من مثقف مصري إلى <<المنتفضين>> في لبنان

[عدنان حافظ]

من مثقف مصري إلى <<المنتفضين>> في لبنان
د. رفعت سيد أحمد




امتلأ القلب خوفاً على ما يجري في لبنان، إننا أمام مؤامرة، صار أصغر طفل في عالمنا العربي يراها، ومع ذلك يصر البعض على تصويرها (كانتفاضة للاستقلال)؛ وانتفاضة على من، على سوريا؟ واستقلال عن من، عن سوريا؟ (سوريا التي قرأت وشاهدت ومعي جيلي كله دورها في الاستقلال اللبناني الحقيقي ومساندتها لحزب الله، ولبناء اللحمة الوطنية والجيش الوطني اللبناني الموحد)، وتضحيتها بقرابة الخمسة آلاف شهيد دفاعا عن لبنان.. فأي انتفاضة هذه وأي استقلال؟
وهل تصدقون أنفسكم حقاً عندما تقولون ذلك؟ هل تصدقون مَن سرق، وربما سفك دم الحريري، ووظفه ووظف (انتفاضتكم العفوية) من أجل مخططه الذي لا يخفى على عاقل في هذه البلاد؟
› جيد أن نقول ان هناك أخطاء لسوريا في لبنان، ولأجهزتها، ولكن: أليس من الجيد، والأخلاقي أن نقول إن بعض كبار ساستكم (الذين ينتفضون الآن من على قمم الجبال) كانوا شركاء في هذه الأخطاء وربما اقترفوا مع بلدكم خطايا أشد بلاء مما اقترفه السوريون وأجهزتهم؟
› والله أنا أشعر بالمرارة في الحلق، هل هكذا يرد جميل سوريا، أسمع البعض يرفض الكلمة ولكني وبصراحة شديدة أكررها (جميل)، وأنتم استفدتم منها ربما بأكثر مما استفادت هي.
إنني ومن الشارع المصري.. أشعر بالمرارة لانتفاضتكم هذه عندما تصف الوجود السوري ب(الاحتلال)، هل هكذا انقلبت المفاهيم والمعايير والقيم!! وأين ذهبت حمرة الخجل! إذن بماذا نسمي إسرائيل.. وساترفيلد؟
› أيها المنتفضون في لبنان اسمحوا لي أن أقول لكم إنكم مهددون بحرب أهلية (لا أتمناها وأدعو الله مخلصاً ألا تقع) وأنتم للأسف وقودها السهل، ومقدمتها، ان إعلان د. بشار الأسد خروج قواته من لبنان، فتح شهية الأفاعي في واشنطن وتل أبيب وباريس على حزب الله، وعلى كل المخلصين الصامتين في (شوارع) لبنان الأخرى التي لم تنتفض، وسيأتي الدور تباعا، لإسكات المقاومة ثم لنزع أسلحتها، وهنا ستبدأ الحرب الأهلية وللأسف الشديد، لا تنخدعوا بأقوال بعض (رفاق ساترفيلد) والتي يتغزلون فيها بحزب الله وبمقاومته فهؤلاء كانوا بالأمس يقولون ذات التوصيفات عن الجيش العربي السوري.. والدور السوري في الحفاظ على عروبة لبنان واستقراره وكانوا يحجون أسبوعياً الى دمشق ليقولوا ذات الكلمات، ثم هم الآن أشد الشاتمين ليس فحسب لسوريا وقياداتها بل حتى لشعبها ولعمالها في مدن لبنان وأضحوا شديدي العنصرية، هؤلاء سينقلبون على المقاومة، وسيستدعون غداة وصول آخر جندي سوري الى الحدود السورية، القوات الأميركية، وربما الإسرائيلية، تحت غطاء الأمم المتحدة لإسكات حزب الله والمقاومة.
هل ترون ذلك أم أن ماكينة الدعاية الكاذبة عن أوهام الديموقراطية والاستقلال من أمراء الطوائف قد أعمت العيون.
› أيها المنتفضون في لبنان بصراحة شديدة، ومن موقع المحب لبلدكم ولكم أقول أنتم أمام خيارين: إما ساترفيلد أو حسن نصر الله.