مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-09-2005, 11:30 AM
moataz moataz غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 528
إفتراضي عودة المسرح اليونانى القديم

عودة إلى المسرح اليوناني القديم
الوضع فى العراق يلقي بظلاله على الإنتاج المسرحي الراهن في بريطانيا

لندن ـ (الوطن): الى اين ارتدت الحركة المسرحية تلقائيا فى ظل الازمة الراهنة ؟ الاجابة انها لم ترتد الى عصر شكسبير او برنارد شو بل الى عصر الاغريق.
فمن المنتظر ان يبدأ خلال هذا الاسبوع عرض مسرحية ( يفغينيا في اوليس) بالمسرح الوطنى ، كما تعرض حاليا في مسرح ينغ فيك مسرحية ( القسوة و الرقة ) لسوفوكليس والتى قام بتحديثها مارتن كريمبس ، ومسرحية (لون) للكاتب الاغريقى يروبيديس تعرض حاليا في مسرح كولشيستر، علاوة على اثنين من الاعمال الخالدة ـ سوف تعرضان في سبتمبر ويناير واحدة بمسرح دونمار والاخرى في سترادفورد تدوران حول مسرحية هيكوبا ليروبيديس.و تقديم هذه الاعمال الخالدة فى الوقت الحاضر يأتى في سياق الحرب الدائرة في العراق.
يقال ان التراجيديا الاغريقية (خالدة) بمعنى انها مؤثرة في الثقافة الغربية على مر الازمان. والحقيقة المؤهلة ان مسرحيات اسكليوس وسوفكليس، ويوريبيديس ، مرت عليها القرون ولم تمثل في مسارح بريطانيا ، الا بعد ان وصلت اليها ترجمات غالبيرت موراى منذ قرن فقط. و حتى ذلك الحين لم تكن تلك المسرحيات معروفة عالميا. وقد كتب ماكس بيربوم في عام 1905 عن قصة (امرأة في طروادة ) وقال :ان لم يكن لامسية باكية اى صدى في انفسنا فانها امسية عكرة).
وما يفسر تجدد الرغبة المتزايدة في الدراما الاغريقية هو تفشى العنف بشكل متزايد خلال القرن العشرين. وقد مثلت مسرحية انتيغون للمسرحى جان انيوا ، لاول مرة فى باريس عام 1944 خلال فترة الاحتلال ،وكان ذلك بمثابة نقطة تحول فى امكانية تحديث سوفكليس. ومنذ ذلك الحين بدأ كتاب عديدون امثال ادوارد بوند ، سيموس هيينى وايدنا اوبرين يستلهمون مسرحيات جديدة بالعودة الى عصر الاغريق.
واكتشف المخرجون في تلك المسرحيات ما يشبه واقعنا الحاضر. فقد ربط المخرج الاميركى بيتر سيلار مسرحيتى اجاكس لسوفيكلس والفرس لاسكيلوس بحربى فيتنام والخليج. وعندما اخرج ديفيد ليفيوكس مسرحية اليكترا في اوائل التسعينات صورت بطلته وقد اعترتها نوبات يأس لاجئة بوسنية.
ولكن عودة الاعمال الدرامية الاغريقية بشكل كبير في الاونة الاخيرة يرتبط بالصراع المأساوى المتأزم في الشرق الاوسط . وقالت كاتى ميتشيل ، التى تخرج مسرحية (ايفغينيا في اوليس) بالمسرح الوطنى : ( لقد كنت ابحث عن عمل مسرحي يخاطب الجمهور عن الوضع الراهن في العراق. و هذه المسرحية ذات رؤية ساخرة ومنبهة لسلوكيات الرموز السياسية وقد كتبت في زمن كان فيه يوروبيدس قد فقد الثقة في القيادات السياسية بسبب عجزها عن التحرر من الحروب المستمرة
