تداعيات الارهاب

[الدومري]

في كل يوم اطالع اخبار التفجيرات و العمليات الاجراميـة التي تحصل في المملكة العربية السعودية
تعود الى ذاكرتي تلك الايام الموجعة التي عانت منها بلدي الحبيب سورية ، تلك الايام التي كانت جميع اللحى العربية و الاجنبية المتحدثة منها و الغبية غالبـا كانت ضد ما تقوم فيه الحكومة من اعمال ضد اولئك المجرمين و قد كانت لي تجربة خاصة و فريدة من نوعها سبق و نشرتها على صفحات الانترنت و اعتقد اني كتبتها لأحد متفيقهي الاسلام و مدعي انهم يحامون على الدين الاسلامي.
اليكم التجربة و اللقاء ثم ساعود الى الحديث : شاءت ظروف قاهرة ان اجتمع مع بعض الاخوة من قطر عربي شقيق و هذه الظروف (( لا احد يسأل عنها فلا شأن لكم بها )) تجعل من النفوس شفافة و رققة لدرجة ان تنفتح النفوس على بعضها و تسر بمكنونات الصدور لأقرب جالس او رفيق كرسي و ما حصل التالي ان اعترف هذا العربي بانه قتل المسيحي في بلدهم حلال ، و بسؤاله لماذا اجاب لقد قال لنا عمنا الشيخ ( عمى يعمو )) انه وردت في القرآن الكريم المعنى ( أحلت لكم طيبات أهل الكتاب ) و دار بيننا نقاش طويل بدأ من العشاء و انتهى مع الفجر و تم استهلاك معظم علب السجاير التي كنا نتعاطاها و شهد النقاش عشرون اسلاميا اذا اردتم ان نسميهم هكذا و اربعة بمن فيهم كاتب هذه السطور ، كان الاسلاميون يعتبرونهم علمانيون و بلغة و مفهوم الاسلاميون ان العلمانيون ملحدون خارجون على الدين .
- و هل فهمتم من الاية انه يحل لكم قتل غير المسلمين
- نعم هكذا فهمنا
- اذا كم من الاشخاص حضرت او اشتركت في قتلهم
- احكي لك القصـة التالية – افتتح بائع لبن في حينا محلا و خلال اقل من شهر كان جميع السكان المحليين يشترون منه حتى المسلمين و في النهاية كاد المحل القديم الذي يمتلكه المسلم ان يفلس و يغلق ابوابه – كان الحل ان ندمر المحل و ننفي صاحبه من الحي الذي يعمل فيه و هذا ما حصل – و لكن نتيجة المعركة قتل صاحب المحل و قمنا باغتصاب نساؤه و نهب كل شي ( احلت لكم طيبات اهل الكتاب )
- القصة الثانية : جواهرجي ايضا قمنا بفعل ما فعلناه بالسابق سوى اننا قتلناه و حرقنا محله و قتلنا زوجته بعد ان فعلنا كذا و كذا بهم ...
- و هل تعتقد ان ما فعلتموه حلالا يسمح به القرآن و الاسلام و حصل ايام الرسول و الصحابة و التابعين
- هكذا قال لنا عمو الشيخ

و اتذكر ايضا كيف ان بعض السفارات العربية كان الحصول على تأشيرة الدخول لها هو ان يكون على طلبك صورة شخصية بلحية و يا حبذا لو ذهبت بجوازك ترتدي الثوب العربي قصيرا و الباقي انتم تعرفونه
و خلال تلك الحرب بين الارهاب و الآمنين هرب الكثير من الارهابيين الى الخارج محتمين بأنظمة عميلة و صديقة و اجنبية عدوة تتخفى بلباس المصالح.
حتى ان بعض العارفين بالامور ذكروا لي ان احد الهاربين يتمتع بحماية و لا الملك ذات نفسه فهو يسكن في قيلالا ترتفع على رأس تلة تحيطها الحراسة المشددة و الاسلاك الشائكة كأنها دولة ضمن دولة .
تلك الدول اليوم تحارب الارهاب و تحارب للأسف الاسلام بهذه الحجة فمن حمته و آوته بالامس صار اليوم يلقب بالمقاتل الاجنبي و عليهم قتله و بعض الدول تسعى الى تسفيره و تسليمه الى الدولة التي هرب منها
بريطانيا مثلا آوت الكثير من الارهابين الهاربين من سورية و مصر و الجزائر والمملكة السعودية وكذلك الولايات المتحدة الاميركية و هم الآن يعانون أشد المعاناة من ما اقترفت اياديهم من آثام.
يحضرني اليوم خطاب اذاعه التلفزيون الاردني للملك حسين رحمه الله حين خرج للناس يخبرهم باننا ظلمنا سورية و نظامها و نعتذر منها فمن آويناهم لدينا يدخلون تهريبا اليها ليسعون الى التخريب و الفساد.

لقد اثبت النظام السوري بعد نظره في اكثر من موقف و أكثر من قضية و اثبت انه الوحيد القادر على رؤية و قراءة ما بين السطور و الصدور.
ملاحظة: اعرف ان معظم من سيقرأ هذه المقالة سيهرع الى مهاجمة النزام السوري و هذا لن يهمني في شيء لأن النعامة معروفة بدفن رأسها في الرمال عند اقل نسمة رياح.

