مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-08-2005, 02:47 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي فتاة الليل ((عندما يئن العفاف)) :


فتاة الليل ((عندما يئن العفاف))


مكتترة الجسم .. متوسطة الطول .. ذات بشرة قمحية.. لها شفتان دسمتان وأنفا كالسيف.. عيونها واسعة حتى لكأنها تأخذ جزأ كبيرا من وجهها ..

رغم حالة الفقر المدقع الذي تحياه مع أسرتها إلا أنها تعشق الطيب .. فلا تخلو حجرتها من زجاجة ماء ورد تقتصد في استعماله, وعلبة بخور محلية الصنع .. وزجاجتي عطر صغيرتين من العطور التقليدية .. عود وعنبر.. أهديت إياهما من إحدى الجارات .. هذه " مّي " التي لا تخلو عيناها من الكحل .. ولا يخلو شعرها – والذي تُخرج مقدمته – من دهن الزيت.
سالم زوجها صياد فقير .. الذي إن بسط عليه الرزق من حصاد صيد باعه في السوق بعدما يُبقي لعائلته الشيء اليسير.
ويشتري ببعض ربحه أساسيات الحياة اليومية.. لسالم ومّي عشر من الأولاد أكبرهم زهرة .. وأصغرهم ريحانة .. والأوسط بين هذه وتلك من الذكور .. اتخذت مّي مكانها بين الجارات .. فقد اعتدن على اللقاء كل صباح .. وعلا صوتها بين الحاضرات .. تمّيل هذه بضحكات عالية .. وتلقي كلمة بذيئة لتلك .. وهكذا أيامها دواليك.


