مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بوح الخاطر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-09-2002, 03:27 PM
rasha rasha غير متصل
مصـــ التي فى خاطري ــــر
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 193
Post الأدب والتجربة

مرحبا أخوتى الكرام , قرأت تلك المقالة وأعجبتنى فأوردتها كى تعم المتعة والفائدة,,

****

الأدب و التجربة


ليس الأدب مجرد كلام جميل,مختار اللفظ , محكم العبارة بليغ الصياغة. وإنما الأدب تعبير جميل بالكلمات عن تجربة صادقة,قادرة على التجاوز إلى الآخرين . والمراد بالتجربة ما يجده الأديب في نفسه من عاطفة جياشة ينبض بها قلبه , أو فكرة ملحة يعتمل بها عقله , أو قضية حية يزدحم بها وجدانه. وهذه العاطفة أو الفكرة أو القضية , يمكن أن تكون ذاتية , تتصل أساسا بالأديب نفسه , ويمكن أن تكون موضوعية ترتبط بالحياة والإنسان والكون . وبين هذين الطرفين- الطرف الخاص جدا وهو ذات الأديب , والطرف العام جدا وهو الحياة والإنسان والكون – تأتي تجارب أوسع من الأولى ,وأقل عموما من الثانية. ومن هذه التجارب الوسط :التجارب الاجتماعية والوطنية .

