الوطن النائم...

[الحاج بومدين شعيب]

وأرخي ستار الحياة… و نمنا وما نام قـط فؤاد الزمن
ولن توقظ الذكريات ضميرا تحجـر مثل إله الوثن
ولكن فيـها اعتبارا إذا لم يفدنا جميعا أفاد الفطـن
أتذكر يوم دفعنا الفداء دماء على كل شبر ثمن
ويوم أخذنا على الغرب كيف تـرا ض الحياة بـفكر مرن ؟
فكانت ضحايا ومات رجال وعشنا بـأرضك قرنا سخن
وأرض القداسة ملك جدودي بـها قد كفوني مشاق الظعن
فـأين تبتـل أحمـد مـنا وعيسـى و موسى بناة الدمن ؟
فتلك القداسة أمت رجالي ونـور السماء بـأرضـي اقترن
وأين اخـتفي طالبـوا جامعات تخرج شخصا بعشر مهـن ؟
وأين اختفت ثروات أبينا تهـرب جهـرا و ملء السفـن
كمن بال بين الحضور اضطرارا وراح ينظـف ما يحتقـن
وأين نحـد رفعناه رمـزا عـلا أي بيـت بـكل المـدن ؟
و أين افتـخارا بحـرية من سـنـاهـا جـنى الغـرب علمـا و فـن ؟
دفعت رهـان السباق و غبت بـخط الوصـول لمـا لـم تكن ؟
ولـدت طليـقا و عشت أميرا فمن أين هـذا اللباس الخشـن ؟
و منك علت جعجعات فـأين الــطـحين ؟ و أين إناء اللبـن ؟
وكـم أنت ساه وبين الجحيـم مقـامك أم خـدرتك الحقن ؟
لماذا نفاخر أنا صحونا ؟ و مـنا بنـى الجهـل جيل الفتـن
لماذا نفاخر أنـا بنينـا ؟ ومـنا أنـاس بـغيـر سـكن
ودوما نواعد قيسا بـليـلى ويـوم الـزفـاف نجيـب بـلن
ومن قـال يوما مـلكنا البحار لمــا يستحـم بـواد عفــن ؟
أسيان من صـرع الثـور حـقا ومن جـاء بـعده جـز الأذن ؟
أغثـني بـربك يا سيدي لا تغـني الفـؤاد أعـان الحـزن ؟
سئمنا الوعود وماتت أمـال فـأين الآجال لمـا لم تحـن ؟
و يا عجبـا من ضميـر يعاني الـعـذاب الأليـم لمـا لم يجـن ؟
وقـال عسـى بعـد حين يعـود قليـلا من الرشـد عقـلا يئـن
تعنـف حجـاجهـم عن ضحـايا ونجلـك يقتل ألفـا بَضـن
بسـر البلاد إشترى قـرية ثــــــ ـم قال كفـرعون أنتهـم لمـن ؟
فمـا من حديث كيـوم القيـامـــ ــة إلا إذا بالكـلام أذن
كـنمل بـدا في جناحين يـومـا وقـال عـلى النمـل أنت هجـن
وضعـت الرهـان على جنـة الخـلــــــد أو جنـة من جنـان عــدن
ولمـا اغتصبـت ضحـاياك مـنا تـوليتـنا أخـرسـا لـم يبـن
كنغـم الصـدى يطـرب الحاضرين ولمـا انقـضـي ما يجيـد سكـن
خيـالك من جنـد طـالـوت خـان بـماء وعنـد اللقـاء جبـن
وطفـلك طفـل لنـوح إذا مـا ينـاديـه بـر الأمـان ركـن
حسبنـاك مصل علوم وحين سألناك جـدوى بقاء الاحــن
أجبــت، أعادوا لنا الأرض و الرو ح لا زال عند عداتي رهـــن
كديك يحـاكي انتفاخــا لصــولـــ ـة ليث و يوم رآه مـــجــن
فـأين بحــار أتى الشعـر منهـا ؟ وحـاز على الغيـر لقـب اللقـن
وسـاد صـدى الخائنيـن يغـني أغـان الخيـانة دون لـحن
كـرامة أمـتنـا لاتبـاع يسـكرهـم إن شـروا فببـن
ظنثاه محض مجون و لمــا اكـــ تشفنا الفناجين ملئ لــكن
كـصـرصـور فصل الشتـاء يمـوت يصفـر جـوعا ليطـرب مـن ؟
أكلتـم شـبـابي وعمـري و لمــا علـى صـدركم طـال شعـر الذقـن
بـدأ تـم عتـابي وحتـى عـقـابـي وقلتـم أبـونا كبيــر مســن
كمـن حــاز في الحـرب نصـرا و لمــا تـولـى من الخلـف عمـدا طعـن
و بنت بــلادي تـريد عـذاب فـؤاد ، بمرأى الجمال افتتــن
و قالت أهيئ فــورا لزوجــي طعـامـا و مـاء ووجـها حسن
و أفتـى الفقيه "… بنات شعيب عملـن .." لمـاذا أنـالا أعـن ؟
و من لمســة امـرأة ألهم الغر ب طيف الحضارة علـما لــدن
