مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-12-2006, 06:12 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي

جزاك الله خيرا محمد
وجزاك الله خيرا خاتون
وبارك الله فيكما ونفع بكما
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 15-01-2007, 10:48 AM
علي بن محمد بشير علي بن محمد بشير غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 25
إفتراضي

بارك الله في من قال ومن بلغ
طبت وطاب أختيارك
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 15-01-2007, 05:03 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

من أروع ماقرأت وسمعت
وهي مسجلة بلحن إنشادي ممتاز ..
منذ زمن .. الشفا 5 أو الشفا6

الله يازمن ..
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 23-12-2006, 09:32 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي ملحمة الابتلاء..شعر د.يوسف القرضاوي

[size="5"]مختارات من قصيدة ملحمة الابتلاء- الملحمة النونية

ملحمة ألفت داخل السجن الحربي في القاهرة عام 1955م وهي تحكي قصة سجين قضى نحو عشرين شهراً في السجن الحربي ... إنها تصوير بسيط لبعض ما قاساه المسلمون الذين عذبوا في هذا السجن الرهيب.

وتبلغ عدد أبياتها أربعة وتسعين ومائتين - ونورد هنا جزءاً منها

شعر الشيخ: يوسف القرضاوي.


ثار القريض بخاطري فدعوني
أفضي لكم بفجائعي وشجوني

فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى
والشعر عودي يوم عزف لحوني