عودة الى صلب الموضوع :
يطالعنا اليوم اولئك المدعون بغيرتهم على الاسلام بمقالات عديدة و بيانات و خطابات و كلها لتبرير ما يقومون به من جرائم و اعمال تروع اول ما تروع المدنيين و في كل مرة اتذكر وصايا الحرب التي كانت السرايا الاسلامية توصى بها
( لا تقطعوا شجرة و لا تقتلوا ناسكا في محرابه و لا امرأة و لا طفلا و لا شيخا و لا اعزلا )
ربما انتم ايها القراء أقدر مني على معرفة من اوصى بهذه اذا اعتبرتموني جاهلا متخلفا و انا احاول شخصيا ان اتقمص شخصية المواطن العادي الذي يحاكي الامور بمفهومه البسيط و ليس بمفهوم الاكادميين الذين يهرعون الى المعاجم و المراجع ،
كما ان الخليفة عمر بن الخطاب دخل مدينة القدس و بيت لحم و لم يذكر التاريخ انه فتحها حربا بل سلمت له المفاتيح تسليما و حتى الآن كنيسة القيامة موجودة كماهي تشهد على عظمة الاسلام و تسامحه و التفهم الكامل لأهل الكتاب . و كذلك في فتح مصر
و عندما فتح خالد بن الوليد مدينة دمشق ابقى على الكنيسة التي كانت أصلا معبدا و تقاسم مع اهلها جزءا منها الذي تحول الى المسجد الاموي فيما بعد .
و كذلك يشهد التاريخ الفرنسي و الاسباني على حروب المسلمين بعبارته الشهيرة (( لم يعرف التاريخ فاتحا ارحم من العرب ))
فما الذي غيرنا اليوم ، الارهاب في كل مكان حتى وصل الى ( جزيرة العرب )) و التي لم يكن يوما اسمها سوى الجزيرة العربية او الحجاز ونجد .
يضج في رأسي سؤال عندما اسمع البيان الارهابي يقول (( خروج الصليبيين من الاراضي المقدسة )) و من هم اولئك الكفرة او الصليبيين الذين تدعون انهم يسكون جزيرتكم الم تدخلونهم انتم افرادا و حكومات مؤسسات و دوائر و غيرها .
الا يوجد لديكم اكبر جالية هندية في المنطقة العربية معظم اهلها من السيخ و كذلك الفلبينيين و السيلانيين ام انكم اخذتم عليهم ميثاقا انهم مؤمنون مشلكة هذه . و المشكلة الاكبر انهم يعملون في مكة المكرمة و المدينة المنورة و اعرف احد مدراء الفنادق الضخمة في الشبيكة تحديدا مسيحي قبطي من مصر.
جميعنا يعرف على ما اظن ان صلاح الدين الايوبي المعروف كان سببا في اسلام سيدة قبطية و اهلها في حادثتها المشهورة حين اتته تطلب اخاها و كان لديه في الاسر الاخ و الزوج و الولد فقالت له : الزوج موجود و الابن مولود و الاخ مفقود ، فاطلقهم لها رحمة و رأفـة
سنوات و سنوات و الجزيرة العربية بكامل دولها تستقدم اولئك الذين يدعون هؤلاء الارهابيين انهم يريدون خروجهم منها الغريب انهم لم ينتبهوا الى هذا الا عندما دخل الاميركان اليها لا ليس هناك علاقة لهذه بتلك فالاميركان نظريا و عمليا و بكامل المقاييس خدم لمصالحهم فاين مصالحهم تكون يلهثون وراءها و مصلحتهم اليوم حماية آبار النفط و منابعها من السيطرة عليها . و تم استقدامهم بامر من الحكومة السعودية و غيرها من الدول الخليجية اذا هم يتقاضون اجورهم مثلهم مثل السيلاني و الهندي و الفلبيني الذي يقود سيارتك و سيارته و يدير محلاتك و محلاته. فهل هذا يختلف عن ذاك لا فالجميع بالمحصلة اجراء باختلاف المفاهيم . سيقول قائل و لكن الاميركي ممكن له ان يؤذينا و يحاربنا و ساقول الم نكتشف شبكات دعارة و تصنيع خمور و تزوير عملات و سرقات من اولئك العاملون المستقدمون من الخارج .
مشكلتنا اننا لا نرى ابعد من ارنبة انوفنا و مشكلتنا ان اولئك الناس لا يعملون الا عندما تنصب مصلحة اميركا في ما سيقومون على الاقدام عليه .
و مشكلة هؤلاء انهم يفهمون اكثر من الرسول صلى الله عليه و سلم حين ابقى على اليهود حتى اثبتوا قبيلة تلو الاخرى خيانتهم للعهود و المواثيق و يفهمون اكثر من الخلفاء الراشدين من بعده حين ابقوا على المسيحين و الامنين في بيوتهم و غيرهم . فاسلام اليوم يختلف عن اسلام الامس .
لقد نشر المسلمون الاوائل الاسلام بالعمل و التقيد التام دون انحراف قيد انملة بالقرآن و السنة و دون تحريف اولئك المسلمون الاوائل لم تكن لهم مصالح و لا شهوات يتبعونها و لا اناس يدفعونهم ،للأ سف كلما قتل شخص او القي القبض عليه اجده صغير السن اعرف انه مغرر به اتفق له ان شيطانا على شكل انسان صور له ان ما يقوم به لهو من الاسلام بشيء كثير و لكني على قناعة تامة بانه ابعد مايكون عن الاسلام .
ما معنى ادعوا الى وجه ربك بالموعظة و الكلمة الحسنة او كما قال سبحانه و تعالى تنزه عن كل شيء

صدقوني اليوم المسلم عندما يريد ان يستقرأ و يعرف ان كان يسير على الهدى ام انه يتخبط في ظلام لا يعرف كيف يسير

سؤال :
كيف شاءت الظروف ان يقتل كل من المقرن و اتباعه في نفس اليوم الذي ينشر خبر مقتل الرهينة الاميركي

[اش بك ياشيخ]

الدومري ...من موضوعك يتضح إنك علوي ..والعياذ بالله !