أسرفت مّي في الضحك هذا اليوم .. كما تمادت الكلمات سقما وهي تعلق على جاراتها.. وهن يتغامزن ويضحكن .. وانتهت القهوة الصباحية على أمل لقاء جديد.. عادت مّي لبيتها لتستعد لطهي الغداء .. لكنها لم تجد السمكات التي اعتاد زوجها وضعها في الطبخ .. وطال الانتظار .. ومضت الساعات ثقيلة الخطى.. الهواجس تعبث بمّي .. فتمد موجا وتبتلع آخر .. ولما تجاوز الصبر حدوده .. خرجت لتخبر الجيران.. علها تجد جوابا لحيرة أسئلة تدور في حناياها تحرقها بالعذاب..
خرج رجال القرية وشبابها لاستطلاع الخبر .. ولكن لا جواب.. توارت الشمس بعد أن ودعت القرية لتستريح من عناء يوم طويل.. وحملت ما تبقى من نور .. سالم لم يعد .. عاد حطام قاربه بعد أن ضمه البحر في صدره العميق لينقله إلى عالم الغيب.
فقدت مّي وأبنائها العائل الوحيد بعد الله.. فلفهم الأسى .. وغابت البسمات لتتحول إلى الأشجان دونها .. واستبدلت بالعبرات.. بالأمس كان البحر هو الأمل والرجاء .. واليوم ترنو إليه العيون مقرحة المدامع .. نظرات العذاب والشقاء تسائل أمواجه .. هناك الحبيب ساكن .. ولم يجد من ينقذه .. فلا مفر من القدر .. لن يعود ذلك الحبيب .. ستسأل عنه الشمس وتفتقده النجوم .. عاد قاربه محطم الأجزاء .. أما هو.. فقد ضم الآمال في صدره .. وطوى كل الأحلام .. وهناك في بيته المتصدع الجدران شبكة ترجو إصلاحها .. وإزار .. وقميص .. هناك مرآة مكسورة .. كان سالم ينظر فيها إلى شعرات الشيب التي بدت تغزو لحيته وشعر رأسه.. ظلت المرآة تنتظر ليطل بوجهه النحيل .. وهناك الأفراح ماتت في قلوب الصغار .. وحالة البؤس تزداد يوما إثر يوم .. رغم نوال المحسنين.. والبحر قبالة الدار .. تناجيه الأرواح أن رحماك .. وتحترق قلوب من يعي رحيله إلى دار القرار.
انتهت العدة .. لكن الأحزان لم تنته .. وطوت الأيام دورتها لتجدد دورات من الحياة أخرى .. ولم يبق من زاد الأيام إلا العذاب .. ونفد الصبر .. نظرت مّي في ليلة أطل القمر بدرا ينير الكون إلى أبنائها النيام تفكر في طريق يسد جوعتهم ويكسو عورتهم .. وقلّبت الأمور ظاهرا وباطنا .. واهتدت بفكرها العليل إلى طريق رأته الأيسر في الدروب .. والأملأ للجيوب
زهرة فتاتها التي أنهت دراسة المرحلة الإعدادية .. جميلة .. يانعة الطول .. ذات عينين خضراوين .. وشفتين رقيقتين .. سأرسلها إلى طريق الليل ..والهاوية ..هكذا تحدثت مّي في قرارة نفسها.
وفي ليلة ليلاء مضت زهرة الى عالم مجهول ..وعادت تحمل النقود وقد باعت عفتها في سوق العذاب..ألقت المال في حضن أمها ..
وذهبت .. فذرفت دموعها غواليا عسى أن تغسل العار..
غطت وجهها بوسادة متسخة .. لم تنم .. فالعالم من حولها جديد .. وأمامها ذات العمل كل ليلة .. ما زالت تهزها أحداث الصدمة الأولى.
في ليلتها الأخرى .. رجت مّي ابنتها لجلب مزيد من المال .. رمقت زهرة أمها بسهم نظرة حيرى .. ثم مضت.
أما ليلتها الثالثة فقد كانت أقل وطئا .. فغرفة الحياء التي كانت تملكها سكبتها في تربة الهوان .. وسرعان ما شربتها التربة الظامئة لتثمر طلعا كأنه رؤوس الشياطين .. وهكذا تحللت زهرة من أخلاقها تماما حتى أصبحت رائدة في فنون الليالي الحمراء.
عشرة أعوام مضت .. وزهرة تميل رؤوس الرجال.. كبر أخوتها .. أصبح لهم رصيد من المال وفير.. فانتقلوا إلى المدينة.. بعدما بنوا دارا جديدة .. تزوج جميع أخوتها وتفرق شملهم .. كل حملته خطاه إلى عيش جديد .. لم يبق في الدار غير زهرة وأمها.. فارقت مّي عيش الدنيا لتنتقل إلى مثواها الأخير .. فخلت الدار .. أربعون عاما عمر زهرة الآن .. ذبلت وريقاتها .. وجف نداها .. و أنطفأ رواؤها .. وجهها كالح لا نور فيه .. ويذوي عمرها إلى الاصفرار , وغيبة الراعي أدمت جراحها .. لم تعد تستهويها مراتع الليل .. بحثت عن أخوتها .. الكل منها براء .. عادت تلوك الأسى عمرا طويلا .. وتبكي قلبها عليلا .. تبدد مالها في تجارة خسرت فيها كل ما تملك .. عادت إلى الدار .. فلم تستطع دخولها .. فوقفت في فناء الحديقة تنظر إلى لبنات هذا البناء .. كل لبنة دفعت فيها ثمنا من العفاف .. كل لبنة تذكرها بالذل والعار والهوان والعبودية لغير الله .. كل لبنة تقتلها بألف خنجر مسموم .. نظرت بفكرها المكدود إلى شريط ذكرياتها .. كيف كانت قبل موت أبيها .. حيث الطهر والنقاء رغم الفقر والعناء .. ونظرت إلى حياتها بعد موته حياة المال والثراء .. وحياة الموت والشقاء .. اقتربت من الجدار وظلت تصنع به شيئا .. عبراتها تسبقها في الانحدار .. ضاقت عليها الدنيا بما رحبت .. وظنت أن الموت قاب قوسين أو أدنى .. ارتفع صوت أذان المغرب ينادي الأرواح لوحي المناجاة وسبحات النور .. أنصتت طويلا .. وكأنها لم تسمع من قبل هذا النداء..
و اشتدت عليها الآلام حتى كادت تكتم أنفاسها .. وكأنها أضافت لعمرها أربعين سنة أخرى .. خرجت من الدار ومضت في أطراف الطرقات .. مرت قبالة دار .. خرج منها ولدان أحدهما تسلق غصن شجرة أحنت رقبتها من فرط الألم .. والآخر هم بالصعود .. قال أحدهما للآخر :
- هذه فتاة الليل.
- لم سميت بهذا الاسم؟
- لأنها لا تخرج إلا في الليل.
- لعلها جنية!
- يقولون إنها ساحرة .. لكنها لا تسحر إلا الرجال.
- ألسنا رجالا؟
- وهو يقهقه .. لم تظهر لنا لحية يا ذكي .. ولكن هيا نهرب للبيت كي لا تسحرنا .
انهمرت الدموع من عيني زهرة وقد ترامت الكلمات الى مسامعها .. هزها حديث الصغار .. فماذا يقول الكبار؟ . وقد باعت الشرف و الطهار .. وازدادت ظلمة الحياة في ناظريها حتى لم تعد ترى في وجودها بصيصا من نور ومضت تتبع خطاها نحو المجهول ..وسارت طويلا حتى دخلت المقبرة التي تضم جثمان والدتها .. وجلست حول قبرها تناجيها بقلب منفطر : أأقول أمي؟.. وهل يحق هذا الاسم المقدس لك؟َ!
دفعتني لطريق الهلاك ... بنيت لك دارا ... هي الآن خاوية تعصف بها الرياح.. تصفع نوافذها وتصرخ في أرجائها الصامتة ... تمنيت لو عملت خادمة في البيوت ...أجوع يوما وأشبع آخر .. لكني أرفع رأسي نحو السماء مكرمة معززة .. هناك ألف وسيلة دون طريق الانحدار ...ربيتهم بعمري لكنهم تخلو عني وتجاهلوا ضياع عمري الغابر من أجلهم ... أبناؤك أماه منيت نفسي بزوج يرعاني ويحميني ... أن أكون حورية جنتي ....وسيدة قلعتي .. كم تحرقت روحي حنينا لنداء أماه من فاه صغيري ... أضمه بين ضلوعي حنانا ورحمات .. أطعمة واسقيه و أهدهده وأناجيه ... ليملا عمري بالأفراح .. ويكون عونا في شيبة الدهر .. شريدة أنا في أرض الله .. طريدة في سمائه لعظم جرمي..
لا أرض تؤويني .. ولا سماء تدفيني نعمت أنت بالأمومة وأشقيتني بالجريمة .. قالوا أن الأم هي حصن أبنائها .. تدفع الغالي والثمين من أجل سعادتهم .. قالوا أنها مهد الحنان وروح التفاني عبر الزمان .. قالوا أنها الظلال وفردوس الأركان .. قالوا عن الأم.. قالوا .. فماذا أقول عنك؟ .. كيف رميتني بين فكي الموت لأحيا ذليلة العمر.. كنت عظيمة في نظري قبل الهوان.. أما بعد .. فقد حار فكري من هول المصاب .. ضاع العفاف أماه على يديك .. وكان المفتاح بين يديك... أفيقي لتسمعي صدع روحي .. لتداوي جراح القلب الممزق.. أفيقي لتطهري سيرتي وذكري .. ضاع عمري بين أحضان الرجال.. تائهة مضيت .. وتائهة انتهيت.. أي جرم أيتها الراقدة أفيقي و افعلي شيئا.. لم أشعر يوما بمعاني قدسية الحب والجلال .. كيف أصدق أنك أنت الأم التي تغنى بها الكون .. رحماكَ بشقاء عمري الغابر .. لا بلَّ الله ثراك بالرحمات .. ولا غفر لكِ من زلات.. أين المفر وقد تخلى عني كل من في الحياة .. أين قدسية الأمومة التي تحميني من النيران والظلمات.. وهل تكفي الأمومة ولادة؟؟؟ .. ؟أو من عالم الأرحام نقتات ؟؟..

