مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-10-2002, 03:52 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي الأصولية الأميركية عنصرية واستهلاكية

http://www.assafir.com/iso/today/culture/7.html
الأصولية الأميركية عنصرية واستهلاكية
عزمي بشارة

أثارت تصريحات القس الأميركي المأفون جيري فالويل العنصرية ضد الاسلام ونبيّه بحق ردود فعل غاضبة. ولكن ردة الفعل، مثل كل ردات الفعل التي يؤججها الاعلام المضطر لملء ساعات بثه المتزايدة مع تزايد محطات البث، والتنافس على الاثارة في ما بينها، غالبا ما تقود الى طرح الاسئلة غير الصحيحة. ليس الموضوع موضوع صراع او حوار بين الاسلام والمسيحية. فليس هناك مسيحية واحدة مشتركة بين صحراء شرقي الاردن بعشائرها المسيحية وأميركا اللاتينية ومسيحية سوريا وبولندا والكنائس البروتستانتية المختلفة في الولايات المتحدة، كما ان هناك فروقا جوهرية بين أنماط الاسلام المختلفة، في مناطق مختلفة من العالم، وفي مراحل تاريخية مختلفة، وعند طبقات اجتماعية مختلفة، وبين الريف والمدينة أيضا. وجيري فالويل يمثل نمطا محددا جدا من التدين، يختلف عن انماط المسيحية الاخرى، كما يشترك في عناصر عديدة مع أنماط تدين من ديانات اخرى.
وتستند كنائس امثال جيري فالويل، تراثيا، الى الكنائس الاصولية الاميركية من القرن السابع عشر، ومن هناك دخل الانكليزية تعبير Fundamentalism. فهذه الكنائس قد اعتبرت نفسها وعقيدتها بمنزلة عودة الى الأصول، والاصول في العقيدة البروتستانية تشمل العهد القديم، ففيه أيضا بعض الشرائع التي تنظم الحياة العملية للبشر، خلافا للعهد الجديد الذي يتضمن الرسالة العقيدية والفلسفية التي <<جاءت لتكمل التلمود لا لتنقضه>>. ومن زاوية النظر هذه لم يكترث المسيح ورسله، ما عدا بولس الرسول، في رسائله الى الجماعات المسيحية في مقدونيا وكورنثوس وبلاد الشام، الى تنظيم عملي تفصيلي لحياة البشر، ليس عن قصد او من منطلق <<أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله>>، بل لأن المسيح قد تعامل مع الشريعة اليهودية كأنها قائمة، ويعتبر غالبية المسيحيين تاريخيا، وعلى رأسهم الكنيسة المنظمة فعلا، اي الكاثوليكية، هذا الادعاء مناقضا لجوهر المسيحية ولأسلوب حياة المسيح وتعامله الفظ والحازم ضد الفريسين والصدوقين على حد سواء، وإصراره على رسالة جديدة كونية في المحبة تختلف تمام الاختلاف عن الشريعة اليهودية ومحرماتها ومحللاتها.
أصوليتان
النتيجة ان اصرار البروتستانتية على العهد القديم، هذا الإصرار الذي يتضمن نوعا من الاصولية ضد زركشة الكنيسة الكاثوليكية وطقوسها ومبناها الهرمي وفسادها ومظاهر البذخ فيها، أدى في النهاية الى نزعتين متأخرتين في البروتستانتية خارج الكنائس البروتستانتية التقليدية: واحدة معادية للسامية تحتاج الى التميز عن اليهودية بشدة، رغم تمسكها بالعهد القديم، والثانية فيلو سامية، اذا صح التعبير، تكاد تحدث تطابقا بين اليهودية والمسيحية، وتهرب وتتخلص من الفروق القائمة في الحاضر عبر البحث عن تلاق مستقبلي في نهاية التاريخ، بين رؤيا أشعيا ورؤيا يوحنا اللاهوتي، خاصة في ما يتعلق بقدوم المسيح في نهاية التاريخ في اليهودية (عودته في المسيحية)، وإقامة العدالة الكونية اللانهائية في ملكوت الله. ولم تخرج الاصولية المسيحية وحدها من عباءة يوحنا اللاهوتي وإنما العديد من الحركات ذات التوجه الخلاصي والتي تؤمن بإمكانية خلاص البشرية الكامل في عصر معيّن ينهي تعاسة البشر... هذا الفكر اللاهوتي غير قائم في الاسلام بتاتا، إلا عبر اصولية جديدة تتنافس مع الاصولية المسيحية في امور عديدة لم تكن قائمة في الاسلام، في السابق: اهمها الايمان بعدالة إلهية في هذا العالم، وليس في الآخرة وحدها. ولم نورد هنا ما اخذته الديانات بعضها عن بعض على مستوى الدين الشعبي من موالد وعجائب وأضرحة وقديسين، لأنها خارجة عن اهتمامنا. وقد عارضتها الاصولية الاسلامية في البداية لتعود وتتبناها... تماما كما تتبنى الاصولية الأميركية الحالية مظاهر الثقافة الشعبية الاساسية في الولايات المتحدة، وأهمها التلفزيون والاستعراض، وذلك خلافا للأصولية الاميركية السابقة. وبعض مظاهرها ذات الطابع التقشفي المنعزل عن المجتمع قائم حتى يومنا، ويعتبر الحياة الاستهلاكية الاميركية حالة تعفن وانحلال وفساد، وحتى كفر.
