مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-03-2006, 11:17 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي حذو القذة بالقذّة

بسم الله الرحمن الرحيم


حذو القذة بالقذّة


لقد عاب الله سبحانه وتعالى على يهود والنصارى اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم مشرّعين من دون الله، ونَعتهم بالشرك في قوله تعالى "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة : 31) ..

جاء عدي بن حاتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم - و كان قد دان بالنصرانية قبل الإسلام - فلما سمع النبي يقرأ هذه الآية قال : يا رسول الله إنهم لم يعبدوهم ، فقال "بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم" ، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أما أنهم لم يكونوا يعبدونهم و لكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئا استحلّوه ، و إذا حرّموا عليهم شيئا حرّموه" (رواه أحمد والترمذي وابن جرير : وحسّنه الألباني في غاية المرام)

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} : إنهم اتبعوهم فيما حلّلوا وحرموا ..

وقال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، ولهذا قال تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} ، أي الذي إذا حرّم الشيء فهو الحرام وما حلّله فهو الحلال ، وما شرعه اتّبع ، وما حكم به نفذ " لا إله إلا هو ولا رب سواه . (انظر تفسير ابن كثير لهذه الآية) ..

فتحليل الحلال وتحريم الحرام وتشريع الشرائع والأمر بالأوامر والنهي عن النواهي كلها من خصائص الله سبحانه وتعالى ، ومن تبع في شيء من هذا غير الله فهو عابد له متخذا منه شريكاً لله ، فهو مشرك بالواحد الأحد جل في علاه ..

لقد احتكر رهبان النصارى – لقرون كثيرة – حق تفسير الإنجيل : فلا يجوز للعامي أو المثقف النصراني أن يفسّر الآيات الواضحات في كتابه إلا وفق ما يراه أرباب الكنيسة ، ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم اتخذوهم أرباباً من دون الله ، فالآيات واضحة بيّنة في كتابهم ، ومع ذلك لا يعملون بها إلا إذا أقرهم على العمل بها هؤلاء الرهبان ، وكذا حال يهود مع كتابهم ..

وها هي نبوءة نبينا صلى الله عليه وسلم تتحقق في هذه الأمة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"
قالوا [الصحابة] : يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟
قال : فمن !!"(صححه ابن تيمية في الفتاوى الكبري) ..

ليس كل الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى ، بل في الأمة الكثير من أهل الخير ، منها الطائفة التي ما زالت منصورة بفضل الله ومنّته ، وعلى رأس هؤلاء : المجاهدين ، والعلماء العاملين الربانيين ، والمنفقين على الجهاد والذابين عن أعراض المجاهدين ، ومنهم من عوام المسلمين ومن العباد والزهاد خلق كثير متفرقين في بلاد الإسلام ..

أما النكرات المشابهين لأوليائهم النصارى واليهود فقد جاء وصفهم دقيقاً على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم : ففي لفظ عند أحمد "ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم – أهل الكتاب – حذو القذة بالقذة" (حسنه الألباني في الصحيحة لشواهده) ، فهم إذاً : شرار هذه الأمة ..

لقد عبد شرارُ هذه الأمة الحكامَ من دون الله واستنوا فيهم سنة النصارى : "فولي الأمر" له الحكم يتصرف فيه كيف شاء ، وله أموال الدولة يتصرف فيها كيف شاء ، ويحكم بما شاء من تحليل للربا والزنا والخمر والميسر ، ويوالي من شاء ، ويعادي من شاء ، ويقتل من المسلمين من شاء ، ويحمي من شاء من الكفار ويمكن من شاء منهم رقاب المسلمين وأعراضهم ، فكان شعارهم "دعوا ما لقيصر لقيصر" !!
بل إنهم فاقوا النصارى في هذا الشعار الذي أتى عند النصارى في المال فقط ، أما هؤلاء فكل شيء عندهم لقيصر !! إن لم تكن هذه هي العبادة ، فماذا تكون !!

وعبد آخرون من شرار هذه الأمة بعض العلماءَ : فالآيات في القرآن واضحات بيّنات لا لبس فيها ولا غموض ، والأحاديث النبوية (على صاحبها الصلاة والسلام) بيّنة واضحة جلية ، وعمل الخلفاء الراشدين وإجماع سلف الأمة من علماء المسلمين ، كل هذا بيّن واضح جلي مشهور متداول ، ومع ذلك ينتظر كثير من الناس فتوى من رهبانهم وأحبارهم ليحلّوا لهم ما حرم الله ويحرّموا عليهم ما أحل الله ، فيُطيعونهم في مخالفة كلام الله الواضح الصريح المنزل من فوق سبع سموات بلسان عربي مبين يفهمه العامة والخاصة!!

