هل الضغط الاسري يسبب في إنحراف الابناء؟

[zumurud]

قبل أن أكتب موضوعي أود من الجميع أن يعلموا أني أكتب كل ماهو واقعي وكل ماجرى بالفعل وما رأيتها بعيناي وماسمعت بها بنفسي.
وأنا أيضا أود أن أخبركم أني أكتب هذا على أساس أني أيضا مازلت في سن المراهقة.

(هل الضغط الاسري يسبب في أنحراف الابناء)؟؟

أعتقد أنه في بعض الاحيان يسبب في انحراف الابناء وليس دائما، نعم فأنا أعترف أنه يحدث أحياناوليس دائما.

وها أنا أتي بمثال حقيقي حدث هنا في بلدي (سلطنة عمان)
هذا حينما كنت في الخامسة عشر من عمري وكنت في الصف الثالث الاعدادي ، لن أذكر اسم الفتاة ولكني سأناديها ب(منى).
نعم منى هذه كانت عائلتها محترمة نعم وتحافظ على عاداتها وتقاليدها وخاصة على أساس أننا نحن مسلمون طبعا،الفتاة كانت تأتي إلى المدرسة محتشمة تلبس العباية وتغطي وجههابالنقاب وتلبس القفازات هكذا كانت منى حين رأيتها أول أيامي .

كانت صديقتي ، لم تكن مقربة ولكن كانت لدي مكانة خاصة لها في قلبي
في أحد أيام بالاصح يوم الاحتفال الوطني لبلادنا لم أتصور بأنني سأعرف كل هذا عنها !

فقد رأيتها تقوم بالتدخين في المدرسة (وهذا سائد عندنا جدا فلا تستغربوا)،ولكن منى تقوم بذلك لم أتوقع منها حين سألتها لماتفعل ذلك ؟ لم ترد علي ..

وفي نفس اليوم التي كانوا جميعا يحتفلون في ساحة المدرسة، هي كانت في الحمام تقوم بالتدخين !

هكذامرت يومين ولم أرها بعد ذلك تقوم بأرتداء العباية بالمدرسة علما أنها كانت تلبس العباية حتى في الفصل ، رأيتها تتغير بسرعة ولم أكن أعرف لماذا؟

حاولت أن أعرف فذهبت اليها ورأيتها تبكي بشدة في أحد أيام ، خفت جدا نعم لقد خقت جدا أن أكون أنا من قالت لها شي أو فعلت لها شي...ولكن لا لم تكن أنا بل أهلها!

أخبرتني أن والديها محافظتان جدا لكل شي وقته ولا يحبان التأخير نعم فهذا جيد برأي ولكن إلى درجة التي وصلت فيها أهل منى لا أعتقد أني أحب ذلك .

كان للنوم وقت محدد نعم وللاستيقاظ وقت محدد ، يجب على الجميع أن يكونوا في أماكنهم أوقات الطعام الثلاثة وان تأخر أحد الافراد فلن تحصل أو يحصل على الوجبة !

التلفزيون ممنوع في البيت ماعدا قناة السعودية والمحلي فقط
ممنوع الخروج من البيت ماعدا المدرسة والبيت فقط ولا أماكن للزيارة
حتى العائلة لم تتمكن منى من رؤية أهلها واقاربها!

كل هذا الضغط إلى ماتؤدي هل تحب منى كل هذا الضغط عليها ؟
لا لم تكن تحب ذلك ، ولهذا قامت بالتمرد على أهلها أولا بالتدخين ولكن أهلها لم يكتشفواذلك .

حتى أن الامر وصل عندها قامت بمراسلة الشباب عن طريق الفتيات السيئات السمعة بالمدرسة الواتي كانوا يعلمون ولديهم عدة علاقات مع الشباب ، لم أتصور ذلك منها أن تقوم بمراسلة الشباب ، لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل في أحد الايام قامت بالهرب من المدرسة على اساس أن لديها موعد مع حبيبها !

كانت تأتي المدرسة ومن ثم تهرب من الباب الخلفي أو أحيانا كانت تقوم بالقفز من جدران المدرسة ، لاتستغربوا فهذايحدث وهذه لم تكن أول مرة طالبة تقوم بها ، فلقد قامت بها غير منى .