وظلت زهرة تندب حضها العاثر وتنتحب.
اليوم توفي شيخ المدينة .. حملوه للمقبرة .. وهناك وجدوا زهرة تجلس القرفصاء .. وقد تصلبت كالصخرة .. ولما أرادوا غسلها وجدوا في شالها الحريري عقدة من أحد الأطراف .. فتحوها .. فوجدوا ورقة كتبت عليها : (( باعدوا بيني وبين قبر أمي ما استطعتم كما باعدت بيني وبين الطهر والنور .. هذا رجائي الأخير أرجوه من أهل الخير .. وإني تائبة بكل ذرة في كياني .. نادمة عمر أزماني ))
ودفنت زهرة بعيدة عن قبر أمها كما شاءت لتحقق رجاءً ابتغته قبيل لحيظات الرحيل.
أراد رجل شراء الدار التي تركتها زهرة من اخوتها .. ولما تجول في الحديقة .. اقترب من جدار يضم الباب الأساس للدار حُفر عليه بيتا من الشعر ينزف ألما ..
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق

وعرف راغب الشراء بالقصة .. فتخلى عن قصده ومضى تاركا تلك الدار عبرة لأولي الأبصار .
انتهى..
أخوتي الأحباء ماذا نقول لأمثال هذا الأم؟ .. وماذا نقول لزهرة ؟ وماذا نقول لإخوتها ؟؟ ومن هو المخطئ؟؟ ..



هذه القصة الواقعية قالتها أم عاصم (( مريم الدهمانية)) جزاها الله خيرا ..فأرجو لكل من يريد اقتباس هذه القصة أو نقلها في أي منتدى أو التصرف بها ..أن يكتب أسم القاص الحقيقي لها .. ولا تنسونا من صالح دعائكم
__________________

  #2  
قديم 09-08-2005, 04:05 PM
amatollah amatollah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: maroc
المشاركات: 126
إفتراضي



بسم الله و الصلاة و السلام عل رسول الله


‏يروي صاحبنا قصته فيقول :
كنت أتمايل طربا، وأترنح يمنة ويسرة، وأصرخ بكل صوتي وأنا أتناول مع "الشلة" الكأس تلو الكأس .. وأستمع إلى صوت "مايكل جاكسون " في ذلك المكان الموبوء ، المليء بالشياطين الذ يسمونه "الديسكو" .. كان ذلك في بلد عربي ، أهرب إليه كلما شجعني صديق أو رفيق ، فاصرف فيه مالي وصحتي ، وأبتعد عن أولادي وأهلي .. وأرتكب أعـمالا عندما أتذكرها ترتعد فرائصي ، ويتملكني شعور بالحزن والأسى ، لكن تأثير الشيطان علي أكبر من شعوري بالندم والتعب .. استمريت على هذه الحال ، وانطلق بي هوى النفس إلى أبعد من ذلك البلد العربي ، وأصبحت من عشاق أكثر من عاصمة أوروبية ، وهناك أجد الفجور بشكل مكشوف وسهل ومرن !!
وفي يوم من أيام أواخـر شهر شعبان أشار علي أحد الأصدقاء بأن نسافر إلى "بانكـوك" ، وقـد عرض علي تذكـرة مجانية، وإقامة مجانية أيضا، ففرحت بذلك العرض ، وحزمت حقائبي وغادرنا إلى بانكوك حيث عشت فيها انحلالا لم أعشه طوال حياتي .. وفي ليلة حمراء، اجتمعت أنا وصديقي في أحد أماكن الفجور، وفقدنا في تلك الليلة عقولنا، حتى خرجنا ونحن نترنح ، وفي طريقنا إلى الفندق الذي نسكن فيه ، أصيب صديقي بحالة إعياء شديدة، ولم أكن في حالة عقلية تسمح لي بمساعدته ، لكني كنت أغالب نفسي فأوقفت سيارة أجرة حملتنا إلى الفندق .. وفي الفندق . . استدعي الطبيب على عجل ، وأثناءها كان صديقي يتقيا دما، فأفقت من حالتي الرثة ، وجاء الطبيب ونقل صديقي إلى المستشفى ، وبعد ثلاثة أيام من العلاج المركز، عدنا إلى أهلينا وحالة صديقي الصحية تزداد سوءاً .. وبعد يوم من وصولنا ، نقل إلى المستشفى ، ولم يبق على دخول رمضان غير أربعة أيام !!