وقد اتفقت الكنيسة والدولة في التاريخ النصراني فكانت طامة كبرى وعظمى على النصرانية التي حرّف دينها الأباطرة بما يتناسب وأهوائهم وشهواتهم ، ووافقهم على ذلك رهبانهم الذين باعوا الآخرة بالدنيا : فحرّفوا كتاب الله ، وقلبوا التوحيد شركاً ، وأحلّوا ما حرّم الله ، وحرّموا ما أحل الله ، واتبعهم على ذلك عامة النصارى الذين حرّم الرهبان عليهم النظر في كتابهم وجعلوا تفسيره والنظر فيه حكراً عليهم وحدهم !!

وها هي التبعية للنصرانية تتجلى اليوم في أمة الإسلام من قِبل كثير من الغوغاء والدهماء الذين ألغوا عقولهم - التي منّ الله بها عليهم - وجعلوها تحت تصرّف الرهبان !!

لقد قال الله تعالى في كتابه " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41) ، فقالوا : بل الخير في ما يقوله علمائنا من القعود والتخلف
عن الجهاد !!
  #2  
قديم 09-03-2006, 11:19 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

قال تعالى في كتابه "وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا " (النساء : 75) ، فقالوا : فليمت من يمت من النساء والولدان وليقولوا ما شاؤوا !! : لم يأذن لنا علمائنا بالقتال بعد !!

قال تعالى في كتابه "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " فقالوا : سنتحمّل كل ظلم يقع علينا ونشرب كدره طالما لم يُفتنا علمائنا بالقتال !!

قال تعالى في كتابه "إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (التوبة : 39) ، فقالوا : سمعنا هذا وقرأناه ولكن علمائنا لم يأذنوا بعد ولم يُفتونا بفرضية الجهاد !!

قالوا علمائهم : الجهاد فتنة ، فقالوا : نعوذ بالله من الفتن ، والله يقول "وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ" (التوبة : 49) ..

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ" (التوبة 34) ، فكان جوابهم أن قالوا : نحن لا نفهم من القرآن إلا ما يبينه لنا علمائنا ، إن للقرآن بواطن وتفسيرات لا يعلمها إلا الجهابذة من المفسرين والفقهاء أمثال علمائنا !!

قال نبينا صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم" (أبو داود \ حسن) ، فقالوا : بل الذل والصغار في مخالفة علمائنا ، وفي مخالفتهم البلاء : وأي بلاء !!

قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب" (يشهد له حديث العينة وهو حديث صحيح: السلسلة الصحيحة 2663) ، فقالوا : بل العذاب في مخالفة علمائنا والخروج عن رأيهم !!

فوق المائة آية في القرآن تبين وتحض المؤمنين على الجهاد ، ولكن هؤلاء لا يسمعون من الله بقدر ما يسمعون من أحبارهم ورهبانهم الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله !!

يقولون لا جهاد بغير إذن السلطان !!

سبحان الله !!

قال الإمام ابن رشد رحمه الله : "طاعة الإمام لازمة وإن كان غير عدل ما لم يأمر بمعصية ، ومن المعصية النهي عن الجهاد المتعين" (أنظر فتح العلي المالك للشيخ عليش 1/390).

إن النهي عن الجهاد المتعيّن اليوم ليس معصية فحسب ، بل كبيرة من الكبائر ، وطامة من الطوام التي حلّت بالأمة الإسلامية ، كيف لا والله سبحانه وتعالى توعّد القاعدين بوعيد تقشعرّ منه الأبدان وتنفلق له القلوب ، فقد قال في كتابه " إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (التوبة : 39) .. وقال تعالى "فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (التوبة : 81-82)

فانظر رحمك اللّه إلى هذا الوعيد الشديد والخزي العظيم والوبال الأليم لمن تخلف عن الجهاد وتقاعس عنه ، وإن كانت هذه الآية نزلت في أقوام بأعيانهم ، فإن فيها ترهيبا وتهديدا لمن فعل كفعلهم وتخلف عن الجهاد الواجب كتخلفهم ، وناهيك في ذلك فعلا شنيعا ووعيدا فظيعا ، ولا حول ولا قوة إلا باللّه .

روى صاحب شفاء الصدور عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، أنه قال : "الجهاد في الله باب من أبواب الجنة ومن ترك الجهاد في سبيل الله ألبسه اللّه الذلة وشمله البلاء ودُيّث [ذُلّل] بالصغار وسيم الخسف ومنع النَّصَفَ" ، يعني : الانتصاف ..