وهكذا نرى أن التجربة –التي هي محرك الأديب ومضمون أدبه وصلب مادته- تبدأ من الذات, ثم تنداح وتتسع إلى أن تشمل الإنسان والكون ... والمراد بصدق التجربة, أن يُحسها الأديب بالفعل إحساسا يسيطر عليه, ويدفعه دفعا إلى التعبير, أشبه ما يكون بالحمل الذي بلغ أجله, ولا مفر له ولا للحامل من المخاض.. وليس المراد بصدق التجربة هذا الصدق الواقعي, الذي يفرض أن يكون الأديب قد عاش –في الحياة – الأحداث التي يُعبر عنها , أو عَرَف في الواقع الأشخاص الذين يصورهم , أو سمع بالفعل الحوار الذي يُجريه . وإنما المراد بالصدق , الصدق الشعوري الذي يفعم به وجدان الأديب ويملأ عليه نفسه , ومن هنا يتخيل وهو صادق, ويخترع الحدث وهو صادق, ويبتكر الشخصيات وهو صادق, ويُجرى الحوار الموضوعي وهو صادق, لأن المطلوب هو صدق الشعور , ومطابقة الأثر الأدبي المكتوب لهذا الصدق ... وهكذا أيضا قد يكون محرك التجربة ومثيرها ما عاشه الأديب وشارك فيه في الواقع , كما قد يكون محرك التجربة ومثيرها ما قرأه الأديب أو سمعه , كما قد يكون محرك التجربة ومثيرها ما تخيله الأديب أو تصوره . والمهم في كل الحالات أن يحس في داخله إحساسا صادقا , وأن ينأى تماما عن الكذب الشعوري والافتعال الذي لا سند له من صدق الوجدان ...
ولأن الأدب- كأي فن- إنما ينتج لكي يتجه إلى المتلقين من قراء ومستمعين , ولأنه أساسا مطلوب منه –أو مفروض فيه- أن يؤثر في هؤلاء الآخرين , وينقل إليهم شعور الأديب أو فكره أو وجدانه أو قضيته ؛ لأن الأدب كذلك كان من خصائص التجربة الأدبية – لكي تكون جديرة بهذا الوصف- أن تأخذ صفه العموم حتى ولو كان مصدرها الخصوص. ومقياس نجاح هذا العموم أن يتعاطف الآخرون مع صاحبها, وان يشاركوه عاطفته, ويقاسموه وجدانه, ويشاطروه فكره أو قضيته..فإذا ظلت التجربة عند حدود صاحبها ولم تستطع أن تستقطب الآخرين , فهي- في الحق- ليست تجربة أدبية وإنما شعور خاص بالأديب , أو مناسبة لم تصل بعد إلى حد أن تكون تجربة ..
ومن هنا يتضح الفرق بين أدب التجارب وأدب المناسبات, فأدب التجارب هو هذا الأدب الصادر عن إحساس صادق وشعور صحيح, والقادر علي أن يعمل عمله في إحساس الآخرين وشعورهم, بما توفر لتجربة الأديب –علاوة على الصدق- من سمة العمومية, تلك السمة التي تجعل القراء شركاء في التجربة, وكأن الإحساس إحساسهم, والشعور شعورهم, والفكرة فكرتهم, والقضية قضيتهم..فالتجربة الأدبية إذن لا بد لها من الصدق ولابد لها من القدرة على التأثير في الآخرين بما يكسبها سمة العمومية.
أما أدب المناسبات فهو هذا الكلام الذي قد يبنى على بعض القول الأدبي , ولكنه لا ينطلق من تجربة أدبية, بالمفهوم السابق لهذه التجربة بحيث يكون أساسه إحساسا مفتعلا لا حظ له من الصدق , مثل كثير مما نقراء من كلام في المجاملات أو الدعاية و أو (الإيديولوجيات) . وقد يكون إحساسا فيه الصدق , ولكنه يفتقد صفة العموم , إما لانحصار هذا الأدب انحصار شديدا في الخصوصية , بحيث لا يرى فيه الآخرون ما يعنيهم أو يحرك إحساسهم , وإما لعجز وسائل الأديب الفنية عن أن تنقل الإحساس –الذي فيه الصدق- إلى الآخرين, فيظل إحساسه هو, لا أثر له في سواه . ومتى فقد الأدب تأثيره وقف عند حد أنه كلام لا أدب و حيث لا تأثير له , مهما كان جميل الشكل بليغ الظاهر...
وبناء على ذلك يتضح أن أدب التجارب ليس فقط هذا الأدب الذي يتخذ موضوعه من مشاهد الطبيعة أو من حقائق الكون أو مشاعر الأديب كالحب والشك وصراع الرغبات, وما إلى ذلك, بل إن أدب التجارب يشمل ما أساس تجربته من الأوضاع الاجتماعية, أو الأحداث السياسية, أو الهموم الوطنية, أو القضايا القومية.. أجل, يشمل أدب التجارب هذا كله, مادام الوضع الاجتماعي, أو الحدث السياسي و أو الهم الوطني أو الدافع القومي, يشكل لدى الأديب إحساسا صادقا, أو فكراً ملحا, أو وجدانا مسيطراً, يرى لزاما عليه أن يعبر عنه, ويقصد إشراك الآخرين فيه.. وعلى العكس من ذلك قد يكون الكلام الذي يدور حول مشاهد الطبيعة أو حقائق الكون أو مشاعر الإنسان كالحب والحنين والشوق وما على ذلك, كلاما لا علاقة له بالأدب, لأنه يفقد الصدق, أو يفقد التأثير الفني لعجز وسائله الفنية عن التعبير . وهكذا يكون هذا الكلام –حتى إذا تحقق له الشكل المنمق والبلاغة الشكلية-أدب مناسبات , رغم انه لا يتصل بالمجتمع ولا بالسياسة ولا بأحداث الوطن...
فمجرد كون موضوع القصيدة في الربيع لا يجعلها من شعر الطبيعة أو شعر التجربة الجمالية المنبثقة من الإحساس بجمال الكون ؛ لأنها قد تتحدث عن الربيع أو الطبيعة , ولا تستطيع أن تنم عن أحساس صادق , أو تحقق مشاركة شعورية لدى المتلقين . وبهذا تكون من كلام المناسبات , الذي يدبجه بعض القادرين لغويا على قول كلام بليغ المظهر, بمناسبة قدوم فصل الربيع.. هذا على حين قد تكون القصيدة قد قيلت في حدث سياسي أو موضوع اجتماعي أو وطني أو قومي ,وتكون من شعر التجارب ؛ لأن المناسبة التي قيلت فيها قد ارتفعت في وجدان الشاعر إلى حد التجربة, وذلك بما حركت فيه من انفعال صادق ووجدان طاغ , وبما توفر لها من ذلك من القدرة على التأثير على الآخرين , بحيث يشاركون الشاعر انفعاله, ويقاسمونه وجدانه, الأمر الذي يكسب التجربة-إلى جانب الصدق- صفة العموم.
إن كل عمل أدبي يقال قطعا بمناسبة, ولكن المناسبة هنا عامة بمعناها اللغوي. أما المناسبة في معناها الخاص والسلبي الذي يعاب به أدب ما, ويوصف بأنه (أدب مناسبات) فهي التي لا ترتفع إلى درجة التجربة المحلقة بجناحي الصدق والتجاوز إلى الآخرين.
وهكذا نرى انه لا يمكن أن يوصف الكثير من شعر أعلامنا في القديم والحديث بأنه شعر مناسبات, لمجرد أنه قيل مرتبطا بانتصار حربي, أو متعلقا بوضع سياسي, أو منطلقا من حدث اجتماعي, وبدعوى أن ذلك كله من المناسبات.. فأكثر أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي- وأمثالهم من القدماء – في الانتصارات العربية. ومعظم أشعار شوقي وحافظ ومحرم – وإضرابهم من المحدثين – في الوطنية المصرية والسياسة القومية والأوضاع الاجتماعية؛ ومعظم هذه الأشعار من شعر التجارب لا من شعر المناسبات, لأن هؤلاء الشعراء قد صدروا فيها عن إحساس صادق, ونجحوا في عرضه علينا, كما نجحوا في نقله إلينا...
فالمناسبة في هذه الأشعار لا تعدو أن تكون المناسبة بمعناها اللغوي وهي المناسبة وراء كل أدب مهما كان.....



