مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-09-2002, 01:12 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي هل نبصم على الواقع أم نرفضه جملة أم ننقده؟

تعقيباً على مقالة عباس بيضون <<كيتش>>
حق المراجعة لا يلغي نقد السائد
http://www.assafir.com/iso/today/culture/28.html



هناك بعض القضايا التي تبدو صغيرة ولكن تمحيصها ينبئنا أنها في الحقيقة تصلح لأن تكون نموذجاً مصغراً لقضايا كبرى في الثقافة العربية، وبالتالي لا يكون نقاشها من باب اللغو وتضييع الوقت، فنتيجة النقاش ستكون مفيدة في نقاش تلك القضايا الكبرى، إذ القوانين التي تنظم هذه البنية الصغيرة تنظم، بشيء من التشابه بالمفهوم الهندسي، البنية الثقافية الأعم.
والشاعر عباس بيضون في <<السفير الثقافي>> عدد 20/9/2002 طرح واحدة من هذه القضايا الصغرى التي يفيد نقاشها كنموذج للمسائل الأعم منها، وهي قضية الأغنية الجديدة (التي يريد بيضون التشكيك بصوابية الهجوم عليها)، وبعدها طرح مسألة تعامل بعضنا الاحتقاري مع الفنون الجماهيرية كالفودفيل والفيديو كليب. وسأركز ملاحظاتي على موضوع الأغنية، وهذه الملاحظات يسري مفعولها في اعتقادي على القضيتين الأخريين.
هو يدخل في عقولنا بأسلوب حذر الشك في صوابية موقف من يهاجم هذا الغناء الجديد ويصفه بالانحطاط، ويتساءل عن المعيار الذي تبناه المهاجمون: <<لن أكذب أذني على كل حال، فأنا آنس لبعض أغاني هذا الجيل، وأنا لا أخفي ضجري من كثير مما يعد في <<الطرب الأصيل>>. بيد أني على كل حال لست حجة في هذا الباب ومثل رأيي لا يعتد به. لكنني مع ذلك أسأل العارفين عن معيارهم في الاستخفاف بكل الراهن واعتباره من أول لحظة خفيفاً زرياً رخيصاً. المعيار أنه ليس طرباً وليس أصيلاً وأسأل نفسي إذا كان يكفي الغناء أن لا يكون طرباً لكي يهان، وإذا كان يكفيه أن لا يكون أصيلاً لكي يرمى جانباً. ثم إن الطرب الأصيل هو بالطبع فن متكامل وتم وانختم في عصر مضى، وليس فيه على الأرجح مكان لزيادة ولا مطرح لجديد. وبالقياس الى فن كامل كهذا فإن كل شيء يبدو متأخرا عنه اي ناقصا بالنسبة له هابطا عنه اذا جاز التعبير. لا ادافع بالطبع عن الاغنية الجديدة فهذا فوق طاقتي لكني اعجب من ان نقيس عصرا على عصر مضى، ولونا على لون سبقه. اذا كان للمحافظة اسم فهذا هو وإذا كان لها تعريف فلن يكون شيئا آخر. هذه المحافظة بل السلفية والاصولية لها اسم آخر هو النخبة والذوق الرفيع، والاصيل بالطبع. أما أنا فإنني أحسب انه ذوق تقليدي غريب بالكامل عن عصره وأنه حنين فحسب تمثل رأيا وذوقا. وان في هذا الذوق من الجهل بحال الموسيقى اليوم ما فيه. ازعم ان الخفة والسرعة وابتذال الكلام اقرب الى ناس اليوم من المدات الطويلة والمقدمات السيمفونية التي يظنونها مثال الموسيقى والغناء>>.
آثرت أن أنقل هذا الاستشهاد بكامله، وأعتذر عن طوله، ليعرف القارئ خلفية موقف الأستاذ بيضون وعلى أساسه يستطيع متابعة المناقشة اللاحقة.
هناك شيء من النقد الذاتي يمارسه الأستاذ بيضون أخشى أنه ليس بعيداً عما يطلق عليه في أدبيات التحليل النفسي مصطلح <<المازوشية>>، وبالفعل: أن يقدم شاعر كالأستاذ بيضون على الدفاع عن <<ابتذال الكلام>> لا أرى له غير المازوشية وصفا، وقد رأيت لهذه المازوشية المستجدة عند بيضون بالمناسبة مثالاً آخر أكتفي بالإشارة إليه هو مقال آخر له نشر منذ أيام في <<السفير>> أيضاً لا يرى فيه أن العرب يختلفون في تعصبهم القومي وتشويههم لصورة الشعوب الأخرى عن الغربيين (وعن عاشقهم صاحب جائزة نوبل للأدب نايبول) وهو هناك ظلم نفسه العربية ظلماً عجيباً لا أريد أن أناقشه الآن.