وفي ذات مساء، ذهبت لزيارة صديقي في المستشفى ، وقبل أن أصل إلى غرفته لاحظت حركة غريبة، والقسم الذي يوجد فيه صديقي "مقلوب" على رأسه ، وقفت على الباب ، فإذا بصراخ وعويل .. لقـد مات صاحبي لتوه بعد نزيف داخلي عنيف ، فبكيت ، وخرجت من المستشفى وأنا أتخيل أنني أنا ذلك الإنسان الذي ضاعت حياته ، وانتهت في غم وشهقت بالبكاء وأنا أتوب إلى الله .. وأنا أستقبل رمضان بالعبادة والاعتكاف والقيام وقراءة القرآن ، وقد خرجت من حياة الفسق والمجون إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، وقد كنت بعيدا عن ذلك أستمريء المجون والفجور، حتى قضى صاحبي نحبه أمامي .. فأسأل الله أن يتوب علي !

  #3  
قديم 09-08-2005, 04:09 PM
amatollah amatollah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: maroc
المشاركات: 126
إفتراضي

بسم الله و الصلاة و السلام عل رسول الله
حسن الخاتمة
‏ثبت في الصحيحين من حديث ابن هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. وذكرمنهم .. شاب نشأ في طاعة الله) وثبت عن أنس بن النضر رضي الله عنه قال يوم أحد (واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها من وراء أحد)!!
حدثني الدكتور قائلاً :

اتصلت بي المستشفى وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف .. فلما وصلت إذا بالشاب قد توفي رحمه الله .. ولكن ما هي تفاصيل وفاته .. فكل يوم يموت المئات بل الآلاف .. ولكن كيف تكون وفاتهم ؟!! وكيف تكون خاتمتهم ؟!!

أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ فأسرع والداه جزاهما الله خيراً به إلى المستشفى العسكري بالرياض ولما كانا في الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال ؟؟ هل كان يصرخ ويئن ؟! أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟! أم كان يتسخط ويشكو ؟! أما ماذا ؟!
يقول والداه كان يقول لهما : لا تخافا !! فإني ميت .. واطمئنـا .. فإني أشم رائحة الجنة .. ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في الإسعـاف .. حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه .. فكان يقول لهم : يا إخواني إني ميت لا تتعبوا أنفسكم .. فإني أشم رائحة الجنة !!

ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلّم على إخوانه ثم نطق بالشاهدتين!! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. ثم أسلم روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى !!

الله أكبر !!!

ماذا أقول ؟ وبم أعلق ؟ أجد أن الكلمات تحتبس في فمي .. والقلم يرتجف في يدي .. ولا أملك إلا أن أردد وأتذكر قول الله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ولا تعليق عليها(إبراهيم آية 27).

ويواصل محدثي حديثه فيقول : أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى بالمستشفى وكان أن شاهد هو الآخر عجباً ! .. كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم !!

أولاً : رأى جبينه يقطر عرقاً ... قلت لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمن يموت بعرق الجبين .. وهذا من علامات حسن الخاتمة !!
ثانياً : يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونه كأنه لم يمت وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم !! ومن المعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشباً !!
ثالثاً : كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه .. سبحان الله ..!!
ما أجملها من خاتمة .. نسأل الله حسن الخاتمة !!

أحبتي .. القصة لم تنته بعد !!

سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟!

أتدري ما هو الجواب ؟!

أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات … أم يغطُّ في نوم عميق حتى عن الصلوات … أم مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟
أم ماذا يا ترى كان يصنع ؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي القارئ أنك تتمناها .. أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة ! .
قال والده : لقد كان غالباً ما يقوم الليل … فيصلي ما كتب الله له وكان يوقظ أهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة وكان محافظا على حفظ القرآن … و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية … !!

قلت صدق الله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم) فصلت آية 32 ....

من كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير .. دار السنة بالخب
  #4  
قديم 10-08-2005, 02:11 PM
amatollah amatollah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: maroc
المشاركات: 126
إفتراضي السلام عليكم و رحمت الله و بركاته

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله


عندما كشفتُ لها وجهها

‏أخي ..أختي في الله .. قال تعالى: (إن الذكرى تنفع المؤمنين)
هذي قصة حقيقية رويت عن مغسلة للأموات في الرياض تكنى بأم أحمد تقول طلبت في أحد الأيام من أحد الأسرأن تقوم بتغسيل ميتة (شابة) لهم وبالفعل ذهبت فاسمعوا ماذا تقول ..

