مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 29-09-2002, 02:47 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

القسم الثاني: في الإسلام كنقيض للاستلاب:

ما ذكرنا من تجليات استلابية تقودنا أخيراً إلى السؤال عن موقف الإسلام من الظاهرة الاستلابية، وهو بحث جدير بدراسة طويلة ولكنني في هذا المقال القصير أكتفي برؤوس أقلام:

أولاً: توكيد الذات الأصيلة المستقلة ومحاربة التقليد:

الإسلام ليس ديناً طارئاًً على البشرية بل هو الدين الذي احتوى الحقائق الثابتة للإنسان في علاقته مع خالقه ومع الكون. إذ الإسلام هو دين الفطرة الذي لم يزل يدعو إليه الأنبياء من عهد آدم إلى آخر الأنبياء عليه وعليهم السلام. هو الدين القيم الذي أخذ الله العهد من البشر وهم في ظهر أبيهم آدم على اتباعه.
وبهذا المعنى فإن الإسلام يعبر عن الذات الحقيقية للبشر التي يمكن أن يغتربوا عنها بتأثير التربية والنظام الاجتماعي الفاسد والدعوة للإسلام بهذا المعنى هي دعوة للخلاص الشامل من الاستلاب الذي عرفناه تعريفاً عاماً بأنه وضع ذات زائفة في مكان الذات الحقيقية وأضيف الآن أن المستلب ينطق بلسان هذه الذات الزائفة على حين تكمن ذاته الحقيقية مكبوتة لا تكاد تنطق إلا بأشكال غير مباشرة وغير واعية.
يقول عز وجل: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" سورة البقرة-الآية 143.
إذاً فالمسلم الحقيقي هو الإنسان المتبع لدين الفطرة التي هي الذات الحقيقية للبشر ومثلها الأعلى هو النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه الأمة هي المقياس لوجود استلاب في عالم البشر والنبي صلى الله عليه وسلم هو المعيار لكل فرد من هذه الأمة.
ومن هنا كان على المسلم أن يبتعد عن التقليد في كل النواحي التي لا تنسجم مع الفطرة البشرية، وفي المقابل أبيح له بل ندب وفرض فرض كفاية أن يبحث عن الحكمة عند غير المسلمين ويعتبرها ضالته، إذ أن من تجرد من الإسلام ديناً فهو ليس بالضرورة متجرد من الفطرة وتجلياتها! وهذا ما يمكن أن نضرب عليه مثالاً في وجود بعض الأنظمة السياسية والاجتماعية العادلة عند بعض الشعوب غير المسلمة على حين وجد الظلم عند المسلمين حين ابتعدوا عن جوهر الإسلام، وبالمثل توجد قيم فطرية عند غير المسلمين كالنظافة والنظام، قيم دعا إليها الإسلام وتخلى عنها أتباعه المفترضون، وكل هذا عبر عنه محمد عبده رحمه الله حين لخص الفرق بين ما رآه في أوروبا ورآه في بلاده قائلاً إنه رأى في أوروبا إسلاماً ولم ير مسلمين ورأى في العالم الإسلامي مسلمين ولم ير إسلاماً. ورغم بعض المبالغة في هذا القول وما يمكن أن يساق من نقد على كلتا الجملتين إلا أن ثمة جزءاً من المعنى صحيحاً هو الذي أشرنا إليه قبل قليل.
وقد حرص الإسلام على تأكيد التميز في المضمون وفي الشكل، في المعنى القلبي وفي الشعائر الظاهرة المعبرة عنه، ومن هنا وجدنا الأذان يشرع منبهاً للصلاة ولا يؤخذ بالناقوس.
وقد تنبأ النبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين أنهم سيقعون في حبائل نزعة التقليد ،حتى لو دخل الآخرون جحر ضب لدخله المسلمون ،وهذا ما يراه حتى الأعمى عندنا في هذا الزمان،وهذا واحد من آثار كثيرة تنبأت بحالة الانحطاط الحضاري التي حدثت ومازالت مستمرة.

ثانياً: الثقة بالنفس والوقوف ضد اختلالها:

1-أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه أنه النبي الذي أنزلت عليه شريعة صدقت ما قبلها من شرائع ونسختها ،ومن هنا انعدمت ضرورة أن يقلد المسلم تلك الشرائع السابقة ولا سيما أنها قد حرفت وبدلت وقد قال عليه السلام: إن موسى لو كان حياً ما وسعه إلا اتباعه.
2-وقد ظهرت هذه الثقة بالنفس واضحة في عهد الخلفاء الراشدين ،والقارئ يعرف قصة ربعي بن عامر الذي لم يبال بكل زخرف الفرس ومظاهر حضارتهم المترفة الفاسدة معلناً قوة العقيدة الجديدة على الفرس القائلة بالانتقال من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
ومن ذلك أيضاً إصرار الخليفة العظيم عمر رضي الله عنه على التمسك بمظهره المتواضع ونزعته إلى المساواة بين المسلمين كرعية وبينه كأمير، وعدم قبوله بنصح من نصحه بتغيير هذا المظهر الإسلامي الأصيل بمظهر استعبادي يناسب الأقوام الذين وفد عليهم لعقد العهدة العمرية قائلاً : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نعتز بغيره!
3-وثمة ثقة هي في غاية الأهمية تخص ما أسميته في مكان آخر "الاستلاب التغلبي"، وهي الثقة بالقدرة على التغلب على الخصوم وعدم الخوف منهم،ويظهر هذا في قوله تعالى مادحاً المؤمنين "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً" –آل عمران- 173.
وقال "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"-آل عمران-139.
وبالتأكيد كانت هذه الثقة المعنوية الهائلة مطلوباً دعمها بإعداد القوة المادية المستطاعة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" الأنفال-60.

ثالثاً: السيطرة على الغرائز والشهوات:

هذه إحدى النقاط الحاسمة التي تجعل الإنسان يسيطر على ذاته ويفعل ما تمليه مبادئه، ولا ينغمس في الدنيا تسيره في نهرها الجارف كالغثاء.
هذه الحالة الغثائية نتجت كما يحللها الحديث المشهور عن حب الدنيا وكراهية الموت. والحال أن الرؤية الإسلامية تقول إن الدنيا سلم للآخرة تجب عمارتها بحكمة وفقاً لما يرضي الله،وبالتحكم الكامل بالهوى، وعدم إرخاء الزمام للشهوات ،قال تعالى: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها احب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" التوبة- 24.
ولذلك كان الترف الزائد والانسياق وراء الشهوات علامة انهيار الحضارة كما أخبرنا عز وجل: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"الإسراء-16.
ومن هنا كانت الخشونة مطلوبة كما في قول التلميذ العظيم للمدرسة النبوية الفاروق: "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم". وفي سبيل السيطرة على الشهوات فرضت عبادات كالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والصيام والزكاة والحج الذي لا يخلو من مشقة. ومن الأحاديث العظيمة التي لم تدرس معانيها دراسة كافية إلى الآن في اعتقادي تمييزه عليه الصلاة والسلام بين نوعين من الجهاد: الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر.
في الحقيقة نرى الآن في أوضاعنا الراهنة أن المسلمين والعرب منهم خصوصاً هم أقدر على الجهاد الأصغر منهم على الجهاد الأكبر! ومن يرى الأمور رؤية سطحية سيستنكر هذا الكلام، ولكنني أعتقد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقصد فقط بجهاد النفس الذي هو الجهاد الأكبر الجهاد ضد الشهوات الفردية الحسية الصغيرة، بل قصد مكافحة تلك العيوب النفسية الخطيرة التي تحول دون تماسك المجتمع وتعاضده وتقود إلى تفكيكه، وهذه العيوب هي التي نراها في مجتمعنا والتي أشرت إليها في فقرة سابقة. فإن العربي كما يخيل إلي يستطيع أن يضحي بنفسه ولا يستطيع أن يضحي بأنانيته التي تمنعه مثلاً من القبول برئاسة غيره له، أو يضحي بقليل من كرامته الزائفة التي تجعله لا يغفر لأخيه زلة ويقدم تناقضه الثانوي مع أخيه على تناقضه الرئيسي مع أعدائه وأعداء أخيه!
جهاد النفس هذا يتضمن إذاً في اعتقادي إعادة بناء الذات الجماعية السياسية القادرة على الفعل، إذ أن ذاتنا الحالية كما أشرت سابقاً تمتاز بفقدان القدرة على العمل الجماعي ولنا في الحالة المزرية للجامعة العربية أوضح مثال وأبعثه على الأسى!.
جهاد النفس هذا في اعتقادي أخيراً وبهذا المعنى الذي ذكرته هو الطريق للخلاص من هذا الاستلاب المرير الذي يتبدى في فقدان السيطرة على المصير ،عبر فقدان القدرة على الوحدة مع الآخرين لبناء كتلة قوية ذات إرادة موحدة تستطيع الوقوف بصلابة أمام تحديات العالم وأمام الأخطار المحدقة!. وفي اعتقادي أن إنهاء هذا النوع من الاستلاب هو الطريق المنطقي الموضوعي لإنهاء ظاهرة الفصام بين المجتمع والسلطة ،لأن المجتمع الموحد المتماسك سيفرض سلطة تعبر عنه. وإنما تغترب السلطة عن المجتمع حين يكون المجتمع نفسه مفككاً منقسما.ولا أدل على ذلك من المثال الواضح الذي تقدمه المجتمعات الغربية التي لا يوجد فيها فصام بين الحاكم والمحكوم، وبين إرادة الحكومة وإرادة الشعب ،مثل ذلك الفصام الذي يميز مجتمعنا!.
الرد مع إقتباس
  #12  
قديم 29-09-2002, 02:50 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

..
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م