قال اللّه تعالى "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة : 24) .. وأمر الله نافذ في المتخلفين والمخذّلين والمثبّطن لا محالة ..

زعم هؤلاء أنهم يدخلون الجنة باتباعهم لهؤلاء العلماء المتقاعسين المتخاذلين !! هكذا بدون جهاد ولا قتال ولا تضحيات من أجل الدين !! هيهات هيهات !!

عن ابن الخصاصية رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله ، قال ، قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما : أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود [ما بين الثلاثة إلى العشرة] هن رسل [لبن] أهلي ، وحمولتهم ، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرني قتال : كرهت الموت ، وخشعت نفسي ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، ثم حركها ، ثم قال : "لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخل الجنة ؟" ، قال : ثم قلت يا رسول الله ! أبايعك ، فبايعني عليهن كلهن" (أخرجه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب السير) ..

إي والله : لا صدقة ، ولا جهاد ، فبم تدخلون الجنة !!

" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " (البقرة : 214)

الله سبحانه وتعالى يقول لهم في كتابه " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41) ، وهم يقولون : بل خير لنا الجلوس والقعود : طاعة لعلمائنا !!

جاء في تفسير "خفافاً وثقالاً" :

عن ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي صالح في قوله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" قال : الشيخ والشاب . ومثله عن الحسن . وعن قتادة قال : نشاطا وغير نشاط ..
وروى أيضا بسند صحيح عن منصور عن الحكم : "انفروا خفافا وثقالا" قال : مشاغيل وغير مشاغيل.
وقيل : الثقيل ، الذي له ضيعة يكره أن يدعها ، والخفيف الذي لا ضيعة له ..
قال ابن زيد : وقيل : الخفيف الشجاع والثقيل الجبان ، حكاه النقاش ..
قال الإمام القرطبي في تفسيره : والصحيح في معنى الآية ، أن الناس أمروا جملة أن ينفروا خفت عليهم الحركة أو ثقلت (انتهى) .. وهذا الكلام من المفسرين فيما إذا كان القتال فرض كفاية !!

  #3  
قديم 09-03-2006, 11:20 AM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

وانظر تعامل هؤلاء الجهال مع هذه النصوص ، وتعامل سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين :

خرّج ابن جرير في تفسيره ، والحاكم وصحح إسناده : عن أبي راشد الحبراني قال : وافيت المقداد [ابن عمرو] رضي اللّه عنه جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة (بحمص) وقد فضل عنها من عظمه (وهو) يريد الغزو !!
فقلت : لقد أعذر الله إليك !!
فقال [المقداد رضي الله عنه] : أبت عليّ سورة البعوث ، قال الله تعالى "انفروا خفافا وثقالا" ، يعني سورة التوبة ..

وروى عن أبي العوام عن أبي أيوب رضي اللّه عنه أنه أقام عن الجهاد عاما واحدا ، فقرأ هذه الآية : "انفروا خفافا وثقالا" فغزا من عامه ، وقال : ما رأيت في هذه الآية من رخصة ..

قال الزهري خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه ، فقيل له : إنك عليل ، فقال : أستغفر اللّه ، الخفيف والثقيل ، فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد ، وحفظت المتاع ..

وروى أن بعض الناس رأى في غزوات الشام رجلا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فقال له : يا عم : إن الله عذرك !! فقال : يا ابن أخي، قد أمرنا بالنفر خفافا وثقالا (ذكره ابن جرير في تفسيره) ..

ولقد قال ابن أم مكتوم ، يوم أحد : أنا رجل أعمى فسلموا لي اللواء، فإنه إذا انهزم صاحب اللواء انهزم الجيش ، وأنا ما أدري من يقصدني ، فما أبرح ، فأخذ اللواء يومئذ مصعب بن عمير ..

وروى ابن المبارك، عن عطية بن أبي عطية ، أنه رأى ابن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة وعليه درع سابغة يجرها في الصف ..

وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن أًبا طلحة رضي اللّه عنه قرأ هذه الآية : "انفروا خفافا وثقالا". قال : أمرنا اللّه واستنفرنا شيوخا وشبانا : جهزوني !! فقال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر وعمر فنحن نغزو عنك .. فغزا البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه ، فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام، وما تغير. (رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم) ..

وتعجب أكثر إن علمت حال هؤلاء العلماء الذين يُفتون الشباب بالقعود عن الجهاد !!

