مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2002, 09:08 PM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي الى الصوفية .. الغرب يدعمكم ....لماذا ...اقرأ..واللهم قد بلغت

الغرب يغزو المسلمين باسلامهم ، ويرى أن خير وسيلة لغزوهم هو _ الصوفية _ واهتمت العديد من المؤسسات الغربية بالتصوف وعبروا باعجابهم بالمادة الغزيرة التي كتبت عن التصوف شرحاً وتنظيراً ، كما أن هناك أسباباً أخرى لاهتمام المستشرقين والمؤسسات الأكاديمية والغربيين بصفة عامة بالتصوف ، من هذه الأسباب :

إبراز الجانب السلبي الاستسلامي الموجود في التصوف وتصويره على اعتبار أنه الإسلام.

موافقة التصوف للرهبانية المسيحية واعتباره امتداداً لهذا التوجه .

ميل منحرفي المتصوفة إلى قبول الأديان جميعاً ، واعتبارها وسيلة للتربية الروحية ، وقد وجد في الغرب من يعتبر نفسه متصوفاً ، ويستعمل المصطلحات وبعض السلوكيات الإسلامية دون أن يكون مسلماً ، وذلك من بين أتباع اليهودية والمسيحية والبوذية وغيرها من الأديان

تجسيم الصراع بين فقهاء الإسلام ومنحرفي المتصوفة على أنها هي السمة الغالبة في العقيدة والفقه الإسلاميين .

تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي

اهم الدارسين للتصوف من الغربيين والذين يرون تدعيمه في العالم الاسلامي :



المستشرق ميركس ، يرى أن التصوف إنما جاء من رهبانية الشام .

المستشرق جونس يرده إلى فيدا الهنود .

نيكولسون ، يقول بأنه وليد لاتحاد الفكر اليوناني والديانات الشرقية ، أو بعبارة أدق : وليد لاتحاد الفلسفة الأفلاطونية الحديثة والديانات المسيحية والمذهب الغنوصي .



لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الشرور على المسلمين مثل التواكل ، والسلبية ، وإلغاء شخصية الإنسان ، وتعظيم شخصية الشيخ فضلاً عن كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



  #2  
قديم 10-09-2002, 01:42 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

الاخ القوس
صدقت يجب ان ننتبه من هذه الفرق التي تحيد بالمسلمين من الطريق الحق ، وقد وجد الغرب ضالتهم في تشويه الاسلام من خلال دعم حركة التصوف كبديل للمسلمين من اتباع السلف لما للتصوف من دور في البعد عن الجهاد وتعطيل الروح الجهادية التي يدعو لها الاسلام ، وفي ذلك يقول شيخ الاسلام بن تيمية

من : لمعة الاعتقاد
التحذير من البدع وفرق الضلال والجدال والخصومات
بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال -رحمه الله- تعالى:

ومن السنة هجران أهل البدع ومباعدتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل مُتَسَمٍّ بغير الإسلام والسنة مبتدع، كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والكرامية، والسابقة+، والكلابية، ونظرائهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع -أعاذنا الله منها- .


--------------------------------------------------------------------------------


يتكرر معنا التحذير عن البدع، والبدع تارة تكون في العقائد، وتارة تكون في الأعمال، ولا شك أن البدع التي في العقائد أشد نكرانا، وأشد خطرا من البدع التي في الأعمال؛ وذلك لأن البدع التي في الأعمال قد يقال إنها محرمة، ولكنها ليست مكفِّرة، ولا مضللة؛ لأنها مجال للاجتهاد، ومع ذلك فإنها منكرة؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: وكل محدثة بدعة ولعموم قوله: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .

وعلى هذا فإن البدع كلها مأمورون باجتنابها، وبالابتعاد عنها، ولو كانت حقيرة، ولو كانت صغيرة، فإنها منكر، وكان السلف -رحمهم الله- ينكرون على من أحدث ما لم يُسبق إليه، ولو كان يسيرا من الأمور المعتادة.

أنكروا على مروان لما قدم الخطبة على الصلاة في صلاة العيد، هذه بدعة، تقديم الخطبة على الصلاة، فإن في صلاة العيد تُقدم صلاة العيد على خطبتيه، بخلاف الجمعة، فعدوا هذه بدعة وأنكروها، ولكنها بدعة عملية، ليست بدعة اعتقاديه.

كذلك أنكروا بدعة إحياء المولد، إحياء ليلة المولد الليلة الثانية عشر من ربيع الأول، أنكروها وقالوا: إنها بدعة، مع أنها بدعة عملية، وإن كان للاعتقاد فيها مجال، ولكنها تلحق بالأعمال لا بالعقائد ؛ وسبب ذلك أنها محدثة، لم يكن لها أصل في الشرع .

وكذلك إحياء ليلة أول جمعة من رجب بصلاة تسمى صلاة الرغائب ، لا أصل لها مع أنها صلاة، الذين يفعلونها يقولون: أتنكرون علينا الصلاة؟ أتنكرون علينا طول القيام؟ أتنكرون علينا قراءة القرآن؟ أتنكرون علينا قراءة الأحاديث واستعمال الأدعية.

فنقول لهم: لا ننكر ذلك، ولكن ننكر عليكم تخصيص هذه الليلة دون غيرها؛ فإن هذا لم يرد به الشرع، فتعبَّدوا في السنة كلها ، ولا تخصوا ليلة من الليالي بعبادة ليست مشروعة فيها محددة.

وهكذا البدع الكثيرة، وقد استوفاها العلماء في مؤلفاتهم، كالشاطبي -رحمه الله- في "الاعتصام"، وكأبي شابة+ في "الباعث على إنكار البدع والحوادث"، وقبلهما ابن وضاح في نبذة له مطبوعة اسمها "البدع والنهي عنها"، وغيرهم كثير.

والكلام عليها أهون من الكلام على البدع العقدية، لا شك أن البدع الاعتقادية أشد إنكارا؛ وما ذاك إلا أنها تعتمد القدح في الشرع، إما قدحا في كماله، وإما قدحا في صلاحيته، وإما إطِّراحا لبعض تعاليمه.

فلأجل ذلك يحذر العلماء من هؤلاء المبتدعة، وينكرون عليهم: احذروا من المبتدعة، احذروا من قراءة كتبهم، احذروا من مجالستهم، احذروا من الانخداع بشبهاتهم، احذروا من قراءة نشراتهم التي ينشرون فيها ضلالاتهم وبدعهم ؛ حتى لا يعلق بقلوبكم شيء من كلامهم وأنتم لا تشعرون، فيصعب بعد ذلك تخلص ما علق بالقلوب.

كان السلف -رحمهم الله- يعرضون عن هؤلاء المبتدعة، ويقولون: السكوت عنهم إذلال وإهانة لهم. إذا نطق السفيه فلا تجبه

فخـير مـن إجابته السكوت



احتقِروه، واسكتوا عنه، واتركوه يهذر، ولا يُلتفت إليه، ولا يُستمع له .

وكان الناس يستجيبون لنا، يستجيبون لأهل السنة إذا حذرناهم وقلنا: هذا مبتدع، احذروه، لا تجالسوه؛ بقي معزولا، لا أحد يجالسه، ولا أحد يستمع منه، ولا حتى المناظرة، ويقولون: نصون علمنا عن أن نجادله، أو أن نناظره، أو أن نناقشه، أو أن نتكلم معه، كما نصون أخوتنا عن أن يجالسوه.

وهكذا بقوا معزولين طوال أو أكثر القرون المفضلة، نبغ مثلا.. كلما نبغ مبتدع وحاول -مثلا- أن يضل الناس سمع العلماء وفطاحلة العلم يحذرون منه ، فابتعد وتركه، وتمسك بما كان عليه علماء الأمة وجهابذتها.

ولكن مع طول الزمان ومع غربته تمكن هؤلاء المبتدعة، وصار لهم كلمة، وصار لهم أتباع، وصار لهم قوة، ونفوذ، ومقلدون، ومذاهب متبعة، معترف بها -في زعمهم- لها مكانتها، ولها قوتها -في زعمهم-، فحصل بذلك الانخداع لكثير من الجهلة والعوام حينما راجت مؤلفاتهم، فعند ذلك لم يروا بدا من مناقشتهم، إما مناقشة علنية حتى ينقمعوا+، وإما مناقشة كتابية.

تذكرون قد مر بنا مخاصمة الأدرمي محمد بن عبد الرحمن الأدرمي -رحمه الله-، وذكرنا أن ذلك المبتدع هو ابن أبي ذؤاد+، ناقشه وقطعه، قطعه بكلمات مختصرة، وإن كان المؤلف أوجزها، وقد توسع فيها العلماء الذين يروون بالأسانيد كالآجري في الشريعة ونحوه، هذه مخاصمة مع مبتدع.

كذلك أيضا لما اشتهر من المبتدعة بشْر المريسي، بشْر المريسي اشتهر بقوله: إن القرآن مخلوق؛ رأى بعض العلماء أن يخاصموه ، يمكن قرأتم رسالة الحيدة لعبد العزيز الكناني، فيها مخاصمة له؛ وذلك لأنه أراد أن يظهر نفسه حتى يجتمع مع ذلك المبتدع، فجمعه الخليفة هو وبشر، وتخاصما بقوة وبجدل، فكان الظهور للكناني -رحمه الله-.

وانقطع بشْر، ولم يكن معه جواب كافٍ في إقناع هذا العالم، وكتب صورة المناظرة في هذه الرسالة المطبوعة: "كتاب الحيدة" للكناني، ثم تتلمذ على المريسي رجل حنفي -ولكنه مبتدع- يقال له: محمد بن شجاع الثلجي، حنفي ولكنه مبتدع، يخفي ابتداعه، فكتب رسالة في عقيدة بشْر، ولم يذكر اسمه، ولكنه معروف، تولى الرد عليها ومناقشتها عالم جليل من علماء أهل السنة، هو عثمان بن سعيد الدارمي، في رده المشهور المطبوع: "رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد".

ومع الأسف يمكن قرأتم، ولعلكم ما قرأتم رسالة في ترجمة الثلجي هذا ، كتبها عالم مشهور يقال له: "زاهد الكوثري" المصري المشهور، وأثنى على الثلجي وبالغ في الثناء عليه؛ لأنه حنفي، ولم يتعرض لشيء من القدح فيه، مع أنه معتزلي جهمي.

هؤلاء رأوا أن المجادلة أفضل، ولكن الكثير يرون أن تركها أسلم، وقد ذكر ابن بطة في كتابه "الإبانة الكبرى" آثارا كثيرة في النهي عن مجادلة ومخاصمة المبتدعة -جميع أنواع البدع-، والتحذير من مجالستهم، ومخاصمتهم، ومناظرتهم، وأن في ذلك السلامة، وأن في تركهم والبعد عنهم إهانتهم، وإماتة أقوالهم.

ولكن رأى كثير من العلماء أنه لا بد من مناقشتهم؛ حتى يظهر الحق ويستبين، فوقع للشيخ الإسلام ابن تيمية مناظرات مع الأشاعرة في زمانه، ومع الصوفية في مصر، ومع كثير من المبتدعة كالبطائحية، وقع له مناظرات، ولكنه رأى أن ذلك من الضروري؛ حتى يقطع شُبَههم؛ لأنهم يشبهون على الناس.

ويمكن أن ترجعوا إلى المناظرات، مناظرة -لما كتب العقيدة الواسطية- مكتوبة، مطبوعة في المجلد الثالث، مناظرة الواسطية، وكذلك مناظرات في مصر، لما استُقدم إلى مصر وجادله من جادله في أمور العقيدة، ومناظرة أيضا في الشام بينه وبين البطائحية الصوفية ، الذين يدعون أنهم يدخلون النار ولا تضرهم، وقطعهم وخَصَمهم بذلك، وكذَّبهم، هذه المناظرات رأى أن فيها قمع لهم، هذه مناظرات مواجهة وجها لوجه.

