غريب
وأشعثَ خوّاض الكتائب قائمِ
.........ويُسلِمه الأهلون عند التصادمِ
أخي سُؤددٍ حرٍّ رحيبٍ مداره
.........على حينَ يُسفَون الرَّغامَ لغَلْصَم
تفرَّد مثل السيف دون صحابه
.........كذلك تعلو الأُسدُ فوق السوائم
فأطلق في الأنحاء صيحةَ حانقٍ
.........على شبحٍ للرُّعبِ حلَّ كغَيْهَم(1)
فطلَّق لذاتٍ وأعتق نفسه
.........ومدَّ جناحاً ليس لَمَّةَ حالم
يخافون من موتٍ ويحسب فوزه
.........بعَيْش إباءٍ أو بميتة لاحم
يزيلونه من أن يذودَ لحوضه
.........بتكثير جَمْعٍ للغزاة مخيِّم
يقولون لا تهلك غروراً فإنما
.........أتوك بأسراب النسور الأشائم
فرجَّعَ أمراً للإله وقال: لا
.........يُردُّ قضاءٌ ، هل على الذبح نرتمي!
ومن يُعذِرُ المرءَ الغداة بنَشره
.........سوى أن يبيع النفس غير مُساوم
وسوف تبدَّى حين تُكشَفُ عَميَةٌ
.........صراطُ السويِّ النهج والمتلوِّم
فلو كان قَرني واحداً لكفيته
.........زبيراً أرى صَلْبي علوَّ علائمي
ألا فاعلموا أن الديار عزيزةٌ
.........وأن الحمى يُصليكمُ بجهنَّم
تميدُ فتنشقُّ السماء عواصفاً
.........وترجمكم حصباؤه بالقواصم
فلن تعقدوا غاراً لتاج انتصاركم
.........فزيتوننا إن تلمسوه كشَيْهَم(2)
ستغدو دموعٌ للأرامل لعنةٌ
.........عليكم ، بها تُغذى حفيظةُ يُتَّمِ
فهل ينتهي صوتي لكلِّ مجاهدٍ
.........فيرتدَّ لُغماً دون حرمة مسلم
فلا تحسبوا أن النفوس رخيصة
.........غلونا ببذلٍ لا بذّلة راغم
سَرَجنا خيولَ العزِّ صَعباً قيادها
.........نجوز بها الجوزاء أهلَ كرائم
جنوداً لحقٍّ سوف يخفق هادياً
.........يديل عروش الباطل المتورِّم
(1) الغيهم: الظلمة
(2) الشيهم: الدلدل ، وذكر القنافذ ، أو ما عظم شوكه من ذكرانها.
آخر تعديل بواسطة mubarrah ، 12-11-2001 الساعة 05:57 AM.
|