مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-12-2003, 03:47 AM
abunaem abunaem غير متصل
جماعة المستضعفين في الأرض
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: germany
المشاركات: 777
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى abunaem
إفتراضي العلماء والحكام (3)........ محنة ابو حنيفة النعمان...

(خذ العفو وامر بالمعروف وتغافل عما لايعنيك وبادر في اقامة الحقوق)

_ ابو حنيفة _

....كان الامام أبو حنيفة رضي الله عنه غير راض على سياسة ابي جعفر المنصور بشكل عام, وخصوصا قسوته وشدته مع خصومه, وخصوم ابائه العباسيين, وكانت المخاصمة شديدة والقسوة عنيفة مع العلويين , ومن يظهر التودد اليهم او الترحم عليهم.

والامام ابو حنيفة كغيره من أئمة المسلمين وأجلاء العلماء , يحبون العلويين ولهم مكانة طيبة في قلوبهم.

ثم ان الامام رحمه الله تعالى جريئ في فتاواه و صريح في اجوبته,شديد في محاسبته لابي جعفر , كثير النقد لاحكام قضاته,وتصرفات ولاته, تمثلت به رجولة العالم وشجاعة المؤمن , وصلابة الفقيه المتمسك باحكام الشرع,لايعرف نفاقا ولا يسلك طريقا منحرفا في دعوته , ولا يهاب سلطانا ولايخشى قوة حاكم في قولة الحق والمنصور ابو جعفر عرف هوى الامام وأدرك نزعته السياسية والروحية , وتلك نزعة لم تنل رضاه , وهوى يغضبه وسلوك لا يريده ولكن ...ماذا يفعل مع رجل عالم أوتي لسانا صادقا وتأثيرا روحيا دفاقا, يعمل ما لايعمل الحسام.

ولأن السنة العلماء وهي غضاب تعمل ما لاتعمل السيوف العضاب.

ثم في اي درب يسير عليه المنصور مع امام احبه الناس وملك قلوبهم . فمنه تؤخذ الفتوى وبه يقتدى . لسلامة قلبه وحسن سيرته و سعةعلمه, ومزيد تقواه, وكلما تقرب منه شبرا ابتعد الامام ذراعا ملتمسا بذلك اسكاته او جره الى صفوفه فكان قربا لم يرد به وجه الله تعالى والدار الاخرة.

لذلك فليس من السهولة والحالة هذه ان ينزل بامامنا محنةاو يوقع به اذى. دون تلمس المبررات التافهة , والذرائع الباطلة لتكون سببا ظاهريا لها.
فعل ذلك في الوقت الذي عجز ان يؤاخذ امامنا الجليل على موالاته لاال سيدنا علي رضي الله عنهم... تلك التي نعتقد انها السبب الخفي المباشر لمحنته......

ولا خير في هذه المولاة بل هي مما دعا اليها الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام.فلا حق لحاكم مثل ابي جعفر ان يؤاخذ احدا بسببها, ولكنها العصبية العائلية وحب السلطان التي تعمي البصائر والابصار عن رؤية الحق الواضح.
ومن الاسباب الظاهرة التي اتخذها المنصور ذريعة لمحنته الجائرة ,أن ابا حنيفة كان جريئا في بيان خطأ حكم القضاة في المسائل التي تعرض عليهم خصوصا اذا خالفت رايه , فيشكوه القضاة ليمتنع عن ذلك.....

(فقد روي أن ابن ابي ليلى القاضي, نظر في امرأة مجنونة قالت لرجل يا ابن الزانيين, فأقام عليها الحد في المسجد قائمة وحدها حدين واحدا لقذف ابيه, وحدا لقذف امه,فبلغ ذلك ابو حنيفة. فقال أخطأ فيها في ستة مواضع.أقام عليها الحد في المسجد, ولا تقام الحدود في المساجد, وضربها قائمة والنساء يرضبن قعودا , وضرب لابيه حدا ولامه حدا,ولو ان رجلا ضرب جماعة كان عليه حد واحد, وجمع بين حدين ولا يجمع بين حدين حتى يخفف احدهما, والمجنونة ليس عليها حد , وحد لأبويه وهما غائبان ولم يحضرا فيدعيا, فبلغ ذلك ابن ابي ليلى فدخل على الامير فشكاه اليه وحجر على ابو حنيفة. وقال لايفت) فلم يفتي اياما *........