ولكن هناك -أيضا- ردود له احتوت عليها مؤلفاته، ناقش فيها المبتدعة، مثلا كتابه الكبير الذي هو "منهاج السنة النبوية" ردا على الرافضة، وقمعا لهم، ودحضا لشبهاتهم، وإبطالا لترهاتهم وأكاذيبهم، يقرؤه القارئ فيرى الحق واضحا جليا.

كتابه "درء تعارض النقل والعقل" أو "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" ردا -أيضا- على كثير من الأشاعرة في شبهاتهم، وكذلك -أيضا- كتب له كثيرة: كـ "الرد على الأخنائي"، و"الجواب الباهر في الرد على عباد المقابر"، و"الصارم المسلول على شاتم الرسول"، وما أشبهها.

والحاصل أن أهل البدع العقدية خطرهم شديد، والإنسان عليه أن يعرف بدعهم فيحذرها، ويعرف أن ما عداها هو السنة والصواب؛ فيتمسك به، ويعض عليه بالنواجذ؛ حتى يسلم من هذه الأخطار.

مثَّل -رحمه الله- لهؤلاء المبتدعة، فذكر منهم مشاهيرهم، وبدأ بالرافضة الذين يسمون أنفسهم شيعة، وسبب تسميتهم رافضة أنهم في حدود سنة ثمان وعشرين ومائة خرج على الولاة زيد بن علي بن الحسين، وادعى الخلافة، وأنه أحق بالخلافة، ودعا إلى مبايعته.

فجاء إليه الرافضة في العراق، وقالوا: نبايعك على أن تتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر. فقال: هما صاحبا جدي -يعني لا أتبرأ منهما-، فعند ذلك قالوا: إذن نرفضك، فرفضوه، فسموا رافضة لهذا السبب، وسمي الذين بايعوه على البراءة من بني أمية -ومنهم معاوية- سموا زيدية، أي أنهم على مذهب زيد، وهم معروفون اليوم.

فهذا سبب تسميتهم، معروف مذهبهم أنه مبني على الغلو في أهل البيت، الذين هم عليّ، وذريته، وزوجته فقط، وأم زوجته التي هي خديجة .

وبالغ بعضهم إلى أن ادعى الولاية لأبيه الذي هو أبو طالب، وكتب مؤلَّفا قبل أربعين سنة، نشر أحد علماء القطيف كتابا سماه "أبو طالب مؤمن قريش"، وصل إلى هذا الحد، وبالغ بأنه مؤمن، وأنه تقي، وأنه مسلم؛ لأجل أنه أبو عليّ ، ونوقش ووجد أنه ليس له مرجع، وأن مراجعه من كتب الرافضة ، التي لا أساس لها، ولا صحة لها، فهذا معتقدهم.

ذكرنا فيما سبق أنهم لما غلوا في عليّ كان من لوازم ذلك أن يطعنوا في الخلفاء قبله ، الذين يدعون أنهم قهروه وقسروه وألزموه بأن يبايع لهم، وأن يتنازل عن الخلافة، وأنه لا حق له فيها فغلبوه.

فادعوا أن أبا بكر وعمر وعثمان ظلموه؛ فتبرءوا منهم، وتبرءوا ممن بايعهم ، ولم يوالوا من الصحابة إلا عددا يسيرا، كعشرة أو خمسة عشر أو أقل من العشرين، هؤلاء الذين والوهم، أما بقية الصحابة عندهم فإنهم كفار؛ لأجل ذلك لا يقبلون أحاديثهم، ولو كانت في الصحيحين، هذا مذهب الرافضة.

ثم زادوا على ذلك أنهم طعنوا في القرآن، وادعوا أن الصحابة الذين كتبوه خانوا فيه، وأنهم حذفوا منه ما حذفوا، نحو ثلثيه، ما يتعلق بالولاية، وما يتعلق بأهل البيت.

وادعوا أن هناك سورة سموها سورة الولاية، يمكن تجدونها مصورة في الخطوط العريضة للخطيب -رحمه الله- محب الدين الخطيب، الخطوط العريضة، صورها ورسمها.

وادَّعوا أن هذه سورة الولاية، وأن الصحابة حذفوها، وحذفوا أيضا أشياء كثيرة من القرآن، حتى ذكروا أنهم حذفوا آية من سورة "ألم نشرح"، قالوا: إنها نزلت: "ألم نشرح لك صدرك، وجعلنا عليا صهرك"، هكذا قالوا: إنهم حذفوا هذه الكلمة.

فالحاصل أنهم يدَّعون الطعن في الخلفاء، وكذلك في الصحابة، ويسبُّونهم، ويردون الأحاديث، ويطعنون -أيضا- في القرآن، وفي حق عليّ وذريته يغلون غلوا زائدا، حتى عبدوه من دون الله، فجمعوا بين الشرك بعبادة أهل البيت، وتعظيمهم التعظيم الزائد، والطعن في القرآن، والطعن في السنة أو ردها، والطعن في الصحابة وتكفيرهم.

أما بقية الطوائف فهم طوائف مختلفون في المعتقد، نأتي بهم باختصار على ترتيب وجودهم:

فأولهم: أول من وجد الخوارج، الذين خرجوا على عهد عليّ، وكان من عقيدتهم التكفير بالذنب، وهو أنهم يجعلون الذنب كفرا والعفو ذنبا، العفو يجعلونه ذنبا، والذنب يجعلونه كفرا؛ فلذلك يستحلون دماء المسلمين بأدنى ذنب ولو كبيرة، يقولون: من فعل هذه الكبيرة حل دمه، وحل ماله، وحلت نساؤه، وحل استرقاق أولاده، ونحو ذلك.

قاتلهم علي -رضى الله عنه-، واستمروا موجودين في مدة خلافة بني أمية، وهم يقاتلون، يقوون تارة، ويضعفون تارة، إلى أن تفرقوا، ولكن بعد ذلك هدأت كلمتهم، فلم يكونوا يقاتلون، ودخلت فيهم أيضا بدع أخرى.
  #3  
قديم 10-09-2002, 01:44 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

يوجد الآن منهم في البلاد الإفريقية مئات الألوف، ولكنهم على عقيدتهم متسترين، ليسوا يرون الخروج لعدم المناسبة، ويوجد منهم أيضا هذه الطائفة الإباضية التي في عمان، ولكنهم في الحقيقة معتزلة، ولا يطبقون مذهبهم.

بعدهم خرجت القدرية، الذين ينكون القدر السابق، العلم السابق، وأول من خرج منهم غيلان القدري، وقبله معبد الجهني، ينكرون علم الله تعالى بالأشياء قبل وجودها، يقولون: لا يعلم الأشياء حتى تحدث، وهؤلاء الذين قال فيهم الشافعي: ناظروهم بالعلم فإن أقروا به خُصموا، وإن جحدوه كفروا.

ثم حدثت بدعة فيهم أشد من هذه، وهي إنكار قدرة الله على الهداية والإضلال، أن الله ليس على كل شيء قدير، ولا يهدي من يشاء، ولا يضل من يشاء، وهؤلاء هم القدرية الذين أنكروا عموم القدرة، الذين قال فيهم الإمام أحمد: القدر قدرة الله، يعني من اعترف بأن الله على كل شيء قدير فقد خصم القدرية، خاصموهم بهذه الكلمة، قولوا لهم: أليس الله تعالى على كل شيء قدير؟ إذن فكيف يخرج عن قدرته أن يهدي من يشاء، ويضل من يشاء؟ وله الحكمة في ذلك.

خرج بعدهم المعتزلة في آخر حياة الحسن البصري، خرج رجل يقال له واصل بن عطاء، وادعى أن العاصي ليس بكافر ولا مسلم، بل في منزلة بينهما، واعتزل مجلس الحسن، وصار يقرر مذهبه في زاوية من المسجد، وصار الحسن إذا جاءه من يستشيره، أو رأى من أحد بدعة أشار إليهم، وقال: عند أولئك المعتزلة، أولئك المعتزلة، اعتزلنا واصل، فمن ثَم سموا معتزلة، فهذا سبب تسميتهم.

وانتشر مذهبهم إلى الآن، وطبعت لهم مؤلفات، وممن اعتنق مذهبهم القاضي عبد الجبار، صاحب الكتاب المشهور بالمغني، الذي هو من أشهر كتبهم، مطبوع في نحو أربعة عشر مجلدا، وله مؤلفات أخرى في تقرير مذهبهم.

قد ذكرنا أن مذهبهم يدور على خمسة أشياء: التوحيد الذي هو نفي الصفات، والعدل الذي هو نفي قدرة الله أو خلق الله لأفعال العباد، والمنزلة بين المنزلتين الذي هو أن العاصي ليس بمؤمن ولا كافر، وإنفاذ الوعيد الذي هو تخليد العصاة في النار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو الخروج على الأئمة، هذا مذهبهم الباطل.

وممن اعتنق مذهبهم من مشاهير اللغويين: الزمخشري صاحب التفسير المشهور بالكشاف، فإنه معتزلي، مبالغ في الاعتزال، مُضَمِّن كتابه لهذا النوع من الاعتزال.

خرجت بعدهم الجهمية، ولكن مذهبهم تفرق في هؤلاء، مذهبهم تعطيل الله تعالى من صفات الكمال، فإنهم نفوا الصفات كلها، بل بالغوا في نفيها، وجعلوها كلها مجازا، وهم الذين يحذر السلف -رحمهم الله- من الانخداع بهم.

ثم إن الجهم اجتمعت فيه ثلاث بدع عقدية: التعطيل وهو نفي الصفات، والإرجاء فهو رأس المرجئة، وهو أولهم، وهو الذي يقول: لا يضر مع الإيمان ذنب إذا كنت مؤمنا، فاعمل ما شئت من الذنوب، ويقول قائلهم: فكثر ما استطعت من الخطايا

إذا كـان القـدوم على كريم



فعندهم أن الرجاء حقِّقوه فلا يضركم إذا كنتم مؤمنين لو علمتم أكبر الذنوب، هذا المرجئة، وهو رئيسهم.

الفئة الثالثة: الجبر، وهو نوع من القدر، وهو أن الإنسان مجبور على الذنوب، وعلى المعاصي، وعلى الكفر، وليس له اختيار أبدا، وهم الذين يقول قائلهم: ألقاه في البحر مكتوفا وقال له

إيــاك إيـاك أن تبتـل بالمـاء



هؤلاء رؤوس المبتدعة، يعني الذين منهم هؤلاء الفرق الثلاثة: الجهمية، المعطلة، والمعتزلة، الذين جمعوا هذا المذهب، وكذلك المرجئة، والقدرية، والجبرية، ونحوهم.

أما الفرقتان المتأخرتان: الكرامية أتباع محمد بن كرام، عالم جليل، إلا أنه يبالغ في الإثبات، حتى يُتَّهم بنوع من التمثيل، ولكنه أقرب إلى الحق، وأقرب إلى الصواب، محمد بن كرام، إنما يعني انتقدوه لمبالغته في إثبات الصفات، يثبت أن الله جسم لا كالأجسام، وأنه، وأنه.

أما الكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب فهم الذين يقرون بسبع صفات، وينكرون ما عداها، وهو الذي سلك طريقته أبو الحسن الأشعري في آخر أمره، أو في وسط أمره، وعليه الآن المذهب الشائع المنتشر الذي هو مذهب الأشاعرة، فالأشاعرة في الحقيقة على مذهب بن كلاب.

بقي طائفة لم يذكرها، يعني ذكر السالمة، والسالمة أيضا فرقة قليلة، أتباع ابن سالم، مذهبهم قريب من مذهب الكرامية أو أشد، وهو أنهم يقولون بالتشبيه، وأن الله له يد كأيدينا، ونحو ذلك.

فرقة موجودة بكثرة، ومع ذلك لم يذكرها، وهم الصوفية ، الصوفية لا شك أنهم كانوا في أول الأمر زهاد يلبسون الصوف، ولكن حدثت فيهم بدع، وأشدها بدعة القول بوحدة الوجود، وهو أن وجود الخالق عين وجود المخلوق، فكانت هذه البدعة، وهي التي ضلوا بها عن الطريق.