حتى أن المعلمات لاحظن في أحد ايام غياب الطالبة عن المدرسة ، الى أن وصل الامر عن مديرة المدرسة ، وتم تبليغ أهل منى وسؤال عن سبب غيابها عن المدرسة لمدة طويلة ؟‍‍‍‍‍

جن جنون الاهل حيناذاك كيف وهم يرون ابنتهم المحتشمة تذهب الى المدرسة يوميا فكيف يمكن أن يحدث هذا‍‍‍‍، ووقت انتهاء المدرسة كانت تأتي منى الى المدرسة ومن ثم تذهب مع باص المدرسة الى المنزل وهي لا تعلم أن أهلها لديهم الخبر بأنها لم تكن تذهب الى المدرسة منذ عدة ايام .

الله أعلم ماذا حدث ذلك اليوم ولكن منى لم تأتي الى المدرسة مدة أربعة أيام وفي اليوم الخامس رأيتها كانت شاحبة جدا سألتها ماذاحدث ؟...... لم تقل شيئا فقط انها بدأت تضحك بشدة وقالت أنهاسوف الان بشي ما وقد اخبرتني الان حان الوقت للقيام بهذا‍‍‍‍...
وما هذا لم أعلم إلا بعد فوات الأوان.

فقد هربت مرة أخرى مع حبيبها ولم يعلم أحد عنهما لمدة ثمانية أيام وبعد ذلك ذهبتا الى مركز الشرطة ، وماذا حدث فقد تم عقد نكاحهما وتم سجنهما لمدة يومين ، وماذا بعد؟؟؟؟؟

لا شي سوى الفضيحة ..نعم فضيحة الاهل ...
أود أن أعلم لماذا قامت منى بهذه الخطوة ؟
وأهلها ألم يكونوا يتكلمون مع بعض ؟ ألم يتشاوروا فيما بنهم أبدا؟
لماذا لم تبدأ منى بالكلام مع والديها ، وما تشعر بها ؟
لماذا ؟ لماذا؟
هناك أسئلة كثيرة تراودني ولا أجد الاجابة عليها ؟
هل بالفعل الضغط الاسري يسبب كل هذا ، كل ماحدث لمنى ؟
انني الان في سن المراهقة ،ولا أعلم الكثير عن الحياة نعم أعترف بهذا لا أعرف عن الحياة مثل ما الوالدين يعلمون فلديهم الخبرة بالحياة ولكن ليس عليهم أن يكونوا هكذا ...نعم يجب أن يتكلموا مع أبنائهم ، للأنه باعتقادي لا يجب على الابناء ان ينحرفوا فقط للانهم يشعرون بانهم غير محبوبين أو بانهم موجودين بالسجن وليس المنزل الاسري .

أني أود أن أعرف منكم ياالكبار هل يجب عليكم أن تكونوا هكذا لتصونوا أولادكم وبناتكن من الانحراف؟

[Hadia]

اختي زمرد:
فعلا هفوات الكبار هي السبب الرئيسي لإنحراف الصغار
عند وصولي الى كندا تعرفت على بعض الفتيات العربيات , اسفت جدا لحالهم و تمنيت لو اني لم ارهم. ولكن السبب هو عدم اهتمام الأهل بأطفالهم.
قالت لي احدى الفتيات اتمنى ان اسمع كلمة (لا) من امي اتمنى ان يسألني ابي الى أين تذهبين. اذن فوجود الضغط على الأبناء أو عدمه يسبب الإنحراف فما الحل؟؟؟؟

[أشعري]

الأخت زمرد وفقها الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ما حدث مع صديقتك "منى" ليس نتيجة طبيعية ولكن متوقعة، فقد قالوا: الضغط يولد الانفجار، والممنوع مرغوب، والزائد أخ للناقص، وما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فإذا لم يبرر الأهل لأبنائهم أسباب بعض الممنوعات، وإذا لم يجيبوا عن بعض أسئلتهم، سيدفعونهم في كثير من الأحيان إلى الظن بأن المنع مجرد تحكم من الكبير في الصغير، أو أن الكبير يفهم أكثر والصغير لا يفهم، وهذا يؤدي إلى التحدي والتمسك بالرأي بالنسبة للأولاد وخاصة إذا ترافق مع مرحلة المراهقة (إن صحت هذه الكلمة)، وهي مرحلة ما قبل البلوغ وبعده، والإحساس بالاستقلالية، والنضوج، والحركة، والتمرد. إذا لم يتصرف الأهل بحكمة في هذه المرحلة سيخسرون الكثير، إذا لم يشدوا الحبل حيناً ويرخونه حيناً، سيدفع الأبناء الثمن.
وسبب آخر هو قلة المعرفة الدينية عند الأولاد نتيجة إهمال الأهل لهذا الجانب فهم يكتفون بقول هذا حرام وهذا ممنوع من غير تعريف الأولاد لماذا هذا حرام وذاك ممنوع.
وأخيراً ينبغي على الأهل أن يزرعوا الثقة بأبنائهم، والسبل والوسائل كثيرة، فمنها السماح لهم باتخاذ بعض القرارات وتحمل مسؤولية نتائجها، طبعاً تحت مراقبة الأهل، فالفشل إذا رافقه التشجيع يؤدي إلى النجاح، والنجاح يمنحهم الثقة، والثقة شىء مهم يفتقده المراهق.

