مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخرة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-03-2003, 12:52 PM
issam issam غير متصل
اهبل تربح
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 409
إفتراضي ما عند الريح ما يدي من الحيط الصحيح !

في جلسة جمعتني مع بعض مثقفي الظل و يا ما أرقاهم و أجملهم إذا ما قورنوا بالذين جعلوا من الثقافة صفة تحميهم من كل شيء اللهم إلا من الجهل ..
عموما ، عاتبني أحد مثقفي الظل لما قلت إن الشعراء المغاربة لا تطاوعهم الحماسة في معرض حديثي عن بعض الشعراء المشارقة الذين نظموا قصائد في الحماسة و مجد العرب .. فعاب علي هذا الاطلاق و ذكرني حتى لا أقول أخبرني بشاعر الموحدين أبي العباس الجرّاوي و هو عبد السلام التادلي الشيعي المذهب الزناتي القبيلة الذي قال في قصيدته الحماسية و هو يمدح عبد المؤمن بن علي حينما وافى الاندلس غازيا و مدعما للوجود الاسلامي هناك ، فقال :

وافيت أندلسا فأمن خائف ... و سما لأخذ الثأر رب الثار
بعراب خيل فوقهن أعارب ... من كل مقتحم على الأخطار
لو أنها نصرت عليا لم ترد ... خيل بن حرب ساحة الانبار

و كان لزاما أن يشرح البيت الاخير لأنه آنس كما آنست في بعض جلاسنا قصور فهم و ضحالة اطلاع ، و هكذا قال إن الشاعر في بيته الأخير يشير إلى بلدة الأنبار في العراق ( نجاه الله من كيد العدو و القرد ) على شاطئ الفرات الشرقي ، فقد روى التاريخ أن خيلا لمعاوية و كان يكنى ابن حرب وردت الأنبار و قتلت عامل علي ابن أبي طالب ، فخرج علي غاضبا و خطب في الناس و من ضمن ما قال في هذه الخطبة : " أغزوهم قبل أن يغزوكم ، فو الله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا " .
و إمعانا في الشرح ، أضاف مثقفنا أن عراب الخيل هي الخيول غير العربية ، لأنها كانت أمازيغية نقية ، و استغرب صديقنا كيف مجد هذا الشاعر الموحدي العرب و هم يركبون خيولا غير عربية أعطتهم شجاعة لاقتحام الأخطار ، و استغرب أكثر أن يقع ىهذا المدح كله في عز امبراطورية أمازيغية من المصامدة ، و هي الدولة الموحدية .. خصوصا إذا قلنا أن يعقوب المنصور الموحدي هو الذي كان له فضل كبير في تعريب الصحراء و أقصد ناحية مريطانيا و شمالها بالصحراء المغربية ، ذلك أنه نقل عرب بني هلال و بني سليم من الجزائر و تونس إلى الصحراء .. و كان يقصد حصرهم هناك اتقاء شرهم ، فقد كانوا يعبثون بغاراتهم المتوالية على المدن و الطرق حتى أن أحد المؤرخين قال : " إن نقل هؤلاء العرب الى الصحراء كان خيرا و بركة " ، و سألنا مثقفنا بمكر جميلفيما إذا كان رأي المؤرخ مازال صائبا ! و دون أن ننتظر جوابا أضاف أن شاعر الموحدين الجرّاوي قد ألف كتابا اسماه " الحماسة المغربية " ، شيء شبيه بتلك الحماسة التي كنا نشاهدها في ملاعب كرة القدم عندنا ! و ختم قوله بأن المغرب كان يملك شعراء الحماسة لما كان دولة قوية غازية .. أما و أن نغزى في عقر دارنا و في ظل هذا الضعف العربي العام فلا نستحق حتى شعراء المراثي !
و حتى لا يجنح الكلام الى الصرامة ، خصوصا و الانترنت و الصرامة لا يلتقيان ، و اسأل صاحبات الماسنجر ، لذلك سأنقل لكم ما آثر مثقفنا أن يلطف جلستنا به ، بالحديث عن طرائف هذا الشاعر الموحدي الذي كان هجاء سليط اللسان يذكر بالشاعر الحطيئة ..
حيث لم يسلم من شاعرنا حتى ابن الياسمين المتخصص في علم الرياضيات إضافة الى تمكنه من الادب لدرجة أن نظم أرجوزة في الجبر .. و هكذا ذمه بالغباء و غرابة الشكل و سواد اللون و نثن الرائحة مستعينا بالحبارى و هو طائر أكبر من الدجاج يضرب به المثل في البلاهة و يشبهه بالجعل و هو ضرب من الخنافس كريه المنظر كبير الحجم ، و هكذا قال يهجو هذا العالم :

إست الحبارى و رأس النسر بينهما .... لون الغراب و أنفاس من الجعل
خذها إليك بحكم اجتماع الوزن اربعة .... كالنعت و العطف و التوكيد و البدل

و لم يصمت العالم المغربي ابن الياسمين على هذا الهجاء ، فنظم أبياتا تعير الشاعر بقبيلته جراوة ، التي يقال عنها أنها كانت قبيلة يهودية ، و هي صفة كانت ترنى بها كثير من القبائل آنذاك ، ربما لأنها لم تكن تعرف التطبيع و فوائده السياسية و الاقتصادية ..
عموما فان ابن الياسمين هجا شاعرنا بقوله :

يا أعرق الناس في نسل اليهود و من .... تأبى شمائله التفصيل للجمل
خذها بحكم اجتماع الذم واحدة .... تغني عن العطف و التوكيد و البدل

و نكاد نلمس الحس الرياضي عند عالم الجبر ابن الياسمين لما جمع الذم في صفة واخدة أغنته عن النعت و العطف و التوكيد و البدل ، و هكذا ترك الإطناب و الأوصاف و الاستعارات لشاعرنا الجراوي ، و اكتفى هو بهذا الاختزال الرياضي الدال ، و كأنه أمام معادلة هجائية أتقن فك مجهولها !
و هكذا نرى الشاعر الجراوي كان مشغولا بالهجاء كما الحماسة ، و قد أعطى للامبراطورية الموحدية الأمازيغية نكهة شعرية عربية دون أي عقدة أو مركب نقص ، أو موقف متطرف غبي قد يرفض الآخر ، حيث أن شاعرنا الجراوي لم يجد فرقا بين عِراب و أعاريب ، و هو الذي كان شاعرا لأربعة ملوك من الدولة الموحدية ..

فشكرا للامبراطورية الموحدية التي احتضنت شاعرا عربي اللسان و القلب و الحماسة و الهجاء .. و شكرا للامبراطورية الموحدية التي نقلت العنصر العربي الى الصحراء ، و احتضنت في قصورها اللسان و الثقافة العربيين بجانب الامازيغية ، و احتفظت في ربوعها الشمالية بعرب غير مشاغبين يدركون معنى الانتماء للحضارة الموحدية ، فعلت كل هذا دون أن تقوم بتطهير عرقي أو تعصب أعمى أو ارهاب فكري كما يفعل اليوم بعض الحثالات من المتطرفين العرب الاغبياء .. و الدولة الموحدية بهذا تقول أن الامبراطورية القوية تملك أخلاقا .. فالوعاء الفارغ هو الذي يخشى أن يملأ بالثقافة الوافدة ! و الغزو الثقافي كابوس من لا أحلام له و لا أساس .. أما نحن فندرك تماما أن البلاد التي تفتح أبوابها لكل الرياح الثقافية لابد أن ينتصر فيها النسيم العليل ..

تحياتي .
__________________
حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ...
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ...
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ...
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م