مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-02-2006, 01:23 AM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي مسرح اولد فيك يشطر لندن الى رصافة وكرخ

الشرقيّة

سوف لن تغادر ذاكرة اروقة مسرح (اولد فيك) في واترلو المدجج بالفخامة أنه جعل من لندن معادلا مكانياً لكرخ ورصافة بغداد!

فهذا المسرح الشكسبيري العتيق ينتصب في كرخ لندن على ضفة التيمز وهو أول مع جمع ممثلين عراقيين بانكليز في قصة جندي استندت الى الاوبرا التي كتبها السويسري شارل فردينان رامز وألف موسيقاها الروسي ايجور سترافنسكي عام 1918 على اسطورة روسية تحكي قصة مأساوية على النمط الفاوستي لجندي يقابل الشيطان كي يستبدل الة الكمان بكتاب وهو لايستطيع القراءة كما فعل فاوست في رائعة الشاعر الالماني جوتة.

الا انه في هذه المسرحية يكاد يشغل مخرج العرض البريطاني اندرو ستيجال عين المشاهد واحساسه باللغة عندما يشق المسرح الى نصفين مثل تفاحة ذابلة مزقتها الحرب ، يدرك ان عين العربي تبدا النظر من اليمين فيما عين الانكليز تقرا من اليسار.

كذلك تحرك فلاح ابراهيم وضياء الدين سامي وعلاء حسين مع زملائهم الانكليز جوليان جلوفر ومارتن ماركوز وكيرين مكمنامن عبر اطلال منزل وفضاء مدمر بلغتيين عربية وانجليزية تتصاعد حينا وتنخفض في احياء اخرى عبر موسيقى مستوحاة من الفلكلور العراقي برع العازفون ستار الساعدي وشاكر حسن بادائها وباعداد عازف العود أحمد المختار.

تفوق الشاعر العراقي عبد الكريم كاصد في اعادة صياغة النص العربي في مقابل النص الانكليزي لروبيكا لينكوجز، فما أن يكتمل احساس المشاهد بالمشهد العربي حتى يعيد ترتيب احساسه بذائقة مختلفة لمشهد مشابه بالانجليزية ، ثم تتداخل المشاهد فيما بينها بمرور وقت العرض فينتهي حاجز اللغة المختلفة ، وهي براعة تحسب للمؤدين اذا عرفنا ان الممثلين الانكليز لايجيدون العربية وكذلك الممثلين العراقيين لايجيدون الانكليزية بشكل جيد ، وهو مادفع الفنان فلاح ابراهيم الى القول: (كنا نبذل جهدا هائلا في البروفات التي استمرت اكثر من شهرين ، تخيّل انك تسمع بالانكليزية وتمثل باللغة العربية)!



يوسف العربي يعود لقريته
تبدأ حكاية الجندي العائد من الحرب عبر اطلال منزل ثقبته الصواريخ ، فهذا يوسف العربي يبحث عمن يعرفه في قريته التي تغلق الابواب بوجه ، فيما يواجه نفس القدر جوزيف الانكليزي

ويعقد الجندي العائد صفقة مع الشيطان لاستبدلال كمانه بكتاب وينتهي بهما الحال الى العداء عبر القاء الضوء على الاحداث الجارية في العراق والشرق الاوسط.

طبيعة العمل تتسم بالتكافؤ وهو السبب نفسه الذي أكده لي فلاح ابراهيم بعد انتهاء العرض الاخير في لندن بان العمل متشابك مثل اصابع كفين وليس ثمة منافسة بالتفوق بيننا وبين الممثلين الانكليز ولم يفكر احد بهذه الطريقة .


تتسم أحداث المسرحية بالبراءةَ الحلوّةَ ، حكاية مبادىء أخلاقيةِ بسيطةِ بِجانب رعبِ الحربِ. وبالرغم من ان الاسباب واضحة للمشاهد عن اسباب غزو العراق سواء اتفق او شكك في مسوغاتها الا أن المخرج يعيد ترتيب الاحداث في ذهن المتلقي عندما يَلْبسُ الفرقةَ الموسيقية بدلات الحرب العالمية الأولى فيما يرتدي الشيطان الملابس العسكريةِ الروسيةِ الفخمة ويكتفي الموسيقيون العراقيون بالملابس العربية التقليدية .

بعض الصحفيين البريطانيين واجه العرض بتعال مبالغ فيه مع انه التجربة الاولى في العالم التي تجمع ممثلين عراقيين وانجليز على ركح واحد وكل منهم يؤدي بلغته ، فكتب محرر (ذي ستيج) جيرمي اوستن أداء جوليان غلوفير الراوي الانكليزي ليس مبهراً وهو الممثل البريطاني المشهور ويَبْدو الممثل كيرين مكمنامن غير متأكد إلى حدٍّ ما من نفسه ، بينما يُخفقُ الجندي البريطاني مارتن ماركوز في ايصال أيّ إحساس يمثل أعماق الشخصية.)

واكتفى الناقد جيرمي اوستن بوصف اداء الممثلين العراقيين بالتباين !قائلا أن حوارهم المحلي يَبْدو عاطفيَاً أكثر مما ينبغي ويامل باضحاك الجمهور!!).

