يا اخوتي توسلوا ولا تلتفتوا لمن يحرم التوسل
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا اخوتي في الاسلام انه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالانبياء في حال الغيبة او بعد وفاتهم بدعوى ان ذلك عبادة لغير الله لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحي او ميت و لا مجرد الاستغاثة بغير الله و لا مجرد قصد قبر النبي صلى الله عليه و سلم و لا مجرد صيغة الاستعانة بغير الله تعالى اي ليس ذلك شركا لأنه لا ينطبق عليه تعريف العبادة عند اللغويين لأن العبادة عندهم الطاعة مع مع الخضوع قال الازهري الذي هو احد كبار اللغويين نقلا عن الزجاج الذي هو من اشهرهم : " العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع " و قال مثله الفراء و قال بعضهم : " العبادة اقصى غاية الخشوع و الخضوع " و قال بعض: " نهاية التذلل" كما يفهم ذلك من كلام شارح القاموس مرتضى الزبيدي خاتمة اللغويين و هذا الذي يستقيم لغة و عرفا
و ليس مجرد التذلل عبادة لغير الله و الا لكفر كل من يتذلل للملوك و العظماء و قد ثبت ان معاذ بن جبل لما قدم من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الرسول : " ما هذا؟ " فقال : " يا رسول الله اني رايت اهل الشام يسجدون لبطارقتهم و اساقفتهم و انت اولى بذلك " فقال : " لا تفعل لو كنت امر احد ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها " و لم يقل له رسول الله صلى الله عليه و سلم كفرت و لا قال له اشركت مع ان سجوده للنبي مظهر كبير من مظاهر التذلل. فهـؤلاء الذين يكفرون الشخص لأنه توسل بالرسول فهم جهلوا معنى العبادة و خالفوا ما عليه المسلمون لأن المسلمين سلفا و خلفا لم يز الوا يتوسلون بالنبي و لم يزالوا يزورون قبر النبي و ليس معنى الزيارة للتبرك ان الرسول يخلق لهم البركة بل المعنى انهم يرجون ان يخلق الله لهم البركة بزيارتهم و توسلهم
|