وعندهم بدع أخرى، ولكنها خفيفة، يعني بدعة بالنسبة إلى هذه، كبدعة الغناء، والسمع، والرقص، والتمايل، والنشيد الموحد مثلا، والذكر المقطوع كذكرهم بكلمة: هو هو، وما أشبه ذلك، وهم موجودون، والردود عليهم متوفرة، وبكل حال فهؤلاء رؤوس البدع، ورؤوس المبتدعة، يجتنبهم المسلم حتى يسلم على دينه وعرضه.
  #4  
قديم 11-09-2002, 05:44 PM
كرستينا كرستينا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 26
Talking

شيء مضحك حقا
  #5  
قديم 15-09-2002, 02:41 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

صادقة ياكرستينا غباء الصوفية وانحرافهم مضحك جدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كثيراً من الحكومات العربية تشجع أصحاب هذا المذهب الضال لآنهم لا يرفعون علام الجهاد .

وهذا كلام جميل عن أهم مخاطر الفكر الوصفي (كتبة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق) .

هذه هي أهم مخاطر الفكر الصوفي:

1- صرف الناس عن القرآن والحديث:

عمد المتصوفة قديماً وحديثاُ إلى صرف الناس عن القرآن والحديث بأسباب شتى وطرق ملتوية جداً ومن هذه الطرق ما يلي:

أ- الزعم أن التدبر في القرآن يصرف النظر عن الله فقد جعلوا الفناء في الله في زعمهم هو غاية الصوفي وزعموا أيضاً أن تدبر القرآن يصرف عن هذه الغاية وفاتهم أن تدبر القرآن هو ذكر الله عز وجل لأن القرآن إما مدح الله بأسمائه وصفاته، أو ذكر لما فعله سبحانه بأوليائه وبأعدائه، وكل ذلك مدح له وعلم بصفاته أو تدبر لحكمه وشرعه، وفي هذا التدبر تظهر حكمته ورحمته بخلقه عز وجل ولكن لأن الصوفية يريد كل منهم أن يكون إلهاً ويتصف -في زعمه بصفات الله- فإنهم كرهوا تدبر القرآن لذلك. وهاهو الشعراني يقول في كتابه الكبريت الأحمر: يقول الله عز وجل في بعض الهواتف الإلهية "يا عبادي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحاً طويلا فاجعل الليل كله لي وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف على معانيه فإن معانيه تفرقك عن المشاهدة فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكئا على فرش بطائنها من إستبرق وآية تذهب بك إلى جهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولاً بما فيها وآية تذهب بك إلى قصة آدم أو نوح أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم الصلاة والسلام وهكذا وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي وأما إستنباط الأحكام فلها وقت آخر وثم مقام رفيع وأرفع" أهـ (الكبريت الأحمر على هامش اليواقيت والجواهر ص21).

وهذه زندقة عظيمة، إذ أين قال الله هذا الذي يفتريه الشعراني، ثم كيف يقول الله ما يخالف القرآن الحق المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول تعالى (كتاب أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته). وقال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). وقال تعالى (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل بالقرآن كلما مر على آية فيها ذكر للجنة وقف عندها ودعا الله عز وجل وكلما مر على آية أخرى فيها تهديد ووعيد وقف عندها ودعا الله سبحانه واستعاذ من النار كما صح ذلك من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وهؤلاء زعموا أن قراءة القرآن بالليل والقيام به مشغلة وانصراف عن الله!! والحال أن القيام بالليل هو أعظم فريضة فرضها الله على رسوله ليبلغ بذلك المنزلة العظمى يوم القيامة، قال تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ومعنى (تهجد به) أي بالقرآن، فجعل الله المقام المحمود للرسول ثمرة لقيام الليل بالقرآن وهذا أيضا أول أمر أُمر به الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:

(يأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص من قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) الآيات.

والمهم هنا أن هؤلاء الكذابين صرفوا الناس عن القرآن بزعمهم أنه مشغلة عن عبادة الله فأي تلبيس أكبر من هذا.

ب- الزعم بأن أجر أذكارهم المبتدعة أفضل من القرآن:

كما قال أحمد التيجاني وغيره إن صلاة الفاتح تعدل كل ذكر تلي في الأرض ستة آلاف مرة..

إقرأ الفصل الخاص (بالطريقة التيجانية في الفكر الصوفي). وهذا في المحصلة يؤدي بالناس إلى هجر القرآن إلى الأذكار المبتدعة.

ج- زعمهم أن من قرأ القرآن وفسره عاقبه الله لأن للقرآن أسرار ورموزاً، وظهراً وبطناً ولا يفهمها إلا الشيوخ الكبار ولو تعرض شيء من تفسيره أو فهمه عاقبه الله عز وجل .

د- جعل القرآن والحديث هو الشريعة والعلم الظاهر وأما العلوم اللدنية الأخرى في زعمهم فهي أكمل وأعلى من القرآن كما قال أبو يزيد البسطامي خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله.. وقال ابن سبعين: (لقد حجر ابن آمنة واسعاً إذ قال لا نبي بعدي) وهذا القول من هذا الزنديق في غاية الشناعة والباطل وإتهام الرسول!! فلعنة الله على من قال ذلك أو صدقه.. وتابعه في هذا القول.

وبإختصار فللمتصوفة أعنى الزنادقة منهم أساليب عظيمة في الكيد والمكر بالإسلام ومن أعظم ذلك صرف الناس عن القرآن بهذه الأكاذيب والافتراءات.

2- فتح باب التأويل الباطني لنصوص القرآن والحديث:

ومن أعظم مخاطر الفكر الصوفي كذلك فتحهم باب للتفسير الباطني لنصوص القرآن والسنة، والحق أنه لا يكاد يوجد آية أو حديث إلا وللمتصوفة الزنادقة تأويلات باطنية خبيثة لها. ويقول ابن الجوزي في وصف ذلك:

وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمي في تفسير القرآن من كلامهم الذي أكثره هذيان لا يحل نحو مجلدين سماها حقائق التفسير قال في فاتحة الكتاب عنهم أنهم قالوا إنما سميت فاتحة الكتاب لأنها أوائل ما فاتحناك به من خطابنا فإن تأدبت بذلك وإلا حرمت لطائف ما بعد (!!)

قال المصنف رحمه الله: وهذا قبيح لأنه لا يختلف المفسرون أن الفاتحة ليست من أول ما نزل، وقال في قول الإنسان (آمين) أي قاصدون نحوك.

قال المصنف رحمه الله: وهذا قبيح لأنه ليس من أم لأنه لو كان كذلك لكانت الميم مشددة. وفي قوله: (وان يأتوكم أسارى) قال: قال أبو عثمان: غرقى في الذنوب. وقال الواسطي: غرقى في رؤية أفعالهم. وقال الجنيد: أسارى في أسباب الدنيا تفدوهم إلى قطع العلائق.

قلت: وإنما الآية على وجه الإنكار ومعناها إذا أسرتموهم فديتموهم وإذا حاربتموهم قتلتموهم وهؤلاء قد فسروها على ما يوجب المدح. وقال محمد بن علي: (يحب التوابين) من توبتهم. وقال النوري: (يقبض ويبسط) أي يقبض بإياه ويبسط لإياه وقال في قولــه: (ومن دخله كان آمناً) أي من هواجس نفسه ومن وساوس الشيطان. وهذا غاية في القبح لأن لفظ الآية لفظ الخبر ومعناه الأمر وتقديرها من دخل الحرم فأمنوه. وهؤلاء فسروها على الخبر ثم لا يصح لهم لأنه كم من داخل إلى الحرم ما أمن من الهواجس ولا الوساوس، وذكر في قوله: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) قال أبو تراب: هي الدعاوي الفاسدة. (والجار ذي القربى) قال سهل: هو القلب، (والجار الجنب) النفس، (وابن السبيل) الجوارح. وقال في قوله (وهم بها)، قال أبو بكر الوراق: الهمان لها ويوسف ما هم بها. قلت هذا خلاف لصريح القرآن. وقوله (ما هذا بشراً)، قال محمد بن علي ما هذا بأهل أن يدعى المباشرة. وقال الزنجاني: الرعد صعقات الملائكة والبرق زفرات أفئدتهم والمطر بكاؤهم. وقال في قوله (ولله المكر جميعاً)، قال الحسين: لا مكر أبين فيه من مكر الحق بعباده حيث أوفاهم أن لهم سبيلاً إليه بحال، أو للحدث اقتران مع القدم.

قال المصنف رحمه الله: ومن تأمل معنى هذا علم أنه كفر محض لأنه يشير إلى أنه كالهزء واللعب. ولكن الحسين هذا هو الحلاج وهذا يليق بذاك. وقال في قوله (لعمرك) أي بعمارتك سرك بمشاهدتنا. قلت: وجميع الكتاب من هذا الجنس ولقد هممت أن أثبت منه هاهنا كثيراً فرأيت أن الزمان يضيع بين الكفر والخطأ والهذيان. وهو من جنس ما حكينا عن الباطنية، فمن أراد أن يعرف جنس ما في الكتاب فهذا أنموذجه. ومن أراد الزيادة فلينظر في الكتاب. (تلبيس إبليس ص332،333)

وهذا الذي ذكره الإمام ابن الجوزي إنما هو نموذج فقط للتأويل الصوفي لرواده الأوائل ولو رحنا نتتبع ما سطرته أيدي المتصوفة من التأويل الباطني الخبيث للقرآن والحديث لجمعنا عشرات المجلات كلها من أمثال هذا الهذيان والافتراء، والتقول على الله بلا علم والزعم أن هذه هي معاني القرآن الحقيقية..

وللأسف فإن المنهج الباطني لتأويل القرآن والحديث قد درج عليه من سار على هديهم لليوم. ولقد أصبح منهاجاً وأسلوباً لمن أبتلي بالتصديق بهذه الخرافات الصوفية، وإطلاعك مثلاً على كتاب (القرآن محاولة لتفسير عصري. لمؤلفه مصطفى محمود) أو الكتب التي ألفها محمود محمد طه السوداني صاحب ما يسمى بالحزب الجمهوري السوداني يطلعك على هذه النماذج العجيبة التي تأثرت بالفكر الصوفي وخرجت على المسلمين بتأويلات باطنية للقرآن والحديث… واليك بعض النماذج في ذلك:


المحاولة العصرية لتفسير القرآن التي كتبها الدكتور مصطفى محمود على صفحات صباح الخير المصرية، ثم جمعها في رسالة لعنوان "القرآن محاولة لفهم عصري للقرآن" كانت محاولة صوفية حديثة لتفسير القرآن وهي محاولة فجة في إطار الفكر الصوفي كما سماها بذلك محمود محمد طه الأستاذ الذي نقل عنه الدكتور في كتابه فقد قال مادحا له ناقلاً عنه: "وأعجبني في كتاب للمفكر الإسلامي محمود طه بعنوان "رسالة الصلاة" تعبير جميل يقول فيه: إن الله استل آدم استلالاً من الماء والطين. "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" إنه الانبثاق من الطينة درجة درجة، وخطوة خطوة، من الاميبا إلى الإسفنج إلى الحيوانات الرخوية إلى الحيوانات القشرية إلى الفقريات إلى الأسماك إلى الزواحف إلى الطيور إلى الثدييات إلى أعلى رتبة آدمية بفضل الله وهديه وإرشاده" (ص53 المحاولة).
وهذا المفكر الإسلامي على حد تعبير الدكتور مصطفى محمود مهندس زراعي سوداني درس التصوف ووصل إلي القول بسقوط التكاليف عنه لأنه وصل إلى مرحلة اليقين وله كتاب الصلاة الذي نقل عنه الدكتور مصطفى محمود وكتب أخرى، وله كتاب في الرد على المحاولة العصرية بتفسير القرآن.

ومما أعجب الدكتور في كتاب الصلاة لمحمود محمد طه ما نقلناه بنصه آنفاً، وهو إقحام عجيب لخلق آدم عليه السلام في نظرية دارون التي انحسر الإيمان بها إلا من عقول أولئك الذي يجمعون من كل فكر غث يفسرون به كلام الله عز وجل زاعمين انهم وصلوا إلى هذا بالكشف والمجاهدة، وما هو إلا نقل لثقافات الكفرة والملحدين ثم حمل آيات الكتاب الكريم عليها.