والله من وراء القصد.

[أبو عاصم]

أخواني وأخواتي

أختي زمرد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

اخبريني عن حالتك الآن ... عسى أن تكوني بخير ....

لقد كنت متألما لحالك يوم أمس .. لكنني الآن اكتشفت فيك موهبة عظيمة .. أنعم الله بها عليك ... فاحمدي الله عليها ....

هل تعرفينها .... إنها موهبة الكتابة ... الهادفة ... التواصل مع الآخرين .... هذه نعمة فقدها الآخرون ... وإن كان عنهم نعم إخرى ....

إلا أنني ... أشيد باسلوبك القصصي الرائع ... واصلي الكتابة .. فربما تكوني في يوم من الأيام ... من أشهر الداعيات إلى الاسلام في الخليج العربي ككل ... وليس في عمان وحدها ...

أما عن الموضوع .....

فأن الاخت الفاضلة هادية بارك الله فيها بينت أمرا مهما ... وهو الجانب المخالف للتربية الجادة .... وهي حال التربية الغربية .. وهنا لا بد أن نستفيد من أخطاء الاخرين !!!

والاخ الكريم أشعري ... وفقه الله ... بين أمورا عدة ... فأثابهما الله على مشاركتهما الفعالة ...

وأنا أرى هنا .... أن صديقتك (منى ) حالة واحدة .. وقد تتكرر مثلها في الألف واحدة ... وهذه نسبة بسيطة فيما لو قارنها بتربية (ترك الحبل على الغارب ) = ( عدم الاهتمام بالابناء أين يبيتون .. وأين يسهرون ... ومن يصادقون ، مع توفير الملاهي المحرمة) أليس كذلك ؟؟

وأنا أؤكد .. أن منى : ليست طبيعية .. ولا يمكن أن نقول أن كل من اعتنى والدية بتربية تربية جادة ... سيكون له نفس المصير ... لا ... بل التربية الجادة ضرورة .. ومطلوبة ... كما ذكرت الاخت العزيزة هادية ... كثير هنا في البلاد الاسلامية يتمنون المنع من والديهم ... يتمنون ...كلمة .. لا ...
لا تفعل ... هذا خطأ ... لا تتأخر ....
فليس ذلك في الغرب فقط ...!!!
وهل يتوقع أحد ..أنه لو ترك لصديقتك منى البحل على الغارب ،ووفرت لها جميع القنوات الفضائية .. وسمح لبعض اصدقائها بالجلوس معها .. وسمح لها بالخروج مع بعضهم ؟ هل ستنجو مما هي فيها ؟ لا يعقل هذا أبداً !!!

فلا نقول ... اتركوا لاولادكم العنان ... حققوا لهم كل ما يطلبون ... و... و.. فهذا ضرره أكبر من نفعه ... وضرره مؤكد .
أما التربية الجادة ... والمحافظة على الآبناء والبنات فائدتها بينة وملموسة ... وملاحظة ...

ولا يعني حدوث نوادر ... أو حالات شاذة أن نعمم الحكم. كما أننا لا ندعو لأسلوب التسلط ... والعدوانية ... والمنع بلا مناقشة .. بلا اقناع .. بلا حوار ... الحوار مع الابناء .. والبنات مطلوب ..
ومهم جداً ...
فلا افراط .. ولا تفريط ...

وكما ذكر الاخ اشعري وفقه الله ... الوسطية مطلوبة ..

أخيرا ... أتمنى منك مواصلة الكتابة المفيدة ... والهادفة

وفقك الله لما يحب ويرضى ...

أبو عاصم