نواصل حديثنا ونرد على الآراء الجانبية في مابعد رجاءاً..
س1 : هل ما زلت تعتقد بالأطروحة التي تضمنها كتابك (الخديعة المرعبة)؟
ج1 : أولاً أنا لا اعتبرها أطروحة , بل هي نتيجة تحقيق وضع مجموعة
من الأسئلة ، وصاغ فرضيات للاجابة عنها مستبعداً الفرضيات التي
تشبه الحقيقة , على رأسها الفرضية التي تسوقها الرواية الرسمية
وهي فرضية خاطئة بكل تأكيد.
حاولت ان أعطي تأويلات مغايرة للأحداث نفسها , وواجه الكتاب لدى
صدوره موجة رفض عارمة في فرنسا وحدها وليس خارجها ,
ولاحظت أنه بعد أكثر من شهر من السجالات الساخنة لم يظهر أي
دليل جدي يجعلني أغير وجهة نظري..
س2 : تقول في كتابك انه لم تتحطم أي طائرة فوق
البنتاغون ، بيد أن جريدة (ليبراسيون) جمعت في عددها الصادر في
03 آذار (مارس) , عن طريق مراسلها في نيويورك , تصريحات لشهود
عيان غير رسميين أكدوا انهم شاهدوا تحطم الطائرة ! فما تعليقك ؟
ج2 : قدمت كل من (ليبراسيون) و(لوموند) ما اسمتاه تحقيقاً مضاداً
يعتمد على اعطاء شهادات مخدومة تجعلها تقول عكس ما قالته.
المنهجية التي اتبعتها في كتابي لا تقضي بتقديم شهادة ذاتية لهذا
أو لذاك لأنني اعتقد بأن الأمر سيكون دائماً مثار مزايدات ،
لذلك بنيت تحقيقي على وثائق رسمية فقط , وعلى تصريحات علنية لمن يسيرون أميركا!!
من هذا المنطلق يبدو كتابي محصناً ضد أي هجوم , لأن ذلك يفترض
مهاجمة هذه الوثائق الرسمية سلفاً
في ما يخص الشهادات التي قدمتاها جريدتا (ليبراسيون) و(لوموند) ,
لا ينبغي أن نأخذ منها ما يعزز الرواية الأميركية الرسمية فحسب ,
كما فعلت(ليبراسيون) و (لوموند) , بل يجب أن نأخذها في شموليتها ،
معظم الشهود هم شهود بالسماع وليس بالعيان ، انهم أشخاص كانوا
موجودين على الطريق المحاذي للبنتاغون في سياراتهم ,
وهم أشخاص يؤكدون جميعهم أنهم سمعوا مايشبه صوت طائرة فوق
رؤوسهم وعندما استداروا رأوا دخاناً كثيفاً يتصاعد من واجهة البنتاغون ,
وعندما نسأل هؤلاء الأشخاص بتفصيل أكبر يقولون ان الصوت الذي
سمعوه لم يكن يشبه صوت طائرة ركاب عادية , بل هو صوت حاد جداً
مثل صوت طائرة قتال؟!
فإذا أخذنا هذه الشهادات في شموليتها فهي لا تتناسب مع الرواية الرسمية حول الـ (بوينغ 757) ،
بالنسبة الى شهود العيان تظل شهاداتهم جديرة بالدراسة لأنها تحمل
تناقضات بين طياتها , كل شهادة تتناقض مع نفسها ،
مجمل ما يقوله شهود العيان انهم رأوا طائرة (بوينغ 757) ويصفونها أحياناً
بتفصيل , مشيرين الى كونها من ماركة أميركية , وأنهم تمكنوا من رؤية
شارة (أميريكان ايرلاينز) عليها ، وفي الوقت ذاته يقولون ان هذه الطائرة
لم تتصرف بشكل اعتيادي لأنها لم تكن ثابتة من جهة ,
بل كانت تتحرك مثل مركب ومن جهة ثانية يقولون : انها مالت فجأة فوق
مقبرة (ارلينغتون) مشكلة زاوية شبه قائمة , وهو ما لا تستطيع القيام
به أي طائرة ركاب , ثم أصبحت لها سرعة مفاجئة في هذه اللحظة ,
وهو أيضاً أمر لا تستطيع أن تقوم به أي طائرة تجارية؟؟؟!