على أنني أرى بداية أن الحق مع بيضون في أمرين:
أولاً :ليس كل جديد سيئاً كما أنه ليس كل قديم جيدا، ومن طبع الإنسان أن يشكك بصلاحية الجديد وقدرته على منافسة القديم أو مضاهاته، وهذا يصح في كل مجال فهو يصح في الحياة اليومية كما يصح في الفن والأدب، وفي الغناء تحديدا، ولقد ووجه المطربون الجدد في حينه بالتشكيك كما حدث مع من أصبحوا الآن <<كلاسيك الأغنية العربية>> شأن عبد الحليم حافظ مثلاً. وكلنا يعرف النزاع حول شعر المحدثين في العصر العباسي والطرائف التي تروى حول المعجبين بالقديم شأن ابن الأعرابي الذي زعموا أنهم قرؤوا شعراً حديثاً على أنه قديم فأعجبه وهمّ بكتابته فلما أنبئ أنه جديد قال لمن يكتب: خرق..خرق!
فمن حق الأستاذ بيضون أن يطالبنا بالتعامل بإيجابية مع الجديد وعدم رفضه جملة وتفصيلاً قبل تمحيصه. غير أن الخلاف يبدأ كما سأذكر بعد قليل بأنه لا يرى التمحيص ويرى قبول الجديد بقضه وقضيضه.
ثانياً: إن الحق معه بكل تأكيد حين يطالب المثقفين وأصحاب الرأي بأن لا يدفعهم ترفعهم إلى مقاطعة الفنون الجماهيرية وشطبها من ساحة وعيهم، مع أنها موجودة تملأ الشاشات والمسارح وتدخل البيوت وتسير في الشوارع.
فالإنكار المترفع للابتذال السائد لا يقدم ولا يؤخر في تغييره، وكل ما نجنيه من الانعزال هو أننا نفقد التأثير في الجموع، علاوة على أننا نبتعد أكثر عن فهم الثقافة التي توجه هذه الجموع، ونزداد غربة عنها وهي أناسنا وأهلنا وذات فعلنا وموضوعه! و موجة الإحباط التي قادت المثقفين الذين كانوا يوماً في طليعة من يرى التغيير مهمة له إلى أن يسخروا من كل من يستمر في رفع شعر التزام المثقف، يجب أن نحاول الحد من مفاعيلها ومنعها من التهام ما تبقى من العقل الجماعي الفاعل، فمجتمعنا الذي يواجه حقاً وفعلاً تحدياً مصيرياً هو تحدي حياة أو موت لا يحتمل ترف السير بالنزعة الفردية إلى النهاية، أو الاستسلام المطبق الذي أخشى أن بيضون الذي كان يوماً في موقع آخر يسير إليه كما بدا لي في مقالاته الأخيرة.
ولكن ما ورد في مقال بيضون يحتوي مع ذلك أفكاراً خطيرة لا أتمنى أن تترسخ في الأذهان، رغم أنها إلى الآن <<غير شعبية>> بين صفوف <<النخبة>>، وجو الإحباط السائد يرشحها بالفعل للامتداد، ولكن في المسعى لإيقافها عند حد قررت أن أكتب هذه الملاحظات:
هل كل جديد مبرر؟
إذا كان كل جديد يجب تمحيصه وعدم المسارعة في رفضه لأنه جديد، فإنه في المقابل يجب عدم أخذ الموقف المعاكس والمسارعة إلى قبوله بكل ما فيه، ورفض نقده، و<<البصم عليه بالعشرة>> أنه هو الأنسب للعصر، وأن رفضه هو السلفية والأصولية بعينها بل الرجعية أيضاً (من الطريف أن نرى أن أخانا بيضون في جملة مراجعاته لمسلمات الساحة الثقافية عندنا يعود إلى استعمال هذه التعابير التي كنا نتوقع منه، وبملاحظة مزاجه الجديد الميال للسخرية من تلك المسلمات والانحيازات المسبقة، أن يكون أول من يسخر منها لا أن يستعملها من جديد باقتناع وكأنها حجة لا تدحض!).
ولعل القارئ يذكر موضوعة هيغل الشهيرة <<كل ما هو موجود هو عقلي وكل ما هو عقلي هو موجود>>، وهي موضوعة كانت عرضة للنقد من قبل النقاد المدققين لهيغل، فقد كان قوله مبنياً على الدمج بين مفهومين مختلفين: 1 أن الواقع ليس عرضياً بل له تفسير، 2 أن الواقع ضروري ومن الخطأ نقده للسبب ذاته، وإذا كان هيغل قد تعامل مع قناعته هذه لتبرير الواقع في عصره فإن تلاميذه أخذوا الجزء الثاني منها لدحض هذا الواقع والسعي لتغييره، إذ هو واقع يتعارض مع العقل، وما هو عقلي يجب أن يوجد بالتالي إن لم يوجد بعد!
