# مدارسنا بين التلقين والتفكير الحـر .
المدرسة مجتمع صغير ينخرط فيه التلاميذ تحت مظلة أهداف تربوية يسعى الكادر التربوي إلى تحقيقها . ويؤكد الخبراء أن التلقين المستمر لا يؤدي إلى تحسين مهارات التفكير وحل المشكلات لدى الطلبة ، لذلك تتنوع أنشطة المدرسة الحديثة لتشتمل على أكبر قدر ممكن من الفعاليات غير المنهاجية ، مثل: مجـلات الحائط ومنتديـات النقاش وورش العمل والإحتفالات وما إلى ذلك . ومن شأن تلك الأنشطة أن تيسر الإتصال بين المتعلمين ، وأن تفتح آفاقاً للتفكير الحر والخلاّق ، وأن تثير حالة من التساؤل والتفاعل بين الطلبة والمعلمين ، كما أنها تعزز شعور الطالب باالإنتماء إلى المدرسة وتنمي عنده روح الإبـداع ، وتهيئ الجـو المناسب للنمو الفردي والجماعي باالنسبة للطلبة . وبمقدار ما تبتعد المدرسة عن صيغة التعليم الكلاسيكية القائمة على الإملاء وحشو المعلومات والتعليم أحـادي الإتجـاه ، فإنها تقترب من روح العصر الذي نعيش ، حيث يعتمد التقدم العلمي على التفكير الحر بأكثر مما يعتمد على مقدار ما يكنزه الطالب من معلومات عن طريق ما يسمى " البصـم " ، أي الحفظ غيبـاً ، فهل تعيد بعض مدارسنا النظر في جرعات الحشـو المعلومـاتـي التي تقدمها للطلبة يومياً لصالح تشجيعهم على التفكير والتفاعل والإبـداع ؟