من كان يمتلك التفاؤل فليقلْ -- وصباحه مسكٌ وأنوارٌ وفُلْ
هذه من القديم، وتعليق مجدي جميل.
يقول ابن زيدون:
معاهِدُ أبكيها لعهدٍ تـصرَّمـا
أغَضَّ من الورد الـجَنِيِّ وأنْعَما
لبسنا الصِّبا فيها حَـبيراً مُنَمْنَما
وَقُدنا إلى اللذّاتِ جيشاً عَرمْرَما
لَهُ الأمْنُ رِدْءٌ ، والعداوَةُ مرْبَـأُ
وأقول:
فكان انتصارٌ ليسَ يُنسى فخارُهُ !
ودامَ لنا أمنٌ طويلٌ دثـــارُهُ !
وتَمَّ لنا مـجـدٌ رفيعٌ وَفـارِهُ!
وكـانَ لنا يومٌ على الرومِ عارُهُ !!!!
وهذي لنا غرْناطَةٌ مُـتَـبَـوَّأُ !!!!!!!
ويقول:
ظعنتُ ، فإنَّ الـحُرَّ يُجْفى فيظعَنُ
وأصبحتُ أسلو بالأسى حينَ أحزَنُ
وقَرَّ على اليأْسِ الـفؤادُ الـمُوَطَّنُ
وإنَّ بـلاداً هُنْتَ فيــها لأهْوَنُ
ومن رامَ مثلي بالدَّنِيـَّةِ أدْنــأُ
وأقول:
ظعَنّـأ جميعاً يا ابنَ زَيدونَ فاعْلَمِ
ولـمْ يّبْقَ صرحٌ واحِدٌ لم يُهَدَّمِ
كأنَّ الأسى واليّاْسَ ضـرْبَةُ مُلْزِمِ
أُناساً وأوطانـاً وَسِمْنا بِمَيْسِمِ
ومنْ نَبَذَ الإسلامَ لا شَكَّ أَدْنَـأُ
وأقول:
"وما من بديلٍ" صارَ ذاكَ شعارَنـا
وظلَّلَ جُنْدُ الشَّرْكِ بالـعارِ دارَنـا
وصِرْنـا نرى في المجْدِ والعِزِّ عارَنا
ويطرِبُنا أَنْ كَرَّسوا إنْشِطـارَنـا
ومن خَصْمُهُ الـرحمنُ أدنى وأردأ
|