الأنماط من الناس مكشوفة حتى عند من تم اصطيادهم .. ولو بعد وقت .. فقد قال زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ......... وان خالها تخفى على الناس تعلم
__________________
ابن حوران
|