كم قال صحبي أين غر قصائدي
تشجي القلوب بلحنها المحزون

وتخلّد الذكرى الأليمة للورى
تتلى على الأجيال بعد قرون

ما حيلتي والشعر فيض خواطرٍ
ما دمت أبغيه ولا يبغيني ؟

واليوم عاودني الملاك فهزني
طرباً إلى الإنشاد والتلحين

ألهمتها عصماء تنبع من دمي
ويمدها قلبي وماء عيوني

نونية والنون تحلو في فمي
أبداً فكدت يقال لي ذو النونِ

صورت فيها ما استطعت بريشتي
وتركت للأيام ما يعييني

أحداث عهد عصابة حكموا بني
مصرَ بلا خلقٍ ولا قانون

أنست مظالمهم مظالم من خلوا
حتى ترحمنا على نيرون

حسبوا الزمان أصمّ أعمى عنهم
قد نوّموه بخطبةٍ وطنين

ويراعة التاريخ تسخر منهمو
وتقوم بالتسجيل والتدوين

وكفى بربك للخليقة محصياً
في لوحه وكتابه المكنون

يا سائلي عن قصتي اسمع إنها
قصص من الأهوال ذات شجون

أمسك بقلبك أن يطير مفزعاً
وتولّ عن دنياك حتى حين

فالهول عاتٍ والحقائق مرةٌ
تسمو على التصوير والتبيين

والخطب ليس بخطب مصر وحدها
بل خطب هذا المشرق المسكين

في ليلة ليلاء من نوفمبرٍ
فزعت من نومي لصوت رنين

فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً
وتحوطني عن شمألٍ ويمين

فتخطفوني من ذوي وأقبلوا
فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين

وعزلت عن بصر الحياة وسمعها
وقذفت في قفص العذاب الهون

في ساحة (الحربي) حسبك باسمه
من باعث للرعب قد طرحوني

ما كدت أدخل بابه حتى رأت
عيناي ما لم تحتسبه ظنوني

في كل شبر للعذاب مناظرٌ
يندى لها -والله - كل جبين

فترى العساكر والكلاب معدة
للنهش طوع القائد المفتون

هذي تعض بنابها وزميلها
يعدو عليك بسوطه المسنون

ومضت علي دقائق وكأنها
مما لقيت بهن بضع سنين

يا ليت شعري ما دهانِ؟ وما جرى؟
لا زلت حياً أم لقيت منوني؟

عجباً أسجن ذاك أم هو غابةٌ
برزت كواسرها جياع بطون ؟

أأرى بناء أم أرى شقي رحى
جبارة للمؤمنين طحونِ؟

واهاً أفي حلم أنا أم يقظةً
أم تلك دار خيالة وفتون ؟

لا لا أشك هي الحقيقة حية
أأشك في ذاتي وعين يقيني ؟

هذي مقدمة الكتاب فكيف ما
تحوي الفصول السود من مضمون ؟

هذا هو (الحربي) معقل ثورة
تدعو إلى التحرير والنكوين

فيه زبانية أعدوا للأذى
وتخصصوا في فنه الملعون

متبلدون عقولهم بأكفهم
وأكفهم للشر ذات حنين

لا فرق بينهمو وبين سياطهم
كل أداة في يدي مأفون

يتلقفون القادمين كأنهم
عثروا على كنزٍ لديك ثمين

بالرجل بالكرباج باليد بالعصا
وبكل أسلوبٍ خسيسسٍ دونِ

لا يقدرون مفكراً ولو أنه
في عقل سقراط وأفلاطون

لا يعبئون بصالحٍ ولو أنه
في زهد عيسى أو تقى هارون

لا يرحمون الشيخ وهومحطمٌ
والظهر منه تراه كالعرجون

لا يشفقون على المريض وطالما
زادوا أذاه بقسوةٍ وجنون

كم عالمٍ ذي هيبة وعمامةٍ
وطئوا عمامته بكل مجون

لو لم تكن بيضاء ما عبثوا بها
لكنها هانت هوان الدين

وكبيرِ قومٍ زينته لحيةٌ
أغرتهمو بالسبِّ والتلعين

قالوا له :انتفها -بكل وقاحةٍ
لم يعبأوا بسنينه الستين

فإذا تقاعس أو أبى يا ويله
مما يلاقي من أذىً وفتون

أترى أولئك ينتمون لآدمٍ
أم هم ملاعينٌ بنو ملعون ؟

تالله أين الآدمية منهمو
من مثل محمودٍ ومن ياسين

من جودة أو من دياب ومصطفى
وحمادةٍ وعطية وأمين

لا تحسبوهم مسلمين من اسمهم
لا دين فيهم غير سبّ الدين

لا دين يردع لا ضمير محاسبٌ
لا خوف شعبٍٍ لا حمى قانون

من ظن قانوناً هناك فإنما
قانوننا هو حمزة البسيوني

جلاد ثورتهم وسوط عذابهم
سموه زوراً قائداً لسجون

وجه عبوس قمطرير حاقدُ
مستكبر القسمات والعرنين

في خده شجٌ ترى من خلفه
نفساً معقدةً وقلب لعين

متعطشٍ للسوءِ في الدم والغٍ
في الشرّ منقوعٍ به معجونِ

هذا هو الحربي معقل ثورة
تدعو إلى التطوير والتحسين

هو صورة صغرى استعيرت من لظى
في ضيقها وعذابها الملعون

هو مصنع للهول كم أهدى لنا
صوراً تذكرنا بيوم الدين

هو فتنة في الدين لولا نفحةٌ
من فيض إيمانٍ وبرد يقين

قل للعواذل إن رميتم مصرنا
بتخلف التصنيع والتعدين

مصر الحديثة قد علت وتقدمت
في صنعة التعذيب والتقرين

وتفننت - كي لا يمل معذَّبٌ
في العرض والإخراج والتلوين

أرأيت بالإنسان يُنفخ بطنه
حتى يُرى في هيئة البالون ؟

أسمعت بالإنسان يُضغط رأسُه
بالطوق حتى ينتهي لجنون ؟

أسمعت بالإنسان يُشعل جسمُه
ناراً وقد صبغوه بالفزلين ؟

أسمعت ما يلقى البرئ ويصطلي
حتى يقول: أنا المسئُ خذوني

أسمعت بالآهات تخترق الدجى
رباه عدلك .. إنهم قتلوني

إن كنت لم تسمع فسل عمّا جرى