ولكن نمط تديّن جيري فالويل وشركاه (م.ض) هو أصولية مكيفة لنمط اقتصاد السوق في مرحلته الاستهلاكية الاستعراضية. لقد قام وانتشر في الولايات المتحدة نمط جديد من الكنائس قائم على حرية تأسيس الديانات والطوائف الناجمة عن فصل الدين والكنيسة عن الدولة. وقد حوّل هذا النمط خصخصة القرار الديني المتضمن في العلمانية الى تجارة خاصة، اي الى قطاع خاص، <<بيزنس>>. ولا يمكن فهم هذا النمط من التدين دون عملية تحرير الانسان في المجتمع الحديث سوية مع اغترابه ووحدته مع قيام مجتمع المدن الكبرى وتفكك الجماعة العضوية المميزة للبلدة الاميركية التي عليها قامت الكنيسة التقليدية. وتقوم الكنائس الخاصة عمليا على نفس الأساس الذي يقوم عليه تحويل علم النفس العيادي وجماعات التضامن و<<الديناميكا الجماعية>> العلاجية الى <<بيزنس>> يلبي طلبا جماهيريا، اي بحث الفرد عن عزاء في تجمعات تحضنه في عملية تبادل عاطفي شعوري.
كما لا يمكن فهم هؤلاء دون فن الاستعراض في التلفزيون الذي يجعل الجمهور في الاستوديو جزءا من موضوع مشاهدة الجمهور في البيت. ولا توجد حيلة تلفزيونية أكثر دهاءً وضررا من تحويل <<الجمهور>> الى جزء من مشاهدة الجمهور، ومن لا ينجح في تجنيد الجمهور في الاستوديو يستعيض عنه بمهاتفات <<الجمهور>> التي يسمعها الجمهور وتساهم في تحديد <<مزاج الجمهور>>. وكلنا يذكر الحيلة الأخف في المسلسلات التلفزيونية الكوميدية، حيث يرافق الفقرات ضحك من <<الجمهور>> يذكّر جمهور المشاهدين متى عليهم ان يضحكوا. وتستمر عملية غسل الدماغ الجماهيري هذه الى ان يصبح الجمهور <<جمهورا>> خلال جيل او جيلين يقلد صورة ذاته في الاعلام الذي يصنع الشعب والرأي العام: ومبدأه الجديد أنا اشاهد إذاً أنا موجود. والشيء في التلفزيون اذا فقد وقع فعلا. وكل ما لم يشاهد لم يقع.
هستيريا الجمهور
هذه الصورة لمجموعة مصلين في حالة <<اكستازه>> او <<فرينزي>> هندوسية من النشوة الصوفية في قاعة ضخمة حديثة مكيفة، من النوع الذي تنظم فيه حفلات الروك والتوحد مع خطاب القس الديماغوجي الكذاب الذي ينفعل من شدة قدرته على الكذب، او يشفق على ذاته لاضطراره الى هذا الكمّ من الكذب من اجل الكسب او الشهرة، فيأخذ بالبكاء التماسيحي وخلفه جوقة من البكّائين، الذين ما تلبث الهستيريا ان تجرهم الى طلب العجائب، انهم يطلبون <<علامة من الله>>، هي صورة شبيهة بالاستعراضات الفنية الضخمة. ومطلب رؤية السماء على الارض والعلامات من الله هو مطلب شعبوي مذموم من <<الدين التوحيدي الصحيح>> في كل الديانات، والعلاقة بين أنماط التدين الشعبية الباحثة عن شهادة دنيوية عن الماورائي وعن قصص الآلهة وأمزجتهم في كل الديانات من ناحية، والوثنية من ناحية اخرى، جلية لعين الناظر المجردة غير المدربة، وبالتالي غنية عن الاشارة.
وقد نجح هؤلاء الأنبياء الكذبة حيث فشل انبياء فترة 68 في مرحلة انهيارها ونشوء ظاهرة الجورو المستوردة من الهند الى الحضارة الاميركية في فترة ازمة الجيل وتمرده على قيم الجيل السابق. ولا شك في ان الشبه ما زال قائما بين حفلة روك يصاب فيها الجمهور بالهستيريا وانفعال الجمهور وبكائه بالبث المباشر لرؤية نجوم معبد هوليوود الذين لا يقلون تفاهة وكذبا عن القساوسة والوعاظ الدجالين من ناحية، وحفلات الوعظ المبثوثة في القنوات التي تملكها <<الكنائس الخاصة>> وتقوم بجمع التبرعات بعد حفلة الكذب من ناحية اخرى. ويثرى القس تماما كما يثرى نجوم الاستعراض بدون مبرر.