وأما الدليل على أن المحاولة العصرية لتفسير القرآن وتأويله ينطلق من إطار الفكر الصوفي فهي هذه النقول من كتاب الدكتور مصطفى محمود عن القرآن:

أ- كتب الدكتور مصطفى محمود فصلاً كاملاً بعنوان "أسماء الله" جعل المعرفة الصحيحة السليمة لمعاني الرب والإله هي التي توصل إليها المتصوفة قال: "والمتصوفة يقولون انه يبعد عن إدراكنا لفرط قربه ويخفى علينا لفرط ظهوره" ص99.

ثم يسترسل في مدح الفكر الصوفي: "وهم يطلبون القرب من الله حباً، وليس خوفاً من النار، أو طلباً لجنة، ويقولون إنه في هجرة دائمة إلى الله من الأكوان إلى المكون" ص101.

ثم يقول: "والمتصوفة أهل أطوار وأحوال ولهم آراء طريفة لها عمقها، ودلالتها، فهم يقولون إن المعصية تكون افضل أحيانا من الطاعة، فرب معصية تؤدي إلى الرهبة من الله والى الذل والانكسار، وطاعة تؤدي إلى الخيلاء والاغترار وهكذا يصبح العاصي أكثر قرباً وأدباً مع الله من المطيع" ص101.

ثم يقول: "والمتصوف واليوجي والراهب كلهم على درب واحد، وأصحاب منطق واحد وأسلوب واحد في الحياة هو الزهد" ص101.

ثم يقول أيضاً: "واليوجي والراهب والصوفي المسلم يطلبون القرب والوصل بنفس الأسلوب بالتسابيح فيدعون الله بأسمائه "ولله الأسماء الحسنى يدعوه بها" وهناك يوجا خاصة بالتسابيح اسمها "المانترايوجا" من كلمة "منترام" الهندية أي تسبيحة، ومن التسابيح السنكريتية أن يتلو اليوجي في خشوع كلمة "رهيم، رهام" آلاف المرات وهي كلمات تقابل رحيم.. رحمن عندنا وهي من اسماء الله بالسنسكريتية ويضع اليوجي في عنقه مسابح طويلة من ألف حبة"!!
  #6  
قديم 15-09-2002, 02:44 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

ثم يسترسل الدكتور مصطفى محمود في الإشادة بمنهج التصوف وفهم المتصوفة للإسلام فيقول: "والتصوف إدراك عن طريق المدارك العالية، والمتصوف عارف" ص103.

ثم يجري خلف المتصوفة في تطويع الآيات القرآنية إلى تفسيرهم الباطني فيقول: "وفي بعض أخبار داود أنه قال: "يا رب أين أجدك؟ فقال: "اترك نفسك وتعال.. غب عني تجدني". وفي هذا يفسر بعض المتصوفة كلام الله لموسى في القرآن": (فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى ) أن المقصود بالنعلين هي النفس والجسد، أو النفس وملذات الجسد، فلا لقاء بالله إلا بعد أن يخلع الإنسان النعلين: نفسه وجسده بالموت أو بالزهد" ص104.

ثم يسترسل الدكتور فيقول:" والمتصوف لا يسأل.. وهو يمرض فلا يسأل الله الشفاء ويقول في أدب.. كيف أجعل لنفسي إرادة إلى جانب إرادة الله فأسأله ما لم يفعل" ص105.

ثم يفسر قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إن معناها ما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفون.

ثم يقول في ختام هذا الفصل الصوفي: "هؤلاء هم أهل السر القرب والشهود الأولياء الصالحون حقاً" ص109.

فما أثر هذا المنهج الصوفي الذي اختطه الدكتور لنفسه، وكيف كان نتاج هذا الفكر عند الدكتور؟

لقد تصدى الدكتور مصطفى محمود لتأويل القرآن وتفسيره فبماذا طلع على الناس، وما الفهم العصري لكتاب رب العالمين عز وجل ؟ هناك نماذج مما وصل إليه فهم الدكتور المفسر:

أ- اجتهد الدكتور على حد تعبيره في معرفة الشجرة التي أكل منها آدم فعصى الله تبارك وتعالى وأوصله (اجتهاده) إلى ما يأتي بالنص:

"كان التلاقح الجنسي والشجرة المحرمة التي أكلت منها الحياة فهوت إلى العدم " … "وكان الشيطان يعلم أن شجرة النسل هي إيذان ببدء الموت والطرد من جنة الخالدين فكذب على آدم فسول له أنها شجرة الخلود بعينها، وأغراه بأن يخالط زوجه بالجسد" ص62.

ثم لا يكتفي الدكتور بذلك بل يجزم أن حواء أيضاً حملت في أثناء هذا اللقاء حيث يقول:

"ثم نرى القرآن يخاطبها بعد تذوق الشجرة على أنهما جمع فيقول ( اهبطوا بعضكم لبعض عدو) بينما كان الخطاب في نفس الآيات قبل الخطيئة إلى مثنى، ومعنى هذا أن الأكل من الشجرة أدى إلى التكاثر" ص62.

ثم يقول الدكتور بعد كل هذا الهذيان "ولا يمكننا القطع في هذه المسائل، ويجب أن نقول أن الشجرة ما زالت لغزاً، وأن قصة الخلق ما زالت من أمر الغيب لا نستطيع أن نقول فيها أكثر من الاجتهاد، والله أعلم بكتابه وهو وحده الذي يعلم تأويل ما فيه".

قلت: كيف وقد قطعت وفسرت بما يحلو لك آنفاً وتقولت على الله وعلى كتابه بغير علم ولا هدى.. وزعمت كل الذي زعمت في معاني القرآن بما يوافق هواك ورأيك..

والعجيب حقاً أن مصطفى محمود نفسه يهاجم البهائية الذين يعمدون إلى التأويل الباطني للقرآن فيقول: "وهو أمر يكشف خطورة التفسير الباطني للقرآن، وخطورة إغفال ظاهر الحروف، ومقتضى الكلمات والعبارات، وكيف يمكن أن يؤدي أمثال هذه التفاسير إلى اقتلاع الدين من أساسه، وهو ما كانت تلجأ إليه بالفعل فرق الخوارج والأثنا عشرية والباطنية والبابية لتطويع القرآن لأغراضها في هدم بعضها البعض".

ثم يستطرد قائلاً: "وهذا ينتهي بنا إلى موقف في التفسير لا بد من التزامه، وهو الارتباط بحرفية العبارة، ومدلول الكلمات الظاهر، لا تنتقل إلى تأويل باطني إلا بإشارة وإلهام من الكلمات القرآنية ذاتها فنفسر القرآن بالقرآن ظاهراً وباطناً على أن لا يتعارض تفسيرنا الباطن مع مدلول الظاهر أو يكون نافياً له" أهـ (محاولة تفسير عصري ص122-123)

والعجيب حقاً أن مصطفى محمود بالرغم من كل ما قاله عن خطورة التأويل الباطني قد فتح لنفسه هو المجال ليقول حسب هواه، فقد جعل الجنة والنار كليهما عذاباً ونعيماً معنوياً وليس شيئاً حقيقياً حسياً وقال أنا أكره العسل، ومنذ سمعت أن في الجنة أنهار عسل تقززت نفسي!!. وجعل يأجوج ومأجوج هم شعب الصين، وجعل الدجال المذكور في الحديث هو العلم العصري لأنه ينظر بعين واحدة إلى الدنيا فقط.. وجعل لباس البحر للنساء لباساً أوجدته الضرورة والتفكر في خلق الله… وهذه فقط بعض تأويلاته… وأما أستاذه الذي نقل عنه وهو محمد محمود طه السوداني فهذا الذي وصلت به التأويلات الى إسقاط الشريعة عن نفسه فهو لا يصلي لأنه وصل منزلة الله!! وقد وجـد بتأويلاته أن الاشتراكيـة في القــرآن بأن الله

يقول (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) والعفو هي الزيادة في زعمه عن الحاجة الضرورية وهذا يعني عنده أنه لا يجوز الإدخار ويجب إنفاق كل الكسب الزائد… وبالرغم من كل هذه الخزعبلات والخرافات فقد وجد مثل هذا الفكر رواجاً وقد ناقشت بنفسي أعداداً كبيرة من هذا الذي يسمونه بالحزب الجمهوري في السودان… ويعجب القارئ إذا علم أن مثل هذا الفكر الباطني قد انتحله أساتذة جامعات ومحامون ومدرسون وطلاب… وأنهم يدافعون عن هذا الفكر باستماتة عجيبة. فأي خطورة أعظم من مثل هذا؟!

3- إتلاف العقيدة الإسلامية:

أول ما يستهدف الفكر الصوفي إتلافه وتبديله هو العقيدة الإسلامية النقية عقيدة الكتاب والسنة، وذلك أن: الفكر الصوفي خليط كامل لكل الفلسفات والخزعبلات والخرافات التي انتشرت في العالم قديماً وحديثاً. فليس هناك من كفر وزندقة وإلحاد إلا دخل الى الفكر الصوفي وتلبس بالعقيدة الصوفية. فمن القول بوحدة الوجود وأن كل موجود هو الله، إلى القول بحلول ذات الله أو صفاته في المخلوقين، إلى القول بالعصمة، إلى الزعم بالتلقي من الغيب، إلى القول بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو قبة العالم وهو المستوي على عرش الله، إلى القول بأن الأولياء يديرون العالم ويتحكمون في الكون، وأستطيع أن أقول أنه لا توجد عقيدة شركية في الأرض إلا وقد نقلت إلى الفكر الصوفي، وأُلبست الآيات والأحاديث. بل أنني أتحدى أي صوفي يعلم ما هو التصوف أن يثبت لي حسب عقيدته، أن إبليس كافر وأنه من أهل النار، وأن فرعون كافر وأنه من أهل النار!! وأن الذين عبدوا العجل من بني إسرائيل أخطئوا، وأن الذين يعبدون البقر الآن كفار… أتحدى أي صوفي يعلم حقيقة التصوف أن يثبت ذلك… وقد يقول قائل… وكيف لا يثبت ذلك وهو ثابت في القرآن والسنة وكل مؤمن يشهد بذلك ومن شك في ذلك فهو كافر أصلاً؟

والجواب: إنه إن أثبت ذلك طعن في عقيدة التصوف، وشكك في أعلامه ورجاله، بل وكفر قادته وأساطينه وبالتالي خرج عن التصوف، فشيخ الصوفية الأكبر هو ابن عربي الزنديق الذي زعم أن فرعون أعلم بالله من موسى، وأن من عبدوا العجل ما عبدوا إلا الله لأن العجل -في عقيدته الخبيثة- مظهر من مظاهر الإله!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، بل وعبدة الأصنام عنده ما عبدوا إلا الله لأن الله عنده هو كل هذه المظاهر المتفرقة فهو الشمس والقمر والإنس والجن، والملائكة والشياطين، بل والجنة والنار، والحيوان والنبات والجماد، فما عبد في الأرض إلا الله، وما إبليس عند ابن عربي إلا جزء من الإله تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وقد جعل الصوفية هذه العقيدة اللعينة التي لم تشاهد الأرض أقبح منها ولا أفظع ولا أنتن ولا أفجر جعلوها سر الأسرار، وغاية الغايات، ومنتهى الإرادات، ودرجة الواصلين الكاملين، ومنتهى أمل العارفين، وهي عقيدة الزنادقة الملحدين من البراهمة والهنادك وفلاسفة اليونان الأقدمين،… ولا شك أن كل شر دخل التصوف بعد ذلك كان تحت ظلام هذه العقيدة اللعينة وهذا شيء لا يستطيع أي متصوف في الأرض اليوم يعلم ما هو التصوف أن ينكره بل ولا يستقبحه، وغاية ما يقول: هؤلاء لا يفهم علمهم إلا أصحاب الأذواق، وأهل العرفان. والحال أن هذا الكلام مشروح بلسان عربي واضح وقد كتبوه في مجلدات ضخمة وشرحوه نثراً وشعراً، وقصصاً، وأمثالاً، وربما اعتذر بعض المتصوفة عن هذا أنه من الشطح وغلبة الوجد، ولا شك أيضاً أن الشطح خبل وجنون وهم يقولون إن أحوالهم هذه أكمل الأحوال فكيف يكون الجنون والخبال كمالاً ثم كيف يكون شطحاً ما يكتب ويدون في عشرات المجلدات، ويدعى إليه على أنه غاية التصوف ونهاية الآمال…