إذا اتيت الواحد منهم تسأله : أليس المبدّل لشرع الله والمشرّع بغير ما أنزل الله والحاكم بغير ما أنزل الله كافر بإجماع المسلمين ؟ فإنه يقول لك على الفور : بلى !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك يفعل كل هذا ، أهو كافر ؟
فيقول لك : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أليس الموالي لأعداء الله ، والمعادي لأولياء الله ، المعطّل ما فرض الله كافر بإجماع المسلمين ؟ فإنه يقول لك : بلى !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك يفعل كل هذا ، أهو كافر ؟
فيقول لك : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أليس إذا هجم الكفار على بلاد المسلمين أن الجهاد يصبح فرض عين بإتفاق المسلمين !! فإنه يقول : بلى !!
فإذا سألته : فهل الجهاد متعيّن الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. لا أدري !!

وإذا سألته : أيجوز تعطيل فرض عين من أجل عالم أو حاكم أو والدَين !! فإنه يقول لك : كلاً وألف كلا !!
فإذا قلت له : فإن حاكم بلادك قد عطّل الجهاد المتعيّن على المسلمين ، فهل يجوز لنا طاعته في ذلك !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. (ولا يقول لك هنا : لا أدري) !!

وإذا سألته : أليست الدولة المعتدية على بلاد المسلمين : تقتل الرجال وتنتهك الأعراض وتهدم البيوت على أصحابها وتسرق الخيرات : دولة حربية !! فإنه يقول لك : بلى !!
فإذا قلت له : فإن أمريكا فعلت كل هذا ، هل هي دولة حربية !!
فإنه يقول : هاه .. هاه .. (ولا يقول لك هنا : لا أدري) !!

جاء في الحديث الصحيح بأن الميت في القبر " يأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟!
فيقول: ربي الله ،
فيقولان له : ما دينك ؟!
فيقول : ديني الإسلام ،
فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟!
فيقول : هو رسول الله ،
فيقولان : وما يدريك ؟!
فيقول : قرأت كتاب الله ؛ فآمنت به وصدقت ، فذلك قوله : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" ، قال : فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح لها فيها مد بصره ..
وأما الكافر – فذكر موته - ، قال: ويعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان ، فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !!
فيقولان له : ما دينك ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !
فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟!
فيقول : هاه هاه ، لا أدري !!
فينادي مناد من السماء : أن كذب ، فافرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، قال : فيأتيه من حرها وسمومها ، قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ثم يقيض له أعمى أصم ، معه مرزبة من حديد ، لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، فيضربه به ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب ؛ إلا الثقلين، فيصير ترابا ، ثم يعاد فيه الروح" (المشكاة \ قال الالباني : إسناده صحيح) ..

إنه تطابق عجيب في المواقف .. إنهم يدرون ويعلمون :

أن هؤلاء الحكام مرتدين يجب خلعهم وقتلهم ردّة إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الدين ..
وأن الجهاد فرض عين على المسلمين كافة (الأقرب فالأقرب لعدم كفاية أهل العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان وغيرهم) لرد المعتدين ، وذلك بإجماع علماء المسلمين ..
وأن الأمريكان والبريطانيين واليابانيين والإيطاليين والأسبان وكل من وقف معهم وأعانهم في حربهم للمسلمين ، أن هؤلاء حربيين يُقتل رجالهم وتُسبى نسائهم وتؤخذ أموالهم ..
وأنه لا طاعة لهؤلاء الحكام ولا لغيرهم في تعطيل فريضة من فرائض الدين ..

ولكن الله أخرس ألسنتهم عن قول الحق ، فهم في غيهم يعمهون ..

بل أقول : هؤلاء أهون القوم ، فهؤلاء يقولون "لا أدري" !! أما مردة الشياطين المسلطين على عقول المسلمين فهؤلاء لا يقولون لا ندري ، بل يُفتون الناس بما يُعارض نص القرآن والسنة وإجماع علماء المسلمين إرضاء لبطونهم وشهواتهم التي يُنفذها لهم حكامهم عباد عباد الصليب !!

يقولون نحن على منهج السلف !!
فإذا سألتهم من هم السلف ؟
قالوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

ائتوني بإسم صحابي واحد لم يجاهد الكفار في سبيل الله بالسيف بعد أن فرض الله الجهاد !! ثم إئتوني بواحد منكم رفع – لا أقول السيف – ولكن ، رفع طرفه لكافر ، إلّا إجلالاً له وإكبارا !!

