حوار بين سواك وسيجارة

[الوافـــــي]

وفي التدخين قال الشاعر

شيءٌ كما تفل الحشيش دميم ... صار على طرف الشفاه يُقيم
مرضٌ يهدد في الشعوب تقدماً ... خطرٌ إذا سكن العقول وخيم
مثل حريق الغاب يبدأ جمرةً ... ذاءٌ يبدل في الخضار هشيم
يا زارعاً تبغ الجحيم كأنك ... زرعت موتاً في الصدور مقيم
يا جالباً تبغ الجحيم معلباً ... ما كنت تخدع في العباد عليم
إن كنت لا تدري فإنك جاهلٌ ... والجهل ذنبٌ في الذنوب عظيم
إن كنت لا تدري فإنك غارقٌ ... كسبت من بيع الحرام جحيم
عَلقت عقول الجاهلين بحبه ... قالوا على ذاء الصدور نعيم
إن الكبار تكيفوا من شربه ... حتى الصغار تعب بالتشميم
بالشم أو بالشرب في الهم سوى ... كيف تُرى ننجو من التسميم
صارت بيوت العالمين محارقاً ... للتبغ مثل محارق التعقيم
صرنا نسير إلى الهلاك بأمرنا ... صار تعاطي السم كالتطعيم
أسفي على الإنسان أصبح تافهاً ... لا لا يميز. شأن كل بهيم
يأكل ويشرب لا يهمه أمره ... مثل دجاج البيض في التقييم
إن وريث الله في الأرض هوى ... صار لأحلاف الظلام حميم
إن ابن آدم صانع المجد الذي ... به تلقب في الوجود عليم
صار جهولاً بالحياة وأمرها ... كالطفل أصبح في هواه يهيم
عبدٌ إلى الشهوات أصبح خانعاً ... مع الغرائز يكره التحريم
عبدٌ إلى عقب السجارة ينحني ... والحرُ لو جاد الطعام يصيم