مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-06-2005, 05:01 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي كن داعياً.. ( للخير )

كن داعياً.. ( للخير)

بقلم / خالد الفيصل
أمير منطقة عسير


قبل أيام شرفت بمشاركة معالي الدكتور صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية مع جمع غفير من المشايخ وطلبة العلم وإخواني أبناء المنطقة، في حفل افتتاح المعرض السادس للدعوة الذي تنظمه الوزارة في عسير تحت عنوان "كن داعياً"، وإنه لجهد مشكور أن تحرص الوزارة على تثقيف الناس بالمفهوم الصحيح للدين، والابتعاد عن الغلو والتطرف في الدعوة، والتأكيد على هوية الإسلام كدين محبة وسلام.

وأثناء الاحتفالية، تداعى إلى ذهني الكثير من الخواطر والمعاني، وأنا أراجع سالف الأعوام، وأنوخ ركابي عند شخصية ذلك البطل التاريخي، الذي تفرد بإقامة دولة سعودية عربية إسلامية، في وقت تهافت باقي الزعماء العرب على تقليد النموذج الغربي انبهاراً به وتعظيماً، وحتى حركات المقاومة العربية التي حاربت وجود المستعمر الغربي على أراضيها، لم تبرأ من عشق ذلك النموذج، والسعي جاهدة لتطبيق أنظمته واعتناق قيمه.
في ذاك الوقت.. وفي ظل تلك الظروف، مضافاً إليها وجود قوتين عالميتين في المنطقة (بريطانيا والدولة العثمانية)، استطاع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - أن يسترد ملك آبائه وأجداده مستهلاً بفتح الرياض (5 شوال 1319 هـ - 12 يناير 1902م)، والكل يعرف أنه لم يكن معه في هذه المهمة سوى ستين رجلاً - وقيل أربعون - من إخوانه وأبناء عمومته، وبعض أهل العارض من نجد وأفراد بعض القبائل. وهنا يجب أن نتذكر أنه لم تكن هناك دول ولا أحزاب ولا تيارات ولا مرجعيات دينية أو اجتماعية أو سياسية تقف وراء هذا الفتح أو تدعمه، وإنما هي المبادرة الذاتية من الملك المؤسس، تجلت فيها بطولة القائد الفذ، وشجاعة السرية المرافقة.

وما أن استتب الأمر للملك عبدالعزيز في الرياض حتى أعلن أن الشريعة الإسلامية هي الدستور الوحيد لدولته القادمة، وأن شهادة التوحيد هي رايتها، ولأول مرة في التاريخ ينشئ الملك الصالح إدارة حكومية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العاملون فيها على ملاك الدولة، كما احتفى بالعلم والعلماء والدعوة والدعاة، فقدمهم في مجالسه حتى على أبنائه الأمراء، وفرض على المجتمع احترامهم، وجعل لهم الحكم الفصل بين الناس على ما شرع الله، وحملهم أمانة إرشادهم إلى صحيح الدين، ولم تقتصر العناية بالعلماء على الداخل فحسب، بل احتضنت المملكة الكثير من علماء المسلمين الذين ضاقت عليهم أوطانهم بالكبت والاضطهاد، فوجدوا في هذا البلد كل العناية والتكريم.

ولقد فعل الملك عبدالعزيز كل ما فعل دونما ضغط ولا عون، لا من مؤسسة دينية ولا من تيارات فكرية ولا من غيرها، وإنما هو إيمانه الذي طالما روي عنه في قوله: "إن بيت آل سعود بيت رسالة قبل أن يكون بيت سلطة"؛ ومضمون هذه الرسالة هي الدعوة إلى وسطية الإسلام فلا غلو ولا تطرف، وإلى التقدم لا التخلف، وإلى البناء وليس الهدم والدمار. ولم يكن الأمر هيناً فقد خاض الرجل حرباً أهلية مع أولئك الجامدين الذين أساؤوا استغلال التوجه الإسلامي للدولة، لغرض التشدد والغلو والتطرف، إلى درجة الوقوف في وجه كل تقدم بحجة المحافظة على عادات وتقاليد، حولوها إلى معتقدات وقيم نسبوها - تعسفاً - للإسلام، فحاربوا التحديث مطلقاً، حتى عارضوا دخول التقنيات العادية مثل اللاسلكي والراديو والتليفون.. إلخ!
وانتصر الملك عبدالعزيز، وفكره الراشد الذي يصر على أن الإسلام دين تقدم ودين حضارة، وعلى النهج ذاته انطلق أبناؤه من بعده: سعود وفيصل وخالد وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - يحفظه الله -، فلم تتوان الدولة يوماً عن قيادة مسيرة التحديث، حتى انتشر العلم بافتتاح المدارس والجامعات للبنين والبنات، وأنشئت الإذاعة وبعدها التلفزيون، وعمرت المدن والقرى، وابتعث المتفوقون من أبنائنا الطلبة للدراسة في جامعات الدول المتقدمة، وحين عادوا إلى الوطن كان لهم الدور الإيجابي والمؤثر في تطوير الإدارة والاقتصاد وفي المشروع التنموي السعودي بشكل عام، حتى إنهم تسنموا المراكز القيادية في الوزارات والشركات والمؤسسات - الحكومية والأهلية - فأثروا التجربة السعودية بعلومهم وخبراتهم المكتسبة من الخارج، وكذلك استقبلت البلاد كل منتجات التقنية الحديثة دون التفريط في مرجعيتها الإسلامية، فقدمت أنموذجاً للدولة والمجتمع الإسلامي المعاصر والمتطور.