إن القلوب المريضة التي تدنّست بحب الدنيا ، وتشبّعت بالخوف من المخلوقين وأُشْربت الدنّية والصغار يُذِلّ اللهُ أصحابها ويُسقط قدرهم ويوهن شأنهم فيكونون كالذرّ وكالقذى لا يأبه بهم أحد ولا يلتفت إليهم أحد .. فليستحيي أُناس رأوا الشيخ المقعد المشلول يهزّ الدنيا وهو على كرسيّه المتحرّك ..

ألا فلتعلم أخي القارئ : بأن الله يحاسبك وحدك .. أنت تأتيه يوم القيامة فيسألك عن القرآن الذين أُنزل إليك وما عملت به "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" (مريم : 95) : لا عالِم ولا حاكم ولا أهل ولا والد ولا ولد ، أنت فقط المسؤول عن هذا القرآن وما فيه ، وعن السنة وما جاء فيها .. فهل أعددت لله جوابا !!

كنّا نظن بأن هذه التبعية وهذا الشرك لا يكون فيمن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة ، فهذا شأن أهل البدع والضلال من الصوفية والرافضة الذين في عقيدتهم "أن يرمي الواحد منهم نفسه بين يدي المرجع أو الشيخ كالميّت" ، هؤلاء الذين يرون ما يحصل في العراق من قتل وهتك للأعراض وتدمير للبيوت وسرقة للأموال وإذلال ولا يُحرّكون ساكناً لأن مرجعهم "آية الله العظمى الإمام الفلاني قدس الله سرّه" لم يُفتهم بالجهاد بعد !!

وأي فتوى ينتظرون وكتاب الله ينطق فيهم ويصرخ بهم : " فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا " (النساء : 74-75) ..

وهذا "السستاني" الذي وضع ألوان إشارات المرور حول كربلاء والنجف ، ولا ندري لمَ لمْ يضعها حول فروج أبناءه وبناته الذين لا زالوا يدفعون له الأخماس هم وذويهم ، وقد هُتكت أعراضهم ولم يحرّك ساكناً ، إن لم يكن ديناً ، فحياء لأخذه أموالهم طوال هذه السنين !! العراق كُلّها أخذتْ وهو لا زال يطلي شوارعها بالخطوط الحمراء ليضمن عدم تعكير صفو وصول الأخماس إلى أرصدته السويسرية في سباق محموم مع إله الرافظة الآخر وصاحب الكنيسة الشرقية "خامنئي" ، للسيطرة على الكنيسة الرافضية العالمية !!

ها قد دخلت أمريكا كربلاء والنجف ومسحت بجنازير دباباتها خطوطك الوهمية وأخذت تقصف أضرحتكم الشركية التي طالما جمعتم بإسمها الأموال زوراً وبهتاناً ، فأين تلك الخطوط ، وأين الدفاع عن تلك الأضرحة التي ملأت بطونكم مالاً حراما !!

أقول : انتظروا خروج الأمريكان ليعود هذا الرّاهب برسم الخطوط من جديد ليتبعه عليها غوغاء الرافظة ودهمائها الذين غيّبوا عقولهم ورهنوها لهؤلاء الشياطين ..

لقد كنا نتوقّع هذا من أئمة الضلال ، ولكننا اكتشفنا بأن "آيات الله" تملأ "الحوزات" السنّيّة في أكثر البلاد الإسلامية ولاكن بمسميات أخرى ، "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" (صحيح ابن ماجة للألباني) ، والأمر قد تعدى الخمر إلى ما هو أخطر منه ..

يطبعون الكتيبات ويطرزونها بالأحاديث والآيات يضعونها في غير موضعها ، ويعتلون المنابر ، ويخرجون في الفضائيات ليسوغوا قتل النصارى للمسلمين ، وليحلوا دماء المسلمين ويحرموا دماء النصارى المعتدين ، يحلون التحاكم بغير ما أنزل الله ، ويعلّمون المسلمين الخضوع للمشرّعين والحاكمين بغير شريعة رب العالمين ، يمنعون الناس من الجهاد المتعيّن ليتمكّن الكفار من هتك أعراض المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ، وليُضفوا الشرعية على احتلال الكفار لبلاد المسلمين ، كل هذا ولا يصلهم أي شيء من أخماس المسلمين ، بل فتات يلقيه إليهم حكامهم يتناهشونه فيما بينهم ، فهؤلاء أعظم شراً من علماء الرافضة ، وأرخص بكثير !! والناس يطيعونهم في كل هذا ، ويتخذونهم أرباباً من دون الله ، فيتبعون فيهم سنن من كان قبلهم "حذو القذّة بالقذّة" !!


اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .. اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .. وتوفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود
27 ربيع الأول 1425 هـ
  #4  
قديم 09-03-2006, 02:33 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

تم نقله للإسلامية للتخصص
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م