وقد خرج الوعاظ جميعا من عباءة الواعظ الشهير بيلي غراهام، الذي بدأ كحالة خطابية فذة ولكنها عصابية ولا تنقصها الديماغوجيا السجالية واحتكار الحقيقة السلفي، ما لبثت ان تحولت الى هذه الحالة المرضية، بعد ان نشرها المقلدون الأقل موهبة الذين أقاموا كنائس خاصة. وقد اصبحت ظاهرة الوعظ المبثوث للجمهور والذي يقدم في ما يقدم وعظا ناريا ضد أعداء الدين، وتفسيرا سطحيا للدين بتقريبه من أذهان الناس بالقصص، وحلولا نفسية واجتماعية بعشرة قروش للمشاكل التي يتوجه بها الجمهور للواعظ، اصبحت هذه ظاهرة معولمة مثل الاصولية على انواعها وتشمل كل الديانات الكبرى. وتكيفت أنماط التدين السلفية والاصولية مع متطلبات الاعلام الجماهيري والثقافة الشعبية وخرافاتها بغرض الرواج.
صهينة الكنيسة؟
ومن الطبيعي ان يتملق الوعظ حاليا العنصرية وكراهية العرب والاسلام والمسلمين السائدة في اميركا لجذب المشاهدين. وبمجرد تبنيها في الوعظ تصبح اكثر خطورة لأنها تصبح جزءا من عقيدة هذه الكنائس. ولكن ظاهرة العنصرية هنا قديمة للغاية، ولها علاقة بتبني اسرائيل ثيولوجيا في صراعها مع اعدائها، باعتبار هذا الصراع جزءا من الخطة الإلهية المستترة في تفاصيل التاريخ ضد الشر، والتي تقود كما يزعم نحو نهاية التاريخ وانتصار الخير.
وربما تساءل كل مشاهد عن السبب وراء انتشار الاسماء العبرية لدى المستوطنين الاوائل في افلام رعاة البقر، والحقيقة ان جزءا كبيرا من المستوطنين البيض كان مدفوعا بإيديولجية اكتشاف الارض البكر والاستيطان في ارض الميعاد وبناء مملكة الله على الارض من العهد القديم بعيدا عن حضارة الشاطئ الشرقي. لم يتأثر هؤلاء بالصهيونية ومنهم من كره اليهود، وكان معاديا للسامية كعداء المتدينين في حينه للديانات الغريبة، الديانة النقيضة في حالة اليهودية. وما من شك في ان هوليوود قامت ايضا ب<<تمليح وتبهير>> ظاهرة العبرنة هذه، التي كانت قائمة فعلا. ولكن ما لبث هذا الدافع الاخلاقي المميز للمستوطنين الاوائل ان تحول بنظر الاصوليين الجدد الى نوع من اللاهوت السياسي، يدفع الى صهينة الكنيسة بتقاطع هذه اللغة مع لغة الصهيونية، حتى العلمانية.
ولا شك في ان الشعور الاساسي بخطر انتشار هذه الظاهرة قائم في الكنائس التقليدية الكبرى في الولايات المتحدة والملتزمة بمسافة عن السياسة لا يلتزم بها الوعاظ الديماغوجيون. انهم يرون بأم اعينهم كيف ان العلمانية في ظل هذه الدولة قد انجبت مع ابتعادها عن السياسة ظاهرة الكنائس الخاصة المهتمة بالسياسة عبر مجموعات الضغط والنفوذ والشخصيات الفاعلة في البيت الأبيض والكونغرس ووزارتي الخارجية والدفاع. وسوف تحتاج الكنائس الرسمية المحافظة الى عمل مديد ومخطط، والى رغبة في العمل والتخطيط بغرض محاصرة هذه الكنائس الخاصة ونفوذها المتزايد. وعلى العرب ان يتعاملوا بعقلانية مع هذا الاحتمال للتصدي لسياسة الولايات المتحدة تجاه اسرائيل، ويجب ان يتصدى لهذه المهمة من يتقنها.
والأمر الأكثر غرابة هو صمت اليهود الليبراليين عن هذه الظاهرة الذاهبة في اتجاه تقوية الجناح اليميني الخلاصي في الصهيونية والى اغلاق المجتمع الاميركي نفسه ضد الليبرالية، وهذا امر يجب ان تخشاه القوى الديموقراطية بشكل عام، وليس مسلمي الولايات المتحدة وحدهم. ولكن خفوت صوت الليبرالية اليهودية يعني ان اليهود المنظمين في الولايات المتحدة ينتقلون بالتدريج الى مواقع يمينية ومحافظة ضمن المجتمع الاميركي ذاته، وأنهم في طريقهم لقطع الصلة بالأقليات وهذه ايضا ظاهرة ينبغي ان يرى فيها العرب (أي عرب!؟ سؤال جيد) مناسبة للعمل مع الأقليات في الولايات المتحدة. ومن أراد ان يعمل بين الأقليات ولإقناع الكنيسة المحافظة غير الأصولية في الولايات المتحدة، يجب ان يتمتع ببعض المصداقية في قضايا علاقة الدين بالدولة والتسامح الديني والديموقراطية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م