مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-11-2006, 11:49 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي كنتم خير أمة

نحمد الله تبارك وتعالى، ونصلى ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن دعا بدعوته إلى يوم الدين.. ونبدأ بالذي هو خير، أما بعد أيها الإخوة الفضلاء.. تحيةً من عند الله مباركة طيبة.. فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..



يوم حمل أسلافكم دعوة الحق، فشرقوا وغربوا، وانتصر بهم الإسلام ورفعت رايته.. لم يكن ذلك لكثرة عددهم ولا لمضاء عزيمتهم، ولا لكثرة أموالهم ولا لضخامة أجسامهم، ولا لفقه امتازوا به عن الناس، وإنما كان سر ذلك الانتصار، وذروة سنامه أنهم آمنوا ذلك الإيمان العميق، فتغلغل في أعماق قلوبهم، وتحابوا في الله، وتوادوا على طاعته، واجتمعوا على الدعوة، فكانوا كسد الحديد..



فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا.. ولم يزد أصحابه على السبعين ألفًا.. لم يكن لهم من علومهم ومعارفهم ومخترعاتهم ما يلاقون به أعداءهم، بل قاتلوا وسيوفهم ملفوفة بالخرق، لم يكن لها جراب من حديد ولا أغمدة من جلد، بل كل الذي عندهم أنهم آمنوا بما نزل على محمد- صلى الله عليه وسلم-: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾.. اعتقدوا أن هذا هو الخير، وما عداه فهو شر، وأنه النور وما عداه فهو ظلام، وأنه الهدى وما عداه فهو ضلال.. ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ أيها الإخوة.. إننا نؤمن بأنه حيث يوجد المسلمون في مكان يوجد معهم الخير، مهما فسد الزمن وأهله، ومهما ظهر الباطل وأنصاره، فعليكم أيها الإخوان أن تتمسكوا بتعاليم دينكم، وسنة نبيكم صلوات الله وسلامه عليه، وأن تعكسوا هذه الأضواء على أشخاصكم.. فلا يصدر عنكم إلا الخير، ولا تضم جوانبكم إلا قلوبًا مملوءة بالحب والعطف والنبل والترفع، فوجهوا الناس إلى السمو والكمال، لا بالقول وحده، ولكن بالعمل الذي يرضى الله ورسوله.. العمل الجديد يدينكم القويم وتاريخكم المجيد ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾..



أيها الإخوان.. فليكن الخير زادكم، ولتكونوا عونًا وعنوانًا عليه، أينما كنتم.. إنَّ الإسلامَ يفصح عن هذا الخلق ويسد على الشيطان طريق الشر والمكر والحقد والحسد.. ولو تمسَّك المسلمون بدينهم لأصبحوا صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص، ولساروا إلى أهدافهم النبيلة بخطوات ثابتة سريعة، وما أجمل أن يكون المسلمون حيث أمرهم ربهم ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.. فكونوا أيها الإخوة أنتم الرحماء بكل مسلم، وعلموه كيف يكون الحب والصفح والترفع عن السفاسف، والابتعاد عن الظن السيء.. والقول الجارح، والبهتان المقيت.. سدوا أيها الإخوة على الشيطان هذه الثغرات واجعلوا المسلمين كالحديد تماسكًا وقوةً واتحادًا.. إنَّ التحللَ الخلقي والانهيار الاجتماعي الذي ينشأ عن وجود المستعمر في بلادنا وإفساده للأخلاق، وإحيائه للشهوات، وجره لبعض ذوي العقول المريضة إلى الاهتمام بالصغائر ليصرفه عن الخير وعن الحياة الكريمة.. كل ذلك قد تغلغل في مجتمعنا بصورةٍ لا تُقاوم إلا بالدأبِ على التمسك بالدين والقدوة الحسنة، وإشاعة الحب والتآخي بين المسلمين، وإذا رأيتم من يسبكم فادعوا له بالهداية والخير، واحمدوا الله على نعمة العفاف والطهر وحب الخير للناس.



أيها الإخوة.. والدعوة لا تظهر إلا بشيئين:

الأول: الإيمان العميق بالله تبارك وتعالى والارتكان إليه في كل شيء والاستمساك بالعقيدة الطاهرة بجميع مظاهرها في خلقٍ كريمٍ وصلابةٍ في الحق، وصبرٍ على المكاره، وتحمل لكل صعب، ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾.. ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾.



والثاني: حب وثيق في الله، يجعلكم على قلب واحد، فتسيرون إلى غايتكم منصورين، وصونوا ألسنتكم، وطهروا قلوبكم من الأذى، ولا يهولنكم طوفان الأكاذيب وفيضن الزور والبهتان، وكونوا كما قال الله ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾.



أيها الإخوة، واعلموا أنَّ ما عليه حال البلاد من امتحانٍ لصلابتها، واختيار لوحدتها، وتحديد لمصيرها، يجعل من الواجب على كل مصري أن ينسى وأن يتفرغ لشيء واحد هو إصلاح نفسه وهداية غير والاستعداد ليوم، وربما يكون قريبًا، فلا يصح أن ننغمس في تيارٍ هو الخصومة المضللة الحقيرة الهزيلة.



وبعد.. أيها الإخوة.. فقد وصلنا في معاني الآيات إلى قوله تعالى ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23)﴾.. وبيننا ما في ذلك من معنى التحدي، وأنه جاء على درجات، فقد طُولب هؤلاء المكابرون بأن يأتوا بمثل هذا القرآن.. فعجزوا.. فطُلِب منهم أن يأتوا بعشر سور مثله، فضعفوا.. وأخيرًا طُلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله، فاستخذوا، وفضلوا الحرب والقتال والموت على هذا التحدي.. وهم من هم؟؟ إنهم أهل الفصاحة وأهل البلاغة وأئمة البيان وفرسانه وأصحاب اللسان.. تحداهم القرآن.. تحداهم الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، في أعز صفاتهم، وهاجمهم في أمنع حصونهم.. فخروا خُشعًا وانهارت معاقلهم.



وقد استدللنا يا أخي على إعجاز القرآن من طريقين.. الطريق التاريخي والطريق العلمي، وضربنا لذلك الأمثلة.. والآن ننتقل إلى مبدأ تقرير الجزاء.. والجزاء ورد في كل الأديان والشرائع.. والجزاء هو الحافز على عمل الخير والطاعة واجتناب الشر والرذيلة والمعصية.. والجزاء يا أخي نوعان.. نوع للمؤمنين الصالحين والمصدقين وهو الجنة التي عرضها السموات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرَ على قلب بشر، ويجب أن نؤمن يا أخي بأن الإحسان إلى المؤمنين في الجنة يجمع مع المتعة الروحية المتعة الحسية ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.



وأما الكفار.. فجزاؤهم العذاب بالنار التي وقودها الناس والحجارة، ويتجلَّى هذا العذاب في قول الله تبارك وتعالى ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾.



فالله تبارك تعالى يعامل المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.. وزيادة الثواب للمحسن تدفعه إلى زيادة إحسانه، وتُغري غيره بالإحسان ومعاملة المسيء بالمثل، بل تدفعه إلى تبرمه من الإساءة وشعوره برحمةِ الله تبارك وتعالى.. وكذلك كتابة الحسنة لكل من همَّ بها ولم يعملها، وعدم كتابة السيئة إلا بعد وقوعها يؤكد هذا المعنى..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
----------------------------------------------------------------------------------------
من حديث الثلاثاء - للامام حسن البنا رحمه الله
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م