كتاب في الأدب واللغة
د. أحمد هيكل



__________________
وطنى لوشغلت بالخلد عنه**** نازعتنى اليه في الخلد نفسى
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 21-09-2002, 03:15 PM
شاعر الاحساس شاعر الاحساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 78
إفتراضي

الاخت رشا .. احسنت الاختيار
موضوع هادف وفيه توجيه للشاعر الذي يكتب فيما لا يحس به فيظهر التكلف في شعره دون ان ينتبه لذلك.

الشعر من وجهة نظري طريقة تعبيرية تحرك الاحاسيس وتخاطب العقل في ان واحد لذلك يجب ان تكون نابعة من تجربة خاصة او عامة واحساس صادق .

وفي اعتقادي ,كلما غلبت مخاطبة الاحاسيس على مخاطبة العقل في القصيدة , كلما كانت القصيدة اكثر مثالية .

تحياتي ... واتمنى لك التوفيق
__________________
لو كان لي في الحب ادنى خبرةٍ ... لوقفت مثلك ظالما متظلما....
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 24-09-2002, 09:49 AM
rasha rasha غير متصل
مصـــ التي فى خاطري ــــر
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 193
إفتراضي

أخى شاعر الإحساس

شكرا لتواصلك,, وأتمنى ان تكون المقالة أعجبتك وباقى الأخوة..

تحياتى

رشا
__________________
وطنى لوشغلت بالخلد عنه**** نازعتنى اليه في الخلد نفسى
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 28-09-2002, 05:09 PM
aboutaha aboutaha غير متصل
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 5,729
إفتراضي

رشا ...

تشكرين بصدق على مجهوداتك ... واختيارتك المميزة
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 29-09-2002, 05:06 PM
rasha rasha غير متصل
مصـــ التي فى خاطري ــــر
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 193
إفتراضي

أخى ابوطه

لا شكر على واجب ,,

فحقا أردت أن يصل ذلك المقال لكل من يستفيد منه..

تقبل تحياتى

رشا
__________________
وطنى لوشغلت بالخلد عنه**** نازعتنى اليه في الخلد نفسى
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م