ضبطنـا الزرار على ما تشــاء و حــان الأوان و ليست ترن
فـأنت السراب سـقـى العين مـاء و عـاد الوعـاء بـلا قد قرن
و في الشارع الـخصر منك لخصـر الرجــال أمام الجميع احتضن
أهجت جنـوني، و قلت بفن … فهـذا خطيبي، وهذا خـدن
تخـال النسـاء نعاجا يسقن إلى الذبح قهـرا، أنا من يحـن
سطـا عن خبائـك علج فمت فـأين القصاص و سـن بسن ؟
وحتى يحقق فيها الطبيب و يمضي القضاء بأمر الدفن
علا فوق خمسين عام أبـوها يحدق ، ماذاق طعم الوسن
يعاتب جيرانه كيف ناموا و ما انزعجوا بالسلوك الرعن
و لكن حب الحياة و خــوف الــ خــراب ، يقلب ظهر المجن
و يشهد عقل عقيم لديهم على صدق ، من خاف دوما أمن
و ألف كتاب تزيد عذابي و تشكو من المبغضين لعن
و صرخة قومي على الغاصبين فتوأم صرخة طفل ختـن
و كم حاول المخلصون ومن ثــا ر عـامـا تتـوج ثم دجـن
و سار على الدرب كالسائرين يروج أمرا و ضـدا يكـن
و أفشـى لـدى السامعين بأن الـــــ حضارة تنكر خلق الضغن
و إن قال أمرا بوحي العدى قد يقوم و يقعد شهرا يمن
وغنى دموع التماسيح شعرا تغازل قدسا هوى و امتهن
كماء على النيل عاش بصيف مع الناس عرى و غض الجفن
و أوصى بسـر الأمانة ساعي الـــ بريد فمن خان لا يؤتمن
و لما عرفنا الحقيقة قلنا عرفنا و يا ليتنا لم نخن
جفنك نجومك يا وطني و أتى الحظ نحسا أبى أن يبن
وغاب نسيم الصبا في الربيع كـزوج وراء الحدود سجن
فلست تشم شذى عطره أو ترى صورة الوجه خلف الزمن
مـآسيك عزت طريد الجنان على فوز آدم يوم لعن
و جند الردى حل ضيفا عليك يرى في جوارك ملكا حصن
و ما قيل عنك قليل ، ألا أيـــ ــن ما ظهر اليوم مما بطن
و عيبي سرى في عروقي و دمي و قلبي و روحي فما أطمئن
لغير رؤاك، و إن كـان قلبــ ـك قاس، فقلبي خجول يقن
بأني على أرضك اليوم كبش فداء على العربات شحن
أمثلي يباع بأوزان قمح و يحصى قناطير عشرا بطن
و أنسى كتاريخ قوم على ها مش في كتاب قديم ثخن
و أؤد غرا ،فتطمس بســمـ ـة قلب حـوى حبكم و اختزن
و قد مسني عندك اليوم هون و حولي تطل آلاف الئكن
و لو عاد طيفك احلامنا سـ ـيرى كم ننادي سئمنا الهدن
و حاشاك با وطني أن تكون فقط مثل شعري سليطا لسن
فما يسكن الناس بيتا أنيقا جميل الطلاء بأمس دهن
إذا كان رغم الزكام و فيه شذى لا يزال يضوع نتن
سألتك بالله أين التقيت سليم الجنان سليم البدن
قرأت السؤال على كل وجه بأرض الجزائر حتى اليمن
و منك بلادي وفيك علمت بأني مهان و لو لم أهن
و فيك من الصالحين و لكــ ــن ألفا تدين و بعضا يصن
و ليتك تحظي بمجد جديد يعانق مجدا قديما متن
فعندك خير كثير ، كثير و أرضك نور تضيئ منن
و مـا غص شعبك بالمجد إلا وتبنى الحضارة وفق سنن
و نومك يا وطني ليس يبقى إذا ما نبذنا طباع الوهـن
و من قبل نوح نجا فوق لوح و أبدع سر النجا في العلن
و لقن درسا لكل فتي في الـــ ـورى، كيف يرقى إذا ما امتحن
و يا وطني إن تغنيت يوما بأنا دفناك تحت المـحن
فغن ملكت السحاب و ضوء الــ ـنـجوم ، و يا ليتني اليوم قن
و صل صلاة الجنازة فـورا علينا ، و إن غاب ثوب الكفن
لأن اكتسينا بأسمال قـول و لن يصنع القول مجد الوطن
فهل سوف تحيا حياتك يوما و نحكي حكايا بدون دخن
و حتى نشاهد طلعته سـو ف نبقى على الجمر نشوى إذن

الحـاج بـومدين شعيب

e-mail : chaaib_dz@ayna.com

[سلاف]

و صل صلاة الجنازة فـورا علينا ، و إن غاب ثوب الكفن
صدقت، فلا حول ولا قوة إلا بالله

[عـادل]

صــدقــت