تقول : ما أن دخلت البيت حتى أدخلوني الغرفة التي توجد بها الميتة وبسرعة أغلقوا علي الباب بالمفتاح فارتعش جسدي من فعلتهم ونظرت حولي فإذا كل ما أحتاجه من حنوط وكفن وغيره مجهز والميتة في ركن الغرفة مغطاة بملاية ، فطرقت الباب لعلي أجد من يعاونني في عملية الغسل ولكن لا مجيب فتوكلت على الله وكشفت الغطاء عن الميتة فصدمت لما رأيت ..رأيت منظر تقشعر له الأبدان وجهه مقلوب وجسم متيبس ولونها أسود كالح سواد ظلمة .. غسلت كثير ورأيت أكثر لكن مثل هذه لم أرى ، فذهبت أطرق الباب بكل قوتي لعلي أجد جواباً لما رأيت لكن كأن لا أحد المنزل ، فجلست أذكر الله وأقرأ وأنفث على نفسي حتى هدأ روعي ، ورأيت أن الأمر سيطول ثم أعانني الله وبدأت التغسيل كلما أمسكت عضو تفتت بين يدي كأنه شئ متعفن فأتعبني غسلها تعباً شديداً، فلما أنتهيت ذهبت لأطرق الباب وأنادي عليهم : افتحوا افتحوا .. لقد كفنت ميتتكم وبقيت على هذه الحال فترة ليست قصيرة بعدها فتحوا الباب وخرجت أجري لخارج البيت لم اسألهم عن حالها ولا عن السبب الذي جعلها بهذا المنظر ، بعد ان عدت بقيت طريحة الفراش لثلاثة أيام من فعل العائلة بإغلاق الباب ومن المشهد المخيف ثم اتصلت بشيخ وأخبرته بما حدث فقال أرجعي لهم واساليهم عن سبب غلق الباب و الحال الذي كانت عليه بنتهم ..

ذهبت وقلت لهم أسألكم بالله سؤالين ..
أما الأول :فلما أغلقتوا الباب علي؟
والثاني: ما الذي كانت عليه بنتكم ؟
قالوا : أغلقنا عليك الباب لأننا أحضرنا سبعأً قبلك فعندما يرونها يرفضن تغسيلها .. وأما حالها فكانت لا تصلي ولا تغطي وجهها .. فلا حول ولا قوة إلا بالله هذه حالها وهي لم تدخل القبر بعد !!
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .. من دل على خير كان مثل أجر فاعله فأخبر أهلك وأخبري صديقاتك عن هذه القصة .. وفقنا الله لما يحب ويرضى ..

هذه قصة حقيقة وليست من نسج الخيال
  #5  
قديم 19-08-2005, 10:30 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

الأخت الفاضلة أمة الله شكراً لكي على المرور وهذا الإثراء المفيد وجزاكي الله خيراً بإذن الله تعالى وبإنتظار المزيد والمفيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


__________________

  #6  
قديم 19-08-2005, 10:32 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking ماتت على سجادتها بعد صلاة الظهر :


ماتت على سجادتها بعد صلاة الظهر


وهي قصة تلك المرأة التي تبلغ من العمر (27) بأن زوجها حضر من الدوام بعد صلاة الظهر فتفاجئ بزوجته وهي على سجادتها بعدما صلت الظهر , يقول الزوج : كنت أظن أنها نائمة أو متعبة , ولكنني لما تبنيت من حالتها تبين لي أنها ميتة.

........

فبكيت حزنا على فقدانها ... وبكيت فرحا على حسن خاتمتها ... وتمنيت أني مكانها ...

.......

قلت : وهكذا تموت الصالحات والعابدات فهنيئا لها , وياحسرتاه على الفتيات الغافلات .
__________________

  #7  
قديم 20-08-2005, 02:37 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking أنا لم أسجد لله سجدة :


أنا لم أسجد لله سجدة



جاءني ذات يوم بين صلاتي المغرب والعشاء وأنا في مكتبي، وقد كان يتهرب مني حين يراني، شعرت أن بداخله كلمات تريد أن تخرج وتسبق لسانه، كان في وجهه القنوط والبؤس، والتشريد والضياع، تكالبت عليه الهموم والديون، تذبذب فكره، وضاع شيء من عقله، ضاع ماله وضيع أهله، بل قبل ذلك ضيع دينه.


جلس على الكرسي المقابل لي، فقلت له: حياك الله يا أخي، إنني أنتظر زيارتك لي منذ زمن، ولكن الحمدلله ما خاب ظني بك... فانهار دمعه!! على خديه وهو يتحدث ويقول: (والله أنا جيتك أبغاك تساعدني.. أنا مدمن للمخدرات.. وأنا أريد أن أتوب، أنا لم أسجد لله سجدة، كنت لا أعترف بالصلاة، أدخل المسجد وأصلي معكم مجاملة، أخشى الجزاء الإداري والجزاء الميداني والمناوبة، والحسم من الراتب، كنت أستهزئ بالدين الإسلامي، لا أحب الصلاح والصالحين، كنت لا أغتسل من الجنابة، لا أعرف الوضوء، كثير التأخر عن العمل، بل كثير الغياب... رفع فصلي من العمل عدة مرات، أقف في نوبتي فاشعل السيجارة تلو السيجارة، أستيقظ للعمل ولا أستيقظ للصلاة، بل لا أصلي بعد استيقاظي من النوم، يضرب بي المثل في الأخلاق السيئة مع رؤسائي وزملائي، مهمل لعهدتي وسلاحي..