وربما قالوا بل هو مدسوس عليهم… وهذه أيضاً من جملة كذبهم وتدليسهم وأتحدى أي صوفي أن يذكر عبارة بعينها ويقول إنها مدسوسة أو عقيدة خاصة يعنيها ويقول إنها… قد دست على الكاتب الفلاني، كيف وهي كتب كاملة، وعقائد مصنفة منمقة، وقصائد مدبجة موزونة… أتحدى أي صوفي أن يقول هذه القصيدة مدسوسة، أو هذا القول المعين مدسوس. لأنه لو قال ذلك لأصبح التصوف كله مدسوساً مكذوباً وهذا حق. فهؤلاء زعماء التصوف كالحلاج البسطامي والجيلي، وابن سبعين، وابن عربي، والنابلسي والتيجاني وغيرهم مدسوسون على هذه الأمة، كاذبون على الله ورسوله، قائلون في دين الله بالباطل، كل منهم زعم أنه الله المتصرف في الكون، وكل منهم زعم أن الله قد وكله بجزء من هذا العالم، وكل منهم زعم أنه الولي الكامل الذي يأتيه الوحي صبحاً ومساءً بل المطلع على الغيب، القارئ في اللوح المحفوظ، الذي ختم الله به الأولياء، والذي جعله قبلة للعالمين ومعجزة ومناراً للخلق أجمعين، وأنه بعد النبي رأساً، والنبي عندهم هو المستولي والمستوي على عرش الله الرحماني، فليس على العرش غير ذات محمد، ومحمد عندهم هو أول الذوات وجوداً، وهو أول التعينات وهو الذي استوى على عرش الله، وهو الذي يوحي الوحي إلى كل الأنبياء وينزل الإلهام إلى كل الأولياء بل هو الذي أوحى لنفسه من نفسه فهو الذي سلم إلى جبريل الوحي في السماء، وتلقاه منه في الأرض… هل سمعتم يا مسلمون عقيدة تحمل كل هذه الوقاحة والخسة والنذالة والكفر والمروق… هذه هي عقيدة الصوفية، وهذا هو تراثها ودينها. ولقد شرحنا هذا بالتفصيل بحمد الله في كتابنا (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة)، وذلك في طبعته الثانية ونقلنا النقول المستفيضة لكل ذلك من كتب هؤلاء الزنادقة، الذين ما فتئوا يخرجون على العالم أنهم أولياء الله وأحبابه وأنهم يملكون مفاتيح القلوب، ومنهاج التربية الأمثل لإخراج المسلمين من الظلمات إلى النور والحال أن هذه هي عقيدتهم وهذا هو منهجهم في إفساد دين المسلمين، وصرف الناس عن رسالة رب العالمين.

4- الدعوة إلى الفسق والفجور والإباحية.

ويخطئ من يظن أن الصوفية في أول أمرها كانت مؤسسة على التقوى فهذا ابن الجوزي رحمه الله يروي عنهم هذه الحكاية فيقول: وبإسناد عن أبي القاسم بن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه. قال: "أخبرني جماعة من أهل العلم أن بشيراز رجل يعرف بإبن خفيف البغدادي شيخ الصوفية هنا يجتمعون إليه ويتكلم عن الخطرات والوساوس ويحضر حلقته ألوف من الناس وأنه فارهٌ فهمٌ حاذق. فاستغوى الضعفاء من الناس إلى هذا المذهب، قال: فمات رجل منهم من أصحابه وخلف زوجة صوفية فاجتمع النساء الصوفيات وهن خلق كثير ولم يختلط بمأتمهن غيرهن. فلما فرغوا من دفنه دخل ابن خفيف وخواص أصحابه وهم عدد كبير الى الدار. وأخذ يعزي المرأة بكلام الصوفية إلى أن قال: قد تعزيت… فقال لها: ههنا غير!! فقالت: لا غير. قال: فما معنى إلزام النفس آفات الهموم، وتعذيبها بعذاب الهموم، ولأي معنى نترك الإمتزاج لتلتقي الأنوار، وتصفو الأرواح ويقع الاختلافات وتنز البركات!! قال: فقلن النساء أن شئت. قال: فاختلط جماعة الرجال بجماعة النساء طول ليلتهم فلما كان سحر خرجوا. قال المحسن قوله (ههنا غير) أي هنا غير موافق المذهب. فقالت (لا غير) أي لا يوجد مخالف، وقوله: نترك الإمتزاج كناية عن الممازجة في الوطء. وقال لتلتقي الأنواء، عندهم أن في كل جسم نوراً إلهياً. وقوله الاختلافات أي يكون لكن خلف ممن مات أو غاب من أزواجكن. قال المحسن: وهذا عندي عظيم ولولا أن جماعة يخبروني يبعدون عن الكذب ما حكيته لعظمته عندي واستبعاد مثله أن يجري في دار الإسلام، قال: وبلغني أن هذا ومثله شاع حتى بلغ عضد الدولة فقبض على جماعة منهم وضربهم بالسياط وشرد جموعهم فكفوا" أهـ منه بلفظه (تلبيس إبليس ص370،371)
  #7  
قديم 15-09-2002, 02:45 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

وهكذا تتيقن أن هذه الطائفة لم تكن في كل عصورها إلا مجموعات من الزنادقة الملحدين المنحلين تظاهروا بظاهر الشريعة النظيف وأخفوا عن الأعين كفرهم وفسقهم وزندقتهم. ولذلك جزم ابن عقيل كما نقل عنه ابن الجوزي أنهم زنادقة ملحدون منحلون حيث يقول: فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء الفرَّع الخالين من الإثبات. وإنما هم زنادقة جمعوا بين مدارع العمال مرقعات وصوف، وبين أعمال الخلعاء الملحدة أكل وشرب ورقص وسماع وإهمال لأحكام الشرع. ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة. أهـ (تلبيس إبليس ص374)

وقد وردت هذه العبارة البليغة من ابن عقيل رحمه الله بعد وصف أحوال الصوفية في زمانه حيث يقول:

ابن عقيل يصف فضائح الصوفية:

وأنا أذم الصوفية لوجوه يوجب الشرع ذم فعلها منها: أنهم اتخذوا مناخ البطالة وهي الأربطة فانقطعوا إليها عن الجماعات في المساجد فلا هي مساجد ولا بيوت ولا خانات وصمدوا فيها للبطالة عن أعمال المعاش وبدنوا أنفسهم بدن البهائم للأكل والشرب والرقص والغناء، وعولوا على الترقيع المعتمد به التحسين تلميعاً والمشاوذ بألوان مخصوصة أوقع في نفوس العوام والنسوة من تلميع السقلاطون بألوان الحرير، واستمالوا النسوة والمردان (الأمرد الشاب الذي لم ينبت شعر وجهه) بتصنع الصور واللباس فما دخلوا بيتاً فيه نسوة فخرجوا إلا عن فساد قلوب النسوة على أزواجهن ثم يقبلون الطعام والنفقات من الظلمة والفجار وغاصبي الأموال كالعداد والأجناد وأرباب المكوس، ويستصحبون المردان في السماعات يجلبونهم في الجموع مع ضوء الشموع، ويخالطون النسوة الأجانب ينصبون لذلك حجة إلباسهن الخرقة، ويستحلون بل يوجبون اقتسام ثياب من طرب فسقط ثوبه، ويسمون الطرب وجداً، والدعوة وقتاً، واقتسام ثياب الناس حكماً، ولا يخرجون من بيت دعوا إليه إلا إلزام دعوة أخرى يقولون أنها وجبت واعتقاد ذلك كفر وفعله فسوق.

ويعتقدون أن الغناء بالقضبان قربة وقد سمعنا عنهم أن الدعاء عند حدو الحادي وعند حضور المخذة مجاب اعتقاداً منهم أنه قربة وهذا كفر أيضا لأن من اعتقد المكروه والحرام قربة كان بهذا الاعتقاد كافراً والناس بين تحريمه وكراهيته. ويسلمون أنفسهم إلى شيوخهم فان عولوا إلى مرتبة شيخه قيل الشيخ لا يعترض عليه، فحد من حل رسن ذلك الشيخ وانحطاطه في سلك الأقوال المتضمنة للكفر والضلال المسمى شطحاً وفي الأفعال المعلومة كونها في الشريعة فسقاً. فإن قبل أمردا قيل رحمة، وإن خلا بأجنبية قيل بنته وقد لبست الخرقة، وإن قسم ثوباً على غير أربابه من غير رضا ماله قيل حكم الخرقة، قال ابن عقيل: وليس لنا شيخ نسلم إليه حاله إذ ليس لنا شيخ غير داخل في التكليف وأن المجانين والصبيان يضرب على أيديهم وكذلك البهائم، والضرب بدل من الخطاب، ولو كان لنا شيخ يسلم إليه حاله لكان ذلك الشيخ أبا بكر الصديق رضي الله عنه . وقد قال إن اعوججت فقوموني ولم يقل فسلموا إلي. ثم أنظر إلى الرسول صلوات الله عليه كيف اعترضوا عليه. فهذا عمر يقول: ما بالنا نقصر وقد أمنا. وآخر يقول: تنهانا عن الوصال وتواصل؟ وآخر يقول: أمرتنا بالفسخ ولم تفسخ! ثم إن الله تعالى تقول له الملائكة: (أتجعل فيها). ويقول موسى: (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)، وإنما هذه الكلمة (يعني: قول الصوفية: الشيخ لا يعترض عليه) جعلها الصوفية ترفيها لقلوب المتقدمين، وسلطنة سلوكها على الإتباع والمريدين كما قال تعالى: (فاستخف قومه فأطاعوه) ولعل هذه الكلمة من القائلين منهم بأن العبد إذا عرف لم يضره ما فعل. وهذه نهاية الزندقة لأن الفقهاء أجمعوا على أنه لا حالة ينتهي إليها العارف إلا ويضيق عليه التكليف كأحوال الأنبياء يضايقون في الصغائر. فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء الفراغ الخالين من الإثبات. وإنما هم زنادقة جمعوا بين مرقعات وصوف، وبين أعمال الخلعاء الملحدة أكل وشرب ورقص وسماع وإهمال لأحكام الشرع. ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة. أهـ (تلبيس إبليس ص373-374)

الصوفية واستحلال الحشيش:

ثم يستطرد ابن العقيل رحمه الله واصفاً زندقتهم وكفرهم وكيف أنه فرقوا في زعمهم بين

الشريعة والحقيقة واستحلوا الحشيش المخدر بل هم أول من اكتشفه وروجه في أوساط المسلمين، واستحلوا الغناء والاختلاط واستحلوا التظاهر بالكفر والزندقة زاعمين أنها أحوال وشطح وأنه يجب عدم الإنكار عليهم لأنهم مجاذيب أو مشاهدين لحضرة الرب -في زعمهم-

يقول ابن العقيل: فأول ما وضعوا اسماء وقالوا حقيقة وشريعة. وهذا قبيح لان الشريعة ما وضعه الحق لمصالح الخلق. فما الحقيقة بعدها سوى ما وقع في النفوس من إلقاء الشياطين. وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع. وإن سمعوا أحدا يروي حديثاً قالوا مساكين أخذوا حديثهم ميت عن ميت. وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. فمن قال حدثني أبى عن جدي قلت: حدثني قلبي عن ربي، فهلكوا واهلكوا بهذه الخرافات قلوب الأغمار وأنفقت عليهم لأجلها الأموال. لأن الفقهاء كالأطباء والنفقة في ثمن الدواء صعبة والنفقة على هؤلاء كالنفقة على المغنيات. وبغضهم الفقهاء أكبر الزندقة لأن الفقهاء يحظرونهم بفتاويهم عن ضلالهم وفسقهم. والحق يثقل كما تثقل الزكاة. وما أخف البذل على المغنيات وإعطاء الشعراء على المدائح. وكذلك بغضهم لأصحاب الحديث وقد أبدلوا إزالة العقل بالخمر "بشيء سموه الحشيش والمعجون والغناء المحرم" سموه السماع والوجد والتعرض بالوجد المزيل للعقل كفى الله الشريعة شر هذه الطائفة الجامعة بين دهمثة (الليونة والسهولة يعني يلبسون فاخر الثياب ولينها) في اللبس وطيبة في العيش وخداع بألفاظ معسولة ليس تحتها سوى إهمال التكاليف وهجران الشرع ولذلك خفوا على القلوب ولا دلالة على أنهم أرباب باطل أوضح من محبة طباع الدنيا لهم كمحبتهم أرباب اللهو والمغنيات.