وهكذا بدأت المحنة تدنوا منه شيئا فشيئا وهو صابر محتسب المحنة اخذت بالتتابع سريعة تنذر بوقوعها حيث سلك المنصور سبلا اخرى, فأرسل هدية ثمينة وهو يعلم أنها مردودة عليه لا محالة, ولكنه فعل ذلك ليضيف سببا اخر وحجة اخرى.ولعل من المناسب ذكرها هنا لتسلسل الموضوع

...( ارسل اليه ابو جعفر بجائزة عشرة الالاف درهم وجارية, وكان عبد الله بن حميد وزيره..فقال لأبي حنيفة عندما رفضها: انشدك الله ان أمير المؤمنين يطلب عليك علة فإن لم تقبل صدق على نفسك ما ظن بك فأبى.....)**

وحين أراد المنصور أن( يحرج) أبو حنيفة ويتخذ من رفضه لمنحه وعطاياه ممسكا ارسل اليه وقال له :فلم لاتقبل صلتي ؟
فقلت(اي قال ابو حنيفة)ما وصلني أمير المؤمنين في ماله بشئ فرددته ولو وصلني بذلك لقبلته انما وصلني أمير المؤمنين من بيت مال المسلمين ولا حق لي في بيت مالهم, اني لست ممن يقاتل من ورائهم, فأخذ مما يأخذ المقاتل, ولست من ولدانهم فأخذ ما يأخذ الولدان, ولست من فقرائهم فأخذ ما يأخذ الفقراء...)***
ثم هناك سببا اخر.....

لقد مر بنا أن امامنا الممتحن, ابان وجهة نظره في قتال اهل الموصل وكان جوابه ذاك الذي أغاظ المنصور, فأسرها في نفسه وأحتفظها عنده. وهنا برر للمنصور سببا أخر وطلبا قد يكون وجيها, وذريعة ظنها محكمة ليجعل منها في انزال المحنة بامامنا الجليل والمنصور يعلم مسبقا أن طلبه مردود عليه ايضا.
ذلك هو توليه رئاسة القضاة في الدولة الاسلامية, فأن امتنع اخذ بهذا المنع, جهرة امام الناس, ملتمسابذلك عذرا عند العوام_ وهم( سواد الناس_الذين لا يدركون بواطن الامور ولا دوافع المطالب, مطالب الحكام), ثم ان ابو حنيفة وهو شيخ الفقهاء في العراق, وهو بحر في العلم لا تكدره الدلاء, فمن الصواب ان يكره على تولي القضاء لرفع منار العدل والحق في ارجاء الدولة وليس في الاكراه ظلم ظاهر عند العوام ...وان رضي بهذه التولية تم الصلح بينهما وحسم النزاع , وآمن الانكار, وأنتهت المناوأة, وأنى له عند ذاك أن ينكر ويناوئ ويعترض وقد اصبح من رجال الدولة ومن المسؤولين في الحكم والمشتركين فيه......

بهذا سولت للمنصور نفسه . فأقدم عيه بحزم.....

استدعى المنصور ابا حنيفة وعرض عليه تولي هذا المنصب الخطير, فأمتنع وأعرض, ولنسمع الحادثة من امامنا نفسه:

(... ان هذا دعاني للقضاء فأعلمته أني لا اصلح , و اني لأعلم ان البينة على المدعي واليمين على من انكر, ولكنه لا يصلح للقضاء إلا رجل يكون له نفس يحكم بها عليك, وعلى ولدك وقوادك, وليست تلك النفس لي, انك لتدعوني فما ترجع نفسي حتى افارقك ****

وجاء في هذا الرفض في مجلس آخر عن الربيع بن يونس : (رايت امير المؤمنين ينازل ابو حنيفة في امر القضاء وهو يقول له : اتق الله ولا تدع أمانتك إلا من يخاف الله , والله ما أنا بمأمون الرضا, فكيف لأكون مأمون الغضب؟ ولو أتجه الحكم عليك ثم هددتن يان تغرقني في الفرات اوالى الحكم لااخترت أن اغرق ...لك حاشية يحتاجون الى من يكرمهم لك فلا اصلح لذلك,
فقالابو جعفر) كذبت انك تصلح .
فقالابو حنيفة):قد حكمت على نفسك, كيف يحل لك ان تولي قاضيا على امانتك كذابا ؟*****

وهنا حصل المنصور على مايريد, ونال ما بيت في نفسه, فأنزل به المحنة... اذكرها بروايتها كما رويت في كتب المناقب .