كان وهو يتحدث دموعه تنهال قبل كلماته، وكنت أقول في نفسي، لا إله إلا الله، ما أقوى هذا الدين إذا تغلغل في الأرواح ولا إله إلا الله، ما أنفذ سلطان التوحيد إذا تملك القلوب؟


ثم توقف عن الكلام، وأنزل رأسه للأسفل، وقال بصوت منخفض: (بالأمس ذهبت لأحد أطباء الأعضاء التناسلية وقال لي: إنني فقدت القدرة على الإنجاب بسبب تعاطي مادة الحشيش، لقد كانوا يقولون لي: إنه يعطيك قوة جنسية ورغبة جامحة لا حدود لها، ولكنني اكتشفت الحقيقة المميتة، فقد أصابني العقم بعد أن كنت أتمتع بفحولة طبيعية، أصبحت أشك بمن هم حولي بسبب الحشيش، واليوم لا أدري ماذا أعمل...
قلت له: هون عليك يا أخي فإن باب التوبة مفتوح والطريق أمامك، وكلنا نخطئ وخير الخطائين التوابون، قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".


يا أخي، إن العبد كتب عليه الذنب، أما سمعت أيضاً قول ابن تيمية في وصيته لأبي القاسم المغربي (إن العبد لا بد له أن يذنب، وإن الذنب حكم على العبد، لكن عليه أن يستغفر فلا يعتذر أحد بالذنب).


يا أخي، إنك معترف بذنبك وهذه من محاسن العبد المؤمن، وقد اعترف بالذنب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين، وفي صحيح مسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام في دعاء الاستفتاح: "اللهم إني ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً" فإن المقر بالخطأ حري أن يتجاوز عنه وأن يسامح.


هذه القصة من مجلة الجندي المسلم العدد(116)
__________________

  #8  
قديم 22-08-2005, 04:51 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي هل تعرف ابشع الجرائم؟


هل تعرف ابشع الجرائم؟

اتصلت علي تعرض مشكلتها قالت كانت في علاقة مع شاب كان من ثمراتها اني وقعت في الحرام مرات ومرات لكنني بعد حج هذا العام تبت وندمت واقلعت عن الذنب . فبماذا تنصحني؟ قلت اصدقي في التوبة واسالي الله السماح فانفجرت باكية وهي تقول والله اني صادقة لقد احرقت المعاصي قلبي واجرت دمعي حارا على وجهي . فهدئتها وقلت ابشري بالخير فرحمة الرحمن واسعة وانه غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى .

قالت بقيت مشكلة اعاني منها. قلت ما هي؟

قالت لا زال يتصل بي من حين الى حين او يرسل الي رسائل في الجوال مع العلم انه هو ايضا قد صلح حاله وتبدلت اوضاعه. فقلت ما الهدف اذا من الاتصال والارسال ؟ هذا باب من ابواب الشيطان ولا بد ان يغلق فان الله قد قال (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان )) ان كان صادقا ويريد تصحيح ما كان فليطرق البيت من بابه. قالت انه يستمع لاشرطتك ويتابع اخبارك . قلت اعطيني رقم هاتفه وساتصل عليه .


اتصلت عليه وعرفته بنفسي ففرح واستر فقلت له اتصلت علي فتاة يهمها امرك وتريد لك الخير لقد قالت لقد كنت انت واياها على علاقة محرمة ثم من الله عليكما بالتوبة والهداية فاحمد الله على ذلك ثم قلت لكن بقي امر قال ما هو؟ قلت امر الرسائل والاتصال ان كنت صادقا تريد ان تصحح ما مضى فاطرق البيت من بابه كما قال الله (( واتوا البيوت من ابوابها)) والا فاقطع ذلك واغلق باب الشيطان. فوعدني خيرا .


دارت الايام ومضت الليالي ثم اتصلت علي الفتاة مرة اخرى فسالتها عن اخبارها وحالها فقالت على احسن حال ثم سالتها عن فلان فقالت لقد انقطعت الرسائل تماما وانقطع الاتصال لكن ثم سكتت. وطال سكوتها فقلت ما بكِ . قالت هناك امر لا بد ان تعرفه فكيف استحي منك وانا لم استحي من الله . قلت ما هو؟ قالت لم اقل لك اني متزوجة وعندي ثلاثة اطفال فصعقت انا وتلعثمت ولم استطع الكلام .

صاح في داخلي صائح ونادى مناد يا الله الهذه الدرجة وصل بنا الضياع والانحلال . حبست دموعي اسى على واقع الناس. قالت باكية لما لا تتكلم ؟ اعلم ان جرمي عظيم ولكني تائبة والله يحب التوابين ووالله اني نادمة ومنطرحة بباب رب العالمين . تمالكت نفسي وقلت والاطفال اطفال من؟ فقالت اقسم بالله العظيم انهم ابناء ابيهم وانا متاكدة من ذلك .

فقلت هل عرفتي الان لماذا كان الزنا من ابشع الجرائم واقبحها به تنتهك الاعراض وتختلط الاحساب والانساب لذلك قال الله (( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا )) ترتب عليه ابشع العقوبات الرجم حتى الموت وبدا بالزانية قبل الزاني فقال (( والزانية والزاني )) فبدا بها لانها لو لم تمكن من نفسها لما حدثت هذه الجريمة . فبكت حتى قطعت قلبي من بكائها تقول اشعر كلما رايت زوجي اني مجرمة واني حقيرة ودائما اردد على مسامعه سامحني واعف عني وهو لا يدري لماذا اقول له هذا بل فكرت مرات ومرات اني اصارحه وقلت استري على نفسك فمن سترت على نفسها ستر الله عليها ولكن اصدقي مع الله في التوية . فزاد بكائها شعرت حينها انها صادقة في توبتها احسبها والله حسيبها . وكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون .



هذه القصة ذكرها الشيخ خالد الراشد في شريط احوال الغارقات
__________________

  #9  
قديم 23-08-2005, 05:10 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking حتى إعداد هذا البيان... الرقص الشرقي في خطر!!!


حتى إعداد هذا البيان... الرقص الشرقي في خطر!!!


رغم أن الهوّاية كانت تدور كالمجنونة في صالة البيت، إلا أن الإحساس برطوبة المكان وحرارة الجو كانت أقوى من دفعات الهواء الساخنة، التي لا تزيد الجالسين إلا صداعاً، لكن الشيء الذي يفلق الرأس بحق، ذلك التلفزيون المنافق الملعون الذي بضغطة واحدة ينقلب من قراءة القرآن إلى الرقص!!، مما يحدث صراعاً داخلياً في البيت، منهم من يريد الدنيا، ومنهم من يريد الآخرة، ويشتبك الأولاد كل يوم على منظم التلفزيون، من يتحكم في قلب المحطات.
قال عبد الرحمن: إقلب هذه المهزلة ، بالله عليك ألا تستحي أن تجلس أمام راقصة تتحدث عن بطولاتها الخاصة؟! قال: دعني وشأني، ألم أتركك مع محطتك المفضلة طيلة ساعة كاملة؟! قال: بلى، ولكن كنا نسمع كلاماً له معنى ، قال: استمع لها ولا تستهتر، فلعل في كلامها ما يفيدك، لماذا تريد أن تجعل العالم كله على مقاسك؟!
كانت الراقصة تجلس أمام المذيع بوقاحة عين، وتتكلم بطلاقة لسان، وكان المذيع يتودد إليها في أسئلة تحمل في طياتها احتراماً واضحاً للرقص تحت مصطلح الفن، مما شجعها على التنظير للرقص الشرقي، معتبرة إياه جزءاً لا يتجزأ من تراثنا وثقافتنا، ولم تتح للمذيع أن يسألها عن كيفية توظيف الرقص في الصراع الدائر بيننا وبين العدو الصهيوني ، فأكدت أنها قاطعت أية حفلات إسرائيلية، ورفضت كل الإغراءات للرقص في تل أبيب، فهي صاحبة مبادئ ، وشرفها يمنعها من الرقص أمام العدو الذي يقتل الشعب الفلسطيني.
كادت عيون المذيع تنفجر بالدموع لهول إعجابه بما يسمع ، فسألها عن رحلتها الأخيرة إلى أمريكا، فأجابت بأنها قدمت هناك مجموعة من الرقصات الشرقية أمام الجاليات العربية وأصدقاء العرب ، وحظيت بإعجاب الكثيرين الذين أبدوا رغبتهم في العودة إلى الوطن، والاستثمار فيه، طالما أن الأمر في الوطن على هذه الشاكلة.
قال المذيع : إذن أنت تساهمين في إنعاش الاقتصاد الوطني، وفي تكريس الوحدة الوطنية. قالت: نعم، ولكن للأسف هناك حرب شعواء تشن على الرقص الشرقي!! انتفض المذيع متساءلاً: أرجو توضيح الأمر، من هؤلاء المتآمرون؟! قالت: ستستغرب إذا قلت لك أن أطراف المؤامرة هو شارون، الذي يسعى لإحلال الرقص الغربي محل الرقص الشرقي، والإسلاميون الذين يسعون لضرب الرقص الشرقي، ويسهّلون مهمة شارون الإجرامية لضرب إنجازاتنا الثقافية، والوطنية.
أبدى المذيع تخوفاته من كلام الراقصة النجمة ، وتساءل عن الطريقة التي يمكن التصدي بها لهذه المؤامرة ، فضحكت ، وهزت وسطها على الكرسي، وقالت: المزيد من الرقص الشرقي والمزيد من تدريب الراقصات ، حتى يفهم شارون أن الأمة العربية أمة متمسكة بتراثها، وحتى يفهم المتشددون الظلاميون المتآمرون مع شارون أن الرقص الشرقي أقوى من مؤامراتهم!!
لم يطق عبد الرحمن هذا الانحطاط الذي يمارسه التلفزيون فهجم على المنظم ليغلق التلفزيون أو يقلب المحطة، قال له أخوه: ولماذا لا تخرج من البيت؟! قال: أتريد طردي من البيت من أجل راقصة؟ قال: أريدك خارج هذا البيت لأنك تريد أن تفرض فلسفتك علينا، أنت لا تؤمن بالوحدة، ولا تؤمن بالشراكة، أنت تريد كل شيء على مزاجك، قال عبد الرحمن : سامحك الله، تتهمني بهذه التهمة الكاذبة من أجل راقصة سافلة؟! ألا تخجل من دم الشهداء الذي يملأ تراب حارتنا، بل بيتنا؟! ألا تخجل من دماء أخيك؟! ودماء ابن عمك ودماء ابن اختك، أهذه هي الثقافة التي يجب أن نحارب بها شارون؟ ألا تدري أن شارون هو من ينفق على هذه الراقصة، وأنها ترعرعت في بيوت العار التي أسسها شارون؟! هل وصل بنا الأمر أن نُحشر بين خيارين لا ثالث لهما: خيار الرقص الشاروني الغربي، وخيار الرقص الشرقي وهز الوسط، وبيع العرض من أجل المال والاستثمار؟! خجل فتحي من كلام أخيه عبد الرحمن، وقام إلى التلفزيون ليغلقه، فابتسم عبد الرحمن وعانقه وهو يتحسس شعره. قال: أنا لا أريد أن أغلقه ، ولكن أريد أن أصححه لكي نظل أخوة ولكي لا تفرقنا ساقطة كهذه التي لا حياء لها، والتي تتحدث باسم الثقافة والوطن والاقتصاد والمصلحة الوطنية!!!.
قلب فتحي المحطة ، وإذا بمقابلة سياسية مع شخصية بارزة تتحدث عن مستقبل قطاع غزة بعد الانسحاب، و قد انفعل أثناء حديثه عن وحدانية السلطة، واستخلص من كل ما حدث وما يحدث أن شارون يسعى إلى تدمير السلطة، وأن حركة حماس تسعى من جهتها إلى تدميرها، وهذا يعني أن هناك مؤامرة بين شارون وحماس من أجل تدمير هذا الإنجاز الوطني.
نظر فتحي إلى وجه عبد الرحمن الذي التفت بدوره إلى أخيه ينظر إلى وجهه، وما أن وقعت عيناهما على بعضهما البعض حتى انفجرا بالضحك الشديد. قال فتحي: ما رأيك؟ قال عبد الرحمن: ما رأيك أنت؟ قال فتحي: نرجع إلى الراقصة، فنكمل اللقاء، ضحك عبد الرحمن وقال: الأفضل أن نغلق التلفاز الليلة وننام إلى الصبح، قال فتحي: الصباح رباح، قال: تصبح على خير، قال: تصبح على وطن نظيف!!
__________________