ثم استطرد ابن عقيل قائلاً: فان قال قائل هم أهل نظافة وحسن سمت وأخلاق قال فقلت لهم لو لم يصنعوا طريقة يجتذبون بها قلوب أمثالهم لم يدم لهم عيش والذي وصفتهم به رهبانية النصرانية. ولو رأيت نظافة أهل التطفيل على الموائد ومخانيث بغداد ودماثة المغنيات لعلمت أن طريقتهم طريقة الفكاهة والخداع وهل يخدع الناس إلا بطريقة أو لسان فإذا لم يكن للقوم قدم في العلم ولا طريقة فبماذا يجتذبون به قلوب أرباب الأموال، وأعلم أن حمل التكاليف صعب ولا أسهل على أهل الخلاعة من مفارقة الجماعة ولا أصعب عليهم من حجر ومنع صدر عن أوامر الشرع ونواهيه وما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين فهؤلاء يفسدون عقائد الناس بتوهيمات شبهات العقول وهؤلاء يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان يحبون البطالات وسماع الأصوات وما كان السلف كذلك بل كانوا من باب العقائد عبيد تسليم وفي الباب الآخر أرباب جد. قال: ونصيحتي إلى إخواني أن لا يقرع أفكار قلوبهم كلام المتكلمين ولا تصغي مسامعهم إلى خرافات المتصوفين بل الشغل بالمعاش أولى من بطالة الصوفية والوقوف على الظواهر أحسن من توغل المنتحلة وقد خبرت طريقة الفريقين فغاية هؤلاء الشك وغاية هؤلاء الشطح. أهـ من بلفظه (تلبيس إبليس ص374،375).


ولقد استمر هذا الحال السيئ المزري الذي حكاه ابن عقيل ونقله عنه ابن الجوزي رحمه الله بل لقد كانت القرون التي تلت ذلك قرون ظلام وجهل حيث عاث المتصوفة في الأرض الإسلامية فساداً وملئوها فسقاً وفجوراً باسم الدين والإسلام ولم يكتفوا فقط بإفساد العقول والعقائد ولكنهم أفسدوا أيضاً الأخلاق والآداب.
فهذا هو عبد الوهاب الشعراني يجمع في كتابه الطبقات الكبرى كل فسق الصوفية وخرافاتها وزندقتها فيجعل كل المجانين والمجاذيب واللوطية والشاذين جنسياً، والذين يأتون البهائم عياناً وجهاراً في الطرقات، يجعل كل أولئك أولياء وينظمهم في سلك العارفين وأرباب الكرامات وينسب إليهم الفضل والمقامات. ولا يستحي أن يبدأهم بأبي بكر الصديق ثم الخلفاء الراشدين ثم ينظم في سلك هؤلاء من كان (يأتي الحمارة) جهاراً نهاراً أمام الناس ومن كان لا يغتسل طيلة عمره، ومن كان يعيش طيلة عمره عرياناً من الثياب ويخطب الجمعة وهو عريان، ومن ومن… من كل مجنون وأفاك وكذاب ممن لم تشهد البشرية كلها أخس منهم طوية، ولا أشد منهم مسلكاً ولا أقبح منهم أخلاقاً، ولا أقذر منهم عملاً ينظم كل أولئك في سلك واحد مع أشرف الناس وأكرمهم من أمثال الخلفاء الراشدين والصحابة الأكرمين وآل بيت النبي الطاهرين فيخلط بذلك الطهر مع النجاسة والشرك بالتوحيد، والهدى بالضلال، والإيمان بالزندقة، ويلبس على الناس دينهم، ويشوه عقيدتهم.

وأقرأ الآن بعض ما سطره هذا الأثيم عمن سماهم بالأولياء العارفين: قال في ترجمة من سماه بسيده علي وحيش:

"وكان إذا رأى شيخ بلد، أو غيره ينزله من على الحمار ويقول: امسك رأسها حتى أفعل فيها. فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض ولا يستطيع أن يمشي خطوة. وإن سمع حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه"!! (الطبقات الكبرى ج2ص135)

فانظر كيف كان سيده علي وحيش يفعل هذا أمام الناس!! فهل يتصور عاقل بعد هذا أن هذا التصوف النجس من دين المسلمين ومما بعث به رسول رب العالمين، محمد صلى الله عليه وسلم الهادي الأمين. وهل ينظم أمثال علي وحيش ومن على شاكلته في سلك أصحاب الرسول ويجعل هؤلاء جميعا أصحاب صراط واحد إلا زنديق أفاك أراد هدم دين الإسلام وتخريب عقائد المسلمين.
  #8  
قديم 15-09-2002, 02:49 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

بها ويتقربون إلى الله بها وإن كان منها إتيان الحمير!! وكلما حاولت نفس أن تستيقظ، وتفكر لتفرق بين الهدى والضلال، والطهر والنجاسة، ألقى هؤلاء عليها التلبيس والتزوير. وهذا هو الشعراني يذكر أن رجلاً أنكر الفسق والفجور الذي يكون في مولد (السيد) البدوي حيث وما زال يجتمع الناس بمئات الآلاف في مدينة طنطا ويكون هناك الاختلاط المشين بين الرجال والنساء بل تصنع الفاحشة في المساجد والطرقات، وحيث كانت تفتح دور البغاء وحيث يمارس الصوفيون والصوفيات الرقص الجماعي في قلب المسجد وحيث يستحل كل الحرمات أقول يروي الشعراني في كتابه الطبقات أن رجلاً أنكر ذلك فسلبه الله الإيمان!! -أنظر- ثم يقول: (فلم يكن شعرة فيه تحن الى دين الإسلام فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه . فقال: بشرط إن لا تعود فقال: نعم فرد عليه ثوب إيمانه. ثم قال له: وماذا تنكر علينا؟ قال: اختلاط الرجال بالنساء. فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه : ذلك واقع في الطواف ولم يمنع حرمته ثم قال: وعزة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب.. وحسنت توبته وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار واحميهم بعضهم بعضا. أفيعجزني الله عز وجل من حماية من حضر مولدي!!) (الطبقات الكبرى ج1 ص162)

ولا عجب أن يروي الشعراني كل ما يروي في كتابه من الزندقة والكفر والجهالة والضلالة فهذا هو يفتري عن نفسه أن السيد البدوي الذي هلك قبله بنحو من أربعة قرون كان يخرج له من يده من القبر ليسلم عليه، وأنه أعد له زاوية من زوايا مسجده غرفة ليدخل فيها على زوجته!! وأنه كان إذا تأخر عن مولد السيد البدوي كان البدوي هذا يخرج من قبره ويزيح الستر الموضوع فوق القبر ويقول أبطأ عبد الوهاب ما جاء!! وهذه نصوص عبارته في ذلك، يقول: "إن سبب حضوري مولد أحمد البدوي كل سنة أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه ، وسلمني إليه بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح، وقبضت على يدي وقال يا سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك!!

فسمعت سيدي أحمد من القبر يقول: نعم، ثم يسترسل عبد الوهاب الشعراني قائلا: لما دخلت بزوجتي أم عبد الرحمن وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها، فجاءني وأخذني وهي معي وفرش لي فراشا فوق ركن القبة التي على اليسار الداخل وطبخ لي الحلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة.

ثم يقول: وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة 948 ثمان وأربعين وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر من الضريح ويقول: أبطأ عبد الوهاب ما جاء" (الطبقات الكبرى ج1 ص161،162)

وبعد،

فهذه هي النماذج السيئة التي يراد لأبناء المسلمين أن يحتذوها وهذا هو الوجه الحقيقي للتصوف، وهذه هي صور من رموزه ورجالاته، ولو ذهبنا نعدد هذه الصور لخرجنا عن القصد في هذه الرسالة الموجزة وقد بسطنا هذا بحمد الله وتوفيقه في كتابنا الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة فليرجع إليه. وهذا وبالله التوفيق وعليه التكلان وهو المستعان سبحانه أن يطهر مجتمع الإسلام من هذا السرطان الخبيث الذي أفسد عقائد المسلمين وأعمالهم ومجتمعهم. والصلاة والسلام في الختام على النبي الكامل الطاهر الداعي الى صراط الله العزيز الحميد.

الباب الثاني: كيف تجادل صوفيا؟

بعد إن ذكرنا في الباب السابق مخاطر الفكر الصوفي كان لزاماً على كل من علم ذلك أن يعمل لإجتثاث هذه الشجرة الخبيثة من المجتمع الإسلامي ولن يأتي ذلك إلا بالدعوة الحقة الى الله عز وجل ، وفضح هذا التصوف البغيض المتستر بالهدى والطهر والمضمر لكل أنواع الكفر والزندقة. ولذلك فإنه يجب على كل من علم الحق أن يعمل على نشره وإذاعته، وكذلك يجب على كل من علم هذا الشر أن يعمل على إجتثاث شجرته.


ولما كان جمهور عظيم من طلاب العلم لا يعلمون حقيقة التصوف، ولا يحيطون علماً بكفرياته وأكاذيبه وترهاته وخزعبلاته فإنهم عند مناقشتهم للصوفيين لا يحسنون الرد عليهم، ولا إقناعهم بالحق، ولا إقامة الحجة عليهم لأن الصوفي إذا رأى من يعظم الكتاب والسنة والدليل سرعان ما يقول له: إن الجنيد -وهو شيخ الطائفة- قال: طريقتنا هذه مقيدة بالكتاب والسنة!! ومن لم يتفقه في الكتاب والسنة لم يعرف طريق القوم،وفلان قال، وفلان قال أيضاً: تمكث النكتة في قلبي من نكت القوم فلا أذيعها إلا إذا وجدت لها شاهدين من الكتاب والسنة.
فيظن طالب العلم الذي لا يعرف دروب التصوف أن هؤلاء من الحذق في الدين، والورع والإخلاص حيث لا يتكلمون بأمر إلا إذا وافق الكتاب والسنة، وأنهم متبعون لهما في أقوالهما وأفعالهما.. فيسقط في يده ولا يستطيع أن يجد جواباً وقد يقول إذن ما بال هؤلاء الذين يرقصون في موالدهم وحفلاتهم، وما بال هؤلاء المجاذيب الذين نشاهدهم يفعلون كذا وكذا من الحركات والصرخات، فيقول له الصوفي المجادل: لا.. هؤلاء عوام مغفلون وليسوا من الصوفية الحقيقية، والصوفية غير ذلك!! وهذا كذب بالطبع ولكن مثل هذا الجواب قد ينطلي على طالب العلم فيسكت وبالتالي يظل التصوف يعمل عمله في جسم الأمة ولا يتفطن له.


ولما كان كثير من طلاب العلم لا يجدون الوقت للنظر في كتب التصوف ومعرفة ما فيها وقد يكون إذا نظر في بعضها خفي عليه الحق من الباطل وذلك للتلبيس والخلط الذي يكون فيهما حيث يرى قولاً صحيحاً بجوار قول مريض، وقول يتضمن كفراً بعبارة غامضة، وقولاً رابعاً قد تلوح منه حكمة فتغبش، وتعمى أمامه الرؤيا ولا يعرف في أي الدروب يسير!!