و( الجمهور بدرجة من الذكاء بحيث ليس من الضرورى تغيير الاحداث بشكل كبير : على الخلاف من مسرحية يوروبيدس ( اغامينون) الملك الذى ضحى بابنته ، فان تونى بلير لم يقم بقتل ابنائه في الواقع . ولكن ما لاحظناه في هذه المسرحية وغيرها من المسرحيات الاغريقية هو الفجوة بين السياسيين الذين يتحدثون بشكل اخلاقى مجرد و شعورنا الخاص بان كل الاشياء غير اخلاقية ، ومعقدة وغامضة (والامر الذى يدهش ان كل شخص شاهد الاعمال المسرحية الحالية المستوحاة من التراث اليونانى القديم يرى انها مرتبطة بالواقع الذي نعيشه الان اكثر من كونها اعمالا ادبية مصطنعة .و رواية ( القسوة و الرقة ) لمارتن كريبس مقتبسة من رواية تراشينيا للكاتب سوفكليس ، تتحدث عن عالم فيه المدن تسحق ، ويتحول فيه المحررون الى معتدين حيث يصبح العنف فيها مبررا.
احد الوزراء قال : ( اذا كنت تريد ان تقضى على الارهاب من جذوره فان هناك قاعدة واحدة وهى القتل) ياتى ذلك في وقت نفت لجنة اميركية مستقلة محاولة ادارة بوش للربط بين نظام صدام حسين والقاعدة.
وديفيد لان الذى اخرج ( القسوة والرقة ) لمسرح يونغ فيك ، لا يرى اى مشكلة في تحديث المسرحية. واشار الى ان المخرج لوك بوندى مر عبر مسرحية سوفوكليس بينما كان يبحث عن اوبرا هانديل ،(هرقل ) فوجد فيها شيئا منسجما مع عالم يبحث عن تبرير لغزو العراق. ان عودتنا الى الاغريق انما بسبب تفاعل الاغريق البديهى مع العالم القديم وقد استخدم سوفكليس اسطورة يقال ان جميع المشاهدين قد انتقدوها في وقتها. وبطريقة مماثلة نحن نستخدم مسرحية سوفكليس كوسيلة لتلميع واقعنا).
ورغم ، ان مسرح ينغ فيك عاد بالتاريخ الى سوفكليس ، فان الذى هيمن على المشهد الحالى هو يوروبيدس، وليس من الصعب ادراك السبب. فقد عاش في فترة كانت تعيش فيها اثينا حربا ضروسا مع سبارتا وثماني من مسرحياته الـ (19) الخالدة تعالج مشكلة العواقب السياسية والاجتماعية الكارثية الناتجة عن الصراع. ان شكوكية يوريبيدس تخاطب مباشرة عصرنا الحالى : حيث كتب الروائى دون تيلور ، الذى استخدمت ترجمته لرواية ( ايفغينا في اوليس) في المسرحية المعروضة حاليا بالمسرح الوطنى ، كتب يقول : ( ان يوروبيدس قد دمر البطل الهوميروسى الا ان شكسبير اعاده الى مكانته فى ترويلس وكريسيدا).
ومن المثير للاهتمام ان مسرحية هيكوبا ليروبيديس ، الذى ظل يكتب على مدى 16 سنة قبل ان يكتب مسرحيته ايفغينيا ، تعتبر افضل مسرحية انتجها مع مسرحيتين أخريين فيما بعد. فمن ناحية فهى عبارة عن دراسة شخصية لارملة الملك بريام والتى دفعتها معاناتها الى الثأر. و لكن جوناثان كينت ، الذى اخرج المسرحية التى سوف تعرض في مسرح دونمار في سبتمبر ، نظر اليها بشكل اكبر من كونها مجرد دراسة لشخصية يائسة. ووصفها بانها : ( واحدة من اكثر الاعمال التى تعبر عن بشاعة الحرب في كتاباته وقد اتى فرانك ماكغنيوز بنسخة جديدة تعطى الاحساس بالمعاصرة ولكن عندما يأتى التطبيق فانه لا بد من وضع توازن بين ايصال الرسالة واتاحة الفرصة للجمهور لايجاد روابط سببية بنفسه. وسوف يكون خطأ فادحا ان يستثنى العمل بشكل تجريدى البصرة او بغداد. ولكنها سوف تكون ايضا علامة فشل اذا لم تتمكن المسرحية من تذكير الناس بالعراق.
ان الحرب العراقية قد لا تكون السبب الوحيد الذى اعاد للمسرح اليوناني شعبيته. فالترجمات الحديثة بواسطة شعراء مرهفى الحس امثال تونى هاريسون وتيد هيوز جعلت من المسرحيات متاحة للجميع.ولكن في النهاية فان الفهم الاغريقى لعواقب الحرب والفجوة بين الخطاب العام والشعور الخاص هو الذى جعل تلك المسرحيات ذات علاقة قوية بعالمنا المتصارع حاليا.


مع تحياتي

moataz
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م