روي عن داود بن راشد الواسطي, انه قال كنت شاهدا حين عذب الامام ليتولى القضاء, وكان يخرج كل مرة فيضرب عشرة اسواط حتى ضرب عشرا ومئة سوط.وكان يقال له: اقبل القضاء, فيقول: لااصلح فلما تتابع عليه الضرب؟ قال خفيا: (اللهم ابعد عني شرهم بقدرتك) فلما ابى دسوا عليه السم فقتلوه ******
( وروي ان ابا جعفر المنصور حبس ابا حنيفة على ان يتولى القضاء ويصير قاضي القضاة فأبي حتى ضرب مائة سوط وعشرة اسواط و أخرج من السجن على ان يلزم الباب ّ(7)
وروي ان المنصور حبسه وضيق عليه مدةو وكلم المنصور بعض خواصه فأخرج من السجن ومنع من الفتوى والجلوس للناس والخروج من المنزل , فكانت تلك حالته الى ان توفي (8)........

تلك محنة الامام ابي حنيفة و منعا عن التدريس والافتاء. و(اقامة جبريةفي الدار, وضربا بالسياط, وحبسا في السجن ثم قتلا بالسم ان صدقت الرواية,كل ذلك لانه ابي ان يساير الحكام في اهوائهم وأن يوافق على اعمالهم وأن يستجيب لطلباتهم ...وهكذا ينبغي ان يكون العلماء في كل حين ان كانوا علماء حقا...
( ...مات ابو حنيفة كما يموت الصديقون والشهداء وكان ذلك سنة 150 ه وكان في الموت راحة لذلك الضمير المضيئ ولذلك الوجدان الديني المرهف, ولذلك القلب القوي, ولذلك العقل الجبار, ولتلك النفس الصبور,التي لاقت الاذى فاحتملته و لاقته من الخالفين له في الاراء ورميت في كل رمية, فتحملتها مطمئنة راضية مرضية , ولقيت الاذى من السفهاء ثم لقيته من الامراء والخلفاء.
وما ضعفت وما وهنت , واذا كان للنفوس جهاد , ولجهادها ميادين,فأبو حنيفة رضي الله عنه كان أعظم ابطال ذلك النوع من الجهاد, وممن انتصر في كل ميادينه.
وكان جلدا في جهاده قويا في جلاده, حتى وهو يلفظ النفس الاخير فهو يوصي بان يدفن في ارض طيبة لم يجر عليها غضب, ان لا يدفن في ارض اتهم امير بانه غصبها حتى يروى أن أبا جعفر عندما علم بذلك قال من يعذرني من أبي حنيفة حيا او ميتا ....)(9)
وبموته رضي الله عنه انتهت محنته ثم تتابعت المحن تنزل بأقرانه من أئمة المسلمين ....

__________________________________________________ _
حواشي:
*: ص166 ج1 المناقب لأبي البراري ص 351 ج 13 تاريخ بغداد
** راجع فصل العلماء ومنح الحكام
*** ص 215 ج1 المناقب للمكي
**** ص 328 ج13 تاريخ بغداد
***** ص 328 ج 13 تاريخ بغداد
****** ص 18 ج 2 المناقب لبي البزازي.
(7) ص المناقب لأبي البزازي
(8) ص 15 ج2 المناقب لأبي البزازي مات رضي الله عنه سنة 150 هجري وله من العمر 70 سنة
(9)ص 51 أبو حنيفة لأبي زهرة


ليس من العدل الذي اوجبه الاسلام على الحاكم ان يؤاخذ العالم لطلب ريفضه او لرأي يبديه, ولو كان يتعلق بوجوده حاكما على البلاد, لان ابداء الراي من حق الامة وفي مقدمتهم العلماء والمنصور يعلم هذا لذلك لم يجرؤ ان يؤاخذ امامنا النعمان على كل ما يبديه ولكنه الت اسبابا للنيل منهو وتلك اساءة بالغة وجرم عظيم يبوء المنصور باثمها وعليه وزرها, ولو أنه حقق للاسلام في جوانب عدة ما حقق من نشر له في الارض و رفع لواء الاسلام في العالم ....


(يتبع ان شاء الله)
__________________
... ( الحق قوة ) ...

ليس في الاسلام عندنا شيئ اسمه ..

حل وسط

انما الاحكام فيمن عندنا قسمان ...

اما صح أو غلط


(((((من نثرياتنا الالمانية)))))
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م