ومن ذكريات الماضي عدت إلى الحاضر مستشرفاً المستقبل، فاقترحت على الإخوة أن يعدل عنوان المعرض إلى "كن داعياً.. ( للخير)"، لتأكيد قصد الوزارة في وجوب قصر الدعوة وحصرها على مقاصدها الشرعية لتحقيق خير الإنسان في دنياه وآخرته، ذلك أننا نرى الآن في غير مكان على الساحة الإسلامية من يثير عظائم الفتن ويضرم نيران الشر، متلبساً بثوب الدعوة، مختلساً مقعداً لا يستحقه بين أربابها، وهكذا قد يدخل خلسة إلى هذه الدائرة - وهي أكثر دوائر التأثير بالرأي - من ليس أهلاً لها، ببواعث تتراوح بين الجهل والعصبية وعدم قبول الرأي الآخر، وبين العمد طمعاً في إرب شتى، وتتحول أفكارهم ودعاواهم وفتاواهم التي روجوها بين الناس - والشباب خاصة - إلى البارود والنار التي نراها تضطرم بين الحين والآخر في الأرجاء الإسلامية.

ولعلكم تلاحظون معي أن هناك تناقضاً واضحاً في الضوابط المقننة لشغل الوظائف، فالطبيب الذي درس ست سنوات - نظرياً وعملياً - لا نسمح له بممارسة المهنة إلا بعد عام آخر - عام الامتياز - للتدريب العملي المكثف، ثم لا نسمح له بمزاولة الجراحة إلا إذ شب في رأسه الشيب، ذلك في الوقت الذي يستطيع أي طالب في تخصصات الشريعة بالجامعة أو حتى في المعهد العلمي أن يمارس - دون حرج - الدعوة والخطابة، بل وأن يصدر الفتوى، ربما يغريه بذلك لقب الشيخ، الذي عادة ما يطلقه العامة عندنا على طالب العلم الشرعي، وهذا (الدعيّ) لا يتورع عن فعله رغم قصور علمه، ولا نحن نلتفت إلى الضبط الصارم لمعايير الصلاحية لهذا العمل الخطير في تشكيل العقل والفكر.
وإني إذ أكرر الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية وعلى رأسها معالي الوزير، أتمنى عليها أن تتبنى تأسيس معاهد للدعاة وخطباء المساجد، بحيث تُجرى للمتقدمين اختبارات شاملة لاختيار المؤهلين منهم لهذه الوظيفة، وبحيث تشتمل مواد الدراسة على جرعة ثقافية متكاملة تؤهل الداعية للوقوف على أرضية معرفية أساسية، والتعاطي مع البحث العلمي بشكل عام، وتفيده في رؤيته للأمور الشرعية، وإنه لعمل كما تعلمون عظيم الفائدة، سوف يسجله التاريخ لهذه الوزارة بكل التقدير.

وأخيراً فإن أكثر ما دفعني للكتابة اليوم هو ما أود أن أختم به حديثي الذي لا تنقصه الصراحة، وهو ما سبق أن أشرت إليه في كتابي "مسافة التنمية وشاهد عيان" من أن على المملكة أن تثبت للعالم كله صدق النظرية التي يجري التشكيك فيها كثيراً حول صلاحية النظام الإسلامي لكل زمان ومكان، وهذا لن يتأتى إلا بنجاح المملكة في تقديم المثل والقدوة، الأمر الذي ينبه بشدة إلى مسؤولية أصيلة تقع على عاتقنا، طالما أننا الوحيدون الذين صممنا على السباحة عكس التيار، فارتضينا بالإسلام دون سواه دينا ومنهج حكم، علينا أن نثبت أننا اخترنا الطريق الصحيح الذي به تسعد البشرية ويسود السلام.. وهذه بالدرجة الأولى مهمة الرجال الذين يتصدون للدعوة.. وعليهم أن يدركوها بالأسباب التي أسلفت في تأهيل الداعية، وفي كل الأحوال تظل المملكة العربية السعودية - إن شاء الله - على الخيار الواحد الذي أكده سمو ولي العهد بقوله "إما أن تكون هذه الدولة إسلامية أو لا تكون".

جريدة الوطن في 22/6/2005م
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م