مثلي ولا ينبيك مثل سجين

واسأل ثرى الحربي أو جدرانه
كم من كسير فيه أو مطعون

وسل السياط السود كم شربت دماً
حتى غدت حمراً بلا تلوين

وسل (العروسة) قبحت من عاهرٍ
كم من جريحٍ عندها وطعين

كم فتية زفوا إليها عنوة
سقطوا من التعذيب والتوهين

واسأل (زنازين) الجليد تجبك عن
فن العذاب وصنعة التلقين

بالنار أو بالزمهرير فتلك في
حينٍ وهذا الزمهرير بحين

يُلقى الفتنى فيها ليالي عارياً
أو شبه عارٍ في شتا كانون

وهناك يملي الاعتراف كما اشتهوا
أو لا فويل مخالفٍ وحرون

وسل (المقطم) وهو أعدل شاهدٍ
كم من شهيدٍ في التلال دفين

قتلته طغمة مصر أبشع قتلةٍ
لا بالرصاص ولا القنا المسنون

بل علقوه كالذبيحة هيئت
للقطع والتمزيق بالسكين

وتهجدوا فيه ليالي كلها
جلدٌ وهم في الجلد أهل فنون

فإذا السياط عجزن عن إنطاقه
فالكي بالنيران خير ضمين

ومضت ليالٍ والعذاب مسجّرٌ
لفتى بأيدي المجرمين رهين

لم يعبؤوا بجراحه وصديدها
لم يسمعوا لتأوهٍ وحنين

قالوا اعترف أو مت فأنت مخيّرٌ
فأبى الفتى إلا اختيار منون

وجرى الدم الدفاق يسطر في الثرى
يا إخوتي استشهدت فاحتسبوني

لا تحزنوا إني لربي ذاهبٌ
أحيا حياة الحر لا المسجونِ

وامضوا على درب الهدى لا تيأسوا
فاليأس أصل الضعف والتهوين

قل للذي جعل الكنانة كلها
سجناً وبات الشعب شر سجين

يا أيها المغرور في سلطانه
أمن النضار خلقت أم من طين ؟

يا من أسأت لكل من قد أحسنوا
لك دائنين فكنت شر مدين

يا ذئب غدرٍ نصبوه راعياً
والذئب لم يك ساعة بأمين

يا من زرعت الشر لن تجني سوى
شرٍ وحقدٍ في الصدور دفين

سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضت
دول أولات عساكر وحصون

ستهب عاصفةٌ تدك بناءه
دكاً وركن الطلم غير ركين

ماذا كسبت وقد بذلت من القوى
والمال بالآلاف والمليون ؟

أرهقت أعصاب البلاد ومالها
ورجالها في الهدم لا التكوين

وأدرت معركة تأجج نارها
مع غير (جون بولٍ) ولا كوهين

هل عدت إلا بالهزيمة مرّةٍ
وربحت غير خسارة المغبون ؟

وحفرت في كل القلوب مغاوراً
تهوي بها سفلاً إلى سجّين

وبنيت من أشلائنا وعظامنا
جسراً به نرقى لعليين

وصنعت باليد نعش عهدك طائعاً
ودققت إسفيناً إلى إسفين

وظننت دعوتنا تموت بضربةٍ
خابت ظنونك فهي شر ظنون

بليت سياطك والعزائم لم تزل
منّا كحدّ الصارم المسنون

إنا لعمري إن صمتنا برهةً
فالنار في البركان ذات كمون

تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً
يوماً وفي التاريخ برُّ يميني

ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي على السكّين

لن تستطيع حصار فكري ساعةً
أو نزع إيماني ونور يقيني

فالنور في قلبي وقلبي في يديْ
ربّي .. وربّي ناصري ومعيني

سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي
وأموت مبتسماً ليحيا ديني

[/SIZE
]
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 17-01-2007, 02:55 PM
البحار العربى البحار العربى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 5
إفتراضي

شكرا على القصيدة الجميلة
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 17-01-2007, 06:15 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

جزاك الله خيراً أخي السيد عبدالرزاق
على إدراج هذه القصيدة هنا
فهي من أروع ما قرأت في محاسبة النفس والاستعداد للآخرة
نسأل الله اللطف والخاتمة الحسنة ..
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 22-01-2007, 03:44 PM
خاتون خاتون غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 246
إفتراضي

كفى بالموت واعظا

شكرا على هذه التذكرة


تحياتي
خاتون
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 22-01-2007, 05:32 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

شكرا أخي البحار العربي
شكرا أخي خاتون
شكرا أخي دايم العلو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم تحياتي وودي وتقديري
ونسأل الله أن نموت علي الإسلام صالحين مصلحين
ويجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقا ه فيه
وآخر كلامنا من الدنيا شهادة ان لاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
صلوات الله وسلامه عليه .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 14-05-2007, 01:19 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي قصائد مؤثرة في الحج والوقوف بعرفة.