نظرة مسبقة عن عاطفية الشرقي عكسها الناقد جيرمي اوستن على اداء الفنانيين العراقيين من دون أن يدرك ان الاداء كان باللغة العربية الفصحى واحتوى على مفردات قليلة جدا باللهجة العراقية.

قضى المخرج اندرو ستيجال وقتا في بغداد والسليمانية لانتقاء الممثلين العراقيين بمساعدة مساعد المخرج العراقي حيدر موسى الذي بذل جهدا خارقا في دمج العرضين بعرض واحد، يصفها بالخطرة فمابين المنطقة الخضراء الامنة نسبياً والمنطقة الحمراء حسب وصفه المتقدة بالموت كان يتنقل بغية التهيئة للعمل الذي لاتكتمل متعته الا في العرض ببغداد، وهو ماسيحدث قريبا ، ومن بعده ينتقل الى الولايات المتحدة.

وقال ستيجال لتلفزيون (رويترز) ان اختياره لاوبرا قصة جندي وفكرة نقلها الى بغداد جاءت اليه بسبب مما سماه السذاجة الثقافية بشأن العالم العربي في بداية الحروب الامريكية ضد افغانستان والعراق.



عملية الكشف والتعلم مع الجماهير
وأضاف ستيجال أعتقد أن الحافز الاول كان شعور بالخوف والقلق والخجل الذي يحيط ربما بسذاجتي الثقافية وشعوري بالاغتراب عن الشرق الاوسط والعرب والعراق وشعوري بالحيرة عن سبب تورطنا في العراق. وما هي الدوافع وراء ذلك وماذا كانت علاقتنا بالعراق ورغبة مني في خلق مجال لي وللفرقة بان نواصل رحلة نقلص فيها هذه السذاجة فكان أملنا ان نشترك في عملية الكشف والتعلم مع الجماهير من خلال المسرحية .


ويعتقد ستيجال ان زيادة الفهم والشعور بالتضامن داخل انجلترا تجاه العراق سيفيد العراق وسيفيد الطريقة التي سنقر من خلالها بالفضل للشعب العراقي ونتواصل معه ونحترمه وأتمنى أن يخدم هذا كلا الجانبين. وبالمثل عندما نذهب الى العراق ستكون هناك مواجهة لجندي انجليزي عند العرض على مسرح عراقي وضرورة التعامل مع هذا من جانبهم وتقبل هذا الجندي وان

يدركوا انه هو والجندي العراقي في انتاجنا بالطبع جندي واحد وهو جندي عالمي. اتمني ان ترتقي الرسالة المتضمنة في الوحدة والتضامن بحوار ثقافي جيد وتشجع عليه وان تؤدي الى احترام بين كلا الامتين .

وقال الممثل البريطاني جوليان جلوفر ان عمليات التدريب على العرض كانت صعبة وان اللغة كانت أوضح العوائق.

وأمل أن تثبت الجوانب الابداعية في المسرحية القيمة العملية لحياة الاشخاص المنغمسين في الاحداث بالعراق.


واضاف جلوفر متحدثاً لتلفزيون رويترز في مسرح أولد فيك أنا متأكد من ان السياسيين الطيبين والامناء حقا والمخلصين والنبلاء المتورطين في هذه الفوضى المروعة يحاولون تحقيق التواصل بيننا جميعا ليس فقط الغرب والشرق الاوسط ولكن كلنا جميعا ليس فقط العرب او المسلمين او اليهود ولكن كلنا فعلا. هذا ما يحاولون فعله وهي مهمة مستحيلة تقريبا. نحن هنا في أحد المسارح المحترمة في العالم والمشهور باعماله الكلاسيكية لشكسبير واشياء من هذا القبيل نحاول بطريقتنا المتواضعة ولكن بالنسبة لنا فانها ليست متواضعة (نحاول) ولا نزعم اننا نقدم الحل بل نحاول ان نظهر ان هذا الامر ممكن ومن المحتمل ايجاد هدف مشترك ومن الممكن المصالحة بين كل هذه العناصر المختلفة .

الانسان اخ الانسان بالانسانية

أما الممثل العراقي علاء حسين الذي يقوم بدور النصف العراقي في الجندي فقال ان الشعور العام بالاخوة بين البشر الذي يمكن رؤيتة غالبا خلال احداث الحرب يعتبر من اسمي الخبرات التي سينقلها خلال العرض.


وقال كل انسان بالعالم متفق على قضية واحدة متفق انه الانسان اخ الانسان بالانسانية بعيدا عن الدين بعيدا عن الدولة بعيدا عن الحدود بعيدا عن اللغة. الشيء المتفق الاخر بيننا هو رفضنا للشيطان رفضهم للشر بصورة عامة حبهم للعمل سويا في طريق واحد يؤدي الى السمو بهذا الانسان.

الانسان هذا هو مخلوق عظيم يحمل صفات لا تحملها الملائكة. فما هو الداعي الذي يجعله يحمل شرا تجاه الاخر ويقتل الاخرين ويذبح الاخرين. هذا كله يثير التساؤل والحزن في نفوسنا خاصة نحن الذين تحملنا ما تحملناه من هذه الاشياء. فان شاء الله هذه الاجواء التي رايناها هنا ننقلها معنا لبغداد .




كرم نعمة: محرر موقع الشرقية
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م