  #10  
قديم 24-08-2005, 02:27 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي صاحبة العباءة المزركشة :


صاحبة العباءة المزركشة

نعم رسالة إلى صاحبة العباءة المزركشة و صاحبة العباءة المعلقة على الأكتاف ... اسمعي هذا الخبر من فتاة أرسلت برسالة إليكِ عنوانها(( إليكِ من قلب يحترق عليك )) تقول في رسالتها ...


أختي الغالية ... تذكرة بسيطة أقدمها إليك قد لا تعلمينها أو قد تكوني غافلة عنها أقرئيها واسمعيها ثم فكري جيداً فيما سمعت وقرأت ثم اختاري الطريق فالله يقول ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا ) ..



قد لا تكونين قد دخلت مغسلة الموتى من قبل ولكنني والله دخلت مع أغلى إنسانة بعد النبي صلى الله عليه وسلم دخلت مع أمي الحبيبة تلك الأم الرائعة قلباً وقالباً .. هذا ليس من رأي فيها بل رأي كل من رآها و عرفها أو سمع عنها رحمها الله تقول سوف أحكي لكِ موقفاً بسيطاً قبل الدخول في موضعنا عنها لقد أصابها المرض الخبيث – يعني أمها – ولقد تعذبت كثيراً ولكنها لم تشتكي نعلم بشدة مرضها من الأطباء الذين يستغربون من صبرها وتحملها وعدم شكواها كان ذكر الله على لسانها لا يتوقف وهذا سر قوتها وتحملها أما قال الله ( اذكروني أذكركم ) في العام الذي توفيت فيه وفي شهر شعبان ازداد المرض عليها وكانت تتعذب من شدة الألم لكنها كانت تدعوا وتقول " اللهم إن كنت قد كتبت علي الموت فإني أسألك أن تبلغني رمضان لأنك تعلم أنني لا أحب الدنيا إلا لرمضان اللهم لا تقبضني إلا بعد رمضان " كانت دائماً تكرر هذا الدعاء استجاب الله دعائها وبلغها رمضان ثم ماتت في نهاية يوم عرفة وبداية ليلة العيد ماتت وهي متبسمة ماتت بعد أن نطقت بالشهادة والملائكة تستقبلها بروح وريحان تقول أخية قد أكون قد أطلت عليكِ في رسالتي لكني أردت من خبر أمي أن تعلمي أن من حفظ الله في الدنيا حفظه الله عند الموت وبعد الموت ...


أخية ... إن لم تكوني قد دخلت مغسلة الموتى من قبل فلا بد من دخولها لغسل إنسانة حبيبة على قلبك أو ليغسلك أحبائك ... أخية .. هل تعلمين أن المرأة بعد تغسيلها وتكفينها تغطى بعبائتها حتى إذا أنزلوها في القبر أرجعوا العباءة ، هذا ما عرفته بعد أن غسلنا أمــــي الحبيبة وودعناها .. فيا من تلبسين العباءة المزركشة .. ويا من تلبسين عباءة الكتف ... ويا من تلبسين العباءة الملتصقة على الجسد التي تفتن الشباب وتظهر المفاتن ... هل تقبلين أن تكون هذه العباءة من يرافقك إلى المقبرة ؟؟؟!!


لا تغفلي عن الموت أخية ... واعمري العمر بالطاعات وتجنبي الفواحش والمنكرات ..
اعلمي أن الطاعة محبة وتوفيق من الله ... وأن المعصية خذلان وإبعاد ...



هذه القصة ذكرها الشيخ خالد الراشد في شريط احوال الغارقات
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م