بعض الشهود يبتعد عن هذه الرواية العامة ليقول ان ما رآه لم يكن طائرة
تجارية , ولم تكن (بوينغ 757) بل ما يشبه طائرة أعمال صغيرة ..
س3 : تقصد الشهادات المنشورة في الصحف الأميركية ؟
ج3 : ما يهمني هو الشهادات التي نشرت في اليومين الأولين اللذين
أعقبا الأحداث , اما عبر التلفزيون الأميركي واما من خلال الصحف
الأميركية ، لأنه ثمة بعض الشهود مثل ماي كولترس الذي يستدل به
دائماً , قال : على قناة (سي ان ان) مساء الحادث , ان ما شاهده
كان يشبه صاروخاً بجناحين والشاهد ذاته قال بعد ستة شهور !
رأيت طائرة (بوينغ 757) مكتوب عليها أميريكان .
ويبدو أن هناك ظاهرة تجعل ضغط الرأي العام يدفع الأشخاص
الى (التذكر) وينتهون الى قول ما ينتظره منهم الآخرون لذلك
لا يعتد خلال التحقيقات الاجرامية الا بالشهادات التي تعقب
الحادث مباشرة وهذه الشهادات كانت دقيقة وقالت ان ثمة
جسماً كان يصدر صوتاً حاداً مثل صوت طائرة قتال ,
وكان له تصرف غريب , حيث شكل زاوية قائمة وضاعف
من سرعته بشكل فجائي ... الخ
والحال ان الوصف يمكن أن ينسب الى أجسام طائرة عدة .
لكننا عندما نفحص ونحلل وقعه على البنتاغون , ونحن اليوم نملك كل
المعلومات الدقيقة بخصوص الخسائر التي تعرض لها البنتاغون بسبب
برنامج اصلاحه الذي أعطانا ما يلزم من معلومات ,
نجد أن الأوصاف تنطبق على أحدث جيل من سلسلة صواريخ جو -أرض ,
ولا تتناسب البتة مع أوصاف طائرة (بوينغ 757) .
إذا أردنا أن نقوم بتحقيقات مضادة علينا أن نذهب بها الى النهاية ,
لا أن نتوقف في منتصف الطريق كما فعلت بطريقة غير نزيهة أدبياً ,
كل من (ليبراسيون) و(لوموند)
س4 : ما رأيك في الدور الذي لعبته القنوات التلفزيونية ,
خصوصاً قناة (الجزيرة) القطرية , في الأحداث التي تلت هجمات 11أيلول
وتحديداً في حرب أفغانستان ؟
ج4 : - الصور الوحيدة التي نقلت بدقة , حقيقة ما وقع في افغانستان
التقطتها قناة (الجزيرة) .
وقد كان لهذه القناة مكتب خاص في كابول , ليس لأنها تجامل (طالبان) .
بل ببساطة لأنها حرصت على أن تكون حاضرة , في الوقت الذي تخلى
الآخرون عن هذه الفكرة , لأن كبريات وسائل الاعلام الدولية الأخرى ,
لم تكن ترى أن القضية الأفغانية تستحق الاهتمام .
وحدها (الجزيرة) بدت معنية , وحطت الرحال في عين المكان ,والتقطت
تلك الصور التي تعتبر الوحيدة اليوم في ما يتعلق بعواقب الحرب على
السكان المدنيين الأفغان..
في النهاية قام الجيش الأميركي بقصف مكتب (الجزيرة) , مدعياً أن ما تعرض
له المكتب كان من جراء قصف شامل يستهدف شيئاً آخر ، لكن المثير
في هذه الفكرة , هو كون مكتب (الجزيرة) وحده الذي أصيب في ذلك الحي !
مما يعني أنه كان هدفاً لأنه كان يزعج ويشوش
على الرواية الأميركية - الانكليزية الاحادية للأحداث؟!
ولي أن شاءالله عوده لتتمت الموضوع ..