من أجل ذلك نكتب هذه الخلاصة الموجزة للتعريف بالقضايا الكلية الأساسية في التصوف ولكيفية المجادلة مع أساطين التصوف ولو كان من يجادلهم أو يناقشهم طالب علم مبتدئ فإنه يحجه ويسكته وقد يرشده إلى الطريق المستقيم. وإليك هذه القواعد:

التصوف بحر من القاذورات:

اعلم أولاً أن التصوف بحر من القاذورات فقد جمع المتصوفة كل أنواع الكفر والزندقة التي توجد في فلسفات الهند وإيران واليونان، وكل مكر القرامطة والفرق الباطنية، وكل خرافات المخرفين، وكل دجل المدجلين وكل وحي الشياطين ووضعوا كل ذلك في إطار التصوف وعلومه ومبادئه وكشوفه. فلا يتصور عقلك عقيدة كفرية في الأرض إلا تجدها في التصوف بدءاً بنسبة الألوهية الى المخلوقات وانتهاء بجعل كل موجود هو عين الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

وحتى تتضح صورة التصوف في ذهنك نضع أمامك، أخي المسلم، خلاصة موجزة جداً لمعتقدهم والفوارق الأساسية بين دينهم الصوفي وبين دين الإسلام.

أولاً: الفارق الأساسي بين الإسلام والتصوف:

يفترق منهج الإسلام وصراطه عن منهج التصوف في شيء أساسي جداً وهو (التلقي) أي مصادر المعرفة الدينية في العقائد والتشريع. فبينما يحصر الإسلام مصدر التلقي في العقائد في وحي الأنبياء والرسل فقط والذي هو لنا الكتاب والسنة فقط فإن الدين الصوفي يجعل مصدره هو الوحي المزعوم للأولياء والكشف المزعوم لهم، والمنامات واللقاء بالأموات السابقين وبالخضر عليه السلام، وبل وبالنظر في اللوح المحفوظ، والأخذ عن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين.

وأما مصدر التلقي في التشريع عند أهل الإسلام فهو الكتاب والسنة والإجماع والقياس. وأما عند المتصوفة فان تشريعاتهم تقوم على المنامات والخضر والجن والأموات والشيوخ كل هؤلاء مشرعون، ولذلك تعددت طرق التصوف وتشريعاته بل قالوا: الطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق فلكل شيخ طريقة ومنهج للتربية وذكر مخصوص وشعائر مخصوصة وعبارات مخصوصة ولذلك فالتصوف آلاف الأديان والعقائد والشرائع بل مئات الآلاف وما لا يحصى وكلها تحت مسمى التصوف وهذا هو الفارق الأساسي بين الإسلام والتصوف فالإسلام دين محدد العقائد، محدد العبارات، محدد الشرائع والتصوف دين لا حدود ولا تعاريف له في عقائد أو شرائع. وهذا هو أعظم فارق بين الإسلام والتصوف.

ثانياً: الخطوط العريضة للعقيدة الصوفية:

(1) في الله:

يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ومنها وحدة الوجود حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق وهذه هي العقيدة الأخيرة التي انتشرت منذ القرن الثالث والى يومنا هذا أطبق عليها أخيراً كل رجال التصوف وأعلام هذه العقيدة هم ابن عربي وابن سبعين، والتلمساني وعبد الكريم الجيلي، وعبد الغني النابلسي وعامة رجال الطرق الصوفية المحدثين.

(2) في الرسول صلى الله عليه وسلم:

يعتقد الصوفية في الرسول أيضاً عقائد شتى فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل الى مرتبتهم وحالهم، وأنه جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وأن السموات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وأنه أول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.

(3) في الأولياء:

يعتقد الصوفية في الأولياء أيضاً عقائد شتى فمنهم من يفضل الولي على النبي وعامتهم يجعل الولي مساوياً لله في كل صفاته فهو يخلق ويرزق ويحي ويميت ويتصرف في الكون ولهم تقسيمات للولاية فهناك الغوث المتحكم في كل شيء في العالم والأقطاب والأربعة الذين يمسكون الأركان الأربعة في العالم بأمر الغوث، والأبدال السبعة الذين يتحكم كل واحد منهم في قارة من القارات السبع بأمر والغوث ومنهم النجباء وهم المتحكمون في المدن كل نجيب في مدينة!! وهكذا فشبكة الأولياء العالمية هذه تتحكم في الخلق ولهم ديوان يجتمعون في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير، وباختصار عالم الأولياء عالم خرافي كامل.

وهذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى وعمل الصالحات والعبودية الكاملة لله والفقر إليه وان الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً أنه يملك لغيره، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً).

(4) في الجنة والنار:

وأما الجنة فإن الصوفية جميعاً يعتقدون أن طلبها منقصة عظيمة وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها ولا أن يطلبها ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله، والإطلاع على الغيب والتصرف في الكون.. هذه جنة الصوفي المزعومة.

وأما النار فإن الصوفية يعتقدون أيضاً أن الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لأن الخوف منها طبع العبيد وليس الأحرار ومنهم من تبجح أنه لو بصق على النار لأطفأها كما قال أبو يزيد البسطامي ومن يعتقد بوحدة الوجود منهم يعتقد أن النار بالنسبة لمن يدخلها تكون عذوبة ونعيماً لا يقل عن نعيم الجنة بل يزيد وهذا هو مذهب ابن عربي وعقيدته.

(5) إبليس وفرعون:

وأما إبليس فيعتقد عامة الصوفية انه أكمل العباد وأفضل الخلق توحيداً لأنه لم يسجد إلا لله بزعمهم وأن الله قد غفر له ذنوبه وأدخله الجنة، وكذلك فرعون عندهم أفضل الموحدين لأنه قال (أنا ربكم الأعلى) فعرف الحقيقة لأن كل موجود هو الله، ثم هو قد آمن في زعمهم ودخل الجنة.

الشريعة الصوفية:

(6) العبادات:

يعتقد الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة، أو خاصة الخاصة ولذلك فلهم عبادات مخصوصة.

وقد شرع كل قوم منهم شرائع خاصة بهم كالذكر المخصوص بهيئات مخصوصة، والخلوة والأطعمة المخصوصة، والملابس المخصوصة والحفلات.

وإذا كانت العبادات في الإسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فان العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله للتلقي عنه مباشرة، والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على أسرار الخلق، وينظر في كل الملكوت.

ولا يهم في التصوف أن يخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة المحمدية الإسلامية فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر ذلك لا يهم لأن للولي شريعته التي تلقاها من الله مباشرة فلا يهم أن يوافق ما شرعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن لكل واحد شريعته، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم للعوام وشريعة الشيخ الصوفي للخواص.
  #9  
قديم 15-09-2002, 02:50 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

7) الحلال والحرام:

وكذلك الشأن في الحلال والحرام فأهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندها لأن عين واحدة.. ولذلك كان منهم الزنادقة واللوطية، ومن يأتون الحمير جهاراً نهاراً. ومنهم من اعتقد أن الله قد اسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره.

(8) الحكم والسلطان والسياسة:

وأما في الحكم والسلطان والسياسة فان المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد.

(9) التربيـــــة:

ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس، ويلغونها وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس، ثم بالتهويل والتعظيم لشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالرزق لعلوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.



ثالثاً: نقطة البدء في جدال الصوفي:

كثير من الأخوة المسلمين الغيورين على الدين والكارهين للتصوف وترهاته يبدءون في جدال الصوفي بداية خاطئة وذلك في الأمور الهامشية الفرعية كبدعهم في الأذكار، وتسميتهم بالصوفية، وإقامتهم للحفلات والموالد، أو حملهم للمسابح، أو لبسهم للمرقعات أو نحو ذلك من المظاهر الشاذة التي يظهرون بها، والبدء بالنقاش حول هذه الأمور بداية خاطئة تماماً وبالرغم من أن هذه الأمور جميعها هي بدع تخالف الشريعة، ومفتريات في الدين إلا أنها تخفي ما هو أمر وأعظم، أعني أن هذه فرعيات لا يجوز البدء بنقاشها وترك الأصوليات، حقاً أنها جرائم ومخالفات ولكنها قليلة جداً إذا قيست بالعظائم والمفتريات والكفريات الشنيعة، والأهداف الخسيسة التي سار فيها الفكر الصوفي، ولذلك يجب على من يجادل الصوفي أن يبدأ بالأصول والأمهات لا بالفرعيات والشكليات.

ولعلك بقراءتك أصل الخلاف الجوهري بين الإسلام والتصوف قد عرفت ما ينبغي عليك أن تبدأ به في النقاش إنه منهج التلقي واثبات الدين. أعني ما يتضمنه الإجابة على هذا السؤال: كيف نتلقى الدين؟ وتثبت العقيدة والعبادة، وما هي مصادرنا لهذا التلقي؟ الإسلام يحصر مصدر التلقي في الكتاب والسنة فقط ولا يجوز إثبات عقيدة إلا بنص من القرآن وقول الرسول ولا إثبات شريعة إلا بكتاب وسنة واجتهاد موافق لهما والاجتهاد يصيب ويخطئ ولا معصوم إلا كتاب الله وسنة رسوله فقط، وأما في التصوف فإن الدين عندهم بزعم شيوخهم أنه يتلقونه عن الله رأساً، وبلا واسطة، وعن الرسول الذي يزعمون أنه يحضر مجالسهم دائماً، وأماكن ذكرهم وعن الملائكة، وعن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين وبالكشف الذي يزعمون أن قلب الولي ينكشف له الغيوب فيرى ما في السموات والأرض. وما سبق وما يأتي من الحوادث فالولي عندهم لا يعزب عن علمه ذرة في السموات ولا في الأرض.

ولذلك فليكن أول ما تسأل الصوفي عنه: كيف تثبتون الدين؟ ومن أين تتلقون عقيدتكم؟ فإذا قال لك الصوفي: من الكتاب والسنة. فقل له: الكتاب والسنة يشهدان أن إبليس كافر وأنه وأتباعه في النار كما قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم).

والشيطان هنا هو إبليس بإجماع المفسرين من السلف، ومعنى (وما أنتم بمصرخي) ما أنتم بمستطيعين تخليصي وانجائي. ومعنى ذلك أنه معهم في النار. فهل تعتقدون أنتم أيها الصوفية ذلك؟

فإن قال لك الصوفي نعم نعتقد أن إبليس وأتباعه في النار. فقد كذب عليك، وإن قال لك لا نعتقد أنه في النار ونعتقد أنه تائب مما كان منه، أو أنه موحد مؤمن كما قال أستاذهم الحلاج. فقل له قد كفرتم لأنكم خالفتكم كتاب الله وأحاديث الرسول وإجماع الأمة أن إبليس كافر من أهل النار. وقل له: قد حكم شيخكم الأكبر وابن عربي أن إبليس في الجنة وفرعون في الجنة (كما في الفصوص) وقد حكم أستاذكم الأعظم الحلاج أن إبليس هو قدوته وشيخه هو فرعون كما جاء في الطواسين (ص52) فما قولك في ذلك؟ فإن أنكره فهو مكابر جاحد. أو جاهل لا يدري. وإن أقر بذلك وتابع الحلاج وابن عربي فقد كفر كما كفروا وكان من إخوان إبليس وفرعون فحسبه بذلك صحبة في النار. وإن أراد التلبيس عليك وقال: إن كلامهم هذا شطح قالوه في غلبة حال وسكر، فقل له: كذبت فهذا الكلام في كتب مؤلفة وقد صدر ابن عربي كتابه الفصوص بقوله: (إني رأيت رسول الله في مبشرة (رؤيا) في محروسة دمشق وأعطاني هذا الكتاب وقال لي أخرج به على الناس).