لدينا واقعة مثل <<الأغنية الشبابية>> أو الفيديو كليب الذي يرافق هذه الأغنية والمرسخ لقيم تغرب الإنسان بجميع أبعاده: تغربه عن قيمه الأخلاقية وعن وضعه الطبقي وعن ثقافته الخاصة، فهل نبصم على هذه الواقعة أم ننقدها؟
النخبوي والشعبي
يصادر الأستاذ بيضون في مقاله المصادرة التالية: <<إن الخفة والسرعة وابتذال الكلام أقرب إلى ناس اليوم من المدات الطويلة والمقدمات السمفونية>>.
ولأترجم هذه المصادرة ترجمة أعم من هذا التفصيل فأقول: هو يرى أن الغناء الخفيف هو وحده اليوم يناسب أناس عصرنا.
أول ما أقوله في نقد هذا الرأي هو الحقيقة الماثلة للعيان التي تقول إن من المطربين من هو شعبي كل الشعبية ولكنه بعيد كل البعد عن أن نصفه بالخفة والسرعة وابتذال الكلام، من أمثال فيروز وصباح فخري في القدماء ومن أمثال ماجدة الرومي وعلي الحجار ومارسيل خليفة في الجدد.
والنقطة التي أتمنى أن أفلح في لفت انتباه القارئ إليها هنا هي التالية: لا يوجد مجتمع ليس فيه في آن واحد <<فن خفيف>> و<<فن صعب>> قد نسميه فناً كلاسيكياً، ولا شك في أن الأستاذ بيضون يعرف أن الموسيقا الكلاسيكية لم تزل موجودة في الغرب ولم تزل قاعاتها تمتلئ بالمستمعين، ولم تزل أجيال جديدة من عازفيها ومغنيها تنشأ، ولم نسمع أحداً هنا يطالب بإلغائها بدعوى أنها لم تعد تناسب العصر!
ولو أن الأستاذ بيضون تصفح كتاب الأغاني، وهو مع الأسف ليس تحت يدي الآن لأنقل منه حرفيا، لوجد أن انقسام الغناء إلى <<خفيف>> و<<ثقيل>> قديم موجود حتى في العصر العباسي، وفي كتاب الأغاني قرأت لمغنّ كان يغني النوع الصعب ثم انتقل إلى الخفيف السهل (وكانوا يسمون هذا النوع من الغناء <<الهزج>>) وحين استنكر عشاق فنه القديم هذا الانتقال قال لهم إنه غنى ذلك الفن سنين فعانى الفقر، وها هو ذا الآن يتقلب في النعيم منذ أن انتقل إلى هذا الغناء الخفيف الذي يناسب الأذواق التي لا تريد التعمق في اللحن، ويسارع إليها الضجر حين تسمعه!. وليس الضجر حجة في تحديد قيمة الفن أيها الشاعر، أو تحديد جدارته بالوجود، فرب جاهل يضجر من قصائدك ويفضل عليها أي أغنية خفيفة من هذه التي تدافع عنها، وأنا أول من يقول إن هذا لا يدل لا على أن قصائدك بعيدة عن العصر، ولا على أن ما لجئ إليه كبديل كان هو الأفضل حقاً.
والدعوة الضمنية التي قد تستنتج من تنظير بيضون المستجد إلى إلغاء الفن الصعب المحتاج إلى تمرس وتدريب على التذوق، والاكتفاء بالنوع السهل السطحي، بدعوى أنه الأقرب لناس العصر، له نتائج وخيمة ستقود المجتمع إلى زوال العمق من الجزر الأخيرة التي يعتصم بها، بحيث لا يوجد بعد إلا السطحية، وناهيك بها كارثة نهائية لن تصحو من هولها الحضارة أبداً.
ومع ترحيبي المؤكد بالمزاج النقدي الذي يدفع الأستاذ بيضون وأمثاله إلى التوقف ومراجعة الأقوال السائدة في أوساط ما يسمى <<بالنخبة>>، غير أنني أخشى أن تقودنا هذه المراجعة مدعومة بالتوجه الاكتئابي المازوشي إلى أن نسقط النقد عن السائد أيضاً ونلغي أحقية المنظومة الأخلاقية في أن تحكم.
إنني مع فهم الموجود وعدم الابتعاد عنه بترفع واشمئزاز، مثلي مثل الشاعر بيضون، ولكنني لا أرى بعد هذا أن نبصم لهذا السائد بعد ذلك ونوقف نقده.بل يجب أن نفهم ويجب بعد الفهم أن نحكم!
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-09-2002, 01:52 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

بخ بخ
حدثني الكاتب قال:
كتبت في الأصل:"وإنما في المسعى لإيقافها عند حد قررت أن أكتب هذه الملاحظات: "
فوضعت الجريدة"ولكن"مكان"وإنما" .
استعملت "إنما" للحصر كما في قوله تعالى
"إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا!"
وكقول الشاعر:
"وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي"
ولا يخفى أن "ولكن" لا تعطي هذا المعنى.
هذا على أن جريدة السفير البيروتية هي من أرقى الجرائد العربية وأهلها يمثلون نخبة الثقافة المشرقية.
فماذا يا شباب..؟
هل بدأنا ننسى الصيغ الفصحى ونظنها خطأ و"نصححها"؟
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م