قصائد مبكية عن الحج والوقوف في عرفة






قصيدة ابن الأمير الصنعاني المشهورة
في ذكر الحج وبركاته

أيا عذبات البان من أيمـن الحمـى *** رعى الله عيشا في ربـاك قطعنـاه
سرقناه من شرخ الشباب وروْقـه *** فلما سرقنا الصفو منـه سُرقنـاه
وجاءت جيوش البين يقدمها القضا ***فبـدد شمـلا بالحجـاز نظمـنـاه
حرام بـذي الدنيـا دوام اجتماعنـا *** فكم صرمت للشمل حبـلاً وصلنـاه
فيا أين أيام تولـت علـى الحمـى *** وليل مع العشـاق فيـه سهرنـاه
ونحن لجيـران المحصـب جيـرة *** نوفي لهم حسـن الـوداد ونرعـاه
ونخلو بمن نهوى إذا رقـد الـورى *** ويجلو علينـا مـن نحـب محيـاه
فقـرب ولا بعـد وشمـل مجمـع *** وكأس وصـال بيننـا قـد أدرنـاه
فهاتيـك أيـام الحيـاة وغيـرهـا *** ممات فياليت النـوى مـا شهدنـاه
فيا ما أمر البين ما أقتـل الهـوى *** أما يا الهوى إن الهنا قـد سلبنـاه
فـو الله لـم يبـق الفـراق لـذاذة *** فلو مـن سبيـل للفـراق فرقنـاه
فأحبابنا بالشوق بالحـب بالجـوى *** لحرمة عقـد عندنـا مـا حللنـاه
لحـق هوانـا فيـكـم وودادنــا *** لميثاق عهد صـادق مـا نقضنـاه
أعيـدوا لنـا أعيادنـا بربوعكـم *** ووقت سرور في حماكـم قضينـاه
فما العيش إلا ما قضينا على الحمى *** فداك الذي من عمرنا قـد عددنـاه
فياليت عنا أغمض البيـن طرفـه *** ويا ليـت وقتـا للفـراق فقدنـاه
وترجع أيام المحصـب مـن منـى *** ويبـدو ثـراه للعيـون حصـبـاه
وتسرح فيه العيـس بيـن ثمامـة *** وتستنشق الأوراح نشـر خزامـاه
ونشكو إلى أحبابنـا طـول شوقنـا *** إليهـم ومـاذا بالفـراق لقيـنـاه
فلا كانـت الدنيـا إذا لـم يعاينـوا *** هم القصد في أولى المشوق وأخراه
عليكم سلام الله يا ساكني الحمـى *** بكم طاب رياه بكـم طـاب سكنـاه
وربكـم لـولاكـم مــا نــوده *** ولا القلب من شـوق إليـه أذبنـاه
أسكان وادي المنحنـى زاد وجدنـا *** بمغنى حماكم ذاك مغنـى شغفنـاه
نحنّ إلـى تلـك الربـوع تشوقـاً *** ففيها لنـا عهـد وعقـد عقدنـاه
ورب يرانا مـا سلونـا ربوعكـم *** وما كان من ربع سـواه سلونـاه
فيا هل إلى ربع الأعاريـب عـودة *** فـذاك وحـق الله ربـع حببـنـاه
قضينا مع الأحبـاب فيـه مآربـا *** إلى الحشر لا تنسى سقى الله مرعاه
فشدوا مطايانا إلـى الربـع ثانيـا *** فإن الهوى عن ربعكم مـا ثنينـاه

ذكر البيت والطواف

ففـي ربعهـم لله بيـت مـبـارك *** إليه قلوب الخلـق تهـوى وتهـواه
يطوف بـه الجانـي فيغفـر ذنبـه *** ويسقـط عنـه جرمـه وخطايـاه
فكـم لـذة كـم فرحـة لطـوافـه *** فلله مـا أحلـى الطـواف وأهنـاه
نطوف كأنا فـي الجنـان نطوفهـا *** ولا هـم لا غـم فــذاك نفيـنـاه
فواشوقنـا نحـو الطـواف وطيبـه *** فذلـك شـوق لا يعـبـر معـنـاه
فمن لم يذقه لـم يـذق قـط لـذة *** فذقه تذق يا صاح مـا قـد أذقنـاه
فوالله ما ننسـى الحمـى فقلوبنـا *** هناك تركناهـا فيـا كيـف ننسـاه
ترى رجعـة هـل عـودة لطوافنـا *** وذاك الحمى قبـل المنيـة نغشـاه
ووالله ما ننسـى زمـان مسيرنـا *** إليه وكل الركـب قـد لـذ مسـراه
وقـد نسيـت أولادنـا ونسـاؤنـا *** وأموالنـا فالقلـب عنهـم شغلنـاه
تراءت لنا أعلام وصل على اللـوى *** فمن أجلها فالقلـب عنهـم لوينـاه
جعلنا إله العـرش نصـب عيوننـا *** ومَنْ دونه خلـف الظهـور نبذنـاه
وسرنا نشـق البيـد للبلـد الـذي *** بجهـد وشـق للنفـوس بلغـنـاه
رجالاً وركبانا علـى كـل ضامـر *** ومن كـل ذي فـج عميـق أتينـاه
نخوض إليه البر والبحـر والدجـى *** ولا قاطـع إلا وعـنـه قطعـنـاه
ونطوي الفلا من شدة الشوق للقـا *** فتمسي الفلا تحكي سجـلاً قطعنـاه
ولا صدنا عن قصدنـا فقـد أهلنـا *** ولا هجـر جـار أو حبيـب ألفنـاه
وأموالـنـا مبـذولـة ونفوسـنـا *** ولم نبق شيئاً منهمـا مـا بذلنـاه
عرفنا الذي نبغـي ونطلـب فضلـه *** فهـان علينـا كـل شـيء بذلنـاه
فمن عرف المطلوب هانـت شدائـد *** عليه ويهوى كـل مـا فيـه يلقـاه
فيا لو ترانـا كنـت تنظـر عصبـة *** حيارى سكـارى نحـو مكـة وُلاه
فلله كـم ليـل قطعنـاه بالسـرى *** وبـر بسيـر اليعمـلات بريـنـاه
وكم من طريق مفزع فـي مسيرنـا *** سلكنـا وواد بالمخـاوف جـزنـاه
ولو قيـل إن النـار دون مزاركـم *** دفعنـا إليهـا والعـذول دفعـنـاه
فمولى الموالي للزيـارة قـد دعـا *** أنقعـد عنهـا والمـزور هـو الله
ترادفت الأشواق واضطـرم الحشـا *** فمن ذا له صبـر وتضـرم أحشـاه
وأسرى بنا الحادي فأمعن في السرى *** وولى الكرى نـوم الجفـون نفينـاه

