مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #17  
قديم 02-12-2006, 06:43 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مندوب المبيعات

في العادة يذهب الناس لمكان السلعة ويطلبونها في الأسواق، لكن أحيانا تأتي السلعة لعند الناس أو يأتي من يبشر بها ويصنع لها الدعاية، وهذا النمط من الخدمات ليس حديثا، فإن حمل السلعة والطواف بها كان يتم قبل سوق (عكاظ)، واستمر بأشكال حتى تطور لهيئات مختلفة، فلا زلت أذكر عندما كان يطوف قبل أربعة عقود مربي الماعز بين حارات المدن ليحلبوا ماعزهم أمام المشتري حتى يلفُوه بهالة من الثقة بعدم الغش ..

لكن أن يمتهن صبايا وشباب بعمر الورد تلك المهنة ويحملون معهم حقائب كبيرة لا يستطيع حمار أن يحملها، ويضعونها برفق وابتسامة تمرنوا عليها جيدا ويرددون كلاما يطلب الصفح والاستئذان ممن يقتحمون عليه المكان سواء كان في مكتب أو بيت أو غيره، ويسارعون في إخراج أفضل ما لديهم من سلع تتناسب مع موسم ما، فدفاتر أو أقلام أو مساطر في موسم افتتاح السنة أو الفصل الدراسي، وسكاكين وأدوات مطبخ قبل موعد الغداء، لارتباط تلك الفترة بفقدان الموظفين للياقتهم البدنية وتهيؤهم للذهاب لتناول الغداء، وما للسكاكين علاقة بذلك .. وأحيانا يستخرجون زجاجات من (عطور) مغلفة بشكل جيد ويفتحون واحدة تلو الأخرى، ويرشون بعض(بخات) منها على يد الزبون، وكأنهم في تمرين للتنويم المغناطيسي، مع ذكر السعر الذي لا يساوي عُشر زجاجة عطر معروفة وتحمل نفس الماركة، وهي حيلة باتت مبتذلة .. كل ذلك كان مستجدا وحديثا برز خلال عقدين من الزمن.

عندما أوقف سيارته الفارهة أمام المكتب، ونزل منها كان يحمل معه عكازا أنيقا يتناسب مع ملابسه الأنيقة، وإن كان عندما يسير يظهر لمن يراه أنه تعرض لحادث كسرت فيه أكثر من عظمة رئيسية، وثبتت بواسطة براغي وقطع معدنية، و يخيل لمن يراه يمشي، أنه يسمع صريك احتكاك القطع المعدنية..

كان مدير المكتب منشغلا في عمل كتابي، في حين كان يجلس على بعد مترين منه أحد الزوار الدائمين الذين استنزفوا مبررات تواجدهم منذ مدة، وهؤلاء كثر يترددون على المكاتب والمتاجر وأحيانا (صالونات الحلاقة)، بشكل برنامج يومي فتبدأ سهرتهم في تلك الأمكنة منذ التاسعة صباحا.. كان يستغل انشغال مدير المكتب بعمله، ليدخل عقلة كاملة من سبابته في أحد فتحتي منخاره، عندما تفاجأ بدخول هذا الرجل المكسَر، والذي يصطحب معه فتاة قد أعياها الجهد حتى دخلت في ملابسها الضيقة و الملونة بألوان غريبة.. فأخرج عقلة أصبعه من فتحة أنفه ليتابع ما رأى..

قامت الفتاة بتقديم السيد (المكسر) الذي ينتهي اسمه باسم عائلة معروفة لمدير المكتب، الذي بادر بسؤاله: هل تعرف فلانا وفلانا؟ ، فأجاب نافيا بابتسامة تدرب عليها جيدا، وقال أنها عائلة كبيرة وتتوزع في عدة مدن، بل بعدة أقطار. ثم انتقل بطريقة محترفة بسبب زيارته، وكانت الفتاة التي استخرجت جهاز كمبيوتر (نقَال)، تعمل معه ثنائي يعرف كل منهما دوره جيدا.. وقد عرضا خدماتهما بأنهما يقومان بتزويد الشركات بدفاتر وأقلام وولاعات وأدوات مكتب، وعرضا منها عينات ممتازة، وكان السعر أقل من الأسعار لسلع مشابهة بحوالي الثلث، فوافق مدير المكتب على عرضهما، وقد يكون تأثير الفتاة التي استخرجت عقلة الأصبع من أنف صاحبها لها دور ..ولم يأخذوا قيمة الصفقة التي بلغت حوالي ستمائة دولار، نقدا، بل بشيك مؤجل لثلاثة شهور، وبعد ثلاثة أيام جيء بالمطلوب الذي تم الاتفاق عليه ..

وفي السنة الثانية تكررت القصة مع نفس الشخصين .. وتم زيادة المطلوب من المواد الدعائية .. كما قام مدير المكتب بخدمة لهما أن أعطاهما بعض عناوين المكاتب ليعرضا خدماتهما عليهم، وهو نفس الدور الذي قام به في العام الفائت، إذ تم تعريفهما بعدة أسماء وعناوين وأرقام تلفونات ..

في السنة الثالثة، وبعد أن اتصل مدير المكتب بالمكسَر على هاتفه الجوَال، حضر ومعه عدة العمل بما فيها الفتاة ضيقة الملابس، وعرضا نماذج من سلع وأدوات دعائية فاخرة جدا، وبأنها بسعر منافس بالسوق، وعليها عرض فيما لو تم الدفع نقدا، وكان الفرق بين النقد والأجل يعادل الثلث تقريبا، على أن يجري التسليم بعد أسبوع، ووافق المدير (المضبوع) بالعرض، ودفع لهما شيكا يصرف بعد أسبوع ..

لكن الأسبوع ذهب، وذهب معه الأسبوع الثاني والثالث، واتصل الذين ينعمون بتلك النماذج الدعائية التي توزع قبل رأس السنة، أين حصتهم من تلك الهدايا؟ والمدير يحاول الاتصال بالمكسَر، عسى أن يجيب، ولكن لا إجابة..

وعندما استفسر من بقية الذين كان يتردد عليهم المكسَر وجدهم قد وقعوا في نفس الشرَك، وانتهى موسم توزيع الدعايات وانتهت الرغبة في البحث عنه!
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م