وهذا الكتاب هو الذي ذكر فيه أن إبليس وفرعون هم من العارفين الناجين، وأن فرعون كان أعلم من موسى بالله. وأن كل من عبد شيئاً فما عبد إلا الله، والحلاج كذلك كتب كل كفرياته في كتاب ولم يكن شطحاً أو غلبة حال كما يقولون، فإن قال لك الصوفي: لقد تكلم هؤلاء بلغة لا نعلمها فقل له: لقد كتبوا كلامهم بالعربية وشرحه تلاميذهم وقد نصوا على ذلك. فإن قال: إن هذه لغة خاصة بأهل التصوف لا يعرفها غيرهم، فقل له: إن لغتهم هذه هي العربية وهم قد نشروها في الناس ولم يجعلوها خاصة بهم وقد حكم علماء المسلمين على الحلاج بكفره وصلب على جسر بغداد عام 309 بسبب مقالاته وكذلك حكم علماء المسلمين بكفر ابن عربي وزندقته، فإن قال لك الصوفي: لا أعترف بحكم علماء الشريعة لأنهم علماء ظاهر لا يعرفون الحقيقة. فقل له: هذا الظاهر هو الكتاب والسنة وكل حقيقة تخالف هذا الظاهر فهي باطلة وما الحقيقة الصوفية التي تدعونها؟ فإن قال لك هي شيء من الأسرار لا ننشره ولا نذيعه. فقل: فقد نشرتموه وأذعتموه وهو أن كل موجود في زعمكم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما قال إمامكم وشيخكم الأكبر:

العبد رب ورب عبد يا ليت شعري من المكلف؟ إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أن يكلف؟

فإن أقر بذلك وتابع هؤلاء الزنادقة فهو كافر مثلهم وإن قال: لا أدري ما هذا الكلام ولا أعلمه ولكني أعتقد إيمان قائليه ونزاهتهم وولايتهم. فقل له: إن هذا كلام عربي واضح لا غموض فيه. وهو ينبئ عن عقيدة معروفة هي وحدة الوجود وهي عقيدة الهنادك والزنادقة نقلتموها إلى الإسلام وألبستموها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

فإن قال لك: لا تتعرض للأولياء حتى لا يؤذوك فان الرسول يقول: قال الله تعالى (من عادى لي ولياً فقد اذنته بالمحاربة) قلت له: ليسوا هؤلاء بأولياء وإنما هم زنادقة مستترين بالإسلام. وانا كافر بكم وبآلهتكم فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

فإن قال لك: يجب علينا أن نسلم للصوفية حالهم. فإنهم عاينوا الحقائق وعرفوا باطن الدين!! فقل له: كذبت، لا يجوز أن نسكت لأحد عن قول يخالف فيه الكتاب والسنة. وينشر الكفر والزندقة بين المسلمين لأن الله يقول (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فلذلك لا يجوز السكوت على باطلكم وترهاتكم وزندقتكم لأنكم أفسدتم العالم الإسلامي قديماً وحديثاً وما زال هذا شأنكم إلى اليوم تخرجون الناس من عبادة الله الى عبادة المشايخ ومن التوحيد الى الشرك وعبادة القبور ومن السنة الى البدعة. ومن العلم بالكتاب والسنة الى تلقي البدع والخرافات ممن يدعون رؤية الله والملائكة والرسول والجنة. لقد كنتم طيلة عمركم عوناً للفرق الباطنية، وخدماً للاستعمار ولذلك فلا يجوز بتاتاً السكوت عن ضلالكم وشرككم، وصرفكم للناس عن القرآن الكريم والحديث إلى أذكاركم المبتدعة وعبادتكم التي لا يعدو كونها مكاءً وتصدية كعبادة المشركين.

فعند ذلك لا بد وأن يسقط في يده، ويعلم أنه أمام من أحاط علماً بباطله فإما أن يهديه الله للإسلام الصحيح وأما أن يخفي أمره ويستر عقيدته حتى يفضحه الله أو يموت على زندقته وكفره أو بدعته ومخالفته للحق. هذا وقد فصلنا كل ذلك تفصيلاً من كتبهم وأقوالهم فارجع إلى كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة تجد ذلك مفصلاً بحمد الله وتوفيقه والحمد لله أولاً وأخيراً والعزة لكتاب الله وسنة رسوله، ومن اتبعهما وتمسك بصراط الله المستقيم وكان من المؤمنين والحمد لله رب العالمين..

تمت




منقول من الساحات
  #10  
قديم 18-09-2002, 11:15 AM
مشهور مشهور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 65
إفتراضي

يا شباب،،، على رسلكم،،، هذا العنوان الكبير الذي تعملون فيه قدحًا وذمًا هو عنوان سلوك ارتضاه سلف هذه الأمة،،،
وأكابر علماء أهل السنّة كما هو معلوم هم متصوفة،،، ولا يجوز أبدًا المساس بمقامهم،،، فالإمام الجنيد والإمام الجيلاني والإمام النووي والإمام الرفاعي والإمام الرافعي والإمام الغزالي وغيرهم من جهابذة العلماء هم الذين صنفوا كتب التصوف الصحيح الذي اقتبسوه من حياة الصحابة الأوائل ومن سيرة المصطفى صلوات الله عليه وسلامه،،،
وصدور بعض الشواذات من بعض المننتسبين زورًا إلى الصوفية لا يعني أبدًا أن نطعن في الأصل النقي الذي بني على أسس إسلامية واضحة راسخة،،، فدعوا عنكم هذه الدعاية الكاذبة واسألوا الله أن يتوب عليكم،،،

ولمن جهل حقيقة التصوف فليراجع هذا الموضوع
http://hewar.khayma.com/showthread.p...%CA%D 5%E6%DD

وسأنقله هنا بحول الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين

اليوم بين أيدينا قضية التصوف، عقيدة المتصوفة وأهدافهم:


التصوف بالجملة هو كما قال شيخ الصوفية الصادقين في أواخر القرن الثالث الهجري الإمام الجنيد البغدادي في تعريفه للصوفي الصادق: الصوفي من لبس الصوف على الصفا وسلك طريق المصطفى وأذاق النفس طعم الجفا وكانت الدنيا منه على القفا


هذا هو التعريف الحق، فمن شمله هذا التعريف كان صوفيًا عند العارفين بالله، ومن لم يشمله هذا التعريف لا يكون في عداد المريدين السالكين الصادقين الصوفية المتمسكين مهما طالت لحيته واغبر شعره ومهما كان ثوبه متسخًا إذ إن اتساخ الثوب وكثرة الرقع فيه ونتانة بدنه وثوبه لا تدل على أنه من الصوفية بهذه الإشارات. من هنا كان لا بد من التفريق بين زنادقة المتصوفة وبين الصوفية الحقة.


زنادقة المتصوفة يخلطون الشعوذة والسحر والتمتمات وأمورًا شركية نهى الله عنها وحذر منها رسوله صلى الله عليه وسلم بحركات وزعقات وخفقات قلبية مصطنعة ليلفتوا إليهم الأنظار ولتشد إليهم الرحال ومعهم ما يحملونه من ذهب وفضة وطعام وثياب فاخرة وهدايا وعطايا فالغاية عند هؤلاء بطن وفرج وشهوة وهوى.

أما الغاية النبيلة عند الصوفية الصادقين كما قال صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أي أرض تقلّني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم.

وعمر رضي الله عنه الفاروق الذي أوصى بمحاسبة النفس في الدنيا دار العمل لا شك هذا هو أول قدم الصوفية الصادقين: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا ليوم العرض فإنه أهون عليكم أن تحاسبوا أنفسكم في الدنيا.


من تمسك بمقولة هذين وكان اعتقاده على ما كان الإمام علي رضي الله عنه في الخوف والرجاء حيث قال: إني إذا أطعته رجوت ثوابه وإذا عصيته خشيت عقابه وعرف ان القبر صندوق العمل وكان مقبلاً إلى الآخرة كرقيق القلب التقي الصالح الخليفة عثمان الذي شوهد على قبر واقفًا يبكي فقيل له ما لك يا أمير المؤمنين تقف على قبر وتبكي فقال: ألم تعلم أن القبر أول منزل من منازل الآخرة.

ومن مثل هؤلاء الخلفاء الأربعة في الصدق مع الله والزهد بما في هذه الدنيا فمن كان على قدمهم لا شك هو صوفي صادق. ولكن إن وجدت على هامة أناس يدعون التصوف، أنهم يحرمون الحلال ويستحلون الحرام فاجزم يقينًا غير شاك أن هؤلاء قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رغب عن سنتي فليس مني"

أسفي على أولئك المتحذلقين…
أسفي على أولئك مدعي الثقافة الإسلامية القائلين في التصوف: التصوف ليس قضية لبس الصوف فحسب بل ويعني أفكارًا دخيلة من صنع الفلاسفة بعيدةً عن الإسلام؟؟ كيف يكون الزهد في الدنيا أفكارًا دخيلةً وكيف يكون التزام شرع الله أفكارًا من صنع الفلاسفة دخيلة بعيدة عن الإسلام؟؟


فليس من التصوف وليس من الصوفية الصادقين من يدعي أنه يقابل الله ويجتمع بالإله، ليس من التصوف ولا الصوفية الصادقين من يقول خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله. ليس من الصوفية المعتبرين من فضل نفسه على نبي، من ادعى لنفسه علم الغيب وقد قال الله تعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم". إذا كان رسول الله لا يعلم الغيب فهل يكون مشايخ الصوفية الصادقين فضلاً عن أدعياء التصوف يعلمون غيب السماوات والأرض وقد قال الله تعالى: "قل لا يعلم من السماوات والأرض الغيب إلا الله".


والإمام الرفاعي والبدوي، كلّ بريء من هذه السكة المعوجة الملتوية الخطرة. الإمام الرفاعي قال في أبي منصور الحلاج: لو كان على الحق ما قال أنا الحق. فلا يحكم على المتصوفين الصادقين بما يحكم على زنادقة المتصوفة الذين يدعون علم الغيب، الذين يدعون أنهم يتصلون بالله، ويجتمعون بالله ويعلمون غيب السماوات والأرض وأن الله حلّ فيهم وأن الله دخل في جبتهم وما شابه ذلك من قضايا مفتراة على الشرع والإسلام، فالمنصف المتعلم عند أهل الدين والتقوى، لا شكّ يفرّق بين الساحر والمشعوذ وبين الإمام الرفاعي الذي قال: لا تنظر إلى المرء وهو يمشي على وجه الماء ولكن انظر إلى شرعه عند الإفتاء. الشرع يحرّم هذه المقالات الفاسدة ويحكم عليها بالكفر كقوله أنا الله وما في الجبة إلا الله وخضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله ويدعون علم الغيب، أما الصوفية الصادقون فيحاربون هذا لاشك.


وللأولياء كرامات وقد روى البيهقي عن خبيب بن عدي الذي أسره بنو الحارث من كفار قريش وقد قتل زعيمهم الحارث أن بنت الحارث قالت: والله لقد رأيته يأكل عنبًا وما بمكة قطيفة عنب، الله أكرم الأكرمين قال في القرءان الكريم: " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" هؤلاءالذين ينكرون كرامات الأولياء لا ينكرونها إلا لأنهم لا يعرفونها في أنفسهم ولا في مشايخهم فهم محرومون منها، ثابتة في القرءان كما في الأحاديث.


الصوفية الصادقون غير المشعوذين هدفهم تعليم الناس شريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لذلك قال الجنيد البغدادي شيخ الصوفية الصادقين: الصوفي من لبس الصوف على الصفا. صفاء القلب من الكدور والآثام ومعاصي القلب، وسلك طريق المصطفى، تعلم الواجبات والمحرمات، اجتنب المحرمات والتزم الواجبات، وكانت الدنيا منه على القفا، لم يكن قلبه متعلقًا بالدنيا، وأذاق النفس طعم الجفا، لم يكثر من المباحات ولم يحرمها وكانت الدنيا منه على القفا.

والله تعالى أعلم وأحكم
__________________
لا تقل أصلـي وفصلـي أبـدًا
*********** إنما أصل الفتى ما قد حصل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م