الإحرام من الميقات

ولمـا بـدا ميقـات إحـرام حجـنـا *** نزلنـا بـه والعيـس فيـه أنخـنـاه
ليغتسـل الحجـاج فيـه ويحـرمـوا *** فمنـه نلـبـي ربـنـا لا حرمـنـاه
ونـادى منـاد للحجـيـج ليحـرمـوا *** فلـم يبـق إلا مـن أجــاب ولـبـاه
وجـردت القمصـان والكـل أحرمـوا *** ولا لبـس لا طيـب جميعـاً هجرنـاه
ولا لهو ولا صيـد ولا نقـرب النسـا *** ولا رفـث لا فسـق كُـلاً رفضـنـاه
وصرنـا كأمـوات لففنـا جسومـنـا *** بأكفانـنـا كــل ذلـيـل لـمــولاه
لعـل يـرى ذل العـبـاد وكسـرهـم *** فيرحمـهـم رب يـرجـون رحـمـاه
ينادونـه : لبيـك لبـيـك ذا الـعـلا *** وسعديك كـل الشـرك عنـك نفينـاه
فلو كنـت يـا هـذا تشاهـد حالهـم *** لأبكاك ذاك الحـال فـي حـال مـرآه
وجوههـم غبـر وشعـث رءوسهـم *** فــلا رأس إلا لـلإلـه كشـفـنـاه
لبسنـا دروعـاً مـن خضـوع لربنـا *** وما كان من درع المعاصـي خلعنـاه
وذاك قليـل فــي كثـيـر ذنوبـنـا *** فيـا طالمـا رب العـبـاد عصيـنـاه
إلـى زمـزم زمـت ركـاب مطيـنـا *** ونحو الصفا عيـس الوفـود صففنـاه
نــؤم مقـامـاً للخلـيـل معظـمـاً *** إليـه استبقنـا والـركـاب حثثـنـاه
ونحـن نلبـي فـي صعـود ومهبـط *** كذا حالنـا فـي كـل مرقـى رقينـاه
وكـم نشـز عـال علتـه رفـودنـا *** وتعلو بـه الأصـوات حيـن علونـاه
نحـج لبيـت حجـه الرسـل قبلـنـا *** لنشهـد نفعـاً فـي الكتـاب وعدنـاه
دعـانـا إلـيـه الله قـبـل بنـائـه *** فقلـنـا لــه لبـيـك داع أجبـنـاه
أتيـنـاك لبيـنـاك جئـنـاك ربـنـا *** إلـيـك هربـنـا والأنــام تركـنـاه
ووجهـك نبفـي أنـت للقلـب قبـلـة *** إذا مـا حججنـا أنـت للحـج رمنـاه
فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا *** وما زمـزم أنـت الـذي قـد قصدنـاه
وأنـت منانـا أنـت غايـة سولـنـا *** وأنـت الـذي دنيـا وأخـرى أردنـاه
إليـك شددنـا الرحـل نختـرق الفـلا *** فكـم سُـدَّ سَـدُّ فـي سـواد خرقنـاه
كذلـك مـا زلنـا نـحـاول سيـرنـا *** نهـارا وليـلاً عيسنـا مـا أرحـنـاه
إلى أن بدا إحدى المعالـم مـن منـى *** وهـب نسيـم بالـوصـال نشقـنـاه
ونادى بنـا حـادي البشـارة والهنـا *** فهـذا الحمـى هـذا ثـراه غشيـنـاه

رؤية البيت

وما زال وفـد الله يقصـد مكـة *** إلى أن بدا البيت العتيق وركنـاه
فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا *** وكبرت الحجـاج حيـن رأينـاه
وقد كادت الأرواح تزهق فرحـة *** لما نحن من عظم السرور وجدناه
تصافحنا الأملاك من كان راكبـا *** وتعتنـق الماشـي إذا تتلـقـاه

