مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-06-2005, 12:25 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي سلم القيم

سلم القيم :
يتعرض المسلم لمواقف تتطلب منه أعمالاً لتحقيق قيم معينة، بينما هو يكون مشغولاً في أعمال أخرى ليحقق قيماً غيرها، فكيف يتصرف؟؟
القيم الأربعة ليست متفاضلة ولا متساوية لذاتها، لأنه لا توجد في إحداها خصائص تميزها عن غيرها، إلا أن الإنسان يفضل تحقيق قيمة على أخرى بناء على ما يصيبه منها من نفع أو ضرر، من ربح أو خسارة، فيجعل نفسه مقياساً للتفاضل أو التساوي بين القيم، أو يجعل الأثر الذي يصيبه هو المقياس.
وبما أن الناس يختلفون في تقدير منافع هذه القيم وآثارها عليهم، لذلك تختلف مقاييسهم، فالأشخاص الذين لديهم غريزة التدين قوية، وتتغلب عليهم المشاعر الروحية يهملون القيمة المادية، وينصرفون لتحقيق القيمة الروحية.
والأشخاص الذين يندفعون لإشباع غريزة البقاء وتتغلب عليهم الميول المادية، ينصرفون عن العبادات وعن تحقيق القيمة الروحية من أجل تحقيق القيمة المادية.
ولهذا كان تقدير بني الإنسان لهذه القيم عرضة للاختلاف والتفاوت، وربما التناقض، ولذلك كان لا بد للمسلم أن يرجع إلى الشرع ليحدد له القيمة المطلوبة من العمل، وليحدد له العمل الذي يقوم به من أجل تحديد قيمة بعينها إن حصل التعارض بين أكثر من قيمة .
وقد وضع الشرع سلماً للقيم الأربع، فقدم واحدة منها على سائرها في حالة التعارض، قال تعالى : (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)، فبينت الآية أن تحقيق القيمة الروحية (من حب الله وحب رسوله وحب الجهاد في سبيل الله) إن تعارضت مع القيمة المادية كالتجارة والمساكن، قدمت القيمة الروحية على القيمة المادية، وإن تعارضت القيمة الروحية مع القيمة الأخلاقية كاحترام الآباء والإخوان والعطف على الأبناء والأزواج، قدمت الروحية على الأخلاقية.
وقال تعالى : (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) ، وإن تعارضت القيمة الروحية وهي عبادة الله وحده مع القيمة الخلقية وهي طاعة الوالدين، قدمت القيمة الروحية على الأخلاقية.
وقال تعالى : (من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) نزلت في عمار بن ياسر الذي عذبه مشركو مكة إلى أن أشرف على الهلاك وطلبوا منه أن يتلفظ بالكفر ففعل، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : (وإن عاودوك فعد) ، فقد أجاز له الشرع أن يقدم تحقيق القيمة الإنسانية على القيمة الروحية.
وقال تعالى : (ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً، إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون) ، فالوفاء بالعهد والبقاء عليه، وهو قيمة خلقية مقدمة عند الله على القيمة المادية، وهي منافع الدنيا.
فتقديم قيمة على أخرى، أو تفضيلها أو تساويها جعل للشرع فقط، لأن ذلك لو ترك للإنسان لاختلف كل شخص عن الآخر في تقدير هذه المساواة أو التفضيل، وبذلك يصبح لكل فرد مقياس خاص به.
ولذلك ألزم الشرع المسلم السير في هذه الحياة حسب أوامر الله ونواهيه، مبيناً له الأعمال التي تحقق كل قيمة بعينها، ويبين وقت القيام بالعمل.
وما على المسلم إلا أن يعمل لتحقيق هذه القيم بالأعمال التي طلبها الله منه.
هذا بالنسبة للفرد، أما بالنسبة للمجتمع فإن تحقيق الأفراد للقيم المطلوبة شرعاً حسب ما يلزمهم في الحياة لإشباع غرائزهم وحاجاتهم العضوية، هذا التحقيق للقيم من قبل الأفراد يوجد توازناً في المجتمع الإنساني، وتبدو عليه مظاهر النهضة.
فبتحقيق القيمة الإنسانية يجد الفقير من يتصدق عليه، ويجد الملهوف من يغيثه، وتحصل الثقة بين أفراد المجتمع لاتصافهم بالأخلاق الحميدة، كالصدق والعدل والعفة، ويرتفع مستواهم المعيشي بتحقيق القيمة المادية، ويسيطر على المجتمع الجو الإيماني بتحقيق القيمة الروحية، ويسيرون أعمالهم بأوامر الله ونواهيه.
وبذلك يتسنى لكل فرد في هذا المجتمع أن يشبع غرائزه وحاجاته العضوية الإشباع الصحيح فيظهر المجتمع وكأنه كائن حي، يقوم كل عضو بوظيفته ليخدم سائر الجسم، وليخدم نفسه.
فالدماغ يفكر ويوجه، والقلب يضخ الدم، والشرايين والأوردة تنقل الدم إلى أنحاء الجسم، والأطراف والحواس تشترك في الحصول على الطعام، والكريات البيضاء في الدم تهاجم الأمراض الواردة وتقضي عليها، والمعدة والأمعاء مع العصارات تهضم الطعام وتعده من أجل أن تتمثله أعضاء الجسم، وهكذا المجتمع، كل فرد فيه جزء من كل، يعمل لغيره ولنفسه وفق نظام دقيق.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م