طواف القدوم

فطفنـا بــه سبـعـاً رملـنـا *** وأربعة مشينا كمـا قـد أمرنـاه
كذلك طـاف الهاشمـي محمـد *** طواف قدوم مثل ما طاف طفنـاه
وسالت دموع من غمام جفوننـا *** على ما مضى من إثم ذنب كسبناه
ونحن ضيـوف الله جئنـا لبيتـه *** نريد القرى نبغي من الله حسنـاه
فنادى بنا أهلا ضيوفي تباشـروا *** وقروا عيونـا فالحجيـج قبلنـاه
غدا تنظروني في جنان خلودكـم *** وذاك قراكم مـع نعيـم ذخرنـاه
فأي قرى يعلـو قرانـا لضيفنـا *** وأي ثواب مثـل مـا قـد أثبنـاه
وكل مسيء قـد أقلنـا عثـاره *** ولا وزر إلا عنكم قـد وضعنـاه
ولا نصـب إلا وعنـدي جـزاؤه *** وكـل الـذي أنفقتمـوه حسبنـاه
سأعطيكم أضعاف أضعاف مثلـه *** فطيبوا نفوساً فضلنا قد فضلنـاه
فيـا مرحبـا بالقادميـن لبيتنـا *** إلـى حججتـم لا لبيـت بنينـاه
علي الجزا مني المثوبة والرضى *** ثوابكـم يـوم الجـزا أتــولاه
فطيبوا سروراً وافرحوا وتباشروا *** وتيهوا وهيموا بابنا قـد فتحنـاه
ولا ذنب إلا قـد غفرنـاه عنكـم *** وما كان من عيب عليكم سترناه
فهذا الـذي نلنـا بيـوم قدومنـا *** وأول ضيـق للصـدور شرحنـاه

__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 14-05-2007, 01:22 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

المبيت بمنى والمسير إلى عرفات

وبتنا بأقطار المحصب من منـى *** فيا طيب ليـل بالمحصـب بتنـاه
في يومنا سرنا إلى الجبل الـذي *** من البعد جئناه لما قـد وجدنـاه
فلا حـج إلا أن نكـون بأرضـه *** وقوفاً وهذا في الصحيح روينـاه
إليـه ابتدرنـا قاصديـن إلهنـا *** فلولاه مـا كنـا لحـج سلكنـاه
وسرنا إليـه قاصديـن وقوفنـا *** عليه ومن كـل الجهـات أتينـاه
على علميـه للوقـوف جلالـة *** فلا زالتا تحمى وتحـرس أرجـاه
وبينهمـا جزنـا إليـه بزحمـة *** فيا طيبها ليت الزحـام رجعنـاه
ولمـا رأينـاه تعالـى عجيجنـا *** نلبـي وبالتهليـل منـا ملأنـاه
وفيـه نزلنـا بكـرة بذنوبـنـا *** وما كان من ثقل المعاصي حملناه


الوقوف بعرفة

وبعد زوال الشمس كـان وقوفنـا *** إلى الليل نبكـي والدعـاء أطلنـاه
فكم حامـد كـم ذاكـر ومسبـح *** وكم مذنب يشكـو لمـولاه بلـواه
فكم خاضـع كـم خاشـع متذلـل *** وكم سائل مـدت إلـى الله كفـاه
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنـا *** وكم ثوب عز في الوقوف لبسنـاه
ورب دعانـا ناظـر لخضوعـنـا *** خبير عليـم بالـذي قـد أردنـاه
ولما رأى تلك الدموع التي جرت *** وطول خشوع مع خضوع خضعناه
تجلى علينـا بالمتـاب وبالرضـى *** وباهى بنا الأملاك حيـن وقفنـاه
وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم *** أجرنـا أغثنـا يـا إلهـا دعونـاه
وقد هجـروا أموالهـم وديارهـم *** وأولادهم والكـل يرفـع شكـواه
إلـي فإنـي ربـهـم ومليكـهـم *** لمن يشتكي المملـوك إلا لمـولاه
ألا فاشهدوا أني غفـرت ذنوبهـم *** ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخنـاه
فقد بدأت تلك المسـاوي محاسنـا *** وذلك وعـد مـن لدنـا وعدنـاه
فيا صاحبي من مثلنا فـي مقامنـا *** ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلنـاه
على عرفات قـد وقفنـا بموقـف *** به الذنب مغفـور وفيـه محونـاه
وقد أقبل البـاري علينـا بوجهـه *** وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرنـاه
وعنكم ضمنا كـل تابعـة جـرت *** عليكـم وأمـا حقـنـا فوهبـنـاه
أقلناكم من كـل مـا قـد جنيتـم *** وما كان من عذر لدينـا عذرنـاه
فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنـا *** وأوزارنـا ترمـى ويرحمنـا الله

ذكر خزي إبليس اللعين

فإبليس مغموم لكثرة ما يرى *** من العتق محقوراً ذليلاً دحرناه
على رأسه يحثو التراب مناديا *** بأعوانه : ويلاه ذا اليوم ويلاه
وأظهر من حسـرة وندامـة *** وكل بناء قـد بنـاه هدمنـاه
تركناه يبكي بعدما كان ضاحكاً *** فكم مذنب من كفه قد سللنـاه
وكم أمل نلناه يـوم وقوفنـا *** وكم من أسير للمعاصي فككناه
وكم قد رفعنا للإلـه مطالبـا *** ولا أحد ممن نحـب نسينـاه
وخصصت الآباء والأهل بالدعا *** وكم صاحب دان وناء ذكرنـاه
كذا فعل الحجاج هاتيك عـادة *** وما فعل الحجاج فيه فعلنـاه
وظل إلى وقت الغروب وقوفنا *** وقيل ادفعوا فالكل منكم قبلناه

الإفاضة والمبيت بمزدلفة وذكر الله عند المشعر

أفيضوا وأنتم حامدون إلهكـم *** إلى مشعر جاء الكتاب بذكراه
وسيروا إليه واذكروا الله عنده *** فسرنا وفي وقت العشاء نزلناه
وفيه جمعنا مغرباً وعشاءهـا *** ترى عائداً جمعاً لجمع جمعناه
وبتنا به حتى لقطنـا جمارنـا *** وربا شكرناه على ما هدانـاه
ومنه أفضنا حيثما الناس قبلنا *** أفاضوا وغفران الإله طلبنـاه

نزول منى والرمي والحلق والنحر

ونحو منى ملنا بها كان عيدنـا *** ونلنا بها ما القلب كان تمنـاه
فمن منكـم بالله عيـد عيدنـا *** فعيد منـى رب البريـة أعـلاه
وفيه رمينـا للعقـاب جمارنـا *** ولا جرم إلا مع جمار رمينـاه
وبالجمرة القصوى بدأنا وعندها *** حلقنا وقصرنا لشعر حضرنـاه
ولما حلقنا حل لبـس مخيطنـا *** فيا حلقة منها المخيط لبسنـاه
وفيها نحرنا الهدي طوعاً لربنا *** وإبليس لما أن نحرنـا نحرنـاه
ومن بعدها يومان للرمي عاجلاً *** ففيها رمينـا والإلـه دعونـاه
وإياه أرضينا برمـي جمارنـا *** وشيطاننا المرجوم ثم رجمنـاه
وبالخيف أعطانا الإلـه أماننـا *** وأذهب عنا كل ما نحن نخشـاه

النفرة من منى

وردت إلى البيت الحرام وفودنا *** تحن له كالطير حـن لمـأواه
وطفنا طوافا للإفاضة حولـه *** وفزنا به بعد الجمار وزرنـاه
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة *** كأنا دخلنا الخلد حين دخلنـاه
ونلنا أمان الله عنـد دخولـه *** كذا أخبر القرآن فيما قرأنـاه
فيا منزلاً قد كان أبرك منـزل *** نزلناه في الدنيا وبيتاً وطئنـاه
ترى حجةً أخرى إليه ودخلـةً *** وهذا على درب الورى نتمناه
فإخواننا ما كان أحلى دخولنا *** إليه ولبثـا فـي ذراه لبثنـاه

طواف الإفاضة

نطوف به والله يحصي طوافنـا *** ليسقط عنا ما نسينـا وأحصـاه
وبالحجر الميمون عجنـا فإنـه *** لرب السما والأرض للخلق يمناه
نقبلـه مـن حبـنـا لإلهـنـا *** وكم لثمة طي الطـواف لثمنـاه
وذاك لنا يـوم القيامـة شاهـد *** وفيـه لنـا لله عهـد عهدنـاه
ونستلم الركن اليمانـي طاعـة *** ونستغفر المولى إذا ما لمسنـاه
وملتـزم فيـه التزمنـا لربنـا *** عهوداً وعقبى الله فيه لزمنـاه
وكم موقف فيه يجاب لنا الدعـا *** دعونا به والقصد فيـه نوينـاه

الصلاة بالمقام والشرب من زمزم والسعي

وصلى بأركـان المقـام حجيجنـا *** وفي زمزم ماءً طهـوراً وردنـاه
وفيه الشفا فيـه بلـوغ مرادنـا *** لما نحن ننويـه إذا مـا شربنـاه
وبين الصفا والمروة الوفد قد سعى *** فإن تمام الحـج تكميـل مسعـاه
فسبعاً سعاها سيد الرسـل قبلنـا *** ونحـن تبعنـاه فسبعـاً سعينـاه
نهرول فـي أثنائهـا كـل مـرة *** فهذاك من فعل الرسـول فعلنـاه

تمام الحج والتحلل الثاني

وبعد تمـام الحـج والنسـك كلهـا *** حللنا وباقـي عيسنـا قـد أنخنـاه
فمن شاء وافى الصيد والطيب والنسا *** وقـد تـم حـج للإلـه حججـنـاه
ولما اعتمرنا كـان أبـرك عمرنـا *** زمانـا نـراه باعتمـار عمـرنـاه

ذكر أقسام الدعاء بعد تمام النسك

ولما قضينـا للإلـه مناسكـاً *** ذكرناه والمطلوب منه سألنـاه
فمن طالب حظاً بدنيا فمـا لـه *** خـلاق بأخـراه إذا الله لاقـاه
ومن طالب حسنا بدنيـا لدينـه *** وحسنـا بأخـراه وذاك يوفـاه
وآخر لا يبغي مـن الله حاجـة *** سوى نظرة في وجهه يوم عقباه


طواف الوداع

وبات حجيج الله بالبيت محدقـاً *** ورحمة رب العرش ثمت تغشاه
تداعت رفاقا بالرحيل فما تـرى *** سوى دمع عين بالدماء مزجنـاه
لفرقة بيت الله والحجـر الـذي *** لأجلهما صعب الأمور سلكنـاه
وودعت الحجاج بيـت إلههـا *** وكلهم تجري من الحزن عينـاه
فللَّه كم باك وصاحـب حسـرة *** يـود بـأن الله كـان تـوفـاه
فلو تشهد التوديع يومـاً لبيتـه *** فإن فراق البيت مـر وجدنـاه
فمـا فرقـة الأولاد والله إنـه *** أمر وأدهى ذاك شيء خبرنـاه
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره *** فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
لقد صدعـت أكبادنـا وقلوبنـا *** لما نحن من مر الفراق شربنـاه
والله لـولا أن نؤمـل عــودة *** إليه لذقنا الموت حيـن فجعنـاه

ذكر الرحيل إلى طيبة وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام

ومن بعد ما طفنـا طـواف وداعنـا *** رحلنا لمغنى المصطفـى ومصـلاه
ووالله لـو أن الأسنـة أشـرعـت *** وقامت حروب دونـه مـا تركنـاه
ولـو أننـا علـى الـروس دونـه *** ومن دونه جفـن العيـون فرشنـاه
وتملـك منـا بالوصـول رقبـانـا *** ويسلب منـا كـل شـيء ملكنـاه
لكـان يسيـراً فـي محبـة أحمـد *** وبالروح لو يشرى الوصال شرينـاه
ورب الورى لولا محمـد لـم نكـن *** لطيبـة نسعـى والركـاب شددنـاه
ولولاه ما اشتقنـا العقيـق ولا قبـا *** ولولاه لـم نهـوى المدينـة لـولاه
هو القصد إن غنـت بنجـد حداتنـا *** وإلا فمـا نجـد وسـلـع أردنــاه
وما مكة والخيف قل لـي ولا منـى *** وما عرفـات قبـل شـرع أردنـاه
بـه شرفـت تلـك الأماكـن كلهـا *** وربك قد خـص الحبيـب وأعطـاه
لمسجـده سرنـا وشـدت رحالنـا *** وبيـن يديـه شوقنـا قـد كشفنـاه
قطعنـا إليـه كـل بـر ومهـمـه *** ولا شاغـل إلا وعـنـا قطعـنـاه
كـذا عزمـات السائريـن لطيـبـة *** رعى الله عزمـاً للحبيـب عزمنـاه
وكم جبـل جزنـا ورمـل وحاجـز *** ولله كـم واد وشـعـب عبـرنـاه
ترنحنـا الأشـواق نحـو محـمـد *** فنسري ولا ندري بما قـد سرينـاه
ولمـا بـدا جـزع العقيـق رأيتنـا *** نشاوى سكـارى فارحيـن برؤيـاه
شممنا نسيماً جاء من نحـو طيبـة *** فأهلاً وسهلاً يـا نسيمـا شممنـاه
فقـد ملئـت منّـا القلـوب مسـرة *** وأي سرور مثل مـا قـد سررنـاه
فوا عجبـاه كيـف قـرّت عيوننـا *** وقـد أيقنـت أن الحبيـب أتيـنـاه
ولقيـاه منـا بَعـدَ بُعـدٍ تقـاربـت *** فـو الله لا لقيـا تـعـادل لقـيـاه
وصلنـا إليـه واتصلنـا بقـربـه *** فلله مـا أحلـى وصـولاً وصلنـاه
وقفنـا وسلمنـا علـيـه وإنــه *** ليسمعنا مـن غيـر شـك فدينـاه
ورد علينـا بالـسـلام سلامـنـا *** وقد زادنا فـوق الـذي قـد بدأنـاه
كذا كان خلق المصطفـى وصفاتـه *** بذك في الكتـب الصحـاح عرفنـاه
وثـم دعـونـا للأحـبـة كلـهـم *** فكم من حبيب بالدعـاء خصصنـاه
وملنـا لتسليـم الإماميـن عـنـده *** فإنهمـا حقـاً